تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الجمعة 9 أغسطس ، عن اعتقال النظام الانقلابي في مصر لمسافرة أمريكية بسبب انتقادها الحكومة علي حسابها ب"فيسبوك". وقالت أن الأمريكية ريم محمد دسوقي، التي تحمل كذلك الجنسية المصرية ، عندما وصلت الشهر الماضي يوليو، إلى القاهرة من العاصمة الأمريكيةواشنطن بصحبة ابنها البالغ من العمر 13 عاما، احتجزتهما السلطات المصرية في المطار. وذكرت أن السلطات صادرت هواتفهما وقامت باستجواب الأم، وتحفظت عليهما لساعات. وتعمل ريم، مدرسة في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، وتحمل الجنسيتين الأمريكية والمصرية، وكانت جريمتها المزعومة انتقاد الحكومة المصرية عبر حسابها في "فيسبوك". ووجهت السلطات المصرية إلى ريم تهمة إدارة حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، اعتبرتها معارضة للنظام. لكن المسؤولين لم يكشفوا عن أي منشورات مسيئة، إذا كانت موجودة حقا، التي أدت لاعتقالها. ولم تستجِب الحكومة المصرية لطلبات الصحيفة الأمريكية التعليق على القضية. وبحسب الصحيفة، فإن السلطات المصرية اعتقلت كذلك شقيقها نور، الأسبوع الماضي، عندما ذهب لزيارتها. ولفتت إلى نجل ريم، الذي يدعى مصطفى حامد، يقيم لدى أقربائهم ويتمنى أن يتمكنا من العودة معا إلى منزلهما في لانكستر ببنسيلفانيا قبل بداية العام الدراسي نهاية الشهر الجاري. ونقلت الصحيفة عن طفل ريم قوله: "أريد عودة أمي، هي لم تفعل أي شيء خاطئ". وبحسب الصحيفة، فإن السفارة الأمريكية في القاهرة تتابع القضية عن بعد. ونقلت عن المتحدث باسم السفارة الأمريكية في القاهرة، مايكل هاركر، قوله: "نعلم بقضية دسوقي، ونقدم خدمات قنصلية في الوقت الحالي"، رافضا المزيد من التفاصيل. وتحدثت الصحيفة مع مسؤول آخر في السفارة الأمريكية، الذي قال بدوره: "كما هو الحال دائما، عندما نعلم بأخبار احتجاز مواطن أمريكي، نطالب بتدخل القنصلية مع السلطات المصرية. ولأسباب تتعلق بالخصوصية، لا يوجد المزيد للنشر". وأكد أقرباء ريم ومحاميها للصحيفة، أنه لم يزرها مسؤول قنصلي أمريكي في سجنها منذ اعتقالها قبل ما يزيد على الشهر. واعتبر نشطاء حقوقيون اعتقال ريم أحدث مثال على كيفية إسكات حكومة عبدالفتاح السيسي معارضيها. وأكدوا أن النظام ضيَّق الخناق على الوسائل المختلفة للتعبير عن الرأي، وبوجه خاص الانتقادات عبر الإنترنت لحكم السيسي وأي منشورات يعتبرونها تُشوِّه صورة مصر. من جانبه، اعتبر مؤسس "مبادرة الحرية" الحقوقية المهتمة بالمعتقلين السياسيين في الشرق الأوسط ومقرها واشنطن، محمد سلطان الدسوقي أنه يعبر عن مستويات القمع التي وصلت إليها مصر تحت حكم السيسي. ولفتت الصحيفة إلى أن سلطان مصري أمريكي أيضا، وكان معتقلا سياسيا أيضا لمدة عامين تقريبا في مصر. ولفتت الصحيفة، إلى إحصائية المعتقلين في سجون السيسي، الذين يحملون الجنسية الأمريكية، وقالت إنه يبلغ عددهم 18 سجينا.