قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير الثلاثاء (19-1)، انه سيؤيد قرار السودانيين سكان الجنوب السودانى إذا اختاروا الاستقلال في الاستفتاء المزمع إجراؤه في العام 2011، فى تصريح لإظهار النوايا الطيبة تجاه السودانيين فى الجنوب. وجاء الخطاب التصالحي من جانب البشير في الوقت الذي يحتفل فيه السودان بالذكرى السنوية الخامسة لاتفاق وقف الحرب الأهلية فى العام 2005،والذى يقضى بإجراء الاستفتاء.
ويتوقع مراقبون ان يختار الجنوبيون الاستقلال في الاقتراع المقرر ان يجرى في يناير عام 2011، وان كان بعض المحللين السياسيين قد حذروا من ان مؤيدي الشمال التابعين للبشير سيعملون جاهدين على إقناع السودانيين في الجنوب برفض الانفصال.
وقال البشير لشخصيات كبيرة اجتمعت في بلدة "يامبيو" الجنوبية النائية ان حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه مازال يريد إبقاء السودان موحدا.
لكن البشير قال انه إذا جاءت نتيجة الاستفتاء هي الانفصال فان حكومة الخرطوم ستكون أول من يعترف بهذا القرار. وأضاف انه سيؤيد الحكومة المولودة حديثا في الجنوب.
وكانت إجراءات الأمن مشددة عندما تحدث البشير في استاد أنشىء في الآونة الأخيرة في بلدة "يامبيو" القريبة من الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وانتشرت شائعات في الأسابيع الأخيرة بان الجيش السودانى وحكومة الجنوب يعيدان تسليح نفسيهما، وان البلاد قد تنزلق الى حرب في الفترة السابقة على الاستفتاء في الجنوب. وقلل رئيس حكومة الجنوب سلفا كير الذي كان يتحدث في نفس المناسبة من المخاوف بأن استفتاء 2011 سيؤدي الى مواجهة مع الشمال.
وقال أمام الحشد انه حتى إذا قرر الجنوب الانفصال عن الشمال في عام 2011 فانه لن ينفصل في المحيط الهندي أو المحيط الأطلسي وانه يتعين الاستعداد لتقبل نتيجة الاستفتاء سلميا.
وأضاف ان نهر النيل سيستمر في التدفق من الجنوب الى الشمال وان البدو العرب سيواصلون البحث عن المراعي وعن المياه في الجنوب السودانى ولن يفكر أحد في حرمانهم من هذه الحقوق.
وقال انه قبل تطوير بنية أساسية مناسبة في جنوب السودان فان النفط سيستمر في التدفق من جنوب الى شمال السودان.
ومعظم الاحتياطيات النفطية المؤكدة بالسودان تقع في الجنوب لكن الخام ينقل الى الشمال على البحر الأحمر من خلال أنابيب نفط ومصافي تكرير في ميناء "بور سودان".
وتوجد مخاوف من ان الانفصال سيشعل اشتباكات بين مجموعات البدو الذين ينقلون ماشيتهم بانتظام عبر الحدود بين الشمال والجنوب بحثا عن العلف.
واتفاقية السلام الشاملة التي أبرمت في عام 2005، أدت الى إنشاء حكومة تتمتع باستقلال شبه ذاتي في الجنوب واقتسام الثروة النفطية ووعدت باستفتاء وانتخابات عامة من المقرر ان تجرى في ابريل.