إبراهيم عيسى: السلفيين عكروا العقل المصري لدرجة منع تهنئة المسيحيين في أعيادهم    قائد المنطقة الجنوبية العسكرية يلتقي شيوخ وعواقل «حلايب وشلاتين»    منشآت مستثناة من تخفيف أحمال الكهرباء .. تعرف عليها    بايدن يثق بفوزه بولاية ثانية ويشكك في قبول ترامب نتائج الانتخابات    ملف يلا كورة.. حفل تأبين العامري فاروق.. غيابات الزمالك.. ومفاجأة لصالح جمعة    أحمد عيد: هنفرح جماهير المحلة في الدوري الممتاز.. وهذه كانت أصعب لحظة    احتفالات جنونية من لاعبي غزل المحلة مع الجماهير بعد الصعود للممتاز (فيديو وصور)    «الأرصاد» تُحذّر من حالة طقس اليوم الخميس 9 مايو 2024    الفصائل الفلسطينية تشارك في مفاوضات القاهرة    بعد غياب 10 سنوات.. رئيس «المحاسبات» يشارك فى الجلسة العامة ل«النواب»    سعر البصل والخيار والخضروات بالأسواق فى ختام الأسبوع الخميس 9 مايو 2024    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الخميس 9 مايو 2024    الأهلي يفاوض صفقة مغربية جديدة.. بديل علي معلول    ناقد رياضي يصدم الزمالك حول قرار اعتراضه على حكام نهائي الكونفدرالية    خوان ماتا: كنت أتمنى مزاملة ميسي.. وهذا موقفي من الاعتزال    الأوبرا تحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة على المسرح الصغير    ماذا طلب كريم عبد العزيز بعد ساعات من وفاة والدته؟    مصطفى خاطر يروج للحلقتين الأجدد من "البيت بيتي 2"    ما الأفضل عمرة التطوع أم الإنفاق على الفقراء؟.. الإفتاء توضح    مواد مسرطنة في القهوة منزوعة الكافيين احذرها    حقيقة تعديل جدول امتحانات الثانوية العامة 2024.. اعرفها    «المصريين الأحرار»: بيانات الأحزاب تفويض للدولة للحفاظ على الأمن القومي    شوبير يكشف مفاجأة بشأن تجديد عقد علي معلول في الأهلي.. خلاف حول الراتب.. عاجل    معلومات عن ريهام أيمن بعد تعرضها لأزمة صحية.. لماذا ابتعدت عن الفن؟    انتخاب أحمد أبو هشيمة عضوا بمجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    جريمة تهز العراق، أب يقتل 12 فردا من عائلته ثم يتخلص من حياته (صور)    مصدر: حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية منفتحون نحو إنجاح الجهود المصرية في وقف إطلاق النار    زعيمان بالكونجرس ينتقدان تعليق شحنات مساعدات عسكرية لإسرائيل    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9 مايو في محافظات مصر    الزمالك يشكر وزيرا الطيران المدني و الشباب والرياضة لدعم رحلة الفريق إلى المغرب    بعد إصدار قانون التصالح| هذه الأماكن معفاة من تلك الشروط.. فما هي؟    إعلام فلسطيني: غارة إسرائيلية على حي الصبرة جنوب مدينة غزة شمالي القطاع    6 طرق لعلاج احتباس الغازات في البطن بدون دواء    "الفجر" تنشر التقرير الطبي للطالبة "كارولين" ضحية تشويه جسدها داخل مدرسة في فيصل    سواق وعنده 4 أطفال.. شقيق أحمد ضحية حادث عصام صاصا يكشف التفاصيل    مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: 4 دول من أمريكا الجنوبية اعترفت خلال الأسبوع الأخير بدولة فلسطين    أحمد موسى: محدش يقدر يعتدي على أمننا.. ومصر لن تفرط في أي منطقة    رئيس هيئة المحطات النووية يهدي لوزير الكهرباء هدية رمزية من العملات التذكارية    برج الأسد.. حظك اليوم الخميس 9 مايو: مارس التمارين الرياضية    محمود قاسم ل«البوابة نيوز»: السرب حدث فني تاريخي تناول قضية هامة    تعرف على سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الخميس 9 مايو 2024    إنتل تتوقع تراجع إيراداتها خلال الربع الثاني    ارتفاع ضحايا حادث «صحراوي المنيا».. مصرع شخص وإصابة 13 آخرين    استشاري مناعة يقدم نصيحة للوقاية من الأعراض الجانبية للقاح استرازينكا    وزير الصحة التونسي يثمن الجهود الإفريقية لمكافحة الأمراض المعدية    «زووم إفريقيا» في حلقة خاصة من قلب جامبيا على قناة CBC.. اليوم    عبد المجيد عبد الله يبدأ أولى حفلاته الثلاثة في الكويت.. الليلة    مستشهدا بواقعة على صفحة الأهلي.. إبراهيم عيسى: لم نتخلص من التسلف والتخلف الفكري    وزير الخارجية العراقي: العراق حريص على حماية وتطوير العلاقات مع الدول الأخرى على أساس المصالح المشتركة    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لنا في كل أمر يسراً وفي كل رزق بركة    دعاء الليلة الأولى من ذي القعدة الآن لمن أصابه كرب.. ب5 كلمات تنتهي معاناتك    وكيل الخطة والموازنة بمجلس النواب: طالبنا الحكومة بعدم فرض أي ضرائب جديدة    بالصور.. «تضامن الدقهلية» تُطلق المرحلة الثانية من مبادرة «وطن بلا إعاقة»    محافظ الإسكندرية يشيد بدور الصحافة القومية في التصدي للشائعات المغرضة    طالب صيدلة يدهس شابا أعلى المحور في الشيخ زايد    متحدث الصحة يعلق على سحب لقاحات أسترازينيكا من جميع أنحاء العالم.. فيديو    أول أيام شهر ذي القعدة غدا.. و«الإفتاء» تحسم جدل صيامه    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكام الخليج ينصبون ترامب خليفة للمسلمين
نشر في الشعب يوم 19 - 04 - 2018

هذه هي الحلقة الثالثة من دراسة (مع روسيا ضد الطغيان الأمريكي) التي تصدرها مجموعة (نحو حركة إسلامية جديدة) (نجاح) وواضح أننا كنا محقين في توقيت الدراسة، لأن الصراع الروسي- الأمريكي وصل إلى أشده على أرض الاسلام والمسلمين في سوريا بهذه الضربات الصاروخية الأمريكية ونحن لا يمكن أن نقف على الحياد.
(مرة أخرى نحن مجموعة فكرية لم تقرر بعد العمل في السياسة اللهم إلا إصدار مثل هذه المواقف والله الموفق والمستعان).
يبدو أن زرقاء اليمامة برهنت بالفعل على أنها زرقاء اليمامة. فعندما اخترنا اسم زرقاء اليمامة لنكتب باسمه وتحته كنا نقصد أننا نتطلع إلى المستقبل لتطوير الحركة الاسلامية واننا نرى ما لا تراه القوى الاسلامية التقليدية. وزرقاء اليمامة هي سيدة كانت تتمتع ببصر حاد وتستطيع أن ترى على مسافات أبعد من المعتاد ولذلك هي اعتادت أن تنذر قومها بهجوم الأعداء قبل أن يقتربوا. وقد رأينا أن فبركة قصة العميل الروسي المزدوج الذي تم تسميمه بالكيماوي والضجة الكبرى المفتعلة من الغرب والمبالغ فيها حتى أن معمل التحليل الكيماوي البريطاني أعلن انه لا يستطيع أن يؤكد أن هذا الغاز روسي، رأينا في كل ذلك تصعيداً مقصوداً ضد روسيا لأسباب استراتيجية، فأمريكا أصبحت تدرك انها تخسر باستمرار أمام روسيا عسكرياً واستراتيجيا وتخسر أمام الصين اقتصادياً ولذلك فقد تم التصعيد تجاه الاثنين بطريقتين مختلفتين.
ولنركز الآن على روسيا التي بدأنا الحديث عنها. الآن أصبح الموضوع واضحاً فالتصعيد بالادعاءات الكيماوية كان تمهيداً للتصعيد بادعاءات كيماوية أخرى (والغرب سمعته سيئة للغاية في حكاية الكيماوي العراقي) في سوريا وضد روسيا أيضا.
أمريكا تدرك أنها أوشكت على الهزيمة في سوريا، وسوريا تعني الشرق الأوسط أي مركز العالم أي المكان الذي يحدد من يسيطر على العالم. والآن فان تحالف ايراني- سوري- لبناني (حزب الله)- فلسطين (حماس وباقي فصائل المقاومة)- عراقي يتحول ليصبح الطرف الأقوى في المنطقة بالتعاون مع روسيا، خاصة اذا أضفنا الانضمام التركي التدريجي لهذه الكتلة والحووثيين في اليمن.
نرجو أن يكون الاسلاميون قد أفاقوا من تصور ان هناك ثورة اسلامية في سوريا وأن يكونوا قد أدركوا أن مشروع هذه الثورة أجهض منذ وقت طويل بسبب التدخلات الحادة من أمريكا والغرب والناتو مستخدمين قطر والسعودية والامارات في التمويل والتسليح. وفي وقت كانت تركيا تواكب نفس المخطط قبل أن تتراجع بعد الانقلاب الأمريكي الفاشل على أردوجان. لقد تم استخدام بعض الاسلاميين ووافقوا على ذلك بوعي أو بدون وعي لضرب تحالف المقاومة الوحيد في المنطقة، التحالف الوحيد الذي يحارب اسرائيل ويتصدى لها في السنوات الأخيرة وكان رأس الحربة (حزب الله- حماس- وباقى فصائل المقاومة الفلسطينية). بينما لعبت ايران دور التمويل والتسليح والتدريب وسوريا دور الممر لكل هذا التسليح ولمرور المقاتلين للتدريب في اتجاه غزة ولبنان معاً، بدليل أن السلاح الرئيسي لضرب الدبابات الاسرائيلية في غزة ولبنان كان ولا يزال الصاروخ كورنيت الروسي الذي تحصل عليه سوريا من روسيا وتمرره للمقاومة: وما كان يجب أن تكون الثورة الاسلامية المسلحة الأولى في العالم- حسب الشعارات المطروقة- في سوريا لأن هذا نوع من الغيبوبة الاستراتيجية أو التواطؤ المفضوح. لأنه كان المطروح أن نفتح جبهة اسلامية سنية ضد الهيمنة الأمريكية والنفوذ الصهيوني لا أن نجمع قواننا لضرب الجبهة الوحيدة التي تحارب اسرائيل. اللهم إلا إذا كانت هناك خطة للقيام بانتفاضة سريعة وناجزة لاسقاط النظام السوري واحلال نظام اسلامي سني يظل متحالفا مع حزب الله وايران وحماس ضد اسرائيل. ولكن المتحدث الرسمي باسم "الثورة" السورية برهان غليون أعلن منذ البداية أن الثورة تستهدف قطع العلاقات مع ايران وحزب الله وطرد حماس من سوريا!
كيف يتصور اسلامي حسن النية ولديه الحد الأدنى من القوى العقلية أن السعودية وقطر والامارات تنفق المليارات من أجل إقامة دولة اسلامية في سوريا، ولماذا إذاً لا يقيمون الاسلام في بلادهم. ثم لماذا "يناضل" التحالف الغربي الأمريكي الأوروبي من أجل إقامة دولة اسلامية أصولية في دمشق؟ بينما باريس لا تحتمل الحجاب. ومنذ متى كانت دار الكفر والحرب العمق الاستراتيجي لإقامة دولة الاسلام في بلاد المسلمين؟!!
نحن الآن في سوريا ليس أمامنا سوى خيارين: استمرار النظام السوري الحالي مع إحداث أكبر قدر ممكن من التعديلات في مجال الحريات السياسية وحقوق الانسان وترك الأمر للشعب السوري ليقرر وحده مصيره أو مجيئ عملاء لأمريكا والسعودية لحكم دمشق.. والحقيقة فإن الاحتمال الأخير أصبح غير وارد بعد الهزائم المتكررة للقوى "الاسلامية" المتعاونة مع قطر والسعودية والامارات وبالاخص في حلب وحمص ودير الزور وأخيراً في الغوطة الشرقية. وهذا هو سبب اعتماد امريكا على القوات الكردية في الشمال الشرقي لسوريا، بعد أن سيطر النظام السوري وحلفاؤه على 80% من سوريا.
ولكن لأن أمريكا لا تريد الاعلان عن هزيمتها في سوريا فهي تقوم بكل أعمال التخريب الممكن حتى لا يستقر الوضع في سوريا، وحتى تظل تستنزف روسيا اعلاميا وعسكريا. ونجد كيف يتأرجح ترامب بين الاعلان عن الانسحاب قريبا من سوريا (وهو ما رفضته المؤسسة العسكرية الأمنية الأمريكية والسعودية) وبين التهديد بضربة عسكرية كبرى بحجة العقاب على استخدام مزعوم للكيماوي في دوما.
الصراع الان بلغ درجة من الحدة والحرج بحيث لا نملك- كمصريين ومسلمين- أن نقف موقف المتفرج، خاصة بعد قيام أمريكا وفرنسا وانجلترا بضربة وان كانت محدودة ضد سوريا وجيشها.
كنا قد أوضحنا في المقال السابق نقاط التصادم الواسعة بين أمريكا والعالم الاسلامي من طنجة حتى مانيلا. ونستكمل اليوم لنقول بالمقارنة لا يوجد هذا الصدام الواسع مع روسيا. ولا توجد أي نقطة احتكاك في الوضع الحالي ومنذ مطلع القرن الواحد والعشرين حتى الآن إلا في سوريا. إذاً لا يمكن مقارنة عداوة الولايات المتحدة للعرب والمسلمين والاسلام، والخلاف مع روسيا.. وإذا أدركنا أن تدخلات الغرب والسعودية وقطر والامارات قد أنهت فعليا الطابع الاسلامي الحقيقي للمعارضة المسلحة منذ سنوات، يكون الجانب المستحق لتأييد العرب والمسلمين هو النظام السوري بكل عبله! (الذي يشابه نظام صدام حسين) وحلفاؤه، وإذا لاحظنا أن التدخل الروسي العسكري السافر (أساساً من خلال الطيران) لم يحدث إلا منذ عامين حيث انتهى الطابع الاسلامي للثورة أو أخذ الشكل المنحرف لداعش الذي يسيئ للاسلام بأكثر مما يفيده، كما أوضحنا في دراسة سابقة والتي سنواصلها قريبا، إذا وضعنا هذا في الاعتبار لا يمكن أن يقال أن روسيا جاءت لمحاربة الاسلام، بل جاءت لتحارب منظمات مسلحة موالية لأمريكا والغرب والسعودية وقطر. إذاً هذا الدور يصنف إيجابيا لصالح علاقتنا مع روسيا وليس سلبيا.
روسيا الحالية ورثت العداء التاريخي للاتحاد السوفيتي للولايات المتحدة وكما كان الاتحاد السوفيتي أقرب لنا فإن روسيا أيضا أقرب لنا. ليس لأن روسيا كقومية تحب الاسلام والمسلمين أو تحب العرب بشكل خاص. ولكن لأنه كذلك جاءت مصالحها المتعارضة مع الأمريكان تجعلها تتعاون معنا ضدهم في مساحة مشتركة. وهذا يرجعنا إلى السؤال الذي لم نجب عليه. هل نحب الكافر الأمريكي ونكره الكافر الروسي؟ أم يجب أن يحدث العكس. والحقيقة لقد أجبنا على معظم السؤال ولكننا لم نفرغ تماما من الاجابة. وانهاء الاجابة يعيدنا إلى الآيتين الكريمتين: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9))الممتحنة (فالمسألة ليست من نحب، كما ذكرنا من غير الممكن أن نحب الكافر من أعماق قلوبنا، ولكنها مسألة المعاملة بمودة وعدل لغير المحاربين منهم)
وهنا يكمن جوهر الخلاف مع الأستاذ/ محمد قطب ان أمريكا أقرب إلينا لأنها أهل كتاب أما الاتحاد السوفيتي فهو ملحد وكافر. فالعلة في التفرقة بين طرف وآخر كما تقول الآيتان ليس تفاصيل البناء الفكري والعقائدي لأن الجميع بالنسبة لنا كمسلمين كفار بما فيهم أهل الكتاب من النصارى واليهود بناء على كتبهم وعقائدهم الراهنة. ليست العبرة في التفرقة في المعاملة على أساس الفكر والعقيدة بين هذا وذاك، فليؤمن أي كان بما يشاء وليحاسبه الله في الآخرة, ولكن الذي يهمني هو سلوكه ومعاملته لي. فيا فرحتي باليهود كأهل كتاب وهم يذبحون أبناءنا ونساءنا ويحتلون أرضنا. فالعلة في العداء أو القتال هي (الحرابة) أي المحاربة والاعتداء فهذا هو ما يهمنا وليس التفرقة بين عقائد اليهود والنصارى والشيوعيين (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (190) البقرة
ورغم أن روسيا تخلت عن الشيوعية وأصبحت دولة تجمع بين العلمانية والرأسمالية والمسيحية الأرثوذكسية، وهي من هذه الزاوية أصبحت لا تختلف عن أمريكا كأهل كتاب، إلا أن بعض الاسلاميين ظلوا يرثون نفس الموقف من روسيا رغم أن معلومة سقوط الشيوعية معلومة للكافة. فالمسألة لم تكن ولم تصبح العداء للشيوعية بالذات. ولكن كانت ولا تزال الصداقة الخفية أحيانا والمعلنة أحياناً اخرى مع أمريكا والغرب: وعلى هذا الفريق من الاسلاميين أن يبرأ من العلاقة مع امريكا أولا قبل أن نتحدث معه أو يتحدث معنا حول روسيا أو أي موضوع آخر.
تيار الاخوان المسلمين منذ الخمسينيات من القرن العشرين، وهو يتمركز بعد الهجرة من مصر عبد الناصر في أوروبا الغربية ثم في أمريكا (بعد السعودية ودول الخليج الخاضعة للنفوذ البريطاني ثم الأمريكي) وهم في كل هذه البلدان تمتعوا بحرية كاملة وضمانات أكيدة ويعيشون في امان تام ويبنون تنظيماتهم ويعدون الكوادر ويؤسسون المشروعات الاستثمارية
التي ستظل تدر الملايين وتمول أنشطة الاخوان في كل بلدان العالم. ونحن نتحدث هنا عن أوروبا الغربية وامريكا وكندا. أما دول الخليج والسعودية خاصة التي احتضنتهم في البداية فكان ذلك بموافقة وتحت مراقبة أمريكا، وان خاف السعوديون والاماراتيون من الاخوان الآن، فانهم معززون مكرمون في كل بلدان الغرب وهذه أول مرة منذ نزل القرآن الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم يعتمد فريق كبير من المسلمين على دار الكفر كمعقل للدعوة. في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت الحبشة وملكها (ملجأ سياسيا) لأنها لم تكن دولة محاربة. ولم نسمع أن مسلماً أقام ودعا للاسلام في الدولة الرومانية فهذه دول محاربة لا تقبل مسلماً ولا يذهب إليها مسلم إلا محارباً بعد أن بدأت تقتل المسلمين. وعندما يستقر الاخوان المسلمون بمنتهى الاطمئنان في دول تقتل المسلمين كل يوم في العراق أو أفغانستان أو مالي أو النيجر أو سوريا أو أفريقيا الوسطى أو الصومال، فلابد أن في فكرة وعقيدة الاخوان شيئاً خاطئاً.
لماذا هم يعيشون في تلك اللاد الكافرة المحاربة؟ وأيضا لماذا تقبل بهم هذه البلدان وتعطي لهم كل هذا الأمان؟ نحن أمام حالة من الشيزوفرينيا أو اذدواج الشخصية على الأقل لدى هذا المسلم الذي يعيش مطمئناً في دار الحرب، فنحن لا نتهمهم بالعمالة، ولكننا أمام حالة صارخة من موالاة الكفار والمشركين. لذلك كانت مشكلة الاخوان مع العسكر حول كراسي الحكم والسيطرة والنفوذ وليس على ضرورة اتخاذ موقف من أمريكا واسرائيل واتفاقية كامب ديفيد المذلة. لم تكن اعتراضات الاخوان على استمرار تدفق المعونة العسكرية الأمريكية لمصر ولا على المناورات العسكرية المشتركة وجرى اثنان منها في عهد مرسي، ولم يكن الخلاف على الكويز (أي التعاون الاقتصادي مع اسرائيل) بل دعا رئيس وزراء الاخوان (هشام قنديل) إلى توسيع مجال هذه الاتفاقية المشئومة (الكويز)
. وعندما أعلن مرسي الجهاد المقدس لإقامة الاسلام في سوريا لم يسأل نفسه أو يسأل اخوانه هل أقاموا الاسلام في مصر أولاً أو أي ركن من أركانه، قبل أن يسعوا للجهاد لاقامته في سوريا.. وهل كان من الصواب إعلان الجهاد على محور المقاومة الوحيد ضد اسرائيل.
وسنأتي لعلاقة الاخوان بالغرب وأمريكا في مرة قادمة، الآن نحن نركز على روسيا. والمقصود مما سبق أنه مهما كانت ملاحظتنا الانتقادية الحادة على النظام السوري البعثي بل وخلافنا العقائدي العميق (كما كانت تجاه النظام البعثي العراقي) فإن تأييد جبهة أمريكا- السعودية- قطر في سوريا كان يعني الوقوف في الجبهة الغلط.
أما الآن في عام 2018 لا نعتقد ان هناك اسلامياً واحداً عاقلاً يقول ان هناك اسلاميين مخلصين يجب أن ندعمهم فوراً لاسقاط النظام السوري.
فالنظام السوري هو الأقوى الآن بمسافة واضحة من ناحية، ولا يوجد تياراسلامي مخلص يتعين الوقوف معه حتى الموت!! (علاقة النصرة بقطر والسعودية والغرب أصبحت واضحة) كما أن الاستمرار في معركة يائسة- ان وجد اسلاميون مخلصون الآن في المعارضة المسلحة- لا يعني سوى تكبيد الشعب السوري المزيد من الآلام والمعاناة والاستنزاف.
ان الاحتراب الأهلي (أو الخروج على الحاكم) إذا ادى إلى فتنة أعظم من وجود الحاكم الظالم فيتعين عدم القيام به أو التوقف عنه (أي عن الخروج) إذا أصبح النصر غير وارد في المدى المنظور، وهذا ما تتفق عليه المذاهب السنية الأربعة.
وبناء على كل ما سبق فإن روسيا تقف الآن- ومنذ سنتين- في الجبهة "الصح". ويجب علينا جميعا أن نقف في هذه الجبهة: مع وقف اطلاق النار وتحقيق المصالحة دون أي شروط تعجيزية وأن يكون ذلك في إطار سوري- عربي- اسلامي وليس في إطار أمريكا وعملائها، مع ارجاع روسيا تدريجياً إلى موقف الحليف لا الآمر الناهي!
إن حكامنا الخونة هم الذين اعطوا لأمريكا الحق أن تدعي انها تدافع عن الشعب السوري أو أي شعب عربي أو مسلم، إن أمريكا هي القاتل لملايين المسلمين في العراق وافغانستان وحليفة اسرائيل القاتلة. أمريكا تبكي على المسلمين المصابين بالكيماوي المزعوم في الغوطة بينما قتلت اسرائيل أكثر منهم أول أمس في غزة باطلاق الرصاص على المدنيين (ثلاثين) وأصابت المئات بعضهم باصابات خطيرة ستؤدي إلى بتر الأعضاء.
ان حكام الخليج والأردن العملاء الذين أصدروا بيانات دعماً لترامب في ضرب سوريا، والذين يطالبونه بعدم الانسحاب من سوريا (ولي عهد السعودية)، هؤلاء هم عالة على الأمة ومصدر همها وخسرانها. هؤلاء كل دورهم أن يعطوا مظلة عربية واسلامية (وكأنهم عرب ومسلمون) لأي عدوان أمريكي على أمتنا.
***********
إن قيام أمريكا بتوجيه ضربة صاروخية ضد سوريا، هي وقاحة وانعدام للحياء ومنتهى الاستهزاء بأمتنا. نحن نعلم أن لدينا حكاماً ظلمة ولكننا لا نستدعي الجزار الأكبر ليحل مشكلاتنا. فمهما حدث بيننا كحكام ومحكومين، أو شعب وشعب آخر فهذه أمتنا، ونحن لم ولن ننصب المجرم ترامب خليفة للمسلمين ولا ماكرون كنائب للخليفة، ولا بريطانيا العجوز المعتزلة ليكون الثلاثة حلفاً لترتيب أوضاع المسلمين وعقاب المخطئين، كما كان هؤلاء الحكام المجرمين حين سمحوا لأمريكا أن تقصف سوريا والعراق تحت لافتة ضرب داعش. نحن لدينا مشكلات كثيرة وعلينا أن نحلها بأنفسنا ونطرد هؤلاء المستعمرين من أرضنا لا أن نعينهم حكماً بيننا.
وليس معنى ذلك أننا نستدعي روسيا كبديل لأمريكا.
وفي المقال السابق تعرضنا إلى الوضع التاريخي لروسيا وأنه لا فضل لها في انها لم تصبح دولة استعمارية متوحشة، فظروفها لم تسمح لها بذلك. كذلك فإنها في الوضع الراهن لا يمكن أن تمارس هيمنة بالمستوى الأمريكي لانها لا تملك القدرة على ذلك حتى ان أرادت. وليست مهمتنا أن نساعد على تقوية روسيا حتى تصل إلى مستوى من القوة يسمح لها بالسيطرة علينا. ولكننا نحدد علاقاتنا مع الدول غير الاسلامية بناء على هذا التحديد الدستوري للقرآن ( لا ينهاكم الله....) الممتحنة 8- 9
المطلوب أن نقوى ونعتمد على انفسنا وسواعدنا في تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي وأن نبني قوتنا العسكرية بالتصنيع الحربي الوطني الاسلامي لا بالاعتماد على التسليح الروسي أو الصيني. ولكننا سنحتاج لهذا السلاح الروسي أو الصيني مؤقتاً حتى نستطيع أن نبني ترسانتنا المسلحة الاسلامية. كما أننا سنستفيد من فرص التعاون الاقتصادي والعلمي والتجاري مع روسيا والصين باعتبارهما من دول العهد.
ونسمع من يقول: هل تقول على روسيا من دول العهد بعد كل الذي فعلته في سوريا؟! ولا تزال تفعله؟!
فأقول يجب ان نقرأ ما يحدث في سوريا بعيداً عن تخرصات الاعلام الغربي، ان الاعلام العربي ينقل عن سوريا المادة الاعلامية وبنفس الصياغة من محطات الاذاعة والتلفاز الغربية أو التابعة للغرب (كالجزيرة والعربية) أو وكالات الأنباء والصحف الغربية، وكل هؤلاء يتبعون خطة الصراخ على المدنيين والأطفال والنساء وينسبون كل الجرائم للنظام السوري وروسيا وحلفائهما. وكأن المعارضة المسلحة والطائرات الأمريكية لا تضرب إلا العناصر المسلحة بالجيش السوري أو عناصر داعش.
ويقول الشاعر: وما الحرب إلا ما علمتم وذقتموا وما هو عنها بالحديث المرجم
متى تبعثون تبعثونا ذميمة وتضرى اذا أضريتموها فتضرم
والاعلام الغربي هو الذي يحدد عدد القتلى في سوريا كما يحلو له، حتى لقد رفع الرقم من 300 ألف إلى نصف مليون في أسبوع واحد. وليس هذا فحسب بل انه ينسب كل ضحايا الحرب الأهلية في سوريا لطرف واحد (النظام السوري ورسيا وحلفائهما) مع اننا نعلم جيداً ان الطائرات الأمريكية سوت مدينة الرقة بالأرض. ونعلم أن قذائف المعارضة المسلحة تقصف المدنيين في كل مكان. وآخرها القصف العشوائي على دمشق من الغوطة الشرقية، بينما لا يصرخ اعلام الغرب إلا على مدنيي الغوطة. وحتى عندما انتهى القصف على الغوطة اخترعوا حكاية الكيماوي.
والحقيقة أن اعلام الغرب لا يساند إلا المواقع التي بها النصرة (أو جبهة فتح الشام) كما حدث في حلب والغوطة أو جيش الاسلام وفيلق الرحمن وكلهم صنائع السعودية وقطر، وكان قرار بوقف اطلاق النار في الغوطة في مجلس الأمن بهدف انقاذ هؤلاء المسلحين (الارهابيين كما يسمونهم في مناسبات أخرى).
إذا وافقتم على هذا التحليل الموضوعي المستند إلى وقائع دامغة وهي أن جل المسلحين لا يخرجون عن التبعية لقطر أو السعودية أو الناتو أو أمريكا مباشرة كتنظيم نور الدين زنكي و الأكراد الديمقراطي)، فضلاً عن الوسائل المريبة لعدم تصفية داعش تماماً والسماح لها بالهرب من مكان لآخر.
نحن لا نرى أن داعش مجرد تنظيم عميل لأمريكا ولكن أصبح من المؤكد أن امريكا تتلاعب بهذا التنظيم لتحقيق أغراض محددة (تفتيت- اختراق- مساومة- سيطرة) ولا تقدم قطر او السعودية فلساً واحداً أو دولاراً واحداً لداعش أو النصرة بدون علم ومعرفة وموافقة أمريكا، وهذا سنشرحه تفصيلا في مقالات أخرى.
لذا فإننا في سوريا اليوم- على الأقل- ليس لدينا خيار سوى بين الجبهة الأمريكية- السعودية- القطرية (وضع معهم اسرائيل وباقي دول الغرب والناتو)- وجبهة النظام السوري- ايران- حزب الله، المدعومة من روسيا. وليس لدينا في المدى القصير بعد كل هذا التخريب الذي جرى في الواقع السني، إلا أن ننحاز للجبهة الثانية، وهي تضم حماس وباقي قوى المقاومة الفلسطينية، وأيضا طالبان الأفغانية التي فتحت صفحة للتعاون السياسي والعسكري مع روسيا. فنحن لسنا أمام جبهة شيعية محضة فحسب، حتى والتعاون مع الجبهة الشيعية ليس مرفوضاً بل مطلوباً ان كان في مواجهة اسرائيل وأمريكا.. ولابد من ملاحظة الدائرة الأوسع في المنطقة التحالف السعودي- الاماراتي- الاسرائيلي ضد ايران وبالتعاون مع ترامب وأن السعودية فتحت أجواءها لطائرات الهند لتمر إلى تل أبيب. والوفود السعودية والبحرانية تتوالى على اسرائيل. والسعودية والامارات هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان أيدتا استقلال كردستان وهو نفس الموقف الاسرائيلي.
ونحن لا ندعو للذوبان تحت إمرة ايران أو روسيا، ولكننا لا نملك- عقائديا- حتى ترف الوقوف على الحياد في هذه اللحظة.
ولا يمنعنا ذلك من تطوير أوضاع مجتمعاتنا السنية ونحن المسئولون عن ذلك. وعلينا ان نتصدى للحكام الذين رهنونا بأمريكا واسرائيل، حتى لا يصبح تبني الموقف السني دعوة- والعياذ بالله- للعمالة والارتهان، حتى لقد أصبح نتنياهو يكرر ويردد الحديث عن قيام تحالف سني- اسرائيلي ضد ايران!
وانظروا ماذا سيفعل حكام العرب في قمة الظهران؟ هؤلاء الحكام الذين يطردون سوريا من الجامعة العربية ويفتحون كل الأبواب لاسرائيل، وكأن النظام السوري هو النظام المستبد الوحيد في بلاد العرب.
إن ما يسميه الغرب "الشرق الأوسط" هو مركز العالم وهو محور الصراعات الدولية عبر التاريخ وأيضا محور الصراعات بين الأمة الاسلامية والغرب، وأحيانا بين الأمة الاسلامية والشرق (المغول). ولكن الغزوات التاريخية جلها تقريبا من الغرب(اليونان- الرومان- البرتغال- ايطاليا- انجلترا- فرنسا- أمريكا- اليهود القادمون من الغرب الذين أسسوا اسرائيل واحتلوا فلسطين، والذي يتحالف استراتيجيا ويدعم اسرائيل في النصف قرن الماضي هي الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يصل لنا أبداً- كما أوضحنا من قبل أسباب ذلك- أي جيش روسي يأتي غازيا أو محتلاً، لأن روسيا بعيدة وصعدت دائما متأخرة عن أقرانها في غرب أوروبا ( وسنوضح لاحقاً لماذا الوجود العسكري في سوريا ليس احتلالاً بالمعنى التقليدي، وان كان لا يخلو من مخاطر النفوذ ومحاولة فرض التبعية في الحلقة القادمة ان شاء الله).
وكان الاتحاد السوفيتي معادياً مبدئياً للرأسمالية والامبريالية التي كانت تحاصره كما كانت تحاصرنا وتحتلنا وإن لم تستطع أن تحتل روسيا. ولذلك نشأت مساحة مشتركة بين البلاد العربية والاتحاد السوفيتي في مواجهة أمريكا واسرائيل. وكل السلاح الذي حاربنا به اسرائيل كان دائماً سوفيتيا أو روسياً، حتى وإن لم يكن الاتحاد السوفيتي يؤيد القضاء على اسرائيل، ولكن كان يوافق على تقديم سلاح للدفاع، وأيضاً لتحرير الأراضي المحتلة بعد عدوان 1967.
وعندما حاول نظام عبد الناصر الحصول على سلاح أمريكي ربط الأمريكان بين ذلك وبين إقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل. وعندما اجتاحت قوات اسرائيل غزة التابعة للادارة المصرية عام 1955 وقتلت 80 جندياً مصريا ودمرت عدداً من الأهداف والمنشئات، لم يجد عبد الناصر سوى الاتحاد السوفيتي للحصول على السلاح وهذا ما عرف بالصفقة التشيكية، ومن يومها أصبح التسليح الروسي هو تسليح الجيش المصري حتى ما بعد حرب اكتوبر 1973. وبعد الدمار الذي حاق بالجيش المصري في حرب 1967 أعاد الاتحاد السوفيتي تسليح الجيش المصري بالكامل بدون مقابل مالي حقيقي، وكان ذلك لأهداف استراتيجية فقد فتح نظام عبد الناصر للاتحاد السوفيتي باب العلاقات والتعاون من أوسع الأبواب في المنطقة العربية ثم في القارة الأفريقية، فأصبح للاتحاد السوفيتي علاقات مستقرة مع مصر وسوريا والعراق والجزائر واليمن ومنظمة التحرير الفلسطينية ثم مع ليبيا والسودان في وقت لاحق أي بعد 1969 أي بعد حدوث انقلابين قوميين في البلدين بقيادة القذافي ونميري. وتلا ذلك وترافق معه علاقات استراتيجية مباشرة مع معظم حركات التحرر الأفريقية ضد الاستعمار الانجليزي والفرنسي والبرتغالي. وعندما كانت مصر ترسل السلاح لحركة التحرير الوطني الجزائرية فقد كان سلاحا سوفيتيا، وبعد 1967 أعطت روسيا (الاتحاد السوفيتي) سلاحا لمصر لم تأخذه أي دولة خارج حلف وارسو الشيوعي، مثل إقامة حائط الصواريخ من أجيال سام- خاصة سام 3 وهو ما منع حرية الطيران الاسرائيلي فوق مصر، وهو الذي ساعد بعد ذلك في تأمين عبور القوات المسلحة لقناة السويس في معركة 1973 العظيمة، كما كانت مذبحة الدبابات الاسرائيلية في سيناء بمساعدة صواريخ مولوتكا الروسية الموجهة باتباع الاشعاع الحراري لمحركات الدبابات (حوالي من 400 إلى 500 دبابة اسرائيلية وحيث أسر العقيد الاسرائيلي عساف يجوري (يتبع)
لقراءة الأجزاء السابق :
مع روسيا.. ضد الطغيان الأمريكي
محبة الكافر الأمريكي وكراهية الكافر الروسي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.