بدأت قوات الاحتلال الصهيوني الانسحاب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية بعد أن اجتاحتها يوم الأحد الماضي في أكبر عملية اجتياح تتعرض لها المدينة منذ عام 2002 . غير أن أحد كبار القيادات في كتائب شهداء الأقصى- الجناح العسكري لحركة فتح- أشار إلى أن قوات الاحتلال تحاول خداع عناصر المقاومة بالقيام بالانسحاب من بعض المواقع، مع الاستمرار في التواجد داخل المدينة، انتظارًا لبدء عناصر المقاومة في الظهور، ومن ثم الانقضاض عليهم واعتقالهم. وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد اقتحمت المدينة صباح الأحد الماضي بحوالي 120 آليةً وجرافةً عسكريةً وشنَّت حملة تفتيش في المنازل بحثًا عن بعض عناصر المقاومة، وقد فرضوا حظر التجول على المدينة طوال فترة التواجد فيها، وأدَّى الاجتياح الصهيوني إلى استشهاد أحد الفلسطينيين وإصابة العشرات واعتقال حوالي 60 شخصًا، بينما أصيب جنديان صهيونيان خلال ذلك التوغل. وردَّت المقاومة الفلسطينية على تلك الاعتداءات الصهيونية؛ إذ أعلنت مجموعات الشهيد ياسر عرفات- في كتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح)- أن عددًا من عناصرها تمكَّنوا مساء أمس من إطلاق 5 صواريخ من نوع "ياسر" باتجاه مغتصبة "سديروت" جنوب الكيان الصهيوني والنقب الغربي. وأكدت مجموعة المقاومة أن القصف يأتي في إطار الردِّ على عمليات الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك والعملية الحربية الصهيونية في نابلس، والمستمرة لليوم الثاني على التوالي. وفي سياق متصل تبنَّت سرايا القدس- الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- عملية قتل المغتصب الصهيوني قرب مدينة الخليل جنوب الضفة الأحد الماضي، وقال متحدث باسم السرايا في بيان إن 2 من عناصرها تمكَّنا في ساعات ما بعد ظهر الأحد من طعن المغتصب قرب مغتصبة جوش عتصيون، مشيرًا إلى أن "مجموعة الشهيد القائد "محمد سدر" التابعة لسرايا القدس تمكَّنت من استدراج المغتصب إلى أحد الأماكن الزراعية، وقام المجاهدون بطعنه عدة طعنات قاتلة". وقد توعَّد المتحدث بمزيد من العمليات ضد جنود الاحتلال والمغتصبين الصهاينة الذين يواصلون عملياتهم بحق أهالي مدينة الخليل. من ناحية أخرى أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس الاعتداءات التي يتعرَّض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني، وخاصةً الاعتداء على الشيخ حسن يوسف النائب في المجلس التشريعي عن الحركة. وقالت الحركة إن الاعتداء على الشيخ حسن يوسف يمثِّل إهانةً للشعب الفلسطيني؛ لأنه "ممثلٌ لهذا الشعب وعضوٌ في المجلس التشريعي" وكان يوسف قد تعرَّض أثناء نقله لمحكمة عوفر الصهيونية لاعتداء بالضرب ورشّ الغاز عليه. كما أدانت الحركة قرار إدارة السجون الصهيونية تمديد عزل الأسيرَين الشيخ جمال أبو الهيجا وحسن سلامة لعام لآخر في العزل الانفرادي في سجن الدامون، وأوضحت الحركة في بيان لها حجم المعاناة التي يتعرَّض لها الأسرى في سجن الدامون؛ حيث لجأت إدارة السجن إلى قطع الماء عنهم والضغط عليهم وحرمانهم من مستلزمات الحياة الأساسية، ويُشار في هذا السياق إلى أن الشيخ جمال أبو الهيجا يقضي معظم فترة اعتقاله في العزل تحت حجج أمنية واهية هدفها الانتقام من الشيخ الذي يعدُّ من أبرز الشخصيات الأسيرة.