تجاهلت الصحف المصرية والخليجية، الصادرة صباح اليوم الأحد، التعليق على تسريب منسوب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. فيما انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي، بالتسريب، حتى بات "هاشتاغ" المصاحب للتسريب رقم 1 على مستوى العالم وقت إذاعة التسريب وبعده لعدة ساعات، على موقع (تويتر). وبثت أمس قناة (مكملين)، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين وتتخذ من تركيا مقرا لها، تسريبات، قالت إنها دارت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (خلال توليه وزارة الدفاع) ومدير مكتبه اللواء عباس كامل ورئيس أركان الجيش المصري محمود حجازي، وتضمن "إساءة" لدول خليجية. وتضمن التسجيل، الذي بثته قناة (مكملين)، التأكد من صحته، اتهامات تتعلق بدخول جزء من أموال الدعم الخليجي لمصر في ميزانية الجيش، كما تتضمن إساءة لبعض دول الخليج، بوصفها "أنصاف دول"، حسبما ذكرت "الأناضول". وفي الصحف القاهرة، الصادرة اليوم، لم يتلفت أي صحيفة للتسريب تصريحات أو تلميحات، كما لم تلتفت لنفي رئيس مجلس الوزراء المصري إبراهيم محلب للتسريبات، والتي قال عنها مساء امس في مداخلة على قناة فضائية خاصة، إنها "لن تنال من الجبهة الداخلية، ولن تؤثر على معنويات المصريين". وتصدرت صفحات الصحف المصرية عناوين متعلقة بحركة المحافظين (حكام الأقاليم) الجدد، وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة، المقرر غدا، وفتح باب الترشيح لانتخابات مجلس النواب اليوم، وبداية الدراسة في الجامعات أمس. الأمر لم يختلف في الصحف الخليجية حيث اختفت متابعة التسريبات من كل الصحف السعودية والإماراتية والكويتية، بينما ظهرت فقط في صحيفتين قطريتين. صحيفة (الراية) القطرية، نشرت في صدر صفحتها الأولى، عنوانا يقول "في تسريب يكشف استيلاء الجيش على أموال المنح.. السيسي يحتقر الخليج ويلهث وراء ملياراته"، في الوقت الذي نشرت صحيفة (العرب) القطرية في صفحتها الأولى خبرا بعنوان: "تسريب للسيسي ومساعديه: دول الخليج أنصاف دول ويجب التعامل معها بمنطق خد وهات". في الوقت الذي علق عبد الله العذبة، رئيس تحرير الصحيفة، عبر صفحته ب(تويتر) قائلا: "أنا على يقين أن رجالات المملكة وسلطنة عمان والكويت وكل دول الخليج العربي يرفضون ما يفعله ويقوله السيسي وبلطجية الفلول بحق كرامتهم واستقلالهم". هجوم العذبة لم يكن الوحيد، وإنما تبعه تغريدة للصحفي المتخصص في الشأن الخليجي محمد عبد الله المقرن، طالب فيها دول مجلس التعاون الخليجي باتخاذ موقف موحد، وسحب كافة السفراء الخليجيين من مصر. فيما غرد المحامي الكويتي وعضو مجلس الأمة السابق (البرلمان)، المحسوب على الإخوان ناصر الدويلة قائلا: "مطلوب من حكومات الخليج وشعوب الخليج أن تنتصر لكرامتها من اجتماع تمت فيه سرقة أموال دولنا وقرشين فقط في البنك المركزي لتسكير الميزانية". وفي المقابل رد الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، بأن ما تصفه جماعة الإخوان ب"التسريبات" لا تعد إثباتاً ولا ترقى إلى قرينة، ولا تثبت مطلقاً أي حقيقة، معتبراً أنه "دليل غباء". وأضاف "خلفان"، عبر حسابه على (تويتر): "الوشايات التي يؤلفها الإخوان للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي لعب عيال لا يتبعها الرجال"، مضيفا: "آخر فرقعات الإخوان، ذخيرة فاسدة، وأشهد للتاريخ أن الإخوان أغبى بني البشر". عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات، كتب على (تويتر): "إذا كان هدف الإخوان بتسريب الحوار بين السيسي ومدير مكتبه هو الإساءة للعلاقات الخليجية المصرية فإن هذا لن يحدث.. موتوا قهراً يا إخوان". وما بين مؤيد للتسريبات ومطالب باتخاذ موقف ضد مصر بسببها، وما بين مبرر لها ومدافع عن السيسي فيها، تصدر هاشتاغ "السيسي يحتقر الخليج" أكثر التغريدات على مستوى العالم، وظل على رأس القائمة الأعلى استخداما لساعات خلال التسريب وعقبه بساعات.