الفريق أسامة عسكر يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    ارتفاع أسعار الفول والزيت وتراجع اللحوم اليوم الجمعة (موقع رسمي)    سها جندي: ندرس إنشاء مراكز متخصصة لتدريب الراغبين في الهجرة    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    إسرائيل تُعلن استعادة 3 جثث لرهائن من قطاع غزة    موعد مباراة الأهلي والزمالك لحسم لقب دوري المحترفين لكرة اليد    رسميًا| ميلان يعلن رحيل بيولي عن تدريب الفريق (فيديو)    طقس الساعات المقبلة.. "الأرصاد": انخفاض في الحرارة يصل ل 5 درجات بهذه المناطق    رفع 36 سيارة ودراجة نارية متهالكة.. خلال 24 ساعة    غدا، 815 ألف طالب يبدأون امتحانات الدبلومات الفنية التحريرية 2024    معدية أبوغالب.. انتشال جثة "جنى" آخر ضحايا لقمة العيش    قرارات جمهورية هامة ورسائل رئاسية قوية لوقف نزيف الدم بغزة    في ختام دورته ال 77 مهرجان «كان» ما بين الفن والسياسة    تجديد ندب أنور إسماعيل مساعدا لوزير الصحة لشئون المشروعات القومية    ألين أوباندو.. مهاجم صاعد يدعم برشلونة من "نسخته الإكوادورية"    مجلس أمناء جامعة الإسكندرية يطالب بالاستخدام الأمثل للموازنة الجديدة في الصيانة والمستلزمات السلعية    تراجع مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    سويلم يلتقى وزير المياه والري الكيني للتباحث حول سُبل تعزيز التعاون بين البلدين    «الجيل»: التشكيك في المفاوضات المصرية للهدنة هدفها استمرار الحرب وخدمة السيناريو الإسرائيلي    مصرع 14 شخصاً على الأقلّ في حريق بمبنى في وسط هانوي    نائبة رئيس الوزراء الإسباني تثير غضب إسرائيل بسبب «فلسطين ستتحرر»    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على محاور القاهرة والجيزة    17 رسالة من «التربية والتعليم» لطمأنة الطلاب    «المعلمين» تطلق غرفة عمليات لمتابعة امتحانات الدبلومات الفنية غدًا    أمريكا تفرض قيودا على إصدار تأشيرات لأفراد من جورجيا بعد قانون النفوذ الأجنبي    أسعار الخضروات اليوم 24 مايو في سوق العبور    نقيب المحامين الفلسطينيين: دعم أمريكا لإسرائيل يعرقل أحكام القانون الدولي    عائشة بن أحمد تروي كواليس بدون سابق إنذار: قعدنا 7 ساعات في تصوير مشهد واحد    هشام ماجد: الجزء الخامس من مسلسل اللعبة في مرحلة الكتابة    حملات توعية لترشيد استهلاك المياه في قرى «حياة كريمة» بالشرقية    الصحة العالمية: شركات التبغ تستهدف جيلا جديدا بهذه الحيل    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لخدمة أهالي قريتي الظافر وأبو ميلاد    «الإفتاء» توضح مناسك الحج بالتفصيل.. تبدأ بالإحرام    «الإفتاء» توضح نص دعاء السفر يوم الجمعة.. احرص على ترديده    ألمانيا: سنعتقل نتنياهو    «القاهرة الإخبارية»: أمريكا تدرس تعيين مستشار مدني لإدارة غزة بعد الحرب    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    عودة الروح ل«مسار آل البيت»| مشروع تراثي سياحي يضاهي شارع المعز    نقابة المهندسين بالغربية تنظم لقاء المبدعين بطنطا | صور    قطاع السيارات العالمي.. تعافي أم هدوء قبل العاصفة؟    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    مقتل مُدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية    أشرف بن شرقي يقترب من العودة إلى الزمالك.. مفاجأة لجماهير الأبيض    أوقاف الفيوم تنظم أمسية دينية فى حب رسول الله    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    عائشة بن أحمد تعلن اعتزالها التمثيل مؤقتا: شغل دلوقتي لأ.. عايزة استمتع بحياتي شوية    جهاد جريشة: لا يوجد ركلات جزاء للزمالك أو فيوتشر.. وأمين عمر ظهر بشكل جيد    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    منتخب مصر يخسر من المغرب فى ربع نهائى بطولة أفريقيا للساق الواحدة    سورة الكهف مكتوبة كاملة بالتشكيل |يمكنك الكتابة والقراءة    تمنحهم رعاية شبه أسرية| حضن كبير للأيتام في «البيوت الصغيرة»    وزير الخارجية البحرينى: زيارة الملك حمد إلى موسكو تعزيز للتعاون مع روسيا    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع روسيا.. ضد الطغيان الأمريكي
طرد 116 دبلوماسي روسي حادث غير مسبوق في التاريخ
نشر في الشعب يوم 30 - 03 - 2018


طرد 116 دبلوماسي روسي حادث غير مسبوق في التاريخ
روسيا فقدت ربع مساحتها فماذا يريدون منها؟
خطة أمريكية لتقسيم روسيا إلى 52 دولة!
بقلم زرقاء اليمامة
(نحن حركة إسلامية جديدة ولكن في طور الفكر والتكوين أو بالأحرى نحن نسعى لإطار فكري جديد للحركة الاسلامية في مصر وبلاد العرب والمسلمين وإن كنا قد بدأنا بدراسة نقدية لمدرستي الاخوان وداعش وهي لا تزال مستمرة بإذن الله، ولكن لا نستطيع أن نقف باردين أمام أحداث كبرى تعترض أمتنا والعالم بأسره لذا فإننا بين حين وآخر سنعلق على الأحداث أيضا من زاوية تقديم رؤية غير تقليدية لهذه الأحداث وإن كنا نزعم انها اسلامية بل والأقرب إلى الصواب من وجهة نظرنا، نقف اليوم أمام احتدام الصراع بين الغرب بزعامة الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية وهو أمر لا يمكن أن نقف إزاءه مجرد متفرجين بل هو يؤثر على جهادنا من أجل التحرر والاستقلال والنهضة العربية الشاملة بإذن الله)- نحو حركة إسلامية جديدة (نجاح)
***********
في يوم الثلاثاء 27 مارس 2018 أعلنت الدول الغربية (22 دولة) قرارها بطرد 116 دبلوماسيا روسيا من بلادها في توقيت واحد وكأنها حالة من إعلان الحرب الجماعية ضد روسيا، في مواجهة حادث لا يعدو أن يكون- إن صحت إدعاءات الغرب- حادثاً معتاداً في حرب الجاسوسية القذرة بين الدول منذ عشرات أو مئات أو آلاف السنين.. حيث أعلنت 16 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي فضلاً عن الولايات المتحدة وكندا والنرويج وأوكرانيا واستراليا الانضمام لبريطانيا في عملية طرد الدبلوماسيين الروس بعد اتهامات تزعم تورط موسكو في حادث تسميم عميل مزدوج بين روسيا والغرب. في مقابل ذلك رفضت النمسا ونيوزيلندا المشاركة في هذه الحفلة غير المسبوقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لعدم وجود أدلة قاطعة بشأن تورط روسيا.
والعجيب أن معظم ان لم يكن كل المحللين السياسيين في بلادنا العربية والاسلامية وفي الغرب يقولون انه لا توجد حرب باردة بعد بين روسيا والغرب وإن كانت هناك احتمالات وتهديدات بعودة هذه الحرب التي كانت قائمة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة منذ الخمسسينيات من القرن العشرين حتى سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991.
وهل كان يمكن أن يحدث أكثر مما نشاهده في الأعوام الأخيرة من صراعات محتدمة، خلال الحرب الباردة الأولى؟ مالذي يمكن أن يحدث أكثر من ذلك حتى نقر أن الحرب الباردة قد اندلعت فعلاً منذ سنوات. بل بالعكس نجد ظاهرة غير مسبوقة حتى في الحرب الباردة الأولى، وهي وجود قوات أمريكية روسية في حالة مواجهة على أرض دولة ثالثة (سوريا).
ففي حروب الوكالة في الحرب الباردة الأولى كانت تتواجد قوات احدى الدولتين في مواجهة قوى محلية مدعومة من الدولة العظمى الأخرى كما حدث في فيتنام مثلا، أو خلال الحرب السوفيتية في أفغانستان.
المحللون الغربيون لا يقولون بأن الحرب الباردة الثانية قد بدأت فعلاً حتى لا يعطوا لروسيا نفس الأهمية الكبرى السابقة للاتحاد السوفيتي الذي كان ندا للولايات المتحدة وبدأ أحيانا يتفوق عليها في مجال بعض الأسلحة، بل وفي مجال الانتشار الجيوسياسي في آسيا وأفريقيا والوطن العربي.
أما محللون بلادنا فهم لا يقرون ببداية الحرب الباردة الثانية حتى لا يكونوا مضطرين لاتخاذ موقف واضح مع طرف ضد طرف، أو ضد الاثنين معا، أو التجاهل التام باعتبار أن الأمر لا يعنينا. والمقصود بالمحللون هنا المتواجدون في الاعلام الرسمي أو شبه الرسمي وهم يعكسون موقف حكومات العرب والمسلمين الملتبس الذين يخشون اتخاذ موقف تحت شعار (من خاف سلم!).
أما واقع الأمر الذي لا ينكره إلا أعمى أو جهول في السياسة، فنحن أمام حرب باردة ثانية محتدمة منذ سنوات وصلت إلى حد التهديد بالاشتباك المباشر بين الدولتين، فمنذ أيام عندما هددت امريكا وحلفاؤها بضرب أهداف للجيش السوري تحت زعم استخدام الأسلحة الكيماوية (وهي كلمة السر التي استخدمت ضد العراق، وتستخدم الآن ضد روسيا نفسها) فإن وزير خارجية روسيا أعلن صراحة أن روسيا سترد على مصادر النيران أينما كانت، قواعد أو منصات صواريخ، وهو إعلان صريح باستخدام القوة المسلحة ضد أهداف أمريكية أو غربية، وقد كان التهديد جاداً بحيث تراجعت أمريكا وحلفاؤها عن السير في هذا الطريق لأن "العواقب وخيمة" كما قال لافروف.
وهكذا فإننا لا نملك ترف تجاهل هذا الصراع لأن جزءاً خطيراً منه يجري على أرض بلادنا (سوريا- العراق- تركيا)، كما أن أمتنا تشهد مواجهة كبرى مع الحلف الصهيوني الأمريكي حيث انضمت أمريكا ترامب بصورة أكثر صراحة لاسرائيل في أهم القضايا: القدس، واعترفت بها عاصمة لاسرائيل وستنقل سفارتها إليها خلال أسابيع قليلة (مايو القادم، أي ذكرى النكبة، ذكرى تأسيس اسرائيل) والسفير الأمريكي في اسرائيل يهودي- صهيوني- مستوطن، بل أصبحت أمريكا تؤيد الاستيطان في الضفة الغربية (تصريحات نيكي هيل مندوبة أمريكا بالأمم المتحدة) وأيضا تصريحات لترامب، بالاضافة لقطع كافة أشكال الدعم الأمريكي لمنظمة الأونروا المختصة بشئون اللاجئين الفلسطينيين، وقطع كافة أشكال الدعم المباشر للشعب الفلسطيني (من خلال سلطة رام الله) والتأكيد على أن مسألة اللاجئين أصبحت خارج طاولة المفاوضات (غير الموجودة أصلاً!) فما الذي بقى لا نعرفه من ما يسمى صفقة القرن. إنها صفقة القرن فعلاً، صفقة لاسرائيل، صفقة إعلان أمريكا الانحياز التام والمطلق لاسرائيل التوسعية والكف عن ممارسة التمثيليات السخيفة التي كان يمارسها رؤساء أمريكا السابقين. واتضاح هذا الاصطفاف العدواني شئ جيد ومفيد لأمتنا لو كان لدينا حكام لديهم الحد الأدنى من الوطنية والدين.
مهمة الاعلام الرسمي العربي هي شغل أذهان الشعوب عن قضية فلسطين، مع اننا نحمل السلاح ومستعدين دائماً لحمله ضد إيران وضد الارهاب الذي أصبح عدوا غائماً لو لم يجده الحكام لاخترعوه.
ويقول الاعلام الرسممي ونخبتنا "المجيدة" إننا يجب أن ننشغل بالأكل والشرب، ونحن لسنا معترضين على ذلك ولكن أين الأكل والشرب؟!
وكان يمكن- بشكل انتهازي ونفعي- أن نغض الطرف عن التأييد الأمريكي المحموم لاسرائيل الكبرى المتوسعة والنووية لو أن أمريكا تنظر بعين العطف لمساكين العرب أو فقراء المسلمين وأن تضعهم حقاً تحت جناحها وتشملهم برعايتها. ولكن الواقع غير ذلك فإن أمريكا تدوسنا بالأحذية وهذا كلام دقيق وليس على سبيل التشنيع فنيكي هيلي مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة قالت: انها اشترت حذاءاً جديداً لتضرب به كل من ينتقد اسرائيل! وتسمي الأفارقة حثالة (60% من الأفارقة عرب ومسلمين)، وتبحث عما تبقى من فوائضنا المالية لتشغيل مصانعها الحربية فتأخذ من دول الخليج حوالي ثلاثة أرباع تريليون دولار في صفقات سلاح بائسة لا تستخدم إلا في قتل نساء وأطفال اليمن وربما تستخدم لإحداث فتنة مع إيران يوماً ما، وإن كانت السعودية وكل دول الخليج لا تقوى على مواجهة إيران عسكرياً، فالمسألة أن تكون السعودية عود ثقاب لاشعال حرب على إيران عندما تريدها أمريكا. هم لا يسمحون بتراكم أي أموال نفطية لدى العرب حتى لا يفكروا في مشروعات اقتصادية أو تنموية فيسحبون فوائض النفط أولاً بأول، بالاضافة لاحتياج الاقتصاد الأمريكي المتراجع لهذا المال المنهوب، لأن هذه الأموال إذا بقت لدى حكام النفط فلن يستخدموها بشكل رشيد، بل في الترف وشراء القصور في أوروبا كما فعل ولي العهد السعودي بشراء قصر في فرنسا ويخت بحوالي مليار دولار كما نشرت صحف الغرب مؤخرا.
وحتى بعد ان ارتضت الأمة بضياع فلسطين، واستيلاء أمريكا وحلفائها (خاصة بريطانيا وفرنسا) على أموال العرب النفطية، فإن أمريكا لم تترك الاسلام والمسلمين في حالهم، بل تحاربهم على مدار العالم الاسلامي من طنجة إلى جاكارتا، بل حيثما وجدوا في أي مكان في العالم، كما انها تشن حملة مدروسة ومنسقة على العقيدة الاسلامية والنموذج الحضاري الاسلامي. ووفقاً للبيانات الرسمية المعلنة فإن الطائرات الأمريكية بدون طيار تقتل عشرات الآلاف من المسلمين في النيجر وبلدان الصحراء (بالتعاون مع فرنسا) وليبيا (أخيراً في الجنوب) والصومال واليمن وباكستان وأفغانستان (الجماعة الاسلامية في باكستان أعلنت منذ عدة سنوات أن هذه الغارات قتلت 40 ألف مسلم معظمهم مدنيين).
أما في سوريا والعراق وأفغانستان فحدث ولا حرج. في سوريا وتحت غطاء ما يسمى بالتحالف الدولي الذي أخذ شرعية من حكام العرب جرى قصف أمريكي فرنسي وبلدان غربية أخرى، أدى إلى تدمير مدينة الرقة بالكامل، ولا يتحدث الاعلام الغربي عن ذلك بينما يكثر الصياح على الغوطة الشرقية. وفي العراق تم تدمير معظم مدينة الموصل وعدد من المدن الأخرى بالطائرات الأمريكية، وتدعم أمريكا المشروع الكردي الانفصالي في سوريا والعراق. ولكن تحالف إيران- تركيا- العراق أفشل محاولة استقلال كردستان العراق. ولا تزال المعارك جارية في كردستان سوريا حيث يوجد 9 قواعد أمريكية وحيث تم السيطرة على أهم آبار النفط في دير الزور.
ومن إيجابيات حملة تركيا على الجيب الكردي انها تفشل هذا المخطط الأمريكي.
أمريكا لها دور أساسي في التخطيط لقيام قطر والسعودية والإمارات بتمويل وتسليح فصائل سورية، مما أفسد ثورة سوريا وحولها إلى تدخل عسكري ضد تحالف سوريا- إيران- حزب الله ضد اسرائيل. وكل الدمار الذي شهدته سوريا والعراق يرجع إلى حد كبير لهذا التخطيط الأمريكي الذي كان يستهدف المزيد من التفتيت والتقسيم لهذين البلدين لصالح إسرائيل. ومعروف أن أمريكا لم تنسحب من العراق إلا تحت وقع ضربات المقاومة العراقية الباسلة التي أوقعت خسائر فادحة في صفوف الأمريكان وحلفائهم، وأمريكا مسئولة مع حكام الخليج عن تدمير العراق على مدار 3 عقود بحيث أصبح دولة متخلفة بدون صناعة وبدون بنية تحتية. وأمريكا تحاصر إيران منذ 4 عقود منذ اندلاع ثورة 1979، وهي التي كانت تذكي الحرب العراقية- الايرانية.
وأمريكا احتلت أفغانستان ولا تزال لديها قوات جوية وبرية هناك لمنع قيام دولة اسلامية مستقلة. قتل في العراق 4 ملايين أمريكا مسئولة عن قتل معظمهم، وبعد أن دمرت العراق بالطائرات عدة مرات، إلا أن أحدا لا يحصي عدد قتلى الشعب الأفغانستاني البائس. لا يمكن حصر جرائم أمريكا تجاه العرب والمسلمين في مقال واحد. ولكننا نشير أيضا للحرب على العقيدة الاسلامية، فأمريكا أسست مراكز بحوث تهدف لدراسة أحوال المسلمين والدين الاسلامي عموما لوضع خطط تحريف هذا الدين وأمركته، ونزع الجهاد والزكاة والعفة منه. ومن أمريكا وليس من غيرها تأتي اختراعات إمامة المرأة للصلاة في المساجد، وقيامها بخطبة الجمعة والبحث عن وسائل إقرار الاسلام للشذوذ الجنسي (مقال لجون أسبوزيتو أحد المكلفين "بتطوير" الاسلام وهو أستاذ بجامعة جورج واشنطن ولصيق بالادارة الأمريكية) كل هذه البدع تأتي من امريكا وليس من مكان آخر. أمريكا تحدد من هو المسلم الجيد ومن هو المسلم الردئ؟ والمسلم الجيد هو الذي توافق على وصوله للسلطة كما يحدث في المغرب والجزائر وتونس وحدث في مصر ولكن حدثت بعض العراقيل، كما يتم تسوية السودان على نار هادئة وأحيانا غير هادئة لإزالة ما تبقى فيها من روائح الاسلام في بداية تجربة الانقاذ (انقلاب البشير).
وحتى تجربة أردوجان المعتدلة (من وجهة نظرهم) أصبحوا غاضبين منها وحاولوا الانقلاب عليها وفشلوا، وهم يعادون سلطة أردوجان رغم انه ما يزال بعيداً عن الأصولية الاسلامية، لمجرد أنه لا يستمع للتعليمات والأوامر، فالأمريكان خاصة مع المسلمين لا يحبون التعامل إلا مع العملاء.
إن أمريكا هي العدو الرئيسي لأمتنا الساعية للاستقلال والتنمية والنهضة والتحرر ومواكبة التقدم الحضاري. وهي الحليف الاستراتيجي الأكبر للمشروع اليهودي الصهيوني في المنطقة، وهما يشكلان حلف الاستكبار الظلامي العالمي (المسيحية الصهيونية) وترامب ونتنياهو خير من يمثل هذا المشروع. وقادة أمريكا وحكامها لديهم عقيدة راسخة أن المسيح لن يأتي من جديد إلا بعد حشد اليهود في فلسطين، وتدمير المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل، وعندئذ يأتي المسيح ليقود المعركة الفاصلة للقضاء على الكفار المسلمين، وهناك منظومة إعلامية تروج لذلك في المحطات التليفزيونية الأمريكية ويتابعها ما لايقل عن 80 مليون مشاهد وترتفع في بعض التقديرات إلى 120 مليون مشاهد وهذه هي عقيدة الكنيسة المعمدانية الجنوبية، وهي الكنيسة الرسمية في أمريكا والتي تبارك وتخرج معظم رؤساء أمريكا.
ولسنا من القائلين بناء على كل ما تقدم أننا يجب أن نعول على التعاون أو التحالف مع روسيا لمواجهة هذا الطوفان الأمريكي- الصهيوني/ فلن يتحقق المشروع الاستقلالي النهضوي العربي الاسلامي إلا بسواعدنا نحن، وبتضحياتنا، وإدراكنا وعقيدتنا وشحذنا لهمم شعوبنا، واننا من حيث الأساس نعمل وفقا للمعادلة القرآنية (يا أيها النبي حسبك اللّه ومن اتبعك من المؤمنين) الأنفال
ولكن المسلمين لا يتحركون ولا يعملون في الفراغ، فحتى الفضاء الكوني يثبت انه ليس فارغاً كما كنا نظن فما بين الكوكب والنجوم تعج السماوات بالسدم والنيازك والمذنبات والثقوب السوداء ومختلف أشكال وأنواع المادة.
الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون الأوائل كانوا يدركون ما يدور حولهم في العالم وكانوا يتابعون أخبار وأحداث الدولتين الأعظم في العالم (الفرس والرومان) ويحددون موقفهم من الأحداث بل نزل قرآن يوثق لذلك ويوضح أن المؤمنين لا يمكن أن يكون موقفهم سلبيا حتى وان اختلفوا مع الطرفين المتحاربين (سورة الروم). متابعة ما يجري في العالم هي التي هدت رسول الله صلى الله عليه وسلم لفكرة اللجوء السياسي للحبشة. ومتابعة ما يجري في العالم هي التي شحذت همم المسلمين في مواجهة الدولة الرومانية على حدودهم الشمالية في الشام ما نجم عن ذلك من سرايا وغزوات في عهد رسول الله.
كما ذكرنا فإننا معنيون بهذا الصراع العالمي من أكثر من زاوية ولأكثر من سبب، الاسلام في حد ذاته حركة عالمية وهو دين رب العالمين للعالمين ونحن العرب والمسلمون مكلفون بنشر الدعوة وإيصالها إلى كل انسان على وجه البسيطة، بل لقد أصبح في إمكاننا توصيل الدعوة بأسلوب توصيل الخدمات للمنازل لكل خلق الله home deliveryمن خلال الانترنت والفضائيات بكل اللغات، ولكن بدون أجر أو مقابل إلا من الله عز وجل. ونحن لا يمكن أن ننجح في هذه المهمة إذا كنا لا نعرف ما الذي يدور حقاً في العالم وليس عبر وسائط الاعلام الأمريكية والغربية.
وقبل أن نتحدث عن علاقة روسيا بنا وعلاقتنا بها عبر التاريخ وحاليا، وما يحدث في المنطقة العربية خاصة في سوريا، وما الذي يمكن أن يقام من علاقات حاليا ومستقبلا بيننا؟ لنتحدث عن روسيا أولا.
في إطار ما علمنا الله سبحانه وتعالى، أن نتعود على الانصاف عندما نرى أي نزاع وإن كان لا يخصنا بشكل مباشر، لأن من مصلحتنا كمسلمين وكأمة مظلومة أن يسود العدل العالم، قدر الإمكان طبعا. ولذلك فنحن نعمل دائماً بالآية الكريمة (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ)
فماذا فعلت أمريكا بروسيا في الآونة الأخيرة؟
كان هناك صراع عالمي حاسم بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة انتهي بسقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، وروسيا هي جوهر الاتحاد السوفيتي الشيوعي، سقطت الشيوعية رسمياً ولكن بقيت روسيا كدولة عظمى محتملة، وهنا سعت الولايات المتحدة في إطار الصراع للسيطرة على العالم لإنهاء أي احتمال لاحياء روسيا كدولة عظمى حتى تظل أمريكا متربعة على العالم، وقد يقال أن هذا من حقها وان هذا هو قانون الصراع العالمي. ولكننا نقول أن الوسائل غير الشريفة في الصراع لا يمكن أن نوافق عليها، أو نعتبرها مسألة مسلماً بها، فنحن في مشروعنا الاسلامي لدينا مفهوم للسياسة الخارجية لا يتعارض مع الأخلاق. وبالتالي فلا اعتراض على المنافسة في البحث العلمي وبحوث الفضاء وارتياده ولكن نعترض على تخريب اقتصادات الآخرين أو تخريب أوطانهم أو قتل علماؤهم (كما تفعل اسرائيل مع علماء إيران) أو احتلال أوطانهم، وتجنيد العملاء لتحقيق هذا التخريب وليس مجرد جمع المعلومات. نحن المصريين تعرضنا لتصفية علمائنا من اسرائيل وأمريكا (سميرة موسى- مصطفى مشرفة- بدير-يحيى المشد- جمال حمدان، ما بين الشكوك وبين الوقائع الدامغة- ومن الوقائع الدامغة إسقاط طائرة البطوطي التي تحمل عشرات من الخبراء العسكريين) فمن البلاهة أن نردد أن هذه الأمور عادية أو مسموح بها. بل انهم في الغرب يقيموا الدنيا ولا يقعدوها اليوم ضد روسيا بادعاء مسألة أخلاقية (وهي تصفية عميل مزدوج في حين أنها مسألة قابلة للنقاش فالعميل المزدوج عادة يستباح دمه من الطرفين وهو الجاني على نفسه).
عقب سقوط الاتحاد السوفيتي تم وضع خطة في سراديب الادارة الأمريكية في مطلع التسعينيات من القرن العشرين، وهذه المعلومات أصبحت مسربة وموثقة، وتقضي الخطة بتقسيم روسيا إلى 52 جمهورية، ومنذ نهاية الثمانينات وعلى مدار التسعينيات تم تقديم دعم غير محدود لبعض الحركات الانفصالية المسلحة، وكذلك تم تدعيم المعارضة الليبرالية الروسية للعمل على إعادة تنصيب الرئيس الأسبق بورس يلتسين (الذي كان لا يفيق من الخمر) لفترة ولاية ثانية في 1996 وتزعمها لحملة انتخابية في مقر دبلوماسيين أمريكان ممن كانوا يقيمون في فندق بريزدنت، وكتان هناك تعاون مكشوف مع تاتننيا ابنة يلتسين، والتي كانت حلقة الوصل بين أبيها وأساطين المال والأعمال الروس الذين كان معظمهم من اليهود الموالين للولايات المتحدة واسرائيل ويقيم الكثير منهم في أمريكا ويتمتعون بجنسيتها حتى اليوم. وكان اليهود الروس يسيطرون على الاقتصاد الروسي وأساساً على منابع النفط لذلك لعبوا دوراً أساسياً في تدمير الاتحاد السوفيتي ثم روسيا فيما بعد حتى حجمهم بوتين كما سوف نرى.
والحقيقة أن خطة تقطيع أوصال روسيا ومحاصرتها قد حققت أشواطاً بعيدة في ظل حكم جورباتشوف ثم يلتسين المتعاونين مع أمريكا. ففقدت روسيا ربع مساحتها التي كانت تابعة لها منذ القرن السابع عشر ومن ذلك منطقة الدونباس في أوكرانيا، وسيبريا الجنوبية وبراري اهرنبورج (التابعة الآن لقزخستان) وشبه جزيرة القرم التي لم تكن يوماً تابعة لأوكرانيا، قبل أن يقرر خورتشوف إهداءها لأوكرانيا عام 1954- وأعاد بوتين ضمها لروسيا باستفتاء 2014.
بالاضافة لمناطق أخرى فقدتها روسيا في بيلاروسيا، وأذاربيجان وأوزبكستان وطاجيكستان. ومعروف أن روسيا فقدت في الحرب العالمية الأولى شرق بولندا والبلطيق وفنلنده فيما يعرف باتفاق بريست ليتوفيسك.
وقد أدى الانهيار إلى تفاقم مديونية روسيا عام 2000 إلى 146 مليار دولار كأي دولة متخلفة، كما ظلت عدة سنوات غير قادرة على دفع المرتبات بانتظام مع انهيار مخيف للروبل. كذلك في خضم كل ذلك استعادت الصين 600 جزيرة من روسيا!!
روسيا تشهد صحوة قومية منذ تولى بوتين السلطة وهو ابن المخابرات السوفيتية ومعه مجموعة مخابراتية مثلت العمود الفقري لاستعادة روسيا إلى حالتها الطبيعية بالاضافة لعناصر من الحزب الشيوعي السوفيتي السابق، ولكن في إطار مشروع قومي لنهضة روسيا.
وقد كان حافزاً لذلك ليس فقط مخطط تقطيع الأوصال، بل الحصار التام والشامل الذي يستهدف تقويض مجرد وجود دولة اسمها روسيا، كما تفعل أمريكا مع بلدان العالم الثالث المتمردة، فمع انهيار الاتحاد السوفيتي تم حل حلف وارسو العسكري الذي كان يواجه حلف الناتو الأمريكي الغربي. وتم تشجيع الثورات الانفصالية في دول شرق أوروبا والتي كانت تمثل عضوية حلف وارسو، وتم تحويلها إلى الرأسمالية، وإلى المعسكر الغربي: بولندا- تشيكوسلوفاكيا التي تحولت إلى دولتين (التشيك والسلوفاك) والمجر ورومانيا وألمانيا الشرقية ثم ما حدث بعد ذلك من توحيد ألمانيا في الاطار الرأسمالي وبلغاريا. ورغم التآمر الأمريكي في عملية هذا التحول لشرق أوروبا من الشيوعية إلى الرأسمالية وعلى ذلك شواهد عديدة، إلا أن الاتحاد السوفيتي هو المسئول الأول عما حل بحلفائه السابقين، حيث قامت علاقة الاتحاد السوفيتي (وهو في الحقيقة روسيا التي تشكل قيادة هذا الاتحاد) على الهيمنة والتبعية وفرض أحزاب شيوعية حاكمة موالية لموسكو، إستغلالاً لوجود الجيش الأحمر في هذه البلدان في نهاية الحرب العالمية الثانية. وكانت هذه الشعوب تشعر بالقهر والذل وغياب الحريات، فثورة هذه الشعوب طبيعية ضد طغيان الشيوعية الذي تضافر مع كوارث التبعية لموسكو، رغم وجود مستوى لا بأس به من الانجازات الصناعية خاصة في ألمانيا الشرقية. ولا تثريب على أمريكا إذ زكت هذه الثورات ولكن المشكلة الكبرى جاءت بعد ذلك إذ لم يسع الغرب لضم دول شرق أوروبا بالاضافة لدول أقصى الشمال في البلطيق (ليتوانيا- لاتفيا- استونيا) وفنلنده إلى الاتحاد الاوروبي فحسب بل سعت لضمها أو ضم أغلبها لحلف الناتو العسكري رغم أن حلف وارسو قد انتهى، ورغم أن الحديث كان واضحاً عن انتهاء الحرب الباردة ودخول روسيا وأمريكا في علاقات ودية وطبيعية في جو من الوئام والتعاون، فما معنى إحكام القبضة العسكرية على رقبة روسيا. ويبدو أن أمريكا كانت تحلم بتفكيك الترسانة النووية الروسية كما فعلت ذلك مع كازاخستان وغيرها من الدول الحليفة لروسيا والتي كانت في إطار الاتحاد السوفيتي، كانت أمريكا تحلم بتحويل روسيا إلى جمهورية موز، وهذا من أحلام الأغبياء، أو من غباء الطغيان الذي يجعل الطاغية يتصور أنه قادر على فعل كل شئ يتمناه. والنهضة الروسية المعاكسة الحالية ليست مفاجأة وإن لم يقم بها بوتين قام بها غيره، وإن لم تحدث الآن ستحدث غداً، فهناك أمم وقوميات عريقة لا تُزال ولا تختفي كما علمنا التاريخ الطويل للبشرية، لا نضمن الحياة الأزلية لأي شعب أو قومية أو أمة بطبيعة الحال، ولكننا نعلم أن بلاداً كالصين ومصر وبلاد الرافدين والهند موجودة منذ فجر التاريخ مهما تعرضت لمحن وكوارث. وفي المقابل لا شك أن هناك قبائل وشعوب اضمحلت وتلاشت واختفت من الوجود أو كادت.
الصورة الآن أن روسيا تترنح وتمد اليد لأمريكا والغرب وتحصل على قروض منهم، ولكن السادية الأمريكية لا ترضى بأقل من أن تكون روسيا شذر مذر كالعراق مثلا، فلم تكتف بتقدم حلف الناتو من غرب إلى شرق أوروبا، ولكن تم إحكام الحصار على روسيا من الجنوب أيضا، واستغلت الهرج والمرج الذي ترافق مع سقوط العملاق الكبير، الاتحاد السوفيتي فاندفعت تستولى وتبسط نفوذها وسيطرتها على جمهوريات آسيا الوسطى، وهي جهوريات قاعدتها اسلامية وتهمنا نحن، ولكننا تركناها نهباً للأمريكان التي أحكمت قبضتها على تركستان/قيزجزيا- طاجيكستان- كازاخستان- أذاربيجان- أرمينيا وكانت كلها جمهوريات سوفيتية!! (نواصل)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.