لاتزال الانتقادات الدولية لسفيه الإنقلاب عبدالفتاح السيسي -على أهميتها لتوثيق جرائم الانقلاب- إلا أنها غير كافية وهي نوع من حفظ ماء الوجه بينما الحقيقة هي أن هناك تواطئا رسميا من الغرب مع السيسي وديكتاتوري الانقلابات والثورات المضادة ضد الربيع العربي.. ومن بين أبرز المؤسسات الدولية صحفا عالمية ومؤسسات دولية كالأممالمتحدة حيث أعرب مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، في بيان عن الأوضاع في مصر عن قلقه حيال الاعتقالات والاستجوابات والاحتجاز للنشطاء والمدونين والصحفيين خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقالت المتحدثة باسم المكتب: إن "الحجز التعسفي أصبح مشكلة مزمنة، ودعت السلطات المصرية إلى ضمان حقوق جميع المحتجزين بشكل كامل وسلامتهم الجسدية والنفسية، واتباع الإجراءات القانونية الواجبة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين حاليا من قبل السلطات المصرية لممارستهم حقوقهم الإنسانية المشروعة". صحف غربية وقالت صحيفة نيوزويك إن النظام المصري يتعرض على نحو متكرر لانتقادات من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان لقيامه بقمع المعارضة. وناشدت آية حسام نجلة حسام خلاف عضو حزب الوسط وعلا القرضاوي نجلة الشيخ القرضاوي ل"نيوزويك" مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي أن يتدخل للإفراج عن والديها علا القرضاوي وحسام خلاف المعتقلين منذ 30 يونيو 2017 وتذكره بأنهما من بين نحو 60 ألف معتقل سياسي في مصر. فيما قالت الناشطة آية حجازي -سبق وتدخل الرئيس الامريكي ترامب لإطلاق سراحها من سجون السيسي- في مقال للرأي نشرته صحيفة واشنطن بوست، إن "رفض إدانة الديكتاتورية العسكرية وأفعالها له تداعيات مخيفة على مصر"، وأنتقد التزام المجتمع الدولي الصمت تجاه تلك الاعتقالات، وتساءلت: "بعد حملة القمع الأخيرة في مصر، هل سيواجه العالم أخيرًا وحشية سيسي؟" وأضافت: "السيسي يستخدم خفة اليد الكئيبة عندما يتعلق الأمر بالاعتقالات، حيث يتم إطلاق سراح سجناء ثم إلقاء القبض على آخرين، مبينة أن السيسي أصدر عفوا عن 712 سجينا بمناسبة عيد الفطر بينهم شباب سجنوا في احتجاجات مناهضة للحكومة، وبالمقابل يعتقل أخرين. اتصال بنس أما أحدث الانتقادات كان اتصال هاتفي من "مايك بنس" نائب ترامب قبل أسبوع مع القاهرة، بشأن توقيف النشطاء تيارات غير الإسلاميين، أبرزهم، شادي الغزالي حرب، وهيثم محمدين، ووائل عباس وشادي أبوزيد، وأمل فتحي، وحازم عبدالعظيم. وفي بيان للبيت الأبيض، أجرى بنس اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أعرب خلاله عن قلقه حيال توقيف النشطاء المصريين، بموازاة دعمه لقرار السيسي بإطلاق سراح أكثر من 300 سجين مؤخرا، بينهم الأمريكي أحمد عطيوي (متهم في قضايا تظاهر).. ورجح الخبراء للأناضول وجود 3 أسباب وراء الضغوط الأمريكية على مصر، وهي: "ترضية الداخل الأمريكي المؤيد للملف الحقوقي، وعودة النمط التقليدي في العلاقات بين القاهرةوواشنطن، والتخديم على المصالح الأمريكية بالمنطقة". فيما استبعد ثلاثتهم أن تصل تلك الضغوط الأمريكية لتغيير جذري في العلاقات المصرية الأمريكية على المديين المتوسط والبعيد. مصالح ومكاسب وذكر مراقبون أن الانتقادات العالمية لا تزال على استحياء وتقتصر على منظمات حقوقية أو صحف لا الحكومات الغربية التي تدعم الانقلاب بسبب مصالح ومكاسب تستفيد منها مثل صفقات السلاح وشراء أدوات التعذيب والتجسس على المصريين منها وحماية الانقلاب للدولة الصهيونية والخشية من عودة التيار الإسلامي للساحة مرة أخري بما يضر بمصالحهم. وأضافوا أن عمليات الافراج التي يقوم بها السيسي يسبقها اعتقالات للعديد من الصحفيين والسياسيين اخرهم الصحفي محمد سعيد بجريدة الحرية والعدالة المختفي قسريا منذ الجمعة الماضية بعد اقتحام منزله ونهب ما به. الطريف أنه حتى الأطراف "المدنية" ممن دعموا بقوة 30 يونيو و3 يوليو أرسلت أجهزة السيسي بلطجية –المواطنين الشرفاء- لتخريب حفل إفطار الحركة المدنية وأعتدت بالضرب على المشاركين، في ظل وعود السيسي أنه سيكون رئيسا لكل المصريين وسيفتح صفحة جديدة يستبعد منها الإرهابيون فقط!