صرح قائد حرس الحدود الأردنية العميد صابر المهايرة، إن في الأردن 1.4 مليون لاجئ سوري، منهم 600 ألف دخلوا بشكلٍ رسمي عبر الحدود الأردنية - السورية، من بين هؤلاء 4316 عسكري سوري منشق، منهم 661 ضابط. وأشار إلى أن "عدد اللاجئين السوريين الداخلين إلى المملكة منذ بداية الأزمة وحتى هذا اليوم وصل إلى 563.058 ألف، وهذه الأعداد تم دخولها من طرق غير شرعية عبر نقاط الحدود التي تم تحديدها من قبل قوات حرس الحدود، وهي 9 مناطق تتوزع على الحدود الأردنية السورية بطول 378 كم. - بين جحيم الموت واللجوء من جحيم إلى جحيم وعلى الرغم من اختلاف الأصناف السورية اللاجئة إلى الأردن، إلا أن ما يجمعهم هو الوضع الإنساني والأمني الصعب، فهؤلاء فروا من المعارك الضارية والإشتباكات العنيفة داخل بلدهم بين جيش نظام بشار الأسد، والمعارضة السورية، وبالتالي لم يجدوا ملجأ إلا الحدود الأردنية وصلوها سيراً على الأقدام قاطعين الجبال والأودية بحثاً عن الأمن الذي افتقدوه في بلادهم. هلع وخوف وفي حالة هلع من المجازر التي يرتكبها النظام هناك، إصطدم اللاجئون السوريون بأوضاع إنسانية غاية في الصعوبة في مخيمات إيواء أعدت خصيصاً لهم، وسط نقص حاد في كافة المستلزمات المعيشية الضرورية كالطعام والماء والأدوية، ومع اشتداد المعارك وتعدد المجازر التي ترتكب عبر البراميل المتفجرة في كافة أنحاء سورية، فإن مخيمات اللجوء في الأردن تكدست بمئات الآلاف من اللاجئين السوريين، ما إنعكس سلباً على الخدمات القليلة المقدمة لهم، لتكون بذلك عملية الفرار من سوريا إلى خارجها كإستبدال "جحيم بجحيم آخر". -كشف ورصد "الخليج أونلاين" رصد واقع اللاجئين السوريين في مخيم سايبر ستي للاجئين السوريين، واطلع على الأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها اللاجئون السوريون في المخيم الذي يقع في محافظة المفرق (70 كم - شرقي شمال العاصمة عمان)، لتشكل الخدمات الصحية السيئة المقدمة للاجئين الشكوى الأبرز التي حاولوا إظهارها للعلن، خاصة ما يتعلق بأمراض الأطفال وحاجتهم الماسة للعلاج دون أن يجدوا المال الكافي لذلك. والمطلع على واقع اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء في الأردن، يلمس بما لا يدع مجالاً للشك، مدى الإرهاق والخوف الساكن في وجوه وقلوب اللاجئين. - قصص ومآسي عدد من اللاجئين السوريين كشفوا ل"الخليج أونلاين" مقدار الألم الذي يعيشونه نتيجة تفاقم الوضع الصحي لأبناءهم دون أن يجدوا معيلاً لإنقاذ حياة بعضهم بعدما فقد البعض الآخر حياتهم بالفعل نتيجة الإهمال الطبي. - أم الطفل راجي تقول أم الطفل السوري راجي - (12 عاماً): "إبني فقد حاسة السمع نتيجة سماعه المتكرر لدوي الإنفجارات، وبسبب الإهمال الطبي فقد سمعه بشكلٍ كلي بعد فترة من وصولنا للأردن، وزوجي قتل في درعا البلد، وأنا الآن أعيش مع أبنائي الخمسة في المخيم ونتلقى المساعدات اليومية ونعيش عليها". أما راجي نفسه فيقول آخر شيء سمعته هو صوت والدي، عندما كان يصرخ بعدما فقد قدميه نتيجة قذيفة أطلقها نظام الأسد، وتابع راجي بالقول: "زحفت نحو والدي إلا أنني وجدته قد فارق الحياة نهائياً". بعض اللاجئين السوريين الذين غادروا مخيم الزعتري، لا تنتهي حكايتهم بمغادرتهم المخيم السوري، فالطفل عمر تحدث لمراسلنا، والإبتسامة تعلو وجهه، بالقول: "أصبت في عيني اليمنى جراء قذيفة صاروخ، والحمد لله أجريت عملية لعيني وركبت عين جديدة بتشبه عيني القديمة، وأنا الآن أستطيع السير بعدما أصبت بالشلل نتيجة فقدي لقدميّ، لكن الآن وقد قمت بتركيب أقدام بلاستيكية سيري أصبح أفضل من ذي قبل، وأنا أتدرب على المشي". - ورم الطفلة رسمية وفي قصة إنسانية أخرى، شاهدنا الطفلة رسمية، لا يتجاوز عمرها العامين، وقد أصابها ورم في رقبتها نتيجة الأحوال البيئة السيئة في المخيم، سرعان ما أخذ هذا الورم يكبر شيئاً فشيئاً، إلا أنه ومن خلال وجود جمعيات خيرية تطوعية، استطاعت الطفلة رسمية إجراء عملية جراحية لرقبتها ووضعها الصحي آخذ بالتحسن. الأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها اللاجئون السوريون في الأردن، دفعت العديد من الشباب للتطوع في إنشاء الجمعيات الخيرية بغية مساعدة اللاجئين، فضلاً عن وجود جمعيات أهلية خليجية دائماً ما تقدم المساعدات للاجئين. بدورها حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من تفاقم أزمة اللاجئين والوضع الإنساني في المنطقة، خصوصاً وضع اللاجئين السوريين بالأردن، لقلة الامكانات المالية، وأضافت: "إنّ وضع اللاجئين السوريين لا سيما في لبنانوالأردن، على وجه التحديد يؤكّد على الحاجة الملحة إلى تعديل الطريقة التي نعمل على أساسها في تقديم خدماتنا للاجئين. لتشير المفوضية إلى أن الاحتياجات الهائلة التي نتجت عنها قضية اللاجئين السوريين تفوق حجم الموارد والخبرات والقدرات التي تتمتع بها الجهات الفاعلة في المجال الإنساني، لتقول المنظمة أخيراً: "نحن كعاملين في المجال الإنساني لم نعد قادرين على إصلاح ما ينتج عن فوضى الحروب، وبالدرجة الأولى، يتعين أن يمنع أحد ما حدوثها". - لجوء تحت خطر الفقر رئيس جمعية الكتاب والسنة زايد حماد، والذي تقدم جمعيته العون والمساعدة لآلاف للاجئين السوريين في الأردن منذ لحظة دخولهم المملكة، طالب "بتحسين أوضاع مخيم الزعتري أو إغلاقه بشكلٍ كلي"، وتابع حماد:"البنية التحتية للمخيم لا تلبي المعايير الدولية ولا تليق بمخيم أقامته الأممالمتحدة". وقال: "عرضنا بشكل رسمي على المفوضية والحكومة، استلام جزء من المخيم بالتعاون مع جمعيات محلية ذات خبرة لتحسين وضعه، إلا أننا لم نتلقى رداً حتى الآن". يشار إلى أن مخيم الزعتري تأسس في عام 2012 في مدينة المفرق الأردنية، ويعد أكبر مخيم للاجئين السوريين في دول الجوار.