أعلنت كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) وسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيانين منفصلين أنهما قصفتا مدينتي عسقلان وسديروت داخل مناطق الخط الأخضر ردا على الاعتداءات الصهيونية الأخيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت كتائب الأقصى إن عناصرها قصفوا بلدة سديروت بصاروخين من طراز "الأقصى 103"، مؤكدة عزمها مواصلة قصف المستوطنات الصهيونية داعية كافة الفصائل إلى التمسك بخيار المقاومة ومواجهة الاحتلال. من جانبها أعلنت سرايا القدس أن عناصرها قصفوا المجدل وسديروت بثلاثة صواريخ من طراز قدس متوسط المدى. وقالت السرايا إن الاحتلال الصهيوني اعترف بإصابة 6 من جنوده ووقوع أضرار في سديروت كما أكدت إصرارها على الاستمرار في المقاومة. هذا ولم يصدر عن جيش الاحتلال الصهيوني أي بيان يؤكد أو ينفي المعلومات بشأن إصابة جنوده. وتأتي تحركات فصائل المقاومة الفلسطينية بعد أن أقدم الاحتلال على قتل ثمانية فلسطينيين وإصابة آخرين في عمليات عسكرية نفذها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في الضفة الغربية وقطاع غزة. إذ اغتالت قوات الاحتلال صباح اليوم فلسطينيين اثنين في نابلس هما أمين لبادة وفضل نور وكلاهما من قادة كتائب شهداء الأقصى بالمدينة، بعد أن قصفت منزلا كانا بداخله. كما تجددت الاشتباكات في محيط مخيم جنين بالضفة الغربية بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال التي اجتاحت المخيم أمس وقتلت خمسة فلسطينيين. وأفادت مصادر صحفية أن قوات الاحتلال تدفع بمزيد من التعزيزات نحو المخيم الذي فرضت عليه حصارها واحتلت أبنية رئيسية تطل علي فيما اقتحمته عشرات الآليات. وشن جنود الاحتلال حملة مداهمات تستهدف ناشطي سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح. ومن بين الشهداء فتاة فلسطينية في السابعة عشرة من عمرها استشهدت حينما اقتحم جنود الاحتلال منزل أسرتها بحثا عن شقيقها، وعندما لم يجدوه أطلقوا النار داخل المنزل وتسببوا بقتل الفتاة. وفي وقت سابق استشهد في جنين عباس الدمج (25 عاما) وأحمد عيسة (27 عاما) من كتائب الأقصى، ومحمود أبو جليل (23 عاما) من سرايا القدس برصاص وحدة إسرائيلية خاصة أطلقت النار على السيارة التي كانت تقلهم. كما قتل جنود الاحتلال شرطيا فلسطينيا هو محمد سعيد عابد (22 عاما). وفي جباليا شمال قطاع غزة استشهد كمال عنان (37 عاما) وجرح اثنان من سرايا القدس في قصف جوي صهيوني استهدف سيارة. وذكر جيش الاحتلال أن الغارة جاءت بعد إطلاق صواريخ على بلدية سديروت داخل الخط الأخضر أصاب أحدها منزلا مما أسفر عن إصابات طفيفة. وتعد هذه الغارة الثانية على غزة خلال أسبوعين في انتهاك للتهدئة المعلنة منذ نوفمبر الماضي. وتزامن هذا التصعيد مع حملات اعتقال مستمرة منذ الأسبوع الماضي في أنحاء الضفة الغربية كما استمرت القيود المشددة التي يفرضها الاحتلال على الحواجز والمعابر. بدوره ندد وزير الإعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثي بالتصعيد العسكري الصهيوني المجنون في الضفة الغربية والقطاع، داعيا إلى تحرك دولي عاجل لحماية الفلسطينيين. وقال البرغوثي في تصريحات إذاعية إن ما يجري من عمليات صهيونية أمر مخطط له مؤكدا أنه يأتي ردا على المبادرات التي قدمها الفلسطينيون سواء المتعلقة بالتهدئة أو دعم المبادرة العربية للسلام. من جانبها دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس كافة فصائل المقاومة إلى الرد على الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية وقطاع غزة أمس واليوم. وقالت الحركة إن على المقاومة الاستعداد لجولة جديدة من المواجهة القادمة مع الاحتلال الصهيوني. وأضافت حماس أننا ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني بكافة أطيافه إلى التوحُّد وبثِّ الروح الوطنية ونبذ الفرقة والابتعاد عن مواطن الخلاف وتمتين الجبهة الداخلية لمواجهة الهجمة الصهيونية المبرمجة، التي تستهدف كافة مكونات المجتمع الفلسطيني والاستعداد لجولة جديدة من المواجهة القادمة مع الاحتلال الغاشم. وحثَّت كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس وغيره من فصائل المقاومة على الاتحاد للردِّ على العدو الصهيوني بكل وسائل المقاومة الممكنة لإثبات أن الدماء الفلسطينية ليست رخيصةً مؤكدةً أن الجرائم الصهيونية تأتي في ظل دعم أمريكي كان آخره "قنابل الموت الأمريكي بقيمة 65 مليون دولار، لإبادة الشعب الفلسطيني، وتنفيذ مجازرها الوحشية ضده، وتشريده عن أرضه، وتهويد قدسه وأقصاه". وطالبت حماس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بوقف لقاءاته مع المسئولين الصهاينة ودعم المقاومة كما دعت كلاًّ من الحكومة والمجلس التشريعي الفلسطيني إلى تعزيزِ صمودِ الشعب الفلسطيني وتمتين جبهته الداخلية ودعم المقاومة بكافة السبل المتاحة. وناشدت الحركة الدول العربية توفير الدعم السياسي والمادي والمعنوي للشعب الفلسطيني ودعم صموده وثباته وعدم الانسياق وراء المؤامرات الصهيونية الرامية إلى دفع العرب للتطبيع مع الاحتلال الذي لا يعرف إلا لغة القوة. وفي السياق نفسه وصف أبو عبيدة- المتحدث باسم كتائب القسام- هذا التصعيد الصهيوني بأنه تجديد إعلان الحرب على الشعب الفلسطيني مشيرًا إلى أن هذه الحرب التي سيكتوي الاحتلال بنارها إن شاء الله، فالمقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء استمرار الجرائم الصهيونية بحق أبناء شعبنا. وأضاف أن ما حدث في الضفة الغربية من اغتيال للمواطنين والمقاومين على حد سواء يبيِّن مدى الهمجية الصهيونية واستباحة الدماء والحرمات، وبذلك يكون العدوُّ هو من بدأ العدوان كعادته، وبالتالي عليه أن يتحمل نتائجه الوخيمة"، مؤكدًا أن المقاومة سوف ترد بكل الوسائل الممكنة. وشدَّد أبو عبيدة على أن استمرار الاعتداءات الصهيونية يدلِّل على وجود نية مبيَّتة للكيان الصهيوني بالتصعيد وتوسيع دائرة العدوان على الشعب الفلسطيني كردٍّ عمليٍّ على المبادرة العربية"، وقال إن هذه الاعتداءات أولى ثمار اللقاءات التي تجري بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الصهيونية إيهود أولمرت، معتبرًا أن تلك اللقاءات "غير مجدية ولا تخدم أبناء الشعب الفلسطيني ويجب بوقفها فورًا.