أشار تقرير للاستخبارات الصهيونية حول التطورات العسكرية والسياسية في المنطقة الى ان سورية تنقل الى حزب الله مكونات لم تكن "تجرؤ" على تسليمها اليه قبل الآن. وقال التقرير الذي تم اعداده في وحدة الابحاث التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية (امان) ان حزب الله يقف على قرني المعضلة، بين هويته الجهادية والتزاماته تجاه ايران، وبين الحلبة الداخلية اللبنانية، ورغم انه يحافظ على الهدوء وغير معني بالصدام، فانه يحاول تنفيذ عملية ثأرية حول اغتيال المسئول العسكري في حزب الله، عماد مغنية، في الأساس ضد اهداف صهيونية في الخارج، وبموازاة ذلك، يحاول بناء قوته استعدادا لمواجهة ضد الكيان الصهيونى، وتنفيذ انتشار واسع في الجنوب اللبناني، وايضا في العمق، وهو يراكم اسلحة متقدمة، صواريخ بعيدة المدى، مضادات للطائرات، مضادات للدروع، بمساعدة من ايران وسورية.
وقال التقرير، الذي تمّ نشره الإثنين (8-3)، على موقع (واللا) الصهيوني الاخباري انّ سورية تواصل السير في الطريق المزدوج، من ناحية تعمق تدخلها في المحور الراديكالي، وبموازاة ذلك، تتمتع بثمار تحسين علاقاتها مع الغرب ومع الدول العربية المعتدلة.
وهي لا تشعر بانها مضطرة للاختيار حاليا بين المسارين، لافتا الى انها تواصل الايحاء باستعدادها للتسوية السياسية مع الكيان، بشروطها التي هي استعادة كل هضبة الجولان وبمشاركة امريكية.
جدير بالذكر ان صحيفة "هاآرتس" الصهيونية كانت قد كشفت الاسبوع الماضي عن ان الولاياتالمتحدةالامريكية وجهت لسورية رسالة حادة جاء فيها انه يتحتم عليها وقف تزويد حزب الله بالاسلحة، الا انّ القيادة السورية، لم تعلق على النبأ.
وجاء ايضا في التقرير الذي تم عرضه على المستوى السياسي في الدولة الصهيونية، ان الجمهورية الايرانية تواصل وتوثق علاقاتها مع المحور الراديكالي، اي المعادي للدولة الصهيونية، وتزود جميع "منظمات الارهاب" في كل المناطق بالسلاح، كما قال التقرير الصهيوني.
اما في ما يتعلق بالملف النووي الايراني فقد قال التقرير ان ايران لم تتقدم في العام الماضي كما كانت تريد في امتلاك اجهزة الطرد المركزي، لكنها تقدمت اكثر مما كانت تريدها الدولة الصهيونية ان تتقدم، ولدى الايرانيين اليوم اكثر من طنين من المادة المخصبة من اليورانيوم بنسبة اربعة في المئة، وهي اكبر من الكمية المطلوبة لمنشأة نووية، على حد زعمه.
كما انها شرعت بتخصيب يورانيوم بنسبة 20 في المائة. وهذا بالتاكيد تحد للأسرة الدولية، كما زعم معدو التقرير. بالاضافة الى ذلك، اشار التقرير الى ان كشف النقاب عن منشأة التخصيب النووي قرب مدينة قم، اضر بالمشروع النووي الايراني.
لافتا الى ان الايرانيين ينفذون الآن مشروعا تجريبيا لتشغيل اجهزة طرد مركزي حديثة، قدرتها اكبر ثلاث او اربع مرات مما كان لها حتى الآن، وان المفاعل في بوشهر هو الآن مفاعل مدني بني بمساعدة روسية، وهو ينطوي على قدرة، انه مفاعل مدني، لكن اذا ما اراد احدهم، فانّ بالوسع استخدامه لاغراض عسكرية.
وقلل التقرير الصهيوني من قيمة المراهنات الغربية على احتمال نشوب ثورة خضراء في ايران، وقال انّ احتمالات حدوث شيء بين السكان في ايران امر قائم، لكن بين الاضطرابات التي رأينا، وبين سقوط النظام، المسافة كبيرة، فالنظام الايراني لن يسقط، وكل من يتوقع انهيار ايران قريبا، سيخيب امله جدا، كما قال التقرير.
اما في ما يتعلق بحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في فلسطين فقد قال التقرير ان حركة حماس ما زالت تواصل بناء قوتها العسكرية، لا سيما سعيها الحثيث في الآونة الاخيرة لاقتناء صواريخ طويلة المدى من شانها توسيع رقعة التهديد على الجبهة الداخلية الصهيونية، بما يشمل منطقة وسط الدولة الصهيونية (جوش دان) بالقرب من تل ابيب، الى جانب محاولاتها الدؤوبة للحصول على صواريخ مضادة للطائرات لمنع تكرار ما حصل من اذى كبير لها في عملية (الرصاص المصبوب).
اما في ما يتعلق بالسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، فقد جاء في التقرير انّها تحاول بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، لكنها ليست متيقّنة بعد من اقامتها، محمود عبّاس، رئيس السلطة، قال التقرير، من جهته ما زال معنيا بالتوصل الى حل سلمي، لكن شعبيته في اوساط الفلسطينيين آخذة في التقلص رويدا، ولفت التقرير ايضا الى انّه وعلى الرغم من انّها تعلن رغبتها باستئناف المفاوضات مع الكيان الصهيونى، الا ان السلطة الفلسطينية تسعى في المحافل الدولية لتشويه صورة الكيان، واظهار انها من تجمد العملية السلمية.