عيار 21 بكام.. استقرار سعر الذهب الاثنين 20 مايو 2024    سعر الدولار اليوم في البنوك ومكاتب الصرافة    تراجع الفائض التجاري لماليزيا خلال أبريل الماضي    البنك المركزي الصيني يضخ ملياري يوان في النظام المصرفي    التليفزيون الإيرانى يعلن مصرع الرئيس إبراهيم رئيسى ورفاقه فى تحطم مروحية    رحل مع رئيسي.. من هو عبداللهيان عميد الدبلوماسية الإيرانية؟    جوميز: هذا هو سر الفوز بالكونفدرالية.. ومباراة الأهلي والترجي لا تشغلني    طلاب الشهادة الإعدادية في الدقهلية يؤدون اليوم امتحان العلوم والكمبيوتر    اليوم.. محاكمة طبيب نساء شهير لاتهامه بإجراء عمليات إجهاض داخل عيادته بالجيزة    نجمات العالم في حفل غداء Kering Women in Motion بمهرجان كان (فيديو)    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 20 مايو    اليوم| استئناف المتسبب في وفاة الفنان أشرف عبدالغفور على حكم حبسه    أسعار اللحوم والدواجن والبيض اليوم 20 مايو    عمر كمال الشناوي: مقارنتي بجدي «ظالمة»    أول صورة لحطام مروحية الرئيس الإيراني    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: اليمين المتطرف بإسرائيل يدعم نتنياهو لاستمرار الحرب    فلسطين.. شهداء وحرجى في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة    ما حكم سرقة الأفكار والإبداع؟.. «الإفتاء» تجيب    خلال أيام.. موعد إعلان نتيجة الصف السادس الابتدائي الترم الثاني (الرابط والخطوات)    معوض: نتيجة الذهاب سبب تتويج الزمالك بالكونفدرالية    محمد عادل إمام يروج لفيلم «اللعب مع العيال»    مصدر أمني يكشف تفاصيل أول محضر شرطة ضد 6 لاعبين من الزمالك بعد واقعة الكونفدرالية (القصة الكاملة)    محمد صلاح: سعيد بتتويج الزمالك بالكونفدرالية.. وقولت للحاضرين الأبيض حسم اللقب بعد هدف حمدي    سقطت أم أُسقطت؟.. عمرو أديب: علامات استفهام حول حادث طائرة الرئيس الإيراني    اتحاد الصناعات: وثيقة سياسة الملكية ستحول الدولة من مشغل ومنافس إلى منظم ومراقب للاقتصاد    الهلال الأحمر الإيراني: فرق الإنقاذ تتوجه لمكان يوجد فيه رائحة وقود    سمير صبري ل قصواء الخلالي: مصر أنفقت 10 تريليونات جنيه على البنية التحتية منذ 2014    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: دور مصر بشأن السلام في المنطقة يثمنه العالم    وسائل إعلام رسمية: مروحية تقل الرئيس الإيراني تهبط إضطراريا عقب تعرضها لحادث غربي البلاد    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    دعاء الحر الشديد كما ورد عن النبي.. اللهم أجرنا من النار    طريقة عمل الشكشوكة بالبيض، أسرع وأوفر عشاء    بسبب أزمة نفسية.. دفن جثة سوداني قفز من الطابق الثالث بالشيخ زايد    الشماريخ تعرض 6 لاعبين بالزمالك للمساءلة القانونية عقب نهائي الكونفدرالية    أول رد رسمي من الزمالك على التهنئة المقدمة من الأهلي    اليوم.. علي معلول يخضع لعملية جراحية في وتر أكيليس    استشهاد رائد الحوسبة العربية الحاج "صادق الشرقاوي "بمعتقله نتيجة القتل الطبي    قبل إغلاقها.. منح دراسية في الخارج للطلاب المصريين في اليابان وألمانيا 2024    الإعلامية ريهام عياد تعلن طلاقها    لبيب: نملك جهاز فني على مستوى عال.. ونعمل مخلصين لإسعاد جماهير الزمالك    استعدادات عيد الأضحى في قطر 2024: تواريخ الإجازة وتقاليد الاحتفال    مصدر أمني يكشف حقيقة حدوث سرقات بالمطارات المصرية    جريمة بشعة تهز المنيا.. العثور على جثة فتاة محروقة في مقابر الشيخ عطا ببني مزار    تعرف على أهمية تناول الكالسيوم وفوائدة للصحة العامة    كلية التربية النوعية بطنطا تختتم فعاليات مشروعات التخرج للطلاب    الصحة: طبيب الأسرة ركيزة أساسية في نظام الرعاية الصحية الأولية    نقيب الأطباء: قانون إدارة المنشآت الصحية يتيح الاستغناء عن 75% من العاملين    اليوم.. محاكمة 13 متهما بقتل شقيقين بمنطقة بولاق الدكرور    ارتفاع كبير في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 20 مايو 2024    حتى يكون لها ظهير صناعي.. "تعليم النواب" توصي بعدم إنشاء أي جامعات تكنولوجية جديدة    حظك اليوم برج الدلو الاثنين 20-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    منسق الجالية المصرية في قيرغيزستان يكشف حقيقة هجوم أكثر من 700 شخص على المصريين    أيمن محسب: قانون إدارة المنشآت الصحية لن يمس حقوق منتفعى التأمين الصحى الشامل    تقديم الخدمات الطبية ل1528مواطناً بقافلة مجانية بقلين فى كفر الشيخ    عالم بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محبة الكافر الأمريكي وكراهية الكافر الروسي
أمريكا خططت لتدمير روسيا على طريقة تدمير العراق وسوريا والصومال
نشر في الشعب يوم 08 - 04 - 2018

كيف تم حصار روسيا من الشمال والغرب والجنوب؟!


بقلم: زرقاء اليمامة
هذه هي الحلقة الثانية من دراسة (مع روسيا ضد طغيان أمريكا) الصادرة عن (نحو حركة إسلامية جديدة) (نجاح) وهي جماعة فكرية إسلامية لا تعمل في السياسة حتى الآن. (ثم سنواصل بعد ذلك دراستنا حول سيرة رسول الله ومنهج داعش).
في الحلقة السابقة تحدثنا عن مخطط أمريكا لتقويض روسيا كدولة وكمجتمع وليس مجرد القضاء عليها كدولة عظمى منافسة وهو تجبر ليس غريبا على العقلية الأمريكية، قلنا أن أمريكا لم تكتف بالحصار من الغرب بالاستيلاء على دول شرق أوروبا والبلطيق (شمال أوروبا) ليس بضمها للاتحاد الأوروبي فحسب بل بضمها إلى حلف الناتو العسكري لاحكام الحصار حول روسيا، لم تكتف بذلك بل قامت بهجوم سياسي واقتصادي شامل على جمهوريات آسيا الوسطى التي كانت جزءاً لا يتجزأ من الاتحاد السوفيتي، واخترقتها أمنياً وعسكرياً بإقامة قواعد عسكرية بها بل وزحفت على مصادرها البترولية كما حدث في أذربيجان. نحن أمام اختراق مجمل جنوب روسيا من خلال 7 دول: قيرجيزستان- طاجيكستان- أوزبكستان- كازاخستان- أذاربيجان- أرمينيا- جورجيا، الدول الخمس الأولى ذات قاعدة إسلامية من الناحية التاريخية ولكن المواطنين الذين يعتزون بجذورهم الاسلامية قليلو المعرفة بالاسلام أو منعدمي المعرفة به بسبب 70 عاماً من الحكم الشيوعي ومن قبله القيصري.
ولكن روسيا منذ مجيئ بوتين للحكم بدأت في إطار خطة شاملة لاستعادة العافية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأيضا لاستعادة النفوذ في كل هذه البلدان المفقودة التي تحولت إلى بلدان معادية!! وبالتالي فإن بعض دول شرق أوروبا ووسط آسيا بدأت تعود تدريجياً للعلاقات مع روسيا خاصة بعد أن ادركت أن لها مصالح تاريخية مع روسيا، وعلاقات اقتصادية مشتركة، ومعرفة باللغة الروسية، وأنه يمكن إقامة علاقات صحية مع موسكو بعيداً عن الهيمنة الشيوعية السابقة للاتحاد السوفيتي، وخاصة بعد أن أدركت أن أمريكا جاءت للنهب والسلب ولفرض علاقات هيمنة، ولم تأت بأي خطط حقيقية للتنمية أو المساعدة الاقتصادية الجادة، بل جاءت لترويج البضائع الأمريكية كالسجائر التي ملأت اعلاناتها شوارع العواصم الآسيوية، والجينز والخمور والحصول على امتيازات البترول، ونشر حفلات الموسيقى الأمريكية الصاخبة والرقص في الميادين ( وهذه هي الثقافة الأمريكية التي لديها للتصدير!!) وكانت شركات السجائر الأمريكية هي التي تنظم هذه الحفلات المجانية للرقص في الشوارع بين الفتية والفتيات، مع أن هذا كان مباحا في العهد الشيوعي، إلا أنه في الجمهوريات الآسيوية ظل الطابع المحافظ لشعوب إسلامية ملحوظاً.
وقد استخدم الأمريكان النظام التركي (ما قبل أردوجان) لمد وإحكام شبكات التبعية على هذه الجمهوريات التي تتسم بالجذور التركية (الطورانية)، ولغاتها المحلية تفريعات من اللغة التركية. ولكن كما ذكرنا فان روسيا بدأت تستعيد مواقع أقدامها بالتدريج في بعض هذه الدول مثل كازاخستان، وحيث يتواجد في بعضها أقليات روسية كبيرة كان قد تم توطينها عمداً في العهد السوفيتي. بل واستعادت روسيا بعض القواعد العسكرية ولكن أحيانا بالتوازي مع قواعد عسكرية أمريكية!
ولكن بعد البلطيق (شمال أوروبا) وشرق أوروبا ووسط آسيا كانت هناك جبهة رابعة لتقويض نفوذ روسيا الوارثة للاتحاد السوفيتي، وهي جبهة شبه جزيرة البلقان. ومنطقة البلقان كانت تقع في معظمها تحت الدولة الاتحادية اليوغسلافية بقيادة بروز جوزيف تيتو الزعيم الشيوعي المتميز والذي كان مع نهرو زعيم الهند وعبد الناصر رموز حركة عدم الانحياز، وقد نشأ هذا الاتحاد الشيوعي اليوغسلافي في أعقاب الحرب العالمية الثانية بعد حركة مقاومة شعبية مسلحة ضد الاحتلال النازي الألماني. ولما كانت يوغوسلافيا ليست على حدود الاتحاد السوفيتي، فكانت هناك فرصة لقيام نظام شيوعي مستقل عن القبضة السوفيتية، واخترع تيتو نظرية يسارية جديدة لتمييز نفسه عن النظم الشيوعية السوفيتية (التسيير الذاتي) وهو لم يرتم في أحضان الصين، واحتفظ بعلاقات جيدة مع الغرب، وكان المفكر الشيوعي الفرنسي (روجيه جارودي) من المعجبين بالتجربة اليوغوسلافية وكتب عنها، وكانت من مظاهر بداية انفكاك جارودي عن النظرية الماركسية التقليدية.
أما ألبانيا الدولة الأخرى في البلقان فقد ألقت نفسها في احضان الصين وأعلنت الماركسية ذات التوجه الماوي- الصيني بقيادة الزعيم الألباني انور خوجة، إلا أنه سرعان ما انفصل عنها بتجربة شيوعية مستقلة تدين الاتحاد السوفيتي والصين معاً باعتبارهما منحرفين عن الخط الماركسي القويم!!
كان الحراك الأممي والشعبي في يوغوسلافيا الاتحادية أمراً طبيعيا كما هو الحال في شرق أوروبا والبلطيق وآسيا الوسطى، للفكاك من قبضة الشيوعية التي ضربت فطرة الانسان في مقتل، بإنهاء المبادرات الفردية في السياسة والاقتصاد، وبكبت الحريات، بعلاقات التبعية لموسكو، وبتجريم الدين او تحريمه أو على الأقل وضعه في مرتبة دنيا وعلامة من علامات تخلف البشر أو اعتبار التدين علامة على مناهضة نظام الحكم الشيوعي القائم على الالحاد. وان كانت الدول الشيوعية الاوروبية وروسيا بدأت عقب الحرب العالمية الثانية في تخفيف بعض القيود على الكنائس (دون المساجد) باعتبارها دول سلافية مسيحية أرثوذكسية (أي تابعة للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية ومقرها موسكو) كامتداد للكنيسة الشرقية البيزنطية في القسطنطينية قبل سقوطها في يد الدولة العثمانية.
ولكن الولايات المتحدة ودول الغرب لم يقفوا يتفرجون احتراماً لسنن الله في خلقه، بل هم يندفعون لفرض شروط التبعية خاصة أمريكا التي تملك من القوة العسكرية والاقتصادية والنفوذ والمال ما يمكنها من التأثير على الأحداث في اتجاه مصالحها.
كان تفكك البلقان مختلفاً عن تفكك البلطيق وشرق أوروبا وحتى وسط آسيا.
ففي البلقان لا يزال الاسلام حيا في القلوب في البوسنة والهرسك ومختلف مقاطعات وولايات يوغوسلافيا وهذه من أبرز حسنات الدولة العثمانية، فاندلعت في وقت لاحق حرب أهلية أخذت شكلاً عرقياً دينيا، وكان ذلك بعد موت تيتو وقيام نوع من القيادة الجماعية لم تعمر طويلاً وتحللت البلقان إلى عناصرها الاولى وحدث هذا في التسعينيات من القرن العشرين، وسعى الصرب السلاف الأرثوذكس إلى إحكام هيمنتهم على سائر الأعراق والمذاهب والأديان. وكان نصلهم الحاد في اتجاه المسلمين ولم يكن هذا الصراع بعيداً عن الصراع العالمي، وبالذات في لحظة سقوط الاتحاد السوفيتي. وكانت يوغوسلافيا ما بعد تيتو توثق علاقاتها مع الاتحاد السوفيتي لا مع الغرب.
لم تكن الحرب الأهلية اليوغوسلافية إذاً بعيدة عن الصراع العالمي، كان الاتحاد السوفيتي ثم روسيا مع أقرانهم الصرب الأرثوذكس السلاف، ووقفت بعض دول أوروبا مع الكروات الكاثوليك (كألمانيا) وظهر المسلمين كالأيتام على موائد اللئام، ولكن أمريكا أجادت تمثيل دور المتعاطف مع مسلمي البوسنة والهرسك ثم كوسوفا، ولم تكن تهدف في الحقيقة إلا استكمال باقي حلقات تقويض النفوذ الروسي في أوروبا.
ولكن امريكا كانت بين نارين، فهي لا تريد أي استمرار لأي نفوذ روسي في هذ البقعة من العالم، وهي بالتأكيد- ومعها أوروبا- لا تريد إقامة دولة اسلامية في أوروبا فأمريكا تركت الصرب يبيدون المسلمين حتى حاصروا عاصمتهم سراييفو، وأقاموا حفلات إجرامية لا تعي ذاكرة التاريخ مثلها كثيراً، في ذبح الأبرياء واغتصاب النساء. وقامت دول اسلامية قليلة جداً بدعم مسلمي البوسنة بالسلاح، وهم لم يكونوا يحتاجون إلا السلاح، وكانت إيران أبرز وأهم هذه الدول رغم أن مسلمي البوسنة سنة. وكانت هناك تقارير عن دعم باكستاني ولكن بصورة أقل، وكان تهريب السلاح أمراً بالغ الصعوبة لسراييفو المحاصرة، وقد أعلن على عزت بيجوفيتش زعيم المسلمين في البوسنة امتنانه لهذا الدعم الايراني.
نقول بدأت أمريكا وقد رأت شوكة المسلمين قد ضربت تصدر بيانات الشجب والادانة للصرب ثم بدأت بالقصف الجوي لاجبارهم على التوصل لتسوية سلمية، وفي النهاية تمكنت أمريكا من عقد اتفاق دايتون الذي يضمن عدم إقامة دولة اسلامية في البوسنة والهرسك بإشراك الصرب والكروات في إدارتها. في حين تبقى لصربيا دولتها ولكرواتيا دولتها. وحدثت أوضاع أشبه باوضاع جمهوريات وسط آسيا. فيوغوسلافيا تقسمت إلى 7 دول (البوسنة والهرسك- الصرب- مقدونيا- سلوفينيا- الجبل الأسود- كرواتيا- كوسوفا) بعضها عاد إلى علاقات صداقة مع روسيا كالصرب، ومعظمها أصبحت في قبضة أمريكا، وكوسوفا المسلمة تم منعها من إقامة دولة اسلامية باتفاق نهائي ويوجد في تكوينها السكاني 20% صرب، كما هو حال البوسنة والهرسك.
في هذه الحرب الأهلية- رغم أن تسليح الصرب سوفيتي- إلا أن روسيا كانت أعجز عن حمايتها من التدخل الغربي، وفي هذه النقطة تحديداً نحن لا نحمل أي مودة للصرب، ولا لأي دعم روسي لهم، ولكن يجب أن يكون واضحاً أن ما سمى التدخل الانساني الأمريكي كان لضمان عدم دخول البوسنة وكوسوفا تحت مظلة الاسلام رسميا، ولضمان انتزاع البلقان عموما من قبضة روسيا إلى القبضة الأمريكية. وهذا غير مرحب به بالتأكيد ولكن مما يؤسف له أن بعض الاسلاميين يميلون لحب الكافر الأمريكي في مواجهة كراهية الكافر الروسي وهذا ما سوف نأتي له.
والحقيقة أن جرائم الصرب لا يمكن تحميلها على روسيا، بل هي امتداد لحالة الغل والعداء الدفين لأرثوذوكس هذه المنطقة منذ الحروب مع الدولة العثمانية، الغل والعداء الدفين للاسلام والمسلمين وحاليا لا توجد حروب مع الصرب وأصبحت هادئة بعد نجاح المسلمين في الانتصار في حرب البقاء. وعدم الاعتراف بدولة إسلامية في البوسنة أوكوسوفا هي مشكلة العالم الاسلامي مع أوروبا وأمريكا وليس مع الصرب أو الكروات. الآن نحن امام جبهة ساكنة منذ حوالي 15 سنة.
محبة الكافر الأمريكي وكراهية الكافر الروسي:
لا نقول ذلك على سبيل السخرية بل لتوصيف دقيق لواقع بعض الاسلاميين. وتعود هذه المسألة لمرحلة الاتحاد السوفيتي ولكنها انتقلت لعلاقة الاسلاميين بروسيا.
الأستاذ محمد قطب أحد المراجع الاساسية للحركة الاسلامية المعاصرة خاصة مدرسة الاخوان المسلمين وفي كتاباته الكثير مما يستفاد به ولا خلاف حوله، ونختلف معه في بعض القضايا منها تناوله لمسألة الاتحاد السوفيتي، وهي ليست مسألة تاريخية، بل هي كما ذكرنا مازالت ممتدة إلى روسيا الاتحادية، كذلك لا يمكن انكار أوجه التماثل بين الاتحاد السوفيتي وروسيا الاتحادية كما سنوضح.
يقول محمد قطب في أحد اهم كتبه أن الاتحاد السوفيتي يمثل الكفر والالحاد، بينما الولايات المتحدة والغرب أهل كتاب، ومن الطبيعي أن يكون لنا علاقة مع أهل الكتاب، وأن نكون اعداء للملحدين الكفار* وهذه من أخطر المقولات لأنها تضع تبريراً وتفسيراً فقهيا للتحالف مع أمريكا والعداء للاتحاد السوفيتي. وترجع جذور ذلك لعهد حسن البنا حيث أجرى حوارات مع الممثلين الدبلوماسيين الانجليز والأمريكان في مصر حول ضرورة التعاون والتنسيق في مجال مكافحة الشيوعية. وهذا خطأ كبير لأنه يضع أساساً للتحالف مع أعداء الله!
والحقيقة انه منذ عهد حسن البنا (هذه الحوارات جرت في الأربعينيات من القرن العشرين ونشر عنها في مجلة الاخوان المسلمين في وقتها، نعني الحوار مع الدبلوماسيين الأمريكان) منذ عهد حسن البنا وحتى الآن فإن الهجوم الرئيسي على الأمة الاسلامية يقوم به الانجليز والفرنسيون ثم الأمريكان الذين ورثوا الدور الأول في محاربة الأمة الاسلامية، من الناحية العسكرية توجد قواعد عسكرية وتسهيلات عسكرية للجيش الأمريكي من طنجة حتى مانيلا، أي المغرب- الجزائر- تونس- ليبيا (تنشط الآن الطائرات بدون طيار بالتوافق مع تواجد عسكري أوروبي على الأرض وفي البحر ومن قبل نشطت طائرات الناتو في قصف ليبيا تحت ادعاء مساندة الثورة الليبية) ثم مصر، ثم مساندة حركات التمرد في السودان وكل ذلك بالتعاون مع اسرائيل، ونفس التعاون الأمريكي- الاسرائيلي نجده وراء بناء سد النهضة في أثيوبيا، أي محاربة شعب مصر في شربة الماء أساس الحياة. كذلك توجد قواعد عسكرية أمريكية في كل دول الخليج الست (السعودية- قطر- البحرين- عمان- الامارات- الكويت) وتواجد عسكري في الأردن وأخيراً توجد 9 قواعد في سوريا وتواجد عسكري في العراق خاصة في كردستان. واليمن (قواعد طائرات بدون طيار وتسهيلات بحرية)، واحتلال عسكري في أفغانستان وقواعد أمريكية في تركيا- تواجد عسكري في البلقان- وقواعد امريكية في دول جنوب أوروبا المتاخمة لبلادنا، وتستخدم أحيانا في أعمال عدوانية في شمال أفريقيا، ومصر (خطف طائرة مصرية مثلا في عهد مبارك)- تواجد عسكري وقواعد في جزيرة دييجو جارسيا في المحيط الهندي والمطلة على منطقة الخليج وأفغانستان وتستخدم للشحن والتعبئة. قواعد عسكرية وتواجد عسكري في الفلبين وتشارك قوات أمريكية في مواجهة متمردين إسلاميين هناك. علاقة صداقة صريحة مع ميانمار والزعيمة السياسية الأولى هناك وهي بلد ارتكاب المذابح ضد المسلمين وتصفيتهم عرقياً، وهذا ليس حصراً كاملاً.
أما بالنسبة لاسرائيل فإن أمريكا تتكفل بكامل تسليحها ودعمها اقتصادياً منذ الستينيات من القرن العشرين أي منذ 60 عاماً، وتوجد 4 قواعد أساسية لأمريكا في اسرائيل تحت لافتة مخازن سلاح!! وهناك تحالف استراتيجي مستقر طوال كل هذه العقود بين أمريكا والكيان الصهيوني، وفي الحروب تفتح مخازن الجيش الأمريكي لمد اسرائيل بكل احتياجاتها التسليحية بدون مقابل كما حدث في حرب اكتوبر وحتى في حروب اسرائيل على غزة ولبنان، كما تتحرك الأساطيل الأمريكية لحدود اسرائيل إذا تعرضت لأي مخاطر (كما حدث قبيل حرب 1967 وما بعده حتى عام 1970).
على كل هذا الامتداد من طنجة (بالمغرب) حتى مانيلا (عاصمة الفلبين)، ما هي نقاط التهديد والاستهداف من الاتحاد السوفيتي ثم روسيا الاتحادية تجاه العالم الاسلامي؟!
لا فضل لروسيا:
قبل أن نحدد نقاط التهديد والتماس والاستهداف بين العالم الاسلامي وروسيا يجب أن نوضح حقيقة تاريخية تشترك فيها روسيا مع ألمانيا. وإن كنا سنركز في هذه الدراسة على روسيا باعتبارها هي موضوع الدراسة.
روسيا وإن كانت قومية قديمة، إلا أن ظروفا تاريخية وسياسية عديدة جعلت روسيا تتأخر عن مواكبة الحراك الحضاري الأوروبي في مرحلة الثورة الصناعية ثم في مرحلة التمدد الامبريالي (الاستعماري) فقد نهضت روسيا دائماً متأخرة عن غرب أوروبا (وهذه خاصية مشتركة مع ألمانيا) وبالتالي اندفعت للمسرح الدولي بعد أن تم تقسيم الكعكة بصورة أساسية فظلت في أغلب الأحوال دولة عظمى من الدرجة الثانية، بل أدى ذلك عملياً إلى عدم تمرسها بفنون الاستعمار والهيمنة والسيطرة، فالاستعمار علم وفن وهندسة!! لا يصلح فيه الهواة. وحتى الآن فإن أمريكا تعتمد على دهاقنة انجلترا كخبرة دفينة في عالم الاستعمار والسيطرة والاختراق وسياسة الأمم فبعد أن اعتزلت انجلترا أصبح دورها أن تكون مكتب خبرة لبنتها التي ولدتها وسيطرت على العالم (الأنجلو ساكسون الذين هاجروا لأمريكا وسيطروا على الدولة الجديدة)، كالمرأة العجوز التي تعلم الفتيات كيف يبهرن الرجال! في عالم الغانيات! بعد أن أصبحت هي نفسها عاطلة عن الجمال!
فروسيا دخلت السوق الاستعماري متأخرة، وهي (1) غير مدربة (2) لا تملك وفرة من الامكانيات المالية بسبب دخولها المتأخر في الثورة الصناعية وبُعدها عن القوة المصرفية العالمية المتمركزة في الغرب. (3) بعدها الجغرافي عن وسط العالم مع ارتباط ذلك ببعدها عن المياه الدافئة وهذا ما يساهم في إبعادها أكثر وأكثر عن مركز العالم. (4) ويضاف إلى ذلك خاصية تنفرد بها روسيا، وهي أنها شاسعة الأراضي بحيث انها بلغت في وقت من الأوقات سدس العالم (سدس اليابسة) وهو أمر أدى إلى حالة من التسيب الجغرافي الذي لا يساعد على بلورة مجتمع موحد أو دولة قومية، خاصة وقد ترافق ذلك مع تخلخل شديد في السكان أي قلة الكثافة السكانية (على خلاف الهند أو الصين) وهو ما يساعد مع اتساع الأراضي على عرقلة توحيد الأمة والمجتمع. وقد ارتبط كل ذلك باحتلال مناطق القطب الشمالي والمدارات الشمالية لجزء مقدر من مساحة البلاد (سيبيريا) وهذا في حد ذاته مدعاة لقلة السكان في هذه الأراضي، وصعوبة المعيشة. لذا كان يكفي في عصور الاستبداد أن تتخذ قرارات بنفي المعارضين لسيبيريا فقد كان هذا سببا كافياً لموت معظمهم (وقد مر الروائي العالمي ديستوفيسكي بهذه التجربة وكتب عنها).
أشرنا إلى نقطة المياه الدافئة والقارئ غير المتخصص قد لا يدرك أهمية هذا الموضوع من الناحية الاستراتيجية. فروسيا دولة برية بالأساس ليس فقط لبعدها عن البحار، ولكن لأن نقاط تماسها مع البحار كانت تاريخيا محصورة في بحر البلطيق، وهو بحر شمالي يكون متجمداً معظم شهور السنة، وبالتالي فإن استخدام الأساطيل أو انشاء أسطول تجاري موضوع بالغ الصعوبة ومقيد.
من الناحية الشرقية تطل روسيا على المحيط الهادي، ولكن في مناطق باردة أيضا وفي منطقة لا توجد بها كثافة سكانية ، فمركز الكثافة السكانية يتركز في القسم الأوروبي لروسيا، حيث توجد موسكو والمدن الرئيسية.
لذلك كان من المحاور الأساسية في لحظات الظهور القوي للدولة الروسية في عهد بطرس الأكبر وكاترين هي الوصول للبحر الأسود. وهو المخرج الوحيد القريب والممكن لروسيا إلى المياه الدافئة (والمقصود المياه التي لا تتجمد طول السنة)، وليس فقط المياه الدافئة بل إلى مركز العالم الاستراتيجي: البحر المتوسط والشرق الأوسط وملتقى القارات الثلاث. كان هذا الموضوع من محاور الصراع الأساسي مع الدولة العثمانية. حتى القرن السابع عشر لم تكن روسيا على خريطة صراعات الدولة العثمانية في أوروبا إلا كدولة ضعيفة في شمال تركيا تتلقى الضربات من حين لآخر من العثمانيين والتي ظلت نهبا لاحتلالات التتار على مدار 3 قرون!! ولم تتمكن من التوصل إلى البحر الأسود إلا في أول القرن الثامن عشر في ظل بطرس الأكبر مؤسس دولة الروس، والبحر الأسود هو المدخل للبحر المتوسط عبر مضائق البسفور والدردنيل، والتي تتحكم فيها تركيا، وبدون العبور من هذه المضائق يتحول البحر الأسود إلى مجرد بحر داخلي مغلق (مثل بحر قزوين) ويفقد أهميته الاستراتيجية. ولكن الدولة العثمانية عادت وأقصت روسيا عن شواطئ البحر الأسود بل حظرت أن تكون لروسيا أي سفن فيه وكان ذلك عام 1703 واستمر هذا الوضع حتى 1735 ولكن في عام 1774 وبعد هزيمة الجيش التركي أمام الروس، عاد الروس إلى البحر الأسود بل وحصلوا على حق الملاحة في سائر المياه العثمانية (معاهدة كينارجي)، وهي الحقوق التي تأيدت بعد انهيار الدولة العثمانية 1924.
ما يهمنا في هذا السرد أن نوضح مسألتين:
(1) أن الوصول للمياه الدافئة وعلى رأسها البحر الأسود عقدة جوهرية استراتيجية لروسيا، (وهذا ما لا يوضحه الاعلام الغربي في مسألة اوكرانيا).
(2) أن اليقظة الروسية في اتجاه التمدد والسيطرة جاءت متأخرة، بل دائما تأتي متأخرة بعد توزيع الكعكة (أو التركة إن شئت وإن تكن تركة غير شرعية) فعند تقسيم أملاك الدولة العثمانية لم تأخذ روسيا إلا ما أخذته في معاهدة كينارجي، ولم تحصل على أي أراضي من الدولة العثمانية إلا مجرد الاعتراف الدولي بوجود الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في اسطنبول وسائر الأراضي العثمانية (في المشرق العربي). وبالتالي لم تعرف البلاد العربية ظاهرة الاستعمار الروسي، والبلاد العربية هي قلب الأمة الاسلامية. وعندما هزمت روسيا في الحرب العالمية الأولى وانسحبت منها وقامت الثورة الشيوعية بقيادة فيلاديمير اليتش لينين في اكتوبر 1917 وهي التي كشفت الاتفاقية السرية لسايكس بيكو لتقسيم البلاد العربية في المشرق العربي التي كانت تابعة للدولة العثمانية، ولم تكن الثورة الشيوعية على أي علاقة تذكر بما يسمى الآن الشرق الأوسط، ولم يكن لروسيا ناقة ولا جمل في اتفاقية سايكس بيكو رغم أنها (أي روسيا القيصرية قبل الثورة) قد وقعت كشاهد زور على تقسيم المشرق العربي بين فرنسا وانجلترا، ولم يكن لروسيا إلا الاعتراف بدور الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في فلسطين، والتي تم وضعها في الاتفاق لسري كمنطقة دولية، وهو أمر ما كان لروسيا أن تستفيد منه في شئ لأن القوة العسكرية في المنطقة كانت لانجلترا وفرنسا، وقد تم ترجمة ذلك فيما بعد إلى وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني وفقاً لاشراف عصبة الأمم (المنظمة الدولية الأولى قبل الأمم المتحدة).
كان اعلان روسيا الشيوعية أو كشفها للاتفاق السري (سايكس- بيكو) مجرد مكايدة للغرب الرأسمالي الذي كان يحاصر روسيا الشيوعية ويسعى لإسقاطها، ولم يعكس أي محاولة للتقارب الروسي مع العرب أو المسلمين لأنهم كانوا خاضعين في ذلك الوقت للاستعمار الفرنسي- الانجليزي. ولكن هذا الاعلان يؤكد ما نقوله أن روسيا كانت خارج اللعبة الاستعمارية لتقسيم النفوذ في العالم وفي الشرق الأوسط.
ولكن من نحب الكافر الروسي أم الكافر الأمريكي؟!
هذا سؤال طرحناه ولم نجب عليه بعد من الوجهة الشرعية!! المحبة القلبية الدفينة للكافر صعبة جداً أو غير ممكنة، ولكن اسلامنا العظيم دعانا لعدم الكراهية للناس جميعا إلا أن يعتدى علينا. ما أعظم اسلامنا الذي أساء إليه المتطرفون (أهل الافراط) والمعتدلون (أهل التفريط)، بينما هو قدم لنا مبادئ نتحدى بها العالمين، ومبادئ نتحدى أن يأتوا الينا بأعدل منها أو أفضل أو أحسن منها وهذا و المعنى الأعمق للآية الكريمة (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 23، 24]
تصور الجهلاء من مشركي العرب أن المقصود هو البلاغة اللغوية ولا شك أن هذا من أوجه الاعجاز القرآني، لكن أوجه الاعجاز عديدة ومتنوعة كل يوم نكتشف ألوانا وأنواعا منها في مجال الاعجاز العلمي، ولكن اعجاز السنن الاجتماعية والسياسية لا يقل روعة أو بهاءاً عن ذلك.
في القرآن الكريم توجد آيتان مفتاحيتان في علاقة المسلمين بغيرهم، هما في حد ذاتهما دستور متكامل، وإن وجدت آيات أخرى تغطي نفس المعنى في ذات القضية.
(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) الممتحنة
وهناك تقسيم فقهي جميل للبشر يقسمهم إلى قسمين: (1) أمة دعوة. (2) أمة استجابة. فأمة الدعوة هي الأمة الاسلامية ودورها ووظيفتها أن تدعو إلى الله، ليس من خلال المواعظ فحسب بل من خلال تقديم القدوة والمثل الأعلى العملي في الحياة، في الأخلاق، في العدل، في الانحياز للحق، في الحفاظ على البيئة..الخ أما الأمة الثانية، أمة الاستجابة، فهي باقي العالم من غير المسلمين.
هل يوجد أروع من هذا التقسيم، إن مهمتنا في الحياة هي أن ندعو الناس إلى الله وإلى الاسلام بعد انقطاع النبوة، وانقطاع وحي السماء، فنحن بشكل عام كمسلمين، خاصة فقهاؤنا وعلماؤنا الثقاة المخلصين، ورثة الأنبياء. وبالتالي فإن الأمة الأخرى التي نحاول أن ندعوها للحق، لا يمكن أن نسبها أو نمثل بجثتها، أو نقتل أطفالها ونساءها، أو نغتال نُساكها، ولكننا نرد بغلظة وقسوة على المعتدين على ديننا وديارنا، ولا نخاف في ذلك لومة لائم.
ما زلنا لم نجاوب على السؤال من نحب الكافر الروسي أم الأمريكي؟- في الحلقة القادمة ان شاء الله
* ظل الأستاذ محمد قطب مقيماً في السعودية حتى توفاه الله.

لقراءة الأجزاء السابق اضغط على الأخبار التالية :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.