قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير إن حكومة الخرطوم ستكون أول من يعترف بالجنوب، إذا اختار الانفصال في الاستفتاء المقرر العام القادم. وجاء تصريح الرئيس السوداني في الوقت الذي يحتفل فيه السودان بالذكري السنوية الخامسة لتوقيع اتفاق السلام بين الشمال والجنوب عام 2005، والذي أنهي أكثر من عقدين من الحرب الأهلية، ونص علي إجراء استفتاء تحديد المصير. ويتوقع علي نطاق واسع أن يختار الجنوبيون الانفصال في استفتاء يناير 2011، وإن كان محللون قد حذروا حتي الآن من أن مؤيدي الشمال التابعين للرئيس البشير سيقاومون فقدان السيطرة علي حقول النفط في الجنوب. وقال الرئيس السوداني لشخصيات رفيعة اجتمعت في بلدة يامبيوالجنوبية النائية إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم، الذي يتزعمه البشير في الشمال، مازال يريد إبقاء السودان موحدًا، لكن إذا جاءت نتيجة الاستفتاء بالانفصال فإن حكومة الخرطوم ستكون أول من يعترف بهذا القرار، مضيفًا أنه سيؤيد الحكومة المولودة حديثًا في الجنوب. وكانت إجراءات الأمن مشددة عندما تحدث الرئيس البشير في استاد أنشئ في الآونة الأخيرة في بلدة يامبيو القريبة من الحدود مع جمهورية الكونجو الديمقراطية، ونشر محللون وناشطون سلسلة تقارير في الأسابيع الأخيرة حذروا فيها من أن الجيشين في الشمال والجنوب يعيدان تسليح نفسيهما، وأن البلاد قد تنزلق إلي حرب في الفترة السابقة علي الاستفتاء في الجنوب. وفي السياق نفسه، قلل رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميردت من المخاوف بأن استفتاء 2011 سيؤدي إلي مواجهة مع الشمال، مضيفًا أمام الحشد أنه حتي إذا قرر الجنوب الانفصال عن الشمال فإنه لن ينفصل في المحيط الهندي أو المحيط الأطلسي، ويجب الاستعداد لتقبل نتيجة الاستفتاء سلميًا. وقال إن نهر النيل سيستمر في التدفق من الجنوب إلي الشمال، والبدو العرب سيواصلون البحث عن المراعي وعن المياه في جنوب السودان، ولن يفكر أحد في حرمانهم من هذه الحقوق، كما أنه قبل تطوير بنية أساسية مناسبة في الجنوب فإن النفط سيستمر في التدفق من جنوب إلي شمال السودان.