عبّرت أوساط عراقية عدة عن الارتياح البالغ جراء تنحية وزير الحرب الأمريكي دونالد رامسفيلد عن منصبه، فيما اعتبرت أوساط المقاومة العراقية أنّ الإطاحة به، إنما جاء ثمرة لعملياتها ضد الاحتلال والعجز الأمريكي عن إلحاق الهزيمة بها طوال السنوات الماضية التي تلت احتلال العراق. فقد اعتبر الشيخ عبد الله سليمان العمري، الناطق الرسمي باسم "كتائب ثورة العشرين" في العراق، في تصريحات صحفية، أنّ استقالة رامسفيلد هي "أول قطاف النصر"، مشدداً على أنّ "رامسفيلد الذي أوغل في دماء العراقيين، جاءه اليوم الذي يخرج فيه مذموماً مدحوراً من البيت الأسود"، كما قال. ونقلت وكالة "قدس برس" عن من عرّف بنفسه باسم "أبي أيوب العراقي"، الذي قال إنه "أحد أعضاء وزارة الإعلام في دولة العراق الإسلامية التي أعلنها مجلس شورى المجاهدين في العراق"، قوله "حُقّ للمقاومين في العراق أن يحتفلوا، وحقّ لهم أن يعلنوا اليوم بأنهم بدأوا يقطفون أولى ثمار انتصاراتهم، وأنها فعلاً البداية لنهاية أمريكا في العراق". وحول ما إذا كان المسلحون سوف يخففون من هجماتهم على القوات الأمريكية، بعد هذا التغيير، قال المتحدث "إن سقوط رامسفيلد ليس نهاية المعركة، وإنما هو بداية لصفحة جديدة في معركة طويلة، وأعتقد أنّ الجميع اليوم بات يدرك حجم المأزق الأمريكي في العراق، هذا الذي كنا قد حذرناهم منه منذ بداية الاحتلال، الكل بات يعرف من أسقط حزب بوش ومن أسقط رامسفيلد، إنها المقاومة ولاشيء غير المقاومة". وقد عمّ الفرح بعض القوى السياسية في العراق بإقالة رامسفيلد. فقد اعتبر نائب عراقي، عن التحالف الكردستاني، أنّ هذه الخطوة جاءت متأخرة جداً، وكان يجب أن "تقدم منذ اكتشاف فضيحة أبو غريب وتعذيب السجناء العراقيين"، في حين اعتبر السياسي العراقي صالح المطلك، أنّ استقالة رامسفيلد "تمثل بداية لإجراء التغيير المناسب في العراق". وعلى الرغم من انشغال العراقيين بيوميات الموت والقتل والتدمير الجارية على قدم وساق؛ إلاّ أنّ استقالة رامسفيلد لم تمر مرور الكرام عليهم، حيث تبادل عدد كبير من العراقيين عبر الهواتف النقالة، رسائل التهنئة القصيرة بسقوط وزير الحرب الأمريكي، وكانت في أغلبها تتمنى "أن يأتي اليوم الذي يخرج فيه بوش مدحوراً من البيت الأبيض كما خرج رامسفيلد"، وجاء في إحداها "اليوم رامسفيلد وغدا بوش، المجد للمقاومة العراقية"، في حين عبّرت رسالة أخرى عن الابتهاج بتنحية رامسفيلد قائلة "لك يوم يا ظالم".