خلصت صحيفة "بيتسبرج بوست جازيت" الأمريكية في مقالها الافتتاحي اليوم الأربعاء، أن قرار واشنطن بشأن إعادة النظر في استعادة كافة المساعدات العسكرية لمصر سيُشكل تخليا من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن مبادئ بلاده في منطقة الشرق الأوسط وأماكن أخرى. وأضافت الصحيفة ، وفق موقع مصر العربية : أن مصر ثاني دولة في الشرق الأوسط – بعد تونس – تطيح بديكتاتورها في موجة ثورات الربيع العربي وتنتخب رئيسا ديمقراطيا، حيث سقط الرئيس السابق حسني مبارك في عام 2011 منذ أن اعتلى السلطة في 1981، وبعدها جرت انتخابات حرة في 2012 أثمرت عن تولي الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الجنرال عبدالفتاح السيسي عزل مرسي في 2013 ووضعه رهن الاعتقال عندما كان قائدا للجيش، ومن ثم اُختير السيسي رئيسا لمصر في 2014 في انتخابات مشبوهة حصل فيها على 97% من الأصوات. وينص القانون الأمريكي على وجوب قطع واشنطن مساعداتها العسكرية للدول التي تشهد انقلابات عسكرية، غير أن إدارة الرئيس باراك أوباما علقت 700 مليون دولار فقط من مساعداتها العسكرية لمصر التي تقدر ب 1.3 مليار دولار سنويا، بشكل يروج لوهم أن استيلاء السيسي على السلطة لم يكن في واقع الأمر انقلابا، على حد قول الصحيفة. وأبدى أوباما بالفعل قلقه حيال حكم مرسي في ذلك الوقت، غير أن استعادة المساعدات لمصر يصب في صالح الشركات الأمريكية التي تتلقى الأموال مقابل الإمدادات العسكرية، ومن بينها: "لوكهيد مارتن"، و"دي آي إس تكنولوجيز"، و"إل 3 تكنولوجيز"، و"بوينج". واختتمت الصحيفة بالقول إن نظام السيسي يريد الآن استعادة المساعدات العسكرية الأمريكية لبلاده، والمشكلة لإدارة أوباما أنها تواجه خيارين: إما إثبات أن مصر تحرز تقدما نحو الديمقراطية – وهذا ليس صحيحا – أو تجاهل القانون الأمريكي على أساس الأمن القوي، وكلا الخياران بغيض، فأفضل مسار لواشنطن هو حجب كافة المساعدات العسكرية لمصر حتى تتحرى حكومة القاهرة الصواب في تصرفاتها.