مبارك يأمر في خطابه الذي استمر 46 دقيقة وحضره حوالي 29 وزيراً بوقف دق طبول الحرب التى يشنها لوبي نجليه جمال وعلاء في الفضائيات والصحف ضد الجزائر، ويدعو إيران إلى عدم التدخل في الأحداث العسكرية الجارية في اليمن، ويحمل كيان العدو الصهيوني المسئولية – كالعادة- عن تدهور ما زال يصفه ب"فرص السلام"، والمعارضة تنتقد خطابه التقليدي الذي انتفخ ضجيجاً ولا يري له – كالعادة أيضاً- على أرض الواقع أي طحين سوى المزيد من القمع والاستبداد، والصحافة تبرز ارتباط التصعيد بمخطط التوريث من جهة وبفشل صفقة نجل الرئيس علاء مبارك في توريد طائرات حربية إلى الجزائر . أعرب الرئيس حسني مبارك عن أسفه للوضع العربي الراهن وما يشهده من محاور وخلافات وصغائر، محذراً إيران من التدخل في الشأن العربي، وقال إنه لن يتردد في اتخاذ مواقف تتصدى لمحاولات زعزعة الاستقرار وتحمي أمن مصر القومي في صلته بأمن منطقة الخليج والبحر الأحمر وأمن الشرق الأوسط بوجه عام. كما حذر مبارك من أن مصر "لن تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها"، وأوضح الرئيس في كلمة أمام مجلس الشعب المصري إن :"رعاية مواطنينا بالخارج مسؤولية الدولة، نرعى حقوقهم ولا نقبل المساس بهم او التطاول عليهم". وأضاف إن:"مصر لن تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها"، وذلك في إشارة لتعرض مصريين لهجمات في الجزائر والسودان إثر مباراة كرة قدم بين المنتخبين المصري والجزائري. وأضاف بنبرة بدت غاضبة :"أقول بكلمات واضحة إن كرامة المصريين من كرامة مصر ومصر لا تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها"، وكان النواب طالبوا الرئيس المصري برد قوي لكنه قال متبسما:"أنا معكم..أنا أنفعل لكن أمسك نفسي". من جهة ثانية أكد مبارك أن القضية الفلسطينية ستبقى أولوية رئيسية في تحرك سياسة مصر الخارجية وسيظل غياب السلام العادل الخطر الأكبر رغم تعدد المخاطر والتهديدات المحدقة بالشرق الأوسط بما في ذلك الجدل حول برنامج إيران النووي، والوضع في أفغانستان بتداعياته على الساحة الباكستانية وانعكاسات كل ذلك على الأمن الإقليمي بالمنطقة العربية. وقال إن :"فرصة جديدة لإحياء عملية السلام لاحت في مطلع العام الحالي، إلا أن الآمال التي تطلعت إليها سرعان ما تراجعت، ولا تزال جهود كسر الجمود الحالي تراوح مكانها وتصطدم بمواقف إسرائيلية متعنتة لا تقرن حديثها عن السلام بسياسات تستجيب لمرجعياته واستحقاقاته". وحمل مبارك كيان العدو الصهيوني مسؤولية تقويض فرص السلام بمخططاتها لتهويد القدس وحفرياتها في محيط المسجد الأقصى، ومواجهات مستوطنيها وقواتها مع الفلسطينيين في الحرم الشريف. ووجه حديثه لقادة كيان العدو قائلا: "أنكم تضعون عقبات جديدة في طريق السلام بدعوتكم للاعتراف بيهودية الدولة والتفاوض على حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية، واستبعاد القدس من مفاوضات الحل النهائي، وأقول لكم أوقفوا ممارساتكم في الضفة الغربية وارفعوا حصاركم عن غزة، كفاكم تعنتا ومراوغة وامتثلوا لنداء السلام". وأكد استعداد مصر لدعم كل جهد صادق ونزيه يوقف الاستيطان بالأراضي المحتلة بما في ذلك القدسالشرقية واستئناف المفاوضات من حيث انتهت مع حكومة الاحتلال السابقة وفق إطار زمني محدد، وضمانات واضحة ومفاوضات جادة، تلتزم بالشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام، تحقق السلام العادل وتقيم الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. وقال إنه :"لن يفقد الأمل في إنهاء الانقسام الفلسطيني الراهن، فهو مطلب ضروري للدفاع عن قضيتهم، ورفع المعاناة عن شعبهم وإن مصر بذلت جهودا مضنية منذ شهر مارس الماضي من أجل وفاق وطني يحقق المصالحة بين السلطة الوطنية والفصائل وواصلت هذه الجهود بالكثير من الصبر والمثابرة، رغم تباعد الرؤى والمواقف بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، ورغم ضغوط خارجية - نعلمها - مورست على الفصائل لإفشال الجهود المصرية". وأكد أن مصر لن تقبل المزيد من المماطلة أو أن تستمر هذه الجهود إلى ما لا نهاية، وعلى الفصائل أن تتحمل مسؤوليتها أمام شعب فلسطين وأمام التاريخ. وأوضح مبارك أن مصر تقيم علاقاتها الخارجية بناء على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، واختتم خطابه بقوله:"إنني كرئيس لكل المصريين أؤمن بأننا جميعا في خندق واحد ندافع عن القيم والمصالح المشتركة لشعبنا، وتجمعنا وحدة الهدف والمصير وإنني أمد يدي لكل مصري ومصرية لنعمل يدا بيد من أجل الوطن". الصفقة باظت..! من جهة ثانية أكدت مصادر مطلعة ان الخلافات ما بين الأسرتين الحاكمتين بمصر والجزائر تفجرت بسبب صفقة طائرات تقدر قيمتها بمليار دولار كان من المفترض إبرامها قبيل ثلاثة شهور ما بين وكيل شركة "لوكهيد مارتن " الأمريكيةبالقاهرة "علاء مبارك "نجل الرئيس المصري الأكبر وبين الدوائر الجزائرية. وقال موقع جبهة إنقاذ مصري الذي يرأس تحريره الناشط أسامة رشدي، أن " علاء " كان يأمل الحصول علي عمولة تقدر بمائة مليون دولار، ومع اقتراب إتمام الصفقة بين علاء كممثل للشركة بالمنطقة وبين الجزائريين تدخل "سعيد بو تفليقة " شقيق الرئيس الجزائري والحالم بوراثته هو الآخر وتعاقد مع وكيل فرنسي لتوريد تلك الصفقة الضخمة لبلاده وأخذ العمولة لنفسه والتي كان من المفترض ان يحصل عليها علاء مبارك لو كان قد ورد الصفقة . وأضاف :"قد ترتب علي تلك الفعلة تدهور كبير في علاقات البلدين حيث تدخل القذافي لتنقية الأجواء ورتب لقاء في طرابلس الغرب بين الرئيس المصري "حسني مبارك " ونظيره الجزائري " عبد العزيز بوتفليقة " إلا ان نيران الحقد داخل مبارك وأسرته استمرت مستعرة إلا ان جاءت مباراة الجزائر حيث وجدها الطرفان فرصة لتصفية خلافاتهما وتوظيف الشعبين فيها". وبحسب موقع جبهة إنقاذ مصر حرص علاء وجمال معا ان يشعلا نيران الفتنة ووجدنا علاء مبارك يخرج لأول مرة ويتصل بالفضائيات والإعلام ويحرض علي ضرب الجزائريين بالجزمة متسترا وراء كرة القدم كما وجدنا أبوه حسني مبارك يجمع أركان حربه ويدق طبول الحرب وقطع العلاقات مع الجزائر، ويركب الموجة باعتباره مدافعا عن كرامة المصريين رغم أن الأحداث هي أحداث شغب وفتنة ساهم فيها الطرفان ولا علاقة لكرامة مصر والمصريين بها لأننا لا نتحدث عن أعداء. وتابع موقع الجبهة :" بناء عليه قام بهذه الحملات الإعلامية الجبارة لتحريض شبابنا وأبنائنا في مصر والجزائر ضد بعضهما البعض وتضخيم الفتنة بين الشعبين الشقيقين أصحاب التاريخ والمصير المشترك رغم أنف آل مبارك وآل بوتفليقة. شعبين عريانين وأنظمة مستبدة من جهته علق جورج إسحق - القيادي بحركة كفاية – على الدلالة السياسية والاجتماعية التي عكستها مباراة مصر والجزائر، قائلاً: "شعبين عريانين وأنظمة مستبدة وفقر شديد يضربوا بعض علي إيه؟". وشن إسحق هجومًا عنيفًا علي الإعلام في مصر ووصفه بأنه كان بعيدًا عن المهنية في تناوله لمباراة مصر والجزائر، مشيرًا أن النظام المصري فشل في إدارة مباراة كرة قدم، فكيف يدير دولة؟ موضحًا أن الشعب إذا لم يتحرك سيهان كما تمت إهانته في السودان. من جهته علق مصطفي الطويل الرئيس الشرفي لحزب الوفد على خطاب مبارك بالقول :"إن الحزب لم يكن ينتظر أي تغيير في السياسة الداخلية في خطاب الرئيس مبارك خاصة بعد إعلانه أمام الهيئة البرلمانية للحزب الوطني أنه لن يفكر في تعديل الدستور أو تغييره وأن من يطالب بهذا له أغراض أخري". ولفت الطويل إلي أنه كان يتمني اتخاذ إجراء سياسي قوي يصل إلي درجة قطع العلاقات مع الجزائر حفاظاً علي كرامة مصر والمصريين خاصة أن المواطن المصري في السنوات الماضية انخفضت قيمته مشيراً إلي أن الإهانة صدرت من نظام الحكم الجزائري وكان لابد من الرد عليها بنفس المستوي. وقال سيد عبد العال أمين عام حزب التجمع: "توقعنا أن يتجاهل الرئيس الحديث عن قضايا الحريات والديمقراطية وهو ما حدث مما يؤكد حرص الحكومة والحزب الوطني علي السير في طريق تقييد الحريات ومعاداة الديمقراطية وتجاهل مطالب المعارضة المصرية بتعديلات دستورية وقانون جديد للانتخابات". وأضاف عبد العال أن :"تجاهل مبارك الحديث عن موضوع الجزائر كان من الحكمة فالرئيس عليه أن يتركه لجهود شعبية ودبلوماسية وسياسية لتدارك ما حدث من فتنة بين الشعبين". وأخذ الدكتور محمد أبو العلا نائب رئيس الحزب الناصري علي خطاب الرئيس تجاهله للتفاصيل وقال كان من المفروض أن يكون الخطاب شاملاً جميع السياسات الداخلية والخارجية والعربية بشكل مفصل. ووصفت مارجريت عازر أمين عام حزب الجبهة خطاب الرئيس بالتقليدي مضيفة أن :"الرئيس طرح العديد من المشروعات والاتجاهات الجديدة في مسيرة التنمية وعلي الحكومة أن تنفذ". وأشارت عازر إلي أنها كانت تتمني أن يكون هناك تعديلات دستورية أو تعديل لقانون الانتخابات الجديد. وأوضحت عازر أن الشارع المصري محتقن ويشعر بالإهانة في كل الدول العربية لافته إلي أنه كان يجب علي الرئيس تهدئة الشارع بكلمة حول ما حدث للمصريين في السودان من الجمهور الجزائري. هذا وقد استمر خطاب مبارك حوالي 46 دقيقة وحضره حوالي 29 وزيراً يتقدمهم أحمد نظيف رئيس الوزراء وغاب عن الجلسة من الوزراء أحمد المغربي وزير الإسكان ورشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة كما غاب من الوزراء السابقين محمود أبوزيد وأحمد الليثي. وقد حضر جمال مبارك بمصاحبة مدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان وجلسا بجوار بعضهما في حوالي الساعة الثانية عشرة، وذلك في الشرفة العلوية بالدور الثاني بينما لم تحضر السيدة سوزان مبارك الخطاب وغابت معها كل زوجات كبار المسئولين. وقد حضر من الوزراء الجدد مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان كما حضر فاروق حسني وزير الثقافة بعد غياب عامين، كما حضر من الوزراء السابقين إبراهيم سليمان وكمال الشاذلي، ومن رؤساء الوزراء السابقين وعاطف عبيد وعلي لطفي كما غاب كمال الجنزوري كالعادة. وقد شهدت فترة ما قبل الخطاب عدداً من المفارقات فقد انشغل أحمد عز أمين التنظيم ورئيس لجنة الخطة بالحديث مع النائبة جورجيت صايغ حول أحداث الجزائر، كما تسبب أحمد عز في إحراج رجل الأعمال منصور عامر عندما أجبره علي ترك مقاعد رؤساء الهيئات البرلمانية وأفسح له مكاناً بين النواب. كما تسبب جلوس كمال الشاذلي في مقاعد الوزراء في صعوبة بالغة لإيجاد مكان للوزير مفيد شهاب للجلوس. وقد حضر كل رؤساء ما يسمي بأحزاب الأنابيب، وعلي رأسهم حلمي سالم رئيس حزب الأحرار وموسي مصطفي موسي رئيس حزب الغد وقد جلسا بجوار المفتي وشيخ الأزهر والبابا شنودة. وقد حضر الجلسة النائب محمد مندور المشهور باسم "نائب الاقتحام" والمتورط حالياً في قضية اقتحام مركز للشرطة. كما حضر أغلب رؤساء تحرير الصحف القومية ومعهم رؤساء جامعات عين شمس "أحمد زكي بدر" وحسام كامل رئيس جامعة القاهرة وأحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر. وقد جلس مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين بجوار المحررين البرلمانيين في شرفة الدور الأول، وقال مكرم "جلوسي بينكم تشريف لي". وقد مدح الدكتور فتحي سرور الرئيس مبارك في كلمته بشدة وقال :"معك يا سيادة الرئيس يأمن الوطن مهما اشتدت حوله الأزمات والأنواء، وقد عهدناكم مقاتلاً جسوراً والقائد الماهر الحكيم ومواقفكم الحكيمة كانت دون سواها واضحة بعيدة النظر وتسمو فوق الصغائر وتترفع عن كل ما هو دون المسئولية". تحذير للجزائر اعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت إحدى أكبر الصحف الإسرائيلية، تصريحات الرئيس مبارك فى افتتاح الجلسة الخامسة والأخيرة لمجلسي الشعب والشورى قبل الانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل، بأنها تحذير للجزائر بسبب أحداث العنف والشغب التى وقعت من بعض مشجعين جزائريين تجاه المصريين فى الخرطوموالجزائر. وقالت الصحيفة إن الرئيس مبارك أكد على أن مصر لن تسمح بإذلال مواطنيها فى الخارج، مؤكدا أن كرامة المصريين من كرامة مصر، فى إشارة واضحة إلى الخلاف الذين نشب مع الجزائر خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. ولفتت الصحيفة إلى غضب المصريين مما بدر بالخرطوم الأربعاء الماضى من قبل مشجعين جزائريين، وأوضحت أن متظاهرون تجمعوا السبت لليوم الثالث على التوالي بالقرب من السفارة الجزائريةبالقاهرة، إلا أن أعداد هؤلاء المتظاهرين بدت أقل من الأيام السابقة بسبب الوجود الأمني المكثف. جمال الحالم بالتوريث من جهتها واصلت صحيفة "الشروق" الجزائرية هجومها علي مصر وطالت أقلامها علاء مبارك نجل الرئيس مبارك في أعقاب تصريحاته التي أدلى بها للإعلامي خالد الغندور في برنامجه "الرياضة اليوم" على قناة دريم . والتي وصف فيها المشجعين الجزائريين في السودان ب "الارهابين المرتزقة"، حيث وصفت "الشروق" جمال مبارك ب "الحالم بالتوريث" و"المراهق"، معتبرة ان خروج مصر من المونديال أطاح بمخطط الرئيس مبارك في توريث الحكم. وقالت الصحيفة الجزائرية: "في جو تمثيلي يبعث على الضحك خرج جمال مبارك نجل الرئيس المصري بتصريحات لقناة "دريم" المصرية عبر برنامج "الرياضة اليوم" التي تفننت في الولاء لمبارك وحاشيته أقل ما يقال عنها أنها لا ترقى إلى مستوى تحضر المشجع الجزائري الذي بثت أول أمس قناة "نايل سبورت" تسجيلا له لقن فيه للإعلاميين المصريين درسا في المهنية وما أفرزته فضائياتهم، وهي تصريحات تدرج في محاولة يائسة لاحتواء للغضب المصري بعد فشل فريقه في التأهل للمونديال مما أطاح بمخطط مبارك لتوريث الحكم".