في خطوةٍ من شأنها تعقيد الأمور في الملف النووي الإيراني وأزمته واستباقًا للرد الإيراني الرسمي على العرض الغربي الخاص بالحوافز النووية، اتفق وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافةً إلى ألمانيا على إحالة الملف النووي الإيراني مجددًا لمجلس الأمن، وذلك خلال اجتماعهم في باريس وفي هذا الصدد قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنَّ إيران "لم تُبدِ أي مؤشرٍ على أنَّها تتعامل بجديةٍ مع المقترحات الأوروبية المتعلقة ببرنامجها النووي"، من جهةٍ أخرى أكدت طهران على أحقيتها في استمرار برامجها الذاتية لتخصيب اليورانيوم. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) إنَّه خلال الاجتماع أطلعهم المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا على آخر جولة محادثات له أمس الأول في بروكسيل مع مسئول الملف النووي الإيراني علي لاريجاني، والتي كان الاتحاد الأوروبي قد وصفها بال"مخيبة للآمال"، إلا أنَّ متحدثة أوروبية قالت إنَّ الاتحاد لا يزال متمسكًا بالتوصل إلى حلٍّ عن طريق التفاوض مع الإيرانيين، رغم أن الخطوة الأخيرة بإحالةِ الملف لمجلس الأمن تهدد بفرض عقوبات على طهران. على صعيدٍ آخر، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة (رويترز) للأنباء إنَّ واشنطن تأمل في أن يتم اعتماد قرار في المجلس بحلول الأسبوع المقبل يلزم إيران بوقف أنشطتها لتخصيب اليورانيوم، وأضاف المسئول- الذي رفض الإفصاح عن هويته- أنَّ المداولات في المجلس بشأن الملف الإيراني ستبدأ يوم الإثنين المقبل. في موضعٍ آخر دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان طهران أن تتقدم بما يفيد "أنها جادةٌ في التعامل مع العروض المقدمة إليها لإقناعها بالتخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم"، وقد صدرت تصريحات عنان هذه مع بدء اجتماعات وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافةً إلى ألمانيا. من جانبٍ آخر، وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس رد إيران على مقترحات الدول الغربية بشأن برنامجها النووي بأنه "مخادع ومنقوص"، أمَّا مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي قد حذَّر من أن المجتمعَ الدولي بدأ "يفقد صبره" بسبب تأخُّر طهران في الردِّ على العرض.