التخبط والتوتر الذي أصاب سلطات الانقلاب عقب التسريب الجديد بصوت السيسي لا يدل إلا علي صحة ما جاء في التسريبات فالإجراءات التي قامت بها سلطات الانقلاب من التدخل في التشويش المتعمد على قناتي مكملين والشرق المناهضتين للانقلاب، وأيضًا التأثير على معدل سرعة شبكة الإنترنت لبعض المواقع الإخبارية التي تناولت خبر التسريب بإبطائها ومحاولة اختراقها كموقع جريدة "الشعب الجديد" و شبكة "رصد" لا يدل إلا على صحة التسريب، الذي حاول رئيس حكومة الانقلاب "محلب" نفيه. ففي هذا السياق يواجه الانقلاب، مأزقًا حقيقيًّا، بعد بث تسريبات بصوت قائد الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، تتضمن كلاما مسيئا لقيادات خليجية مهمة، رغم ادعاء رئيس حكومة الانقلاب، إبراهيم محلب، أن هذه التسريبات "لن تنال من الجبهة الداخلية، ولن تؤثر على معنويات المصريين". وأوضح خبير في مركز للدراسات والأبحاث السياسية، مفضلا عدم نشر اسمه، ل"العربي الجديد"، أن "لجوء النظام الانقلابي إلى النفي لن يجدي، وحالة التخبط واضحة في التعامل السابق مع تسريبات من هذا النوع". كما أشار خبير إعلامي إلى أن "لجوء مؤسسة الرئاسة إلى التركيز على من وراء التسريبات فقط، يعني فشلًا ذريعًا، فبدلا من محاولة التعامل مع ما سببه أحدث تسريب من أزمة حقيقية، تنشغل بأعراض جانبية لها، لن يتوقف الكثيرون عندها"، مضيفًا "نحن بصدد مشكلة حقيقية في الفهم، وفي إدارة المنظومة الإعلامية". ولفت إلى أن "تصريحات رئيس الوزراء بحكومة الانقلاب، إبراهيم محلب، زادت الطين بلة، فهو وإن كان لم يؤكد صحة التسريبات بصورة واضحة، فإنه لم ينف مضمونها، وبينما يعرف الجميع أن البعد الخارجي في الأزمة هو الأهم والأولى بالتركيز، فقد تحدث عن ما سماه الجبهة الداخلية، وهو ما يعني بوضوح أن صدمة التسريب الأخير أصابته بارتباك شديد". وكان رئيس حكومة الانقلاب، إبراهيم محلب، في أول رد رسمي على تسريبات قناة "مكملين"، قد اعتبر أن ما تبثه القنوات المحسوبة على جماعة "الإخوان المسلمين"، "لن تنال من الجبهة الداخلية، ولن تؤثر على معنويات المصريين"، وجاءت تصريحات "محلب"، التي أدلى بها لفضائية "الحياة اليوم" المصرية الخاصة، بعد دقائق من تسجيل صوتي، بثته قناة "مكملين" الفضائية، يكشف حوارًا دار بين قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي (خلال توليه وزارة الدفاع) ومدير مكتبه اللواء عباس كامل ورئيس أركان الجيش المصري محمود حجازي، وتضمن "إساءة" لدول خليجية. وقال "محلب"، في تصريحاته التي نقلتها وكالة الأناضول: "القنوات دي بتصرف فلوسها على الفاضي (تنفق أموالها بلا جدوى)، ومفيش واحد في مصر بيصدق الكلام اللى بيتقال عليهم (لا أحد في مصر يصدق هذا الكلام)، ومش هيعرفوا يغيروا حاجة (ولن يستطيعوا تغيير شيء) من المشهد، ورب ضارة نافعة". ووصف رئيس الوزراء بحكومة الانقلاب ما تبثه هذه القنوات بأنه "دليل دامغ على إرهابها على حد زعمه"، مشيرًا إلى أنها "بهذه التسريبات كشفت جماعة الإخوان نفسها أمام العالم"، وأضاف رئيس حكومة الانقلاب، أن هناك تكليفا لوزير الداخلية (محمد إبراهيم) بمتابعة ملف هذه التسريبات، كما أن وزارة الخارجية من جانبها تقوم بدورها تجاه الدول التي تسمح باستضافة هذه القنوات التي تحرض علنًا على "الإرهاب" على حد زعمه. وتضمن التسجيل، الذي بثته قناة "مكملين"، اتهامات تتعلق بدخول جزء من أموال الدعم الخليجي لمصر في ميزانية الجيش، كما تتضمن إساءة لبعض دول الخليج، بوصفها "أنصاف دول"، القناة قالت في تقديمها للتسجيل، الذي بثته على أربعة مقاطع، إنه تم في فبراير 2014، وكان حينها السيسي وزيرًا للدفاع، وقبل إعلان ترشحه للرئاسة بأيام، ومدير مكتبه عباس كامل وعضو المجلس العسكري حينها ورئيس أركان الجيش حاليا محمود حجازي.