كان الكيان الصهيوني ولا يزال هو عدونا الأول الذي أغتصب الأرض ، وسفك الدماء ، ودمر القري ، وأحرق المحاصيل دون رحمة ولا إنسانيه ، هكذا علمتنا كتب التاريخ بل وما شهدناه بأم أعيننا على مدار السنوات الأخيرة ولن ولم يكن بيننا وبينه أي نوع من الصداقة والتعاون. وقد رسمت سلطات الانقلاب طوقاً جديداً من "السلام الدافئ" الذي أعلن عنه "السيسي" بزيارة وزير خارجيته إلى قلب منزل رئيس وزارء الكيان الصهيوني "بنيامين نتنياهو" وكأنه يعلن امام الجميع أن ما يربطنا بهذا الكيان المحتل هى علاقة صداقه وود تسمح للمسؤولين المصريين بالتسكع في منازل هؤلاء القتله وليست علاقات رسمية تقتصر على الهيئات والمؤسسات الحكومية وحسب. لهذا تعيد "الشعب" لقرائها نشر قصيدة "أيها المارون بين الكلمات العابرة" للشاعر الفلسطيني الراحل "محمود درويش" والتى نشرها في أواخر مارس من عام 2000 في جريدة الكفاح العربي اللبنانيه إهداءاً منا ل"سامح" الذي تجاهل بتلك الزيارة كل الدماء التى سالت من أجل الدفاع عن شرف عروبتنا. أيها المارون بين الكلمات العابرة احملوا أسماءكم، وانصرفوا واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا. واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا أنكم لن تعرفوا كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء أيها المارون بين الكلمات العابرة منكم السيف - ومنا دمنا منكم الفولاذ والنار - ومنا لحمنا منكم دبابة أخرى - ومنا حجر منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر وعلينا ما عليكم من سماء وهواء فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا وادخلوا حفل عشاء راقص ... وانصرفوا وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداء وعلينا، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء! أيها المارون بين الكلمات العابرة آن أن تنصرفوا وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا آن أن تنصرفوا ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا فلنا في أرضنا ما نعمل ولنا الماضي هنا ولنا صوت الحياة الأول ولنا الحاضر ، والحاضر ، والمستقبل ولنا الدنيا هنا.. والآخرة فاخرجوا من أرضنا من برنا.. من بحرنا من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا من كل شيء ، واخرجوا من ذكريات الذاكرة أيها المارون بين الكلمات العابرة !