تواصلت الاحتجاجات السودانية في العاصمة الخرطوم ومحيطها اليوم الخميس 28 فبراير ، المناهضة للنظام الحاكم، رغم قرار عمر البشير بفرض حالة الطوارئ ، مرددين هتاف "يسقط بس". وقد ألقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على نحو 400 محتج في أسواق أم درمان الكبرى بالمدينة التي تقع في مواجهة الخرطوم على الضفة الأخرى من النيل. حسب شهود عيان. واحتج نحو 250 شخصا في شارع الصحافة زلط، وهو أحد الشوارع الرئيسية بالعاصمة. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بعد أن حاول عدد من المحتجين إغلاق الشوارع الجانبية بالحجارة والإطارات المشتعلة لمنع قوات الأمن من ملاحقتهم. وقال شهود إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على نحو 250 متظاهرا في شارع الستين في شرق العاصمة الذي يعد منطقة راقية. وواجهت الشرطة أيضا عشرات المحتجين في منطقة الديم الفقيرة بالخرطوم وفي حي شمبات في مدينة الخرطوم بحري بالغاز المسيل للدموع. وفي شمبات وقف أشخاص دقيقة حداد على ضحايا حادث قطار وقع بمصر يوم الأربعاء وأدى لمقتل 22 شخصا على الأقل. ويواصل المحتجون يوميا تقريبا مسيراتهم منذ بدأت موجة الاحتجاجات يوم 19 ديسمبر بسبب ارتفاع أسعار الخبز، والتي تحوّلت إلى أكبر تحدٍ يواجهه البشير. وردت قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع وأحيانا الذخيرة الحية. وتفيد الإحصاءات الرسمية بأن نحو 50 شخصا على الأقل استشهدوا بينهم ثلاثة من أفراد الأمن واطفال ، بالإضافة إلى إصابة المئات. ويوم الاثنين، أصدر البشير عددا كبيرا من الأوامر التي تحظر التجمعات العامة دون تصريح وتمنح الشرطة سلطات جديدة أشد صرامة. وتم تشكيل محاكم ونيابات طوارئ في كل ولاية سودانية يوم الثلاثاء. وبات بمقدور قوات الأمن الآن تفتيش أي مبنى وفرض قيود على حركة الأشخاص ووسائل المواصلات العامة واعتقال من يشتبه باشتراكهم في جريمة تتصل بحالة الطوارئ والتحفظ على الأموال أو الممتلكات خلال فترة التحقيق.