غلق طريق إسكندرية الصحراوي من البوابات بسبب وجود شبورة مائية تعيق الرؤية    تامر حسني يتألق بأول حفل بعد إجرائه عملية جراحية في ذراعه (فيديو)    عمرو دياب يتألق في أجمل ليالي مهرجان الجونة.. والنجوم يغنون معه    سفن حربية أمريكية تصل إلى ترينيداد وتوباجو لإجراء مناورات عسكرية قرب فنزويلا    خطة أمريكية جديدة لحل مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل واقتراح البديل    الاتصالات: لم نطبق القانون بأثر رجعي بعد غلق 60 ألف هاتف معفى.. وأمهلنا أصحابها 90 يومًا    في أجواء روحانية، طوفان صوفي في الليلة الختامية لمولد أبو عمار بالغربية (فيديو)    الأمين العام لحركة الجهاد: ملتزمون بوقف الحرب.. وأشكر مصر على جهودها    أسماء المرشحين بالنظام الفردي عن دوائر محافظة بني سويف بانتخابات مجلس النواب 2025    نوفمبر الحاسم في الضبعة النووية.. تركيب قلب المفاعل الأول يفتح باب مصر لعصر الطاقة النظيفة    المشهراوي: لا بد من إطلاق إعمار غزة سريعًا لتثبيت صمود الشعب    مهرجان الموسيقى العربية ال33 يحتفي بأساطير الطرب.. ثروت وناجي يعيدان سحر حليم ووردة| صور    تعرف على موعد بدء التوقيت الشتوي وموعد ضبط الساعة رسميًا    زيلينسكي: الاتحاد الأوروبي أكد أن المساعدات المالية لأوكرانيا ستستمر    غضب من لاعب الزمالك بعد استبعاده أمام ديكيداها الصومالي    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية الجمعة 24 أكتوبر 2025    في قبضة العدالة.. حبس 3 عاطلين بتهمة الاتجار بالسموم بالخصوص    فتاة تتناول 40 حبة دواء للتخلص من حياتها بسبب فسخ خطوبتها بالسلام    رسميًا.. أسعار استخراج جواز سفر متسعجل 2025 بعد قرار زيادة الرسوم الأخير (تفاصيل)    النيابة العامة تنظم دورات تدريبية متخصصة لأعضاء نيابات الأسرة    عيار 21 الآن بعد الزيادة الجديدة.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة (تحديث مباشر)    د. زاهي حواس يكتب: الافتتاح العظيم لأعظم متحف في العالم    نانيس أيمن تكتب: الهند لأول مرة بالعراق من خلال «رقصة النسيج» اللوحة الفنية الراقية والفوز المستحق    «مش بيكشفوا أوراقهم بسهولة».. رجال 5 أبراج بيميلوا للغموض والكتمان    وكيل صحة الفيوم تفتتح أول قسم للعلاج الطبيعي بمركز يوسف الصديق    «بالأرز».. حيلة غريبة تخلصك من أي رائحة كريهة في البيت بسهولة    التجربة المغربية الأولى.. زياش إلى الوداد    82.8 % صافي تعاملات المستثمرين المصريين بالبورصة خلال جلسة نهاية الأسبوع    الشناوي يكشف مكافأة لاعبي بيراميدز عن الفوز بدوري الأبطال    قطة: سأتولى رقابة ديمبيلي.. وسأمنح هذا الثنائي أفضل لاعب داخل القارة    طريقة عمل صوابع زينب، تحلية مميزة لأسرتك    نصائح أسرية للتعامل مع الطفل مريض السكر    أوكرانيا تطلب دعمًا دوليًا عبر "الناتو" لتخفيف آثار الحرب الروسية    مصرع وإصابة شخصان إثر حريق سيارة بطريق السويس الصحراوى    فحص فيديو تعدى سائق نقل ذكى على فتاة فى التجمع    طعن طليقته أمام ابنه.. ماذا حدث فى المنوفية؟.. "فيديو"    سيلتا فيجو يفوز على نيس 2-1 فى الدورى الأوروبى    أحمد حسن يكشف خطوات الحصول علي شقة من الإسكان البديل لأصحاب الايجار القديم    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج ل26.6 مليار دولار    انتخاب إدريس الهلالي نائبا لرئيس الاتحاد الدولي للتايكوندو    مجلس الوزراء اللبناني يقر اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع قبرص    عاجل- مجموعة "كايرو ثري إيّه" تدعم وحدة زراعة الكبد في مستشفى الناس بمبلغ 50 مليون جنيه    بعد المشاركة في مظاهرة بروكسل.. أمن الانقلاب يعتقل شقيقا ثانيا لناشط مصري بالخارج    الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي: وحدة الكنيسة ليست خيارًا بل طاعة لنداء المسيح    «محمد عبدالوهاب كان هيعملي أغاني».. فردوس عبدالحميد تروي بدايتها في الغناء (فيديو)    محمد ثروت عن مشاركته في فيلم «أوسكار.. عودة الماموث»: شعرت بالرهبة من ضخامة المشروع    لماذا لم تتم دعوة الفنان محمد سلام لمهرجان الجونة؟.. نجيب ساويرس يرد    محمد كساب: ستاد المصري الجديد تحفة معمارية تليق ببورسعيد    أظهرا حبهما علنًا.. محكمة تُلزم 2 «تيك توكر» بالزواج بعد نشرهما فيديو «مخالف للآداب»    نجم غزل المحلة السابق يشيد ب علاء عبدالعال: «أضاف قوة مميزة في الدوري»    راقب وزنك ونام كويس.. 7 نصائح لمرضى الغدة الدرقية للحفاظ على صحتهم    النيابة تكشف مفاجأة في قضية مرشح النواب بالفيوم: صدر بحقه حكم نهائي بالحبس 4 سنوات في واقعة مماثلة    إكرامي: سعداء في بيراميدز بما تحقق في 9 أشهر.. ويورشيتش لا يصطنع    ما الدعاء الذي يفكّ الكرب ويُزيل الهم؟.. أمين الفتوى يجيب أحد ذوي الهمم بلغة الإشارة    هل تأخير صلاة الفجر عن وقتها حرام؟| أمين الفتوى يجيب    الشيخ خالد الجندي: الطعن فى السنة النبوية طعن في وحي الله لنبيه    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-10-2025 في محافظة الأقصر    ما حكم بيع وشراء العملات والحسابات داخل الألعاب الإلكترونية؟ دار الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منذ ثمانية أشهر: الغائب الحاضر مجدي حسين يحذر من الاعتماد على "الجزيرة" في تقييم الثورة المصرية
نشر في الشعب يوم 22 - 12 - 2014

لا يفهم كثيرون موقع قطر من الإعراب ، وكيف تحولت أصغر دولة عربية إلى قوة عظمى اقليمية ، ستقيم إمارة عربية
كبرى ، بل تحدث البعض عن محاولات قطرية للسيطرة الاقتصادية على بريطانيا !! والمخابرات المصرية المسكينة بعد
أن تهاوت مصر ، تنظم الآن سلسلة من البرامج التلفزيونية ضد قطر العظمى ، انظروا كيف أصبحت مصر أصغر من
قطر من حيث الوزن ، ولا نتعالى على أى شعب أو دولة صغيرة ، ولكن من المفترض أن الأوزان محفوظة . والغاز
لايفسر قوة قطر السياسية كما يروج البعض لأنها لاتملك التصرف فيه بدون توجيهات أمريكا التى تمتلك قاعدة
العديد العسكرية الكبرى بالإمارة . قوة قطر الأساسية تعود إلى أنها تقوم بدور أمريكى على طول الخط ، وأمريكى
صهيونى في بعض القضايا . وهذا هو ما أعطاها هذا الوزن الكبير ، وباستخدام قناة الجزيرة التى تتسم بمهنية عالية
سحقت كل قنوات النظم الكسيحة ، وهذا جزء من الخطة .
هذا ما تنبأ به المجاهد مجدي أحمد حسين ، رئيس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب الجديد، القابع
خلف الأسوار في سجون الانقلاب بتهمة باطلة واتهامات ظالمة ، وذلك منذ ثمانية أشهر عندما حذر من دور الجزيرة
وما تلعبه قطر كأداة لتنفيذ مخططات مشبوهة وهذا ما تحقق اليوم من خلال إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر
وتخليها عن دعم الثوار والثورة المصرية وإليكم نص المقال:
الحرب مستعرة مع الحلف الصهيونى الأمريكى ولكننا سنهزم إذا ظللنا نواجهه بالقطاعى
[email protected]
الحرب مستعرة بين أمتنا والحلف الصهيونى الأمريكى في كل مكان وبالأخص في كل بلاد الثورات العربية ، والبعض لا
يشعر بسبب قدرات الاعلام على التضليل بالإظهار والإخفاء ، إظهار بعض الوقائع وإخفاء بعض الوقائع ، لأن الإخفاء
الكلى للحقائق غير ممكن ، وأيضا يصبح كذبا مكشوفا ومن ثم غير مؤثر. كذلك لأن الاسلاميين لايريد معظمهم أن
يواجه الحقيقة ، ويعلن الحرب الشاملة على الأعداء ، تحت شعار الدهاء والسياسات المحنكة ، دون أى دليل من
قرآن أو سنة . الدهاء والمناورات تكون في الأساليب والوسائل بعد إعلان من هم أعداء الأمة بشكل صريح ، أما الدهاء
لإخفاء أعداء الأمة فهو تضييع للقضية ، وتتويه للجماهير!
أحيانا يرد بعض الاسلاميين قائلين : يعالحرب مستعرة بين أمتنا والحلف الصهيونى الأمريكى في كل مكان وبالأخص في
كل بلاد الثورات العربية ، والبعض لا يشعر بسبب قدرات الاعلام على التضليل بالإظهار والإخفاء ، إظهار بعض
الوقائع وإخفاء بعض الوقائع ، لأن الإخفاء الكلى للحقائق غير ممكن ، وأيضا يصبح كذبا مكشوفا ومن ثم غير مؤثر.
كذلك لأن الاسلاميين لايريد معظمهم أن يواجه الحقيقة ، ويعلن الحرب الشاملة على الأعداء ، تحت شعار الدهاء
والسياسات المحنكة ، دون أى دليل من قرآن أو سنة . الدهاء والمناورات تكون في الأساليب والوسائل بعد إعلان من
هم أعداء الأمة بشكل صريح ، أما الدهاء لإخفاء أعداء الأمة فهو تضييع للقضية ، وتتويه للجماهير !نى إحنا لو
هاجمنا أمريكا واسرائيل بالكلام المشكلة سوف تحل ؟! وهذا أيضا هروب من القضية : فهل الهجوم بالكلام
والمظاهرات أسقط الانقلاب حتى الآن .؟
ستظل الكلمة هى السلاح الأكبر في كل الصراعات ، وهى التى تحسمها ، المهم أن تكون هى كلمة الحق ، وكلمة الحق
تستدعى القوى المادية لتحقيقها على أرض الواقع بعد توفيق الله . فإذا كانت الكلمة هى : تحرير مصر من النفوذ
الأجنبى والصهيونى ، وإقامة العدل ، وتحقيق التنمية المستقلة ، والحريات فستنتصر الثورة ، أما إذا اقتصرت
المطالبات على عودة الشرعية ، رغم أن هذا هدف صحيح ومبدئى ، فلن تلتف الأمة حولنا .
معركتنا لم تكن قبل وبعد الثورات مع مجرد نظم استبدادية ، وإذا اقتصر تصورنا على هذا يكون تصورا قاصرا ، ولا
ينتصر أحد قط في معركة بتصور قاصر لطبيعة العدو وتحالفاته ومكوناته . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواجه
: سلطة مشركى مكة وسائر العرب ، والقوى العظمى وعلى رأسها الامبراطورية الرومانية المجاورة ، ويواجه في الداخل
أهل الكتاب الخونة ( اليهود ) والمنافقين ، كل هذه العناصر والمكونات كانت معلنة ويعلمها كل مسلم ، وهو يخوض
الصراع قبل وبعد الهجرة .
السبب الأساسى لتعثر ثورة 25 يناير أنها توقفت عند الحريات ، ولم تزل أركان النظام السابق ولم تقوض شبكة
التبعية للحلف الصهيونى الأمريكى ، وبالتالى لم تحقق شيئا من تطلعات الجماهير للعدل على طريق الرفاهية .
وقد ركزنا مرارا في حزب الاستقلال على ضرورة الانعتاق من العبودية للأمريكان باعتبار ذلك بيت القصيد . وجاءت
أحداث ليبيا الأخيرة لتؤكد ذلك ، وعلقت عليها فورا منذ أيام بالتالى :
إن محاولة الانقلاب الفاشلة التى وقعت في ليبيا كانت حدثا مهما للغاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
لقد نحرنا قلبنا ونحن نحاول إقناع كل الفصائل الاسلامية في مصر أن نجتمع جميعا على إعلان الجهاد بمعناه
الشامل ضد الوجود الأمريكى الصهيونى في مصر وأن هدف الثورة الحقيقى لايمكن أن يكون أقل من تحرير مصر من
قبضتهما المجرمة . وقد كان الرد حتى أول أمس : ليس الآن . حتى ننتهى من السيسى والانقلاب أولا . فهل ستظلوا
تقولون هذا بعد أحداث أمس في ليبيا .
أهم مافى أحداث أمس كالتالى وبدون الدخول في تفاصيل الوضع الليبى :
أولا : أنها كانت 30 يونيو بطعم ليبى عسكرى مباشر وأنها فشلت للمرة الثانية ولايعنى هذا أنها لن تتكرر.
ثانيا : الوضع في ليبيا يشبه الوضع في مصر من زاوية وجود قوى للاخوان في المجلس التشريعى والسلطة التنفيذية ،
وحركة التمرد الليبية تركز على حل البرلمان كما حدث في مصر .
ثالثا : وجه التشابه الثانى أن الاخوان في ليبيا على علاقة طيبة للغاية بأمريكا والناتو بأكثر من علاقة إخوان مصر وهم
في الحكم بأمريكا . ومع ذلك فإن ذلك لم يشفع لهم عند الشيطان الأكبر . فالأمريكان هم الذين يحركون حفتر وبقايا
نظام القذافى والانقلابيين في مصر. كما أن للموساد دور مشهود في ليبيا من خلال اليهود من أصل ليبى الذين عادوا
بقوة للبلاد . أول أمس أعلنت أمريكا بمنتهى الصراحة أنه نقلت 200 من قواتها الخاصة إلى صقلية لأن الوضع في
شمال إفريقيا غير مستقر أمنيا !! وهناك مشاركة انقلابية مصرية عسكرية ولوجتسية واعلامية مفضوحة في هذا
الانقلاب لم يحاولوا سترها ، وخرج الجاسوس السيسى ليقول : إن الغرب لم يكمل مهمته في ليبيا . لأننا لم نعدم
الجاسوس مبارك فها هو أحد تلامذته يجاهر بالجاسوسية بأكثر مما كان بإمكان مبارك أن يجاهر به . حفتر عاش 20
سنة في أمريكا ، وبالتأكيد لم يكن هناك يلعب الشطرنج !! نحن أمام جاسوس تم تجنيده وإعداده مع قوة مسلحة
أخرى شاركت في الاندساس في الثورة منذ أيامها الأولى ، باعتباره من معارضى القذافى المقيمين في أحضان وكالة
المخابرات الأمريكية ( إقرأ تقرير مكتوب عنه في موقع الشعب ).
رابعا : الأمريكان والغرب يمارسون نفس اللعبة التى يقومون بها في مصر وتونس وفى كل بلاد الثورات ، هم مع
الاسلاميين وحقهم في المشاركة السياسية ولكن بشرط أن يسمعوا الكلام ويستخدم الأمريكان العسكر والعلمانيين
لسلخ ظهور الاسلاميين بسوط غليظ ( ولأن العلمانيين ضعفاء جماهيريا فلابد من العسكر والانقلابات العسكرية ).
وإذا لم يستقم الاسلاميون على المراد الأمريكى فلماذا لايحكم السيسى وحفتر البلاد العربية ؟
خامسا : أما بالنسبة لظاهرة القاعدة فأمريكا تخترقها منذ أيام أفغانستان وتستخدمها في الاتجاهات التى تريدها ،
وتضحى بها بعد استنفاد أغراضها . وهذا مايحدث في سوريا ، ويحدث في ليبيا . فشباب القاعدة مساكين وهم يؤمنون
بالجهاد فعلا ،ويساقون إلى معارك عديدة بمنتهى الاخلاص ، ولكن العناصر المخترقة ، وهى ملتحية وتحفظ بعض
القرآن والسنة ويمكن أن تتحدث بلهجة جهادية ولكنها تتحلى بأخلاق حزب النور المصرى ، هذه العناصر تنسحب في
لحظة معينة وتتجه إلى ساحة اخرى وتترك الشباب في المحرقة بدون مشروع واضح . المثير للسخرية أن أمريكا كانت
وراء حشد عناصر القاعدة خلال الثورة الليبية ( كما حشدتهم في سوريا ) لتركب الثورة التى اشتعلت فعلا رغم أنفها
، وهى الآن تسلط عليهم حفتر ليبيدهم ويبيد الاخوان تحت نفس شعارات ثورة 30 يونيو والتمرد في مصر .
سادسا : أيها الاسلاميون في مصر .. يا أبناء الشعب المصرى تعالوا إلى كلمة سواء ، ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به أحدا
، تعالوا نكفر بأمريكا واسرائيل ، تعالوا نحرر مصر من نفوذهما وكلابهما المسعورة الساويريسية والحسين سالمية
والمباركية والسياساوية ، وبدون ذلك فلا حرية ولا عدالة ولا استقلال ولاتنمية ولا استقرار ولا تقدم ولا أمن . أقول
قولى هذا واستغفر الله لى ولكم . ( انتهى التصريح ) .
وبعد أيام اتضح أن المحاولة مستمرة وعلى كامل التراب الليبى وليس في بنى غازى وما حولها فحسب . وأن ليبيا على
أعتاب حرب أهلية ضروس حدثت كل مقدماتها على مدار الشهور الماضية . وهى كما ذكرت صورة كاربونية مما حدث
في مصر ولكن بالتركيبة الليبية القبلية والمسلحة . وتابعت كل مواقع الاخوان المسلمين ومن يسير في ركاب خطها
السياسى ، فوجدت التحليل للوضع في ليبيا مضبوطا تماما عدا "تفصيلة " صغيرة : إغفال ذكر أمريكا والغرب
ودورهما في المؤامرة الانقلابية !! ويالها من تفصيلة صغيرة ، كيف إذن ستستدعون الأمة للقتال ( وهو في ليبيا قتال
حقيقى ومسلح ) والمواجهة السياسية وأنتم تغفلون مجرد ذكر اسم أمريكا ، وقد كانت علاقات إخوان ليبيا بأمريكا
أحد أسباب ومبررات عدم مهاجمة أمريكا في مصر !!
قال الاعلام الاسلامى الاخوانى : إن بقايا نظام القذافى خاصة في جناحه العسكرى والانقلاب المصرى ، وبعض الأنظمة
العربية في إشارة إلى الإمارات ، ويضاف أحيانا الصهاينة ، يتعاونون لإسقاط الشرعية والثورة في ليبيا على غرار
ماحدث في مصر. ( مع إسقاط أمريكا عمدا وليس سهوا )
الموقف الأمريكى المزدوج
أكتب منذ أواسط التسعينيات من القرن الماضى عن الموقف الأمريكى المزدوج من الصحوة الاسلامية من خلال متابعة
للمواقف والدراسات الأمريكية ومن خلال 3 زيارات للولايات المتحدة من 1988 إلى 1997 . وليس لدى أى مفاجأة من
موقف الأمريكيين الرسمى من الحركات الاسلامية فقد أكدت مرارا وأثبتت الأيام صحة ذلك على النحو التالي:
أولا : أن الولايات المتحدة ( والغرب عموما ) يرى أن ظاهرة الصحوة الاسلامية ظاهرة أصيلة وعميقة ولا يمكن تجنبها
تماما ، فهى شبيهة بإعصارات المحيطات ولابد من التعامل معها بعقلانية ، وأن استخدام العنف أو الاستئصال
والإبادة ليس خيارا وحيدا ، ولابد من المزاوجة بين الاحتواء والضرب ، الصداقة والمعاداة ، الاستئناس والعقاب .
لايهم الغربيون أن يقبل الناس أكثر على الصلاة والصيام والحج ، المهم ألا يقبلوا أكثر على الجهاد أو الزكاة وهما
أخطر " عيبين " في الاسلام : الاستقلال والتكافل الاجتماعى ، وإذا وجدت حركات اسلامية لاتعادى أمريكا ولا اسرائيل
فمرحبا بها ، حتى إلى درجة استلام السلطة ، حركات لا تهدد المصالح الأمريكية والغربية وتعترف باسرائيل ، وتعيش في
كنف الشرعية الدولية وصندوق النقد الدولى والبنك الدولى . ولا بأس من الحجاب واللحية مع تقليل من النقاب ،
وهكذا تجرى عملية تفتيت الاسلام لعناصر مقبولة ومحتملة وعناصر مرفوضة .
ثانيا : هذا الموقف المزدوج يتطلب توزيع الأدوار أحيانا ، حيث تقوم أطراف غربية باحتضان واحتواء الحركات
الاسلامية ، وتقوم أطراف أخرى بسحقها ، حيث لايجوز لنفس الطرف أن يقوم بالدورين معا في نفس اللحظة !!
ونضرب مثلا بقطرلأهمية دورها.
لايفهم كثيرون موقع قطر من الإعراب ، وكيف تحولت أصغر دولة عربية إلى قوة عظمى اقليمية ، ستقيم إمارة عربية
كبرى ، بل تحدث البعض عن محاولات قطرية للسيطرة الاقتصادية على بريطانيا !! والمخابرات المصرية المسكينة بعد
أن تهاوت مصر ، تنظم الآن سلسلة من البرامج التلفزيونية ضد قطر العظمى ، انظروا كيف أصبحت مصر أصغر من
قطر من حيث الوزن ، ولا نتعالى على أى شعب أو دولة صغيرة ، ولكن من المفترض أن الأوزان محفوظة . والغاز
لايفسر قوة قطر السياسية كما يروج البعض لأنها لاتملك التصرف فيه بدون توجيهات أمريكا التى تمتلك قاعدة
العديد العسكرية الكبرى بالإمارة . قوة قطر الأساسية تعود إلى أنها تقوم بدور أمريكى على طول الخط ، وأمريكى
صهيونى في بعض القضايا . وهذا هو ما أعطاها هذا الوزن الكبير ، وباستخدام قناة الجزيرة التى تتسم بمهنية عالية
سحقت كل قنوات النظم الكسيحة ، وهذا جزء من الخطة .
قطر مكلفة منذ سنوات طويلة ( والتغييرات الأخيرة في قيادة الإمارة لم تؤثر على هذا الدور كما يتضح حتى الآن ) بلعب
دور الحاضنة لكل الحركات الاسلامية المعادية لأمريكا واسرائيل . بغرض جذبها ل " الواقعية " و " الاعتدال " . فقناة
الجزيرة كانت مع ثورة 25 يناير ولا تزال شريطة عدم التعرض لأمريكا واسرائيل إلا لماما وعرضا وعلى طريقة إثبات
المصداقية في لقطات سريعة على لسان بعض الضيوف . وتم تأسيس الجزيرة مباشر مصر للدفع في هذا الاتجاه ،
جذب الثورة إلى خندق الصداقة مع أمريكا ، بعدم التعرض لها ، وتركيز الهجوم على العسكر والسيسى باعتبارهم
سبب البلاء الوحيد أو الأساسى .
ولقطر تاريخ طويل في هذا المجال : احتضان شرائط بن لادن والقاعدة وطالبان – الاهتمام بالمقاومة اللبنانية –
الاهتمام بحماس والمقاومة الفلسطينية ( رغم أنها كانت القناة الرائدة في التطبيع مع اسرائيل )– استمرار العلاقات
الطيبة مع إيران ومع السودان ، ومحاولة حل مشكلات دارفور والمعارضة التشادية ، وتقديم دعم اقتصادى للسودان
المحاصر. كما لعبت دورا محوريا في الثورة الليبية حيث كانت محورا أساسيا لتوريد السلاح عبر مطار بنى غازى
للاسلاميين المعارضين للقذافى ، ثم كانت بعد ذلك واسطة خير مع الناتو!! ولقطر دور كبير في تمويل ودعم عناصر
القاعدة في سوريا لحساب الولايات المتحدة وهو الملف الأساسى المشترك مع السعودية .
ولكن دعونا نركز الآن على مصر وليبيا . قطر ( والجزيرة طبعا ) تقوم بدور الأم الحنون للاسلاميين والثوار في مصر ،
وهى تضعهم تحت المظلة الأمريكية الصهيونية ، بوضع الثورة في إطار الديموقراطية والشرعية وحقوق الانسان
فحسب . ويتصور الاسلاميون أن علينا أن نقبل بذلك لأن الجزيرة تصل إلى كل البيوت ويجب ألا نخسرها . عظيم من
الممكن أن تدخل للبيوت برسالة ناقصة ، غير تعبوية بشكل كامل ، بنصف الحقيقة ، ونصف الحقيقة كذب . ونحن
نؤكد أن الثورة يمكن أن تنجح بدون الجزيرة وبدون أى فضائية ، لأن الأقمار الصناعية تحت سيطرة الدول ، ولم
يحدث حتى الآن أن ثوارا حقيقيين امتلكوا قمرا صناعيا !!! وقد نجحت ثورة إيران بدون أى فضائيات ، في عصر
الكاسيت الصوتى والمنشورات المطبوعة على الرونيو ( مطبعة بدائية كنا نستخدمها ونحن طلاب في مصر للمنشورات
!!) وكان الإمام الخمينى يرسل توجيهاته بهاتين الوسيلتين حيث يتم النسخ في كل محافظات إيران . وقد نجحت الثورة
الروسية والفرنسية قبل اختراع الكاسيت . ومن قبلهما نجحت ثورات عمر مكرم وكانت تستخدم الطبول والمآذن
لحشد الجماهير . الأدوات لا تصنع الثورة ، ولكن الجماهير تصنع الثورة عندما تضيق بها السبل وتختنق من النظام
الفاسد ، وتنجح الثورة إذا وجدت قيادة حقيقية تعبر عن تطلعات الناس في الاتجاه الصحيح ، تقرأ الواقع بصورة
سليمة وتحوله إلى خطاب في متناول الجميع . الفضائيات بالعكس لأننا لا نمتلكها فقد أفسدت علينا ثورة 25 يناير
حتى الآن . والتعويل على قناة الجزيرة سيقودنا إلى الجحيم لأنه يجعل القادة لايتحدثون إلا لمهاجمة حفنة من
الفاسدين والخونة دون أن ينسبهم إلى النظام الأمريكى الاسرائيلى الأصلى الذى يحكم مصر . هل يمكن للجزيرة أن
تسمح بشن حملة ضد ساويرس أو تواضروس أو ضد كامب ديفيد أو ضد القواعد الأمريكية في رأس بناس والسخنة
وسيناء ؟!
ولكن لأن دور الجزيرة قد يكون لعبا بالنار إذا ترك هكذا وحيدا ، كما أنه سيؤدى إلى تقوية الاسلاميين في نهاية المطاف
، فلابد من تسليط أنظمة تابعة أخرى للعب دور سحق الاسلاميين ، وهذه الأنظمة كانت الإمارات والكويت
والسعودية . التمويل والتخطيط والتآمر ومكان الاجتماعات. والمقصود من هذه الضغوط بل والضربات القاصمة أن
يهرع الاسلاميون إلى قطر أو كاميرون رئيس وزراء بريطانيا للشكوى : هل يرضيكم ما يجرى في مصر ؟ وهل هذا من
الديموقراطية التى تعتنقونها مذهبا ومنهاج حياة ؟!
وقد وصفت توزيع الأدوار هذا من قبل بأنه نفس توزيع الأدوار في أماكن الاحتجاز والتعذيب والاعتقال ، فهناك
مجموعة من الضباط والمخبرين للسحل والضرب والشتيمة ، ومجموعة أخرى لاستنكار ذلك وكفكفة الدموع ،
والاستضافة في غرفة أخرى وإحتساء مشروب ساخن أو بارد . الانقلابيون المصريون يصفعون ويضربون ويقتلون
ومعهم للتمويل : الامارات والسعودية والكويت ، وكيرى وأشتون وماكين وكاميرون لكفكفة الدموع : إخص عليهم
الوحشين عملوا فيكم كده ، والله حنشوف شغلنا معاهم . بس برضه لازم تمشوا في خارطة الطريق !! وقطرتقول لهم
: ردوا عليهم في قناة الجزيرة كما تشاءون ولكن لاتسبوا أمريكا طبعا وأنتم فاهمين .
تقسيم الأدوار داخل النظام الأمريكى نفسه
المسألة لاتتوقف على توزيع أدوار النظم العميلة لأمريكا بل تمتد إلى داخل النظام الأمريكى نفسه ، فيزعمون منذ اليوم
الأول للانقلاب أن وزارة الدفاع الأمريكية مع الانقلاب وأن البيت الأبيض والخارجية مع الاخوان !! وأن الكونجرس بين
بين . ولكن بالتدريج يتجه الجميع لتأييد الانقلاب ( خارطة الطريق ) !! في المقال القادم نشرح هذه التمثيلية ، والتى
يساهم الاسلاميون بالتستر عليها ومن ثم تبييض وجه أمريكا أو على الأقل إخراجها من معترك الصراع الظاهرى وهذا
هو المطلوب أمريكيا ، فأمريكا لا تطمع أن يسبح بحمدها في المآذن ، بل تريد أن تحكم الديار المصرية في صمت ومن
وراء ستار ، بينما المصريون يتابعون معركة عكاشة مع ذباب وجهه أو خناقة مرتضى وسما أو بحد أقصى خناقة تنظيم
اسمه الاخوان مع شخص اسمه السيسى ، أما أمريكا فهى مجرد حكم أجنبى محايد أو جمهور يصفق للعبة الحلوة !
21 مايو 2014
موقع مجدي حسين :
http://www.magdyhussein.com/site/


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.