وزارة العمل تحذر من عمليات نصب وتؤكد تقديم خدماتها مجانًا    تراجع في بنكين.. سعر الدولار اليوم 19-5-2025 ببداية التعاملات    انخفاض سعر الذهب اليوم 19-5-2025 في مصر ببداية التعاملات    سرطان البروستاتا الشرس..ماذا نعرف عن حالة بايدن الصحية بعد تشخيص إصابته؟    تقرير عبري: مقترح إسرائيلي لوقف حرب غزة 60 يوما مقابل إطلاق سراح نصف الأسرى    اليوم.. السيسي يستقبل نظيره اللبناني لبحث تعزيز العلاقات واستعادة الاستقرار الإقليمي    رئيسة المفوضية الأوروبية: أسبوع حاسم لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية    مبابي يشعل المنافسة على الحذاء الذهبي الأوروبي، وهذا موقف صلاح    موعد آخر ظهور للأهلى وبيراميدز فى الجولة الأخيرة للتتويج بلقب دوري nile    أسطورة مانشستر يونايتد: تفاجأت بتجديد عقد صلاح مع ليفربول لهذا السبب    «الأرصاد»: طقس حار نهارًا اليوم الاثنين.. والعظمى في القاهرة 32 درجة    في لحظات غامرة بالدعاء والدموع.. محافظ الغربية يودّع حجاج الجمعيات الأهلية قبيل سفرهم إلى الأراضي المقدسة    تحريات لكشف ملابسات اتهام شركة سياحة بالنصب على أشخاص فى الجيزة    استمرار إغلاق «الغردقة البحري» لليوم الثاني بسبب سوء الأحوال الجوية    المتحف المصري الكبير يستقبل كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي الترم الثاني 2025 بالمنيا.. تعرف على المواعيد الرسمية لجميع المواد    مسح سوق العمل يكشف: مندوب المبيعات أكثر وظائف مطلوبة بالقطاعين العام والخاص    أسعار الحديد ومواد البناء اليوم الاثنين 19 مايو 2025    بولندا تتجه إلى جولة إعادة للانتخابات الرئاسية    التموين: صرف 80% من السلع التموينية لأصحاب البطاقات خلال شهر مايو 2025    اليوم.. نظر محاكمة 3 متهمين فى قضية خلية الجبهة    «العمل» تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية    تحويلات مرورية بعد انقلاب سيارة بحدائق الزيتون    نمو مبيعات التجزئة في الصين بنسبة 5.1% خلال الشهر الماضي    الكنائس الأرثوذكسية الشرقية تجدد التزامها بوحدة الإيمان والسلام في الشرق الأوسط من القاهرة    إسرائيل تواصل تصعيدها.. استشهاد 171 فلسطينيا في قطاع غزة    منافس الأهلي.. إنتر ميامي يتلقى خسارة مذلة أمام أورلاندو سيتي    عمرو دياب وحماقي والعسيلي.. نجوم الغناء من العرض الخاص ل المشروع x    هل هناك فرق بين سجود وصلاة الشكر .. دار الإفتاء توضح    خلل فني.. ما سبب تأخر فتح بوابات مفيض سد النهضة؟    الخارجية التركية: توسيع إسرائيل لهجماتها في غزة يظهر عدم رغبتها بالسلام الدائم    نجل عبد الرحمن أبو زهرة يشكر للرئيس السيسي بعد اتصاله للاطمئنان على حالة والده الصحية    من بين 138 دولة.. العراق تحتل المرتبة ال3 عالميًا في مكافحة المخدرات    طريقة عمل صوابع زينب، تحلية مميزة وبأقل التكاليف    تأجيل محاكمة المتهمين بإنهاء حياة نجل سفير سابق بالشيخ زايد    على فخر: لا مانع شرعًا من أن تؤدي المرأة فريضة الحج دون محرم    تعرف على موعد طرح كراسات شروط حجز 15 ألف وحدة سكنية بمشروع "سكن لكل المصريين"    الانَ.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 بمحافظة المنيا ل الصف الثالث الابتدائي    ترامب يعرب عن حزنه بعد الإعلان عن إصابة بايدن بسرطان البروستاتا    محمد رمضان يعلق على زيارة فريق «big time fund» لفيلم «أسد».. ماذا قال؟    بعد إصابة بايدن.. ماذا تعرف عن سرطان البروستاتا؟    هل يجوز أداء المرأة الحج بمال موهوب؟.. عضوة الأزهر للفتوى توضح    أحكام الحج والعمرة (2).. علي جمعة يوضح أركان العمرة الخمسة    شيكابالا يتقدم ببلاغ رسمي ضد مرتضى منصور: اتهامات بالسب والقذف عبر الإنترنت (تفاصيل)    نجل عبد الرحمن أبو زهرة لليوم السابع: مكالمة الرئيس السيسي لوالدي ليست الأولى وشكلت فارقا كبيرا في حالته النفسية.. ويؤكد: لفتة إنسانية جعلت والدي يشعر بالامتنان.. والرئيس وصفه بالأيقونة    البابا لاوون الرابع عشر: العقيدة ليست عائقًا أمام الحوار بل أساس له    قرار تعيين أكاديمية «منتقبة» يثير جدلا.. من هي الدكتورة نصرة أيوب؟    مجمع السويس الطبي.. أول منشأة صحية معتمدة دوليًا بالمحافظة    حزب "مستقبل وطن" بسوهاج ينظم قافلة طبية مجانية بالبلابيش شملت الكشف والعلاج ل1630 مواطناً    أحمد العوضي يثير الجدل بصورة «شبيهه»: «اتخطفت سيكا.. شبيه جامد ده!»    أكرم القصاص: نتنياهو لم ينجح فى تحويل غزة لمكان غير صالح للحياة    دراما في بارما.. نابولي يصطدم بالقائم والفار ويؤجل الحسم للجولة الأخيرة    وزير الرياضة يشهد تتويج جنوب أفريقيا بكأس الأمم الإفريقية للشباب    بتول عرفة تدعم كارول سماحة بعد وفاة زوجها: «علمتيني يعنى ايه إنسان مسؤول»    بحضور رئيس الجامعة، الباحث «أحمد بركات أحمد موسى» يحصل على رسالة الدكتوراه من إعلام الأزهر    الأهلي ضد الزمالك.. مباراة فاصلة أم التأهل لنهائي دوري السلة    مشروب طبيعي دافئ سهل التحضير يساعد أبناءك على المذاكرة    ما لا يجوز في الأضحية: 18 عيبًا احذر منها قبل الشراء في عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منذ ثمانية أشهر: الغائب الحاضر مجدي حسين يحذر من الاعتماد على "الجزيرة" في تقييم الثورة المصرية
نشر في الشعب يوم 22 - 12 - 2014

لا يفهم كثيرون موقع قطر من الإعراب ، وكيف تحولت أصغر دولة عربية إلى قوة عظمى اقليمية ، ستقيم إمارة عربية
كبرى ، بل تحدث البعض عن محاولات قطرية للسيطرة الاقتصادية على بريطانيا !! والمخابرات المصرية المسكينة بعد
أن تهاوت مصر ، تنظم الآن سلسلة من البرامج التلفزيونية ضد قطر العظمى ، انظروا كيف أصبحت مصر أصغر من
قطر من حيث الوزن ، ولا نتعالى على أى شعب أو دولة صغيرة ، ولكن من المفترض أن الأوزان محفوظة . والغاز
لايفسر قوة قطر السياسية كما يروج البعض لأنها لاتملك التصرف فيه بدون توجيهات أمريكا التى تمتلك قاعدة
العديد العسكرية الكبرى بالإمارة . قوة قطر الأساسية تعود إلى أنها تقوم بدور أمريكى على طول الخط ، وأمريكى
صهيونى في بعض القضايا . وهذا هو ما أعطاها هذا الوزن الكبير ، وباستخدام قناة الجزيرة التى تتسم بمهنية عالية
سحقت كل قنوات النظم الكسيحة ، وهذا جزء من الخطة .
هذا ما تنبأ به المجاهد مجدي أحمد حسين ، رئيس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب الجديد، القابع
خلف الأسوار في سجون الانقلاب بتهمة باطلة واتهامات ظالمة ، وذلك منذ ثمانية أشهر عندما حذر من دور الجزيرة
وما تلعبه قطر كأداة لتنفيذ مخططات مشبوهة وهذا ما تحقق اليوم من خلال إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر
وتخليها عن دعم الثوار والثورة المصرية وإليكم نص المقال:
الحرب مستعرة مع الحلف الصهيونى الأمريكى ولكننا سنهزم إذا ظللنا نواجهه بالقطاعى
[email protected]
الحرب مستعرة بين أمتنا والحلف الصهيونى الأمريكى في كل مكان وبالأخص في كل بلاد الثورات العربية ، والبعض لا
يشعر بسبب قدرات الاعلام على التضليل بالإظهار والإخفاء ، إظهار بعض الوقائع وإخفاء بعض الوقائع ، لأن الإخفاء
الكلى للحقائق غير ممكن ، وأيضا يصبح كذبا مكشوفا ومن ثم غير مؤثر. كذلك لأن الاسلاميين لايريد معظمهم أن
يواجه الحقيقة ، ويعلن الحرب الشاملة على الأعداء ، تحت شعار الدهاء والسياسات المحنكة ، دون أى دليل من
قرآن أو سنة . الدهاء والمناورات تكون في الأساليب والوسائل بعد إعلان من هم أعداء الأمة بشكل صريح ، أما الدهاء
لإخفاء أعداء الأمة فهو تضييع للقضية ، وتتويه للجماهير!
أحيانا يرد بعض الاسلاميين قائلين : يعالحرب مستعرة بين أمتنا والحلف الصهيونى الأمريكى في كل مكان وبالأخص في
كل بلاد الثورات العربية ، والبعض لا يشعر بسبب قدرات الاعلام على التضليل بالإظهار والإخفاء ، إظهار بعض
الوقائع وإخفاء بعض الوقائع ، لأن الإخفاء الكلى للحقائق غير ممكن ، وأيضا يصبح كذبا مكشوفا ومن ثم غير مؤثر.
كذلك لأن الاسلاميين لايريد معظمهم أن يواجه الحقيقة ، ويعلن الحرب الشاملة على الأعداء ، تحت شعار الدهاء
والسياسات المحنكة ، دون أى دليل من قرآن أو سنة . الدهاء والمناورات تكون في الأساليب والوسائل بعد إعلان من
هم أعداء الأمة بشكل صريح ، أما الدهاء لإخفاء أعداء الأمة فهو تضييع للقضية ، وتتويه للجماهير !نى إحنا لو
هاجمنا أمريكا واسرائيل بالكلام المشكلة سوف تحل ؟! وهذا أيضا هروب من القضية : فهل الهجوم بالكلام
والمظاهرات أسقط الانقلاب حتى الآن .؟
ستظل الكلمة هى السلاح الأكبر في كل الصراعات ، وهى التى تحسمها ، المهم أن تكون هى كلمة الحق ، وكلمة الحق
تستدعى القوى المادية لتحقيقها على أرض الواقع بعد توفيق الله . فإذا كانت الكلمة هى : تحرير مصر من النفوذ
الأجنبى والصهيونى ، وإقامة العدل ، وتحقيق التنمية المستقلة ، والحريات فستنتصر الثورة ، أما إذا اقتصرت
المطالبات على عودة الشرعية ، رغم أن هذا هدف صحيح ومبدئى ، فلن تلتف الأمة حولنا .
معركتنا لم تكن قبل وبعد الثورات مع مجرد نظم استبدادية ، وإذا اقتصر تصورنا على هذا يكون تصورا قاصرا ، ولا
ينتصر أحد قط في معركة بتصور قاصر لطبيعة العدو وتحالفاته ومكوناته . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواجه
: سلطة مشركى مكة وسائر العرب ، والقوى العظمى وعلى رأسها الامبراطورية الرومانية المجاورة ، ويواجه في الداخل
أهل الكتاب الخونة ( اليهود ) والمنافقين ، كل هذه العناصر والمكونات كانت معلنة ويعلمها كل مسلم ، وهو يخوض
الصراع قبل وبعد الهجرة .
السبب الأساسى لتعثر ثورة 25 يناير أنها توقفت عند الحريات ، ولم تزل أركان النظام السابق ولم تقوض شبكة
التبعية للحلف الصهيونى الأمريكى ، وبالتالى لم تحقق شيئا من تطلعات الجماهير للعدل على طريق الرفاهية .
وقد ركزنا مرارا في حزب الاستقلال على ضرورة الانعتاق من العبودية للأمريكان باعتبار ذلك بيت القصيد . وجاءت
أحداث ليبيا الأخيرة لتؤكد ذلك ، وعلقت عليها فورا منذ أيام بالتالى :
إن محاولة الانقلاب الفاشلة التى وقعت في ليبيا كانت حدثا مهما للغاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
لقد نحرنا قلبنا ونحن نحاول إقناع كل الفصائل الاسلامية في مصر أن نجتمع جميعا على إعلان الجهاد بمعناه
الشامل ضد الوجود الأمريكى الصهيونى في مصر وأن هدف الثورة الحقيقى لايمكن أن يكون أقل من تحرير مصر من
قبضتهما المجرمة . وقد كان الرد حتى أول أمس : ليس الآن . حتى ننتهى من السيسى والانقلاب أولا . فهل ستظلوا
تقولون هذا بعد أحداث أمس في ليبيا .
أهم مافى أحداث أمس كالتالى وبدون الدخول في تفاصيل الوضع الليبى :
أولا : أنها كانت 30 يونيو بطعم ليبى عسكرى مباشر وأنها فشلت للمرة الثانية ولايعنى هذا أنها لن تتكرر.
ثانيا : الوضع في ليبيا يشبه الوضع في مصر من زاوية وجود قوى للاخوان في المجلس التشريعى والسلطة التنفيذية ،
وحركة التمرد الليبية تركز على حل البرلمان كما حدث في مصر .
ثالثا : وجه التشابه الثانى أن الاخوان في ليبيا على علاقة طيبة للغاية بأمريكا والناتو بأكثر من علاقة إخوان مصر وهم
في الحكم بأمريكا . ومع ذلك فإن ذلك لم يشفع لهم عند الشيطان الأكبر . فالأمريكان هم الذين يحركون حفتر وبقايا
نظام القذافى والانقلابيين في مصر. كما أن للموساد دور مشهود في ليبيا من خلال اليهود من أصل ليبى الذين عادوا
بقوة للبلاد . أول أمس أعلنت أمريكا بمنتهى الصراحة أنه نقلت 200 من قواتها الخاصة إلى صقلية لأن الوضع في
شمال إفريقيا غير مستقر أمنيا !! وهناك مشاركة انقلابية مصرية عسكرية ولوجتسية واعلامية مفضوحة في هذا
الانقلاب لم يحاولوا سترها ، وخرج الجاسوس السيسى ليقول : إن الغرب لم يكمل مهمته في ليبيا . لأننا لم نعدم
الجاسوس مبارك فها هو أحد تلامذته يجاهر بالجاسوسية بأكثر مما كان بإمكان مبارك أن يجاهر به . حفتر عاش 20
سنة في أمريكا ، وبالتأكيد لم يكن هناك يلعب الشطرنج !! نحن أمام جاسوس تم تجنيده وإعداده مع قوة مسلحة
أخرى شاركت في الاندساس في الثورة منذ أيامها الأولى ، باعتباره من معارضى القذافى المقيمين في أحضان وكالة
المخابرات الأمريكية ( إقرأ تقرير مكتوب عنه في موقع الشعب ).
رابعا : الأمريكان والغرب يمارسون نفس اللعبة التى يقومون بها في مصر وتونس وفى كل بلاد الثورات ، هم مع
الاسلاميين وحقهم في المشاركة السياسية ولكن بشرط أن يسمعوا الكلام ويستخدم الأمريكان العسكر والعلمانيين
لسلخ ظهور الاسلاميين بسوط غليظ ( ولأن العلمانيين ضعفاء جماهيريا فلابد من العسكر والانقلابات العسكرية ).
وإذا لم يستقم الاسلاميون على المراد الأمريكى فلماذا لايحكم السيسى وحفتر البلاد العربية ؟
خامسا : أما بالنسبة لظاهرة القاعدة فأمريكا تخترقها منذ أيام أفغانستان وتستخدمها في الاتجاهات التى تريدها ،
وتضحى بها بعد استنفاد أغراضها . وهذا مايحدث في سوريا ، ويحدث في ليبيا . فشباب القاعدة مساكين وهم يؤمنون
بالجهاد فعلا ،ويساقون إلى معارك عديدة بمنتهى الاخلاص ، ولكن العناصر المخترقة ، وهى ملتحية وتحفظ بعض
القرآن والسنة ويمكن أن تتحدث بلهجة جهادية ولكنها تتحلى بأخلاق حزب النور المصرى ، هذه العناصر تنسحب في
لحظة معينة وتتجه إلى ساحة اخرى وتترك الشباب في المحرقة بدون مشروع واضح . المثير للسخرية أن أمريكا كانت
وراء حشد عناصر القاعدة خلال الثورة الليبية ( كما حشدتهم في سوريا ) لتركب الثورة التى اشتعلت فعلا رغم أنفها
، وهى الآن تسلط عليهم حفتر ليبيدهم ويبيد الاخوان تحت نفس شعارات ثورة 30 يونيو والتمرد في مصر .
سادسا : أيها الاسلاميون في مصر .. يا أبناء الشعب المصرى تعالوا إلى كلمة سواء ، ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به أحدا
، تعالوا نكفر بأمريكا واسرائيل ، تعالوا نحرر مصر من نفوذهما وكلابهما المسعورة الساويريسية والحسين سالمية
والمباركية والسياساوية ، وبدون ذلك فلا حرية ولا عدالة ولا استقلال ولاتنمية ولا استقرار ولا تقدم ولا أمن . أقول
قولى هذا واستغفر الله لى ولكم . ( انتهى التصريح ) .
وبعد أيام اتضح أن المحاولة مستمرة وعلى كامل التراب الليبى وليس في بنى غازى وما حولها فحسب . وأن ليبيا على
أعتاب حرب أهلية ضروس حدثت كل مقدماتها على مدار الشهور الماضية . وهى كما ذكرت صورة كاربونية مما حدث
في مصر ولكن بالتركيبة الليبية القبلية والمسلحة . وتابعت كل مواقع الاخوان المسلمين ومن يسير في ركاب خطها
السياسى ، فوجدت التحليل للوضع في ليبيا مضبوطا تماما عدا "تفصيلة " صغيرة : إغفال ذكر أمريكا والغرب
ودورهما في المؤامرة الانقلابية !! ويالها من تفصيلة صغيرة ، كيف إذن ستستدعون الأمة للقتال ( وهو في ليبيا قتال
حقيقى ومسلح ) والمواجهة السياسية وأنتم تغفلون مجرد ذكر اسم أمريكا ، وقد كانت علاقات إخوان ليبيا بأمريكا
أحد أسباب ومبررات عدم مهاجمة أمريكا في مصر !!
قال الاعلام الاسلامى الاخوانى : إن بقايا نظام القذافى خاصة في جناحه العسكرى والانقلاب المصرى ، وبعض الأنظمة
العربية في إشارة إلى الإمارات ، ويضاف أحيانا الصهاينة ، يتعاونون لإسقاط الشرعية والثورة في ليبيا على غرار
ماحدث في مصر. ( مع إسقاط أمريكا عمدا وليس سهوا )
الموقف الأمريكى المزدوج
أكتب منذ أواسط التسعينيات من القرن الماضى عن الموقف الأمريكى المزدوج من الصحوة الاسلامية من خلال متابعة
للمواقف والدراسات الأمريكية ومن خلال 3 زيارات للولايات المتحدة من 1988 إلى 1997 . وليس لدى أى مفاجأة من
موقف الأمريكيين الرسمى من الحركات الاسلامية فقد أكدت مرارا وأثبتت الأيام صحة ذلك على النحو التالي:
أولا : أن الولايات المتحدة ( والغرب عموما ) يرى أن ظاهرة الصحوة الاسلامية ظاهرة أصيلة وعميقة ولا يمكن تجنبها
تماما ، فهى شبيهة بإعصارات المحيطات ولابد من التعامل معها بعقلانية ، وأن استخدام العنف أو الاستئصال
والإبادة ليس خيارا وحيدا ، ولابد من المزاوجة بين الاحتواء والضرب ، الصداقة والمعاداة ، الاستئناس والعقاب .
لايهم الغربيون أن يقبل الناس أكثر على الصلاة والصيام والحج ، المهم ألا يقبلوا أكثر على الجهاد أو الزكاة وهما
أخطر " عيبين " في الاسلام : الاستقلال والتكافل الاجتماعى ، وإذا وجدت حركات اسلامية لاتعادى أمريكا ولا اسرائيل
فمرحبا بها ، حتى إلى درجة استلام السلطة ، حركات لا تهدد المصالح الأمريكية والغربية وتعترف باسرائيل ، وتعيش في
كنف الشرعية الدولية وصندوق النقد الدولى والبنك الدولى . ولا بأس من الحجاب واللحية مع تقليل من النقاب ،
وهكذا تجرى عملية تفتيت الاسلام لعناصر مقبولة ومحتملة وعناصر مرفوضة .
ثانيا : هذا الموقف المزدوج يتطلب توزيع الأدوار أحيانا ، حيث تقوم أطراف غربية باحتضان واحتواء الحركات
الاسلامية ، وتقوم أطراف أخرى بسحقها ، حيث لايجوز لنفس الطرف أن يقوم بالدورين معا في نفس اللحظة !!
ونضرب مثلا بقطرلأهمية دورها.
لايفهم كثيرون موقع قطر من الإعراب ، وكيف تحولت أصغر دولة عربية إلى قوة عظمى اقليمية ، ستقيم إمارة عربية
كبرى ، بل تحدث البعض عن محاولات قطرية للسيطرة الاقتصادية على بريطانيا !! والمخابرات المصرية المسكينة بعد
أن تهاوت مصر ، تنظم الآن سلسلة من البرامج التلفزيونية ضد قطر العظمى ، انظروا كيف أصبحت مصر أصغر من
قطر من حيث الوزن ، ولا نتعالى على أى شعب أو دولة صغيرة ، ولكن من المفترض أن الأوزان محفوظة . والغاز
لايفسر قوة قطر السياسية كما يروج البعض لأنها لاتملك التصرف فيه بدون توجيهات أمريكا التى تمتلك قاعدة
العديد العسكرية الكبرى بالإمارة . قوة قطر الأساسية تعود إلى أنها تقوم بدور أمريكى على طول الخط ، وأمريكى
صهيونى في بعض القضايا . وهذا هو ما أعطاها هذا الوزن الكبير ، وباستخدام قناة الجزيرة التى تتسم بمهنية عالية
سحقت كل قنوات النظم الكسيحة ، وهذا جزء من الخطة .
قطر مكلفة منذ سنوات طويلة ( والتغييرات الأخيرة في قيادة الإمارة لم تؤثر على هذا الدور كما يتضح حتى الآن ) بلعب
دور الحاضنة لكل الحركات الاسلامية المعادية لأمريكا واسرائيل . بغرض جذبها ل " الواقعية " و " الاعتدال " . فقناة
الجزيرة كانت مع ثورة 25 يناير ولا تزال شريطة عدم التعرض لأمريكا واسرائيل إلا لماما وعرضا وعلى طريقة إثبات
المصداقية في لقطات سريعة على لسان بعض الضيوف . وتم تأسيس الجزيرة مباشر مصر للدفع في هذا الاتجاه ،
جذب الثورة إلى خندق الصداقة مع أمريكا ، بعدم التعرض لها ، وتركيز الهجوم على العسكر والسيسى باعتبارهم
سبب البلاء الوحيد أو الأساسى .
ولقطر تاريخ طويل في هذا المجال : احتضان شرائط بن لادن والقاعدة وطالبان – الاهتمام بالمقاومة اللبنانية –
الاهتمام بحماس والمقاومة الفلسطينية ( رغم أنها كانت القناة الرائدة في التطبيع مع اسرائيل )– استمرار العلاقات
الطيبة مع إيران ومع السودان ، ومحاولة حل مشكلات دارفور والمعارضة التشادية ، وتقديم دعم اقتصادى للسودان
المحاصر. كما لعبت دورا محوريا في الثورة الليبية حيث كانت محورا أساسيا لتوريد السلاح عبر مطار بنى غازى
للاسلاميين المعارضين للقذافى ، ثم كانت بعد ذلك واسطة خير مع الناتو!! ولقطر دور كبير في تمويل ودعم عناصر
القاعدة في سوريا لحساب الولايات المتحدة وهو الملف الأساسى المشترك مع السعودية .
ولكن دعونا نركز الآن على مصر وليبيا . قطر ( والجزيرة طبعا ) تقوم بدور الأم الحنون للاسلاميين والثوار في مصر ،
وهى تضعهم تحت المظلة الأمريكية الصهيونية ، بوضع الثورة في إطار الديموقراطية والشرعية وحقوق الانسان
فحسب . ويتصور الاسلاميون أن علينا أن نقبل بذلك لأن الجزيرة تصل إلى كل البيوت ويجب ألا نخسرها . عظيم من
الممكن أن تدخل للبيوت برسالة ناقصة ، غير تعبوية بشكل كامل ، بنصف الحقيقة ، ونصف الحقيقة كذب . ونحن
نؤكد أن الثورة يمكن أن تنجح بدون الجزيرة وبدون أى فضائية ، لأن الأقمار الصناعية تحت سيطرة الدول ، ولم
يحدث حتى الآن أن ثوارا حقيقيين امتلكوا قمرا صناعيا !!! وقد نجحت ثورة إيران بدون أى فضائيات ، في عصر
الكاسيت الصوتى والمنشورات المطبوعة على الرونيو ( مطبعة بدائية كنا نستخدمها ونحن طلاب في مصر للمنشورات
!!) وكان الإمام الخمينى يرسل توجيهاته بهاتين الوسيلتين حيث يتم النسخ في كل محافظات إيران . وقد نجحت الثورة
الروسية والفرنسية قبل اختراع الكاسيت . ومن قبلهما نجحت ثورات عمر مكرم وكانت تستخدم الطبول والمآذن
لحشد الجماهير . الأدوات لا تصنع الثورة ، ولكن الجماهير تصنع الثورة عندما تضيق بها السبل وتختنق من النظام
الفاسد ، وتنجح الثورة إذا وجدت قيادة حقيقية تعبر عن تطلعات الناس في الاتجاه الصحيح ، تقرأ الواقع بصورة
سليمة وتحوله إلى خطاب في متناول الجميع . الفضائيات بالعكس لأننا لا نمتلكها فقد أفسدت علينا ثورة 25 يناير
حتى الآن . والتعويل على قناة الجزيرة سيقودنا إلى الجحيم لأنه يجعل القادة لايتحدثون إلا لمهاجمة حفنة من
الفاسدين والخونة دون أن ينسبهم إلى النظام الأمريكى الاسرائيلى الأصلى الذى يحكم مصر . هل يمكن للجزيرة أن
تسمح بشن حملة ضد ساويرس أو تواضروس أو ضد كامب ديفيد أو ضد القواعد الأمريكية في رأس بناس والسخنة
وسيناء ؟!
ولكن لأن دور الجزيرة قد يكون لعبا بالنار إذا ترك هكذا وحيدا ، كما أنه سيؤدى إلى تقوية الاسلاميين في نهاية المطاف
، فلابد من تسليط أنظمة تابعة أخرى للعب دور سحق الاسلاميين ، وهذه الأنظمة كانت الإمارات والكويت
والسعودية . التمويل والتخطيط والتآمر ومكان الاجتماعات. والمقصود من هذه الضغوط بل والضربات القاصمة أن
يهرع الاسلاميون إلى قطر أو كاميرون رئيس وزراء بريطانيا للشكوى : هل يرضيكم ما يجرى في مصر ؟ وهل هذا من
الديموقراطية التى تعتنقونها مذهبا ومنهاج حياة ؟!
وقد وصفت توزيع الأدوار هذا من قبل بأنه نفس توزيع الأدوار في أماكن الاحتجاز والتعذيب والاعتقال ، فهناك
مجموعة من الضباط والمخبرين للسحل والضرب والشتيمة ، ومجموعة أخرى لاستنكار ذلك وكفكفة الدموع ،
والاستضافة في غرفة أخرى وإحتساء مشروب ساخن أو بارد . الانقلابيون المصريون يصفعون ويضربون ويقتلون
ومعهم للتمويل : الامارات والسعودية والكويت ، وكيرى وأشتون وماكين وكاميرون لكفكفة الدموع : إخص عليهم
الوحشين عملوا فيكم كده ، والله حنشوف شغلنا معاهم . بس برضه لازم تمشوا في خارطة الطريق !! وقطرتقول لهم
: ردوا عليهم في قناة الجزيرة كما تشاءون ولكن لاتسبوا أمريكا طبعا وأنتم فاهمين .
تقسيم الأدوار داخل النظام الأمريكى نفسه
المسألة لاتتوقف على توزيع أدوار النظم العميلة لأمريكا بل تمتد إلى داخل النظام الأمريكى نفسه ، فيزعمون منذ اليوم
الأول للانقلاب أن وزارة الدفاع الأمريكية مع الانقلاب وأن البيت الأبيض والخارجية مع الاخوان !! وأن الكونجرس بين
بين . ولكن بالتدريج يتجه الجميع لتأييد الانقلاب ( خارطة الطريق ) !! في المقال القادم نشرح هذه التمثيلية ، والتى
يساهم الاسلاميون بالتستر عليها ومن ثم تبييض وجه أمريكا أو على الأقل إخراجها من معترك الصراع الظاهرى وهذا
هو المطلوب أمريكيا ، فأمريكا لا تطمع أن يسبح بحمدها في المآذن ، بل تريد أن تحكم الديار المصرية في صمت ومن
وراء ستار ، بينما المصريون يتابعون معركة عكاشة مع ذباب وجهه أو خناقة مرتضى وسما أو بحد أقصى خناقة تنظيم
اسمه الاخوان مع شخص اسمه السيسى ، أما أمريكا فهى مجرد حكم أجنبى محايد أو جمهور يصفق للعبة الحلوة !
21 مايو 2014
موقع مجدي حسين :
http://www.magdyhussein.com/site/


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.