طلاب هندسة الفضاء بجامعة المنصورة الجديدة في زيارة لأكاديمية مصر للطيران    رضا حجازي يفتتح المعرض السنوي وورش عمل طلاب مدارس التعليم الفني    أسعار الذهب تتجه للهبوط لمستويات 3 آلاف جنيه لعيار 21    محافظ قنا يجرى جولة ميدانية لمتابعة حالة الطرق    فاينانشيال تايمز: دبلوماسيون يأملون في التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين بعد تخفيف إسرائيل شروطها    عاجل| رئيس الوزراء ونظيره البيلاروسي يشهدان منتدى الأعمال المشترك    كيف انتهت مواجهات ريال مدريد وبايرن ميونخ في نصف نهائي دوري الأبطال؟    ضبط 5 أطنان من الأسماك المملحة والمجمدة منتهية الصلاحية بالشرقية    سعد: تشكيل غرف عمليات بالوحدات المحلية بمناسبة عيد القيامة وشم النسيم    إحالة حرامي الهواتف بالموسكي للمحاكمة    تفاصيل إلقاء طالبة بنفسها من الطابق الخامس داخل أكاديمية تعليمية بالمنصورة    مدرس بكلية الحاسبات: البرمجة تدخل في كل مجالات الحياة    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    قيادي بمستقبل وطن: عمّال مصر هم عمود الدولة    بلينكن يتوجه للأردن لبحث سبل زيادة المساعدات إلى غزة    رئيس الوزراء الفلسطيني: لا دولة بدون قطاع غزة    مساعد وزير الخارجية الأسبق: الجهد المصري لا يتوقف لتهدئة الأوضاع في غزة    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    فالفيردي: جاهز لمواجهة بايرن ميونيخ    اتحاد جدة يستعيد كانتي قبل مواجهة الكلاسيكو أمام الهلال    القيعي: يجب تعديل نظام المسابقات.. وعبارة "مصلحة المنتخب" حق يراد به أمور أخرى    عضو إدارة الأهلي: دوري الأبطال ليس هدفنا الوحيد.. ونفقد الكثير من قوتنا بدون جمهورنا    أسعار السمك والمأكولات البحرية بسوق العبور اليوم الثلاثاء    جهاز مشروعات التنمية الشاملة ينظم احتفالية لحصاد حقول القمح المنزرعة بالأساليب الحديثة    مدير طب بيطري الأقصر يكشف استعدادات استقبال عيد الأضحى (صور)    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبي جرائم الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    أول بيان من «الداخلية» عن أكاذيب الإخوان بشأن «انتهاكات سجن القناطر»    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    وفد شركات السياحة المصرية بالسعودية يكشف تفاصيل الاستعداد لموسم الحج    طرح فيلم "أسود ملون" في السينمات السعودية .. الخميس المقبل    رئيس جامعة المنيا يفتتح معرض سوق الفن بكلية الفنون    مستشار زاهي حواس يكشف سبب عدم وجود أنبياء الله في الآثار المصرية حتى الآن (تفاصيل)    ساويرس يوجه رسالة مؤثرة ل أحمد السقا وكريم عبد العزيز عن الصديق الوفي    لحظة إشهار الناشط الأمريكي تايغ بيري إسلامه في مظاهرة لدعم غزة    خطوات ل فحص السيارة المستعملة قبل شراءها ؟    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    عشان تعدي شم النسيم من غير تسمم.. كيف تفرق بين الأسماك الفاسدة والصالحة؟    رئيس جامعة بنها يفتتح معرض الزهور الأول احتفالا بأعياد الربيع    إصابة 4 أشخاص بعملية طعن في لندن    رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورنا يحسم الجدل بشأن حدوث جلطات بعد تلقي اللقاح    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    طلاب النقل الثانوى الأزهرى يؤدون امتحانات التفسير والفلسفة والأحياء اليوم    أقدس أيام السنة.. كيف تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بأسبوع آلام السيد المسيح؟    «الثقافة» تطلق النسخة السابعة من مسابقة «أنا المصري» للأغنية الوطنية    وزير الإسكان: نعمل على الاستثمار في العامل البشري والكوادر الشبابية    ألقوه من فوق مبنى.. استشهاد فلسطيني على يد قوات الاحتلال في الضفة الغربية    اليوم.. "الصحفيين" تفتتح مركز التدريب بعد تطويره    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    الطيران الحربي الإسرائيلي يشن سلسلة غارات عنيفة شرق مخيم جباليا شمال غزة    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    خليل شمام: نهائى أفريقيا خارج التوقعات.. والأهلى لديه أفضلية صغيرة عن الترجى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور محمد السعيد إدريس خبير الشئون الخليجية ل "حوار الوفد":
تركيا خططت للسطو علي الخلافة الإخوانية لإحياء مجد الخلافة العثمانية
نشر في الوفد يوم 02 - 04 - 2014

وسط حالة من الضبابية تخيم علي المنطقة العربية تسعي دول وجهات مشبوهة لتكريس الانقسام والاستقطاب بين الأشقاء عبر التدخل السافر من بعض الدول في الشئون الداخلية لدول الجوار دعماً للإرهاب وتحقيقاً لأهداف دول كبري في محاولة لإعادة رسم خريطة المنطقة العربية. وهو ما يدفع إلي ضرورة العمل علي إعادة الجسور بين دول العالم العربي.
«الدكتور محمد السعيد إدريس» رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام يري ان أمريكا وإسرائيل وقطر هم الأهداف الفاعلة في معادلة العداء للعرب ودعم الإرهاب، وأن تركيا ساندت جماعة الإخوان في مصر في محاولة لسرقة الخلافة الإخوانية وتحويلها إلي خلافة عثمانية، مشيراً إلي أن الصراع في الشرق الأوسط بين مشروع نهضوي عربي وبين مشروع صهيوني استعماري.. بينما الصراع السعودي الإيراني الذي يدور في العراق وسوريا واليمن ولبنان هو صراع بالوكالة.. وأن الخلاف الخليجي قد يعرض مجلس التعاون للتفكيك وهذا سيدعم الاستقطاب ودخول الشرق الأوسط في نظام المحاور، رغم ذلك يوجد حرص خليجي دائم علي عدم عرض أزمات مجلس التعاون علي القمم العربية، متهماً الجامعة العربية بقيادة موقف المعارضة السورية الموغل في التآمر علي الوحدة السورية والداعم للإرهاب.
- كيف تري الواقع الإقليمي والقوي الفاعلة فيه؟
- إقليم الشرق الأوسط متسع ويضم (3) قوي إقليمية إيران وتركيا وإسرائيل وللأسف ليس بينها أي قوة عربية، لان مصر غابت منذ 1967 بعد أن كانت شريكاً حقيقياً في نظام الشرق الأوسط وفي جنوب الوادي توجد قوة إقليمية رابعة وهي إثيوبيا لكن تفاعلها ليس أصيلاً في الإقليم العربي لكن في الإطار الأوسع وهو الإطار الأفريقي.
وما موقف القوي الإقليمية تجاه ما يحدث في مصر؟
- إيران تم التوافق الداخلي بين النظام وبين التيار الإسلامي واستبشروا بما حدث في مصر باعتبار انه صحوة إسلامية ولكن المعارضة الإصلاحية رأته ديمقراطية وحقوق شعب في إسقاط الحكم الذي يرفضونه ولهذا يؤيدون ما يحدث في البحرين ولكن النظام الإيراني يرفض قوات درع الجزيرة ويطلق عليها الإعلام الإيراني الاحتلال السعودي للبحرين ويتبنون ما يسمونه الثورة البحرينية بقيادة الشيخ «عيسي قاسم» رئيس جمعية الوفاق الإسلامي ذات المرجعية الشيعية المؤيدة لولاية الفقيه .. ولكن إيران اختلف موقفها عندما وصلت الثورة إلي سوريا واعتبرتها فتنة، وتستهدف تيار المقاومة.
وماذا عن الموقف التركي والإسرائيلي؟
- تركيا وقفت مع الثورة المصرية والسورية وإنحازت بعنف إلي الحل العسكري في سوريا ولكنها استشاطت غيظاً من ثورة 30 يونية وسقوط الإخوان الحليف الكبير لها وكان هناك تخطيط كبير لما يسمي بالهلال السني الذي يبدأ من المغرب ثم تونس وليبيا ومصر ثم الأردن وسوريا وتركيا التي كانت تطمع في تجديد الخلافة العثمانية بالسطو علي الخلافة الإخوانية وتحويلها تحت الراية التركية.. أما إسرائيل فوقفت صامتة وظلت تراقب وتتابع لانها في البداية كان يوجد ذعر من سقوط نظام «مبارك» وبعد سنة من الحكم العسكري أصبح يوجد قدر من الطمأنينة ولكنها زادت بعد وصول الإخوان إلي السلطة بسبب التحالف الأمريكي الإخوني وشعرت بسعادة ليس لها حدود بتدمير الجيش السوري فأصبح الربيع العربي في صالح الكيان الصهيوني.
إيران ضد ثورة 30 يونية ومع هذا لم تعلن عن موقفها؟
- إيران تتحفظ علي ثورة 30 يونية وتعرف أنها خسرت الكثير بسببها ولهذا لم تؤيدها وفي ذات الوقت لم تصفها ب«الانقلاب»، ولديهم ريبة من ما يحدث ولا يشعرون بالطمأنينة في وجود الجيش ويستندون إلي مقولة «جون كيري» إن الجيش المصري أهم حليف للأمريكان في الشرق الأوسط، والمشير «السيسي» لم يظهر أي عداء تجاه إسرائيل، والتخوف أيضا من الدعم السعودي لمصر لأن السعودية لا تدعم طرفاً بدون مقابل والصراع بين السعودية وإيران هو صراع بالوكالة كالصراع في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
لكن الشرق الأوسط به محاور اعتدال ومقاومة؟
- يوجد محور الاعتدال الذي تأسس عام 2006 من دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلي مصر والأردن، وكان ضمن تفاعلات الحرب الإسرائيلية ضد لبنان وشكل معالم التفاعلات الإقليمية والتي طرحتها «كونداليزارايس» والذي كان مدخل الحرب علي العراق وتقسيمه تحت دعوي إعادة تقسيم الخرائط السياسية وبالفعل تم تقسيم العراق علي أساس سنة وشيعة وأكراد وانتهت الدولة العراقية وفي مواجهة محور الاعتدال يوجد محور الشر أو دول المقاومة في مواجهة إسرائيل أو الممانعة التي تمانع التطبيع مع إسرائيل وهي إيران وسوريا وحزب الله وحركتا حماس والجهاد الإسلامي ولم تعدا تقاوم بل تمانع.
ما أهم معالم الشرق الأوسط الجديد الذي تحاول القوي الغربية فرضه علي المنطقة؟
- ان يتواري الصراع العربي الإسرائيلي كمحدد للعلاقات الإقليمية أي لا تتحدد العلاقات العربية الإسرائيلية وفقاً للتطورات الإيجابية أو السلبية للقضية الفلسطينية وتعزل القضية الفلسطينية لتكون بين إسرائيل وفلسطين والعرب خارج هذه العلاقة تماماً، ويعيدوا علاقتهم مع إسرائيل بناء علي المصالح المباشرة لكل دولة علي حدة، والمرتكز الثاني لهذا الشرق الأوسط الجديد أن يتم استبدال الصراع العربي الإسرائيلي بصراع عربي إيراني، وأن تكون الحرب علي الإرهاب لها الأولوية بدلاً عن الصراع من أجل فلسطين وبالتالي تتحول إيران إلي عدو بديل عن إسرائيل، أي استبدال للصراع وللعدو، ولهذا تحدثت «تسيبي ليفني» عندما كانت وزيرة للخارجية الإسرائيلية قائلة: آن الأوان ان تكون إسرائيل عضوا في الحلف السني وكانت تتحدث بضرورة تأسيس حلف سني وفقاً لما اسماه العاهل الأردني الملك «عبدالله» ضد الهلال الشيعي.
وهل يمكن أن نري تحالفاً عربياً صهيونياً في مواجهة إيران؟
- إذا حدث هذا ستذهب كل النظم العربية والقضايا الإقليمية إلي الجحيم، لان الصراع في الشرق الأوسط هو صراع بين المشروع النهضوي العربي وبين المشروع الصهيوني الاستعماري وإما وجود الشعب العربي علي أرضه في فلسطين أو الشعب الإسرائيلي علي أرض فلسطين، والشعبان يتصارعان علي أرض واحدة، إذاً الصراع صراع وجود، ونحن وهم نعرف هذا جيداً، و«نتنياهو» قال: الصراع ليس صراع حدود ولكنه حول حق الشعب اليهودي بأن يكون صاحب هذه الأرض، والصراع حول عدم الاعتراف بالشعب الفلسطيني، ومعني وجود تحالف هو الاعتراف بيهودية أرض فلسطين وأن كل ما خاضته إسرائيل من حروب ضد العرب كانت حروب استقلال وأن العرب معتدون ويتحولون من ضحايا سلبت أراضيهم إلي عدوانيون يهددوا استقلال الشعب اليهودي في وطنه وأرضه التي تحدث عنها رئيس الوزراء البريطاني منذ أيام في تل أبيب.
إذا كيف تري خريطة التحالفات الجديدة؟
- هذا التحالف يتوقف علي دور مصر بأن يكون لنا رؤية وطنية لإعادة تفعيل النظام العربي كله وأن تسعي إلي تفعيل النظام الحكومي بأن تتحول الشعوب العربية ويكون لها دور بعد قيام هذه الثورات بوجود برلمان عربي قومي لديه القدرة علي المحاسبة علي شاكلة البرلمان الأوروبي ويوجد له نظام تنفيذي علي مستوي مجلس وزراء عربي، ومحكمة عدل عربية، وأن يكون لنا سياسة الانفتاح علي دول الجوار إيران وتركيا وأثيوبيا وينصب العداء علي الكيان الصهيوني والهدف هو تحرير فلسطين باستراتيجية عربية لا نحيد عنها، وأن يكون تفعيل النظام العربي في معادلة الوحدة والصراع مع الكيان الصهيوني ولكن الأهم ان تقف مصر علي قدميها:
وكيف يمكن تحقيق ذلك؟
- أولاً بوجود رئيس وسيواجه بثلاث تحديات أولها المدخل السياسي بوجود وفاق وطني بين كل المصريين حول مصر التي تريدها وعليه أن يدرك أن من أجرم في حق الشعب المصري هو بعيد عن أي شراكة الآن ووفق هذا الوفاق لا عودة لنظامي «مبارك» و«مرسي» ويكون وفاقاً وطنياً علي قاعدة ثورتي 25 يناير و30 يونية، ومشروع اقتصادي اجتماعي لان الاقتصاد المصري في تداعي ولابد أن يكون بعيداً عن التبعية متحرراً من المعونة الأمريكية معتمداً علي الذات بإحياء مؤسسات الدولة لتحقيق طفرة في الإيرادات ويعيد توزيع الثروة الوطنية وفق مبدأ تقليل الفوارق بين الطبقات، ثم الأمن بمفهومه الواسع، الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري لنهزم الإرهاب علي أرض مصر ونؤسس لتعايش وطني به تراحم وتراضي بين كل المصريين.
ما السبب الحقيقي للخلاف الخليجي؟
- الخلاف الخليجي مدمر لوحدة مجلس التعاون الخليجي لانه معرض للتفكيك بسبب الموقف الذي اتخذته سلطنة عمان برفض الاتحاد الخليجي من منطلقين أولها تحفظها علي السياسة السعودية التي تقود بها مجلس التعاون الخليجي في القضايا المتعلقة مع إيران وأيضا ترفض السياسة السعودية القطرية تجاه الأزمة السورية برفض عسكرة هذه الأزمة، وتخشي أن يتحول مجلس التعاون الخليجي إلي اتحاد خليجي ثم يتحول إلي كتلة عسكرية لمحاربة إيران.
هل إيران بعيدة عن هذه الخلافات؟
- بالطبع لا.. لانه يوجد تطور آخر بزيارة الرئيس الإيراني إلي «مسقط» قبيل القمة العربية وهذا مؤشر إلي رفض «عمان» سحب سفيرها من الدوحة في أول سابقة خليجية أن يتم سحب «3» سفراء من الدوحة ويوجد بوادر انشقاق بسبب رفض قطر عدم التراجع عن السياسة القطرية، ولكن هناك ابتعاد عماني عن هذا العراك.
خطورة تفكيك مجلس التعاون الخليجي علي القضايا العربية؟
- تفكيك مجلس التعاون الخليجي خسارة كبيرة جداً لانه سيعمق الاستقطاب ويقسم معظم الدول العربية إلي جزئين وهذا تعميق للاستقطاب الذي سيضر بالنظام العربي ويدخله في نظام المحاور مع ان المفترض علينا تفعيل النظام العربي وليس تقسيمه.
ماذا عن موقف الكويت تجاه هذه الأزمة؟
- الكويت تسعي للمصالحة ولترميم مجلس التعاون وهذه أول أزمة عاصفة تواجه المجلس ولكن وفقاً لتوقعات الكويت فإن الأزمة سيتم معالجتها رغم حرص الخليجيين علي عدم عرض مشاكلهم في القمة والاقتصار علي التعاطي معها في الإطار الخليجي.
كيف وهي قمة للتضامن العربي؟
- للأسف ما يقال عن القمة بأنها قمة تضامن ومصالحة فهذا حد أدني من الطموحات العربية مع أن هذه القمة ال «25» منذ تأسيس دورية القمة بعد مرور نصف قرن من القمة الأولي التي دعا إليها «عبدالناصر» في مارس 1964 لمواجهة خطر تحويل إسرائيل لمجري نهر الأردن لانه تأكد أن إسرائيل تحاول تثبيت جذورها واستقوائها علي العرب وتم تشكيل قيادة عسكرية تحت قيادة الفريق «علي عامر»، إذن منذ «50» عاماً عقدت قمة للصدام مع الكيان الصهيوني واليوم القمة لا تواجه أي تحديات في الوقت الذي تدعم فيه أمريكا وبريطانيا «نتنياهو» وهذا في منتهي الخطورة.
القمة لا تتصدي إلي التحديات الكبري مثل الإرهاب والفتن المذهبية التي تدمر الأوطان والتقسيم وقد تم تبديد الوحدة العربية والدولة الوطنية تواجه خطر التقسيم إلي دويلات وكيانات مذهبية وعرقية وفلسطين تضيع، والمعارضة السورية توغل في التآمر علي وحدة سوريا وتمارس الإرهاب، والجامعة العربية أيضا تقود الموقف الدائم للمعارضة السورية بل سمحت لدخول قوات حلف شمال الأطلسي لتدمير ليبيا والقمة العربية لا تتصدي.
ما تحديات مجلس تعاون الخليج الذي يمكن أن يكون لمصر دور فيه؟
- أهم تحدياته جمع الفرقاء ونبذ الخلافات بينهم وأن يقتنع قادة المجلس إلي أن الصيغة التقليدية للمجلس لم تعد ترتقي إلي مستوي التحديات، ولا يمكن أبداً فصل الأمن الخليجيي عن الأمن العربي ولابد من ربطهما معاً خاصة بالدور المصري بتبني مفهوم جديد للأمن وهو الأمن التعاوني وليس الأمن الاستراتيجي العسكري، لان القوات العسكرية والتسليح لا يعني «أمن» وبنيان الأمن بالطمأنينة والثقة ودخول مصر في معادلة أمن الخليج لبناء معادلة أمن أقليمي قائم علي الأمن التعاوني والاقتصادي والثقافي بجعل إيران شريكة في هذه المعادلة دون خوف من أي طرف ولا يمكن استثناء إيران والعراق واليمن ومصر من المعادلة الجديدة لإعادة التفعيل والتطوير في صيغة أوسع وأرحب تعتمد مفهوماً جديداً للأمن لا يخيف العرب من إيران ولا من قوتها العسكرية لان دخول مصر كموازي لإيران يبدد هذه المخاوف ويصبح هو الحل الوحيد.
ذكرت أن القوة الإقليمية «إيران وتركيا وإسرائيل» إذن الدور الموازي لإيران تركيا أو إسرائيل؟
- نعم.. ولكن أيضا هناك من تحدث عن الدور الموازن لتركيا أو إسرائيل عقب توقيع الاتفاق النووي المرحلي بين أمريكا وإيران وهو بداية تفاهم أمريكي إيراني وحدث حالة فزع لدي دول الخليج وحالة رفض إسرائيلي الذي يري الحل في تدمير المنشآت النووية وكل القدرات العسكرية الإيرانية وخاصة القدرات الصاروخية بل تعجل بالحل العسكري في أزمة البرنامج النووي الإيراني، أما دول الخليج فنري أن الحل سيكون علي حساب التحالف الأمريكي الإيراني، وبالتالي بدأت تبحث عن موازن خارجي أو إقليمي.
ولماذا لا يكون الموازن تركي؟
- لأن المؤسسات التركية لا تقبل فكرة الدخول في أحلاف وهي صديقة لإسرائيل ولإيران و«رجب أردوغان» كان في زيارة إلي إيران في فبراير الماضي، وهناك دعوة للرئيس الإيراني لزيارة «أنقرة» ثم ان التعليمات الأمريكية لم تنقطع للتقارب التركي الإسرائيلي، وبالتالي تركيا لا تصلح لان تكون موازناً لإيران أو إسرائيل، وأعتقد انه لا يوجد حاكم في الخليج يجرؤ علي هذا الاختيار لذلك لا يوجد سوي مصر لتكون موازناً لإيران من منطلق التعاون وليس من منطلق الصراع.
هل يمكن أن تلعب جامعة الدول العربية دوراً في الأزمة العربية القطرية؟
- جامعة الدول العربية لا تستطيع فعل شيء تماماً مثل مجلس التعاون الخليجي، والتعويل كله علي الوساطة الكويتية، وإذا كان التفاؤل محدوداً جداً لأن قطر لم تحصل علي الضوء الأخضر بعد من أمريكا ولا إسرائيل طالما أن الأزمة مفيدة لإسرائيل وأمريكا فلن تتوقف قطر عبر سياساتها.
ماذا عن دور قناة الجزيرة في تفتيت العضد العربي؟
- لا أريد أن ألقي بكل المسئولية علي الخارج وأتساءل عن مسئولياتنا نحن أين؟ علي سبيل المثال إعلامنا المصري وكم ينفق علي ماسبيرو أو من يدير هذا الإعلام؟
وبالطبع مازال نظام «مبارك» هو من يدير الإعلام في مصر وإلا من هم مستشارو وزيرة الإعلام؟ ومن هم رجال الأعمال الذين يملكون الإعلام الخاص؟ ولقد قال: «أفي دختار» رئيس «الشاباك» الإسرائيلي في 2008 خلال محاضرة بمناسبة تقاعده عن العمل رسمياً «إن وجودنا ونفوذنا قوي في مصر، ويقوم هذا علي قاعدتين: شركاؤنا من رجال الأعمال، وأصدقاؤنا في الإعلام المصري» وبالطبع هو صادق لان مصر بها رجل الأعمال شريك إسرائيل ورجل الإعلام صديق إسرائيل وقد نجدهم في رجل واحد فلنبحث عنهم وحينها سنعرف سر تردي الإعلام المصري، والانحدار الإعلامي حول العدو إلي صديق وحليف، والشريك معنا وفي جوارنا حولهم إلي أعداء.
إذن كيف يكن لم الشمل العربي؟
- عندما تعود مصر إلي قوتها تستطيع أن تفعل الكثير بشرط أن يكون لديها مشروع تقدمه للعرب، فماذا لدينا من إبداع نقدمه للعرب؟ وهذا سؤال للمصريين حتي نستطيع التحدث عن الريادة المصرية، فهل لدينا قوة عسكرية تستطيع أن تدافع عن العرب؟ أو لدينا تصنيع جيد للسلاح أو إعلام أو تعليم أو قوة ناعمة مؤثرة، كل هذا تم إهداره، التعليم المصري أصبح أكثر تكلفة من التعليم البريطاني، والدراما المصرية انحدرت ومنذ فترة الدراما السورية غزت السوق المصري والآن الدراما التركية، وإذا فتحوا الباب للدراما الإيرانية فحدث ولا حرج وقد رأينا مسلسل «يوسف الصديق» وانبهرنا به وعرفنا كيف يقدر الإيرانيون الشعب المصري وقدم مصر بهذه الروعة والعظمة.
ماذا عن سياسة قطر الخارجية، وهل أصبحت القضايا القومية خارج اهتماماتها؟
- قطر دولة صغيرة وتشعر بالضآلة، ويوجد ما يسمي بدبلوماسية الدول الصغيرة وكيف تدير مصالحها وسط قوي إقليمية كبيرة، لان النظام في الخليج به (8) وحدات (3) أفيال «إيران والسعودية والعراق» قبل التدمير و(5) سناجب هي باقي دول الخليج وهناك تعايش لكن يوجد اختلاف توازن القوي وقطر لديها فائض مالي كبير يجعلها قادرة علي تشكيل التحالفات وبنائها من خارج الإقليم وهي ثالث دولة في العالم تمتلك مخزون الغاز بعد روسيا وإيران وأصبح دخل الفرد القطري (100) ألف دولار في السنة واستطاعت أن تستثمر في أهم القوي الدولية أمريكا وأوروبا استثمارات كبيرة جيداً، وتحاول أن تمد خط غاز من سوريا ليصل إلي أوروبا، وتستطيع تمويل حركات التمرد داخل الدول ولديها قناة تليفزيونية بعدة لغات وتستطيع أن تستخدمها كسلاح، وتدرك قدرها الضئيل الذي يفرض عليها التحالف فتحالفت مع كل الكبار أمريكا وإيران وإسرائيل.
لماذا وضد من هذه التحالف؟
- التخوف القطري كله من السعودية وهي تريد أن تخرج من العباءة السعودية وتتحالف مع الأمريكان وتسمح بوجود أكبر قاعدتين عسكريتين في الشرق الأوسط يتواجدان في قطر والثمن هو حماية العرش القطري والاستقواء بأمريكا علي السعودية وعلي باقي الدول الموجودة في المنطقة ولذلك قطر لن تفكر في حل تحالفاتها من أجل أي دولة.
هل هذا يفسر التأييد الأمريكي القطري لمشروع جماعة الإخوان؟
- بالطبع وقطر التزمت بالمشروع الإخواني ودعمته ومازالت تدعمه بكل قوة، وأعتقد أنها لن تتخلي عنه إلا إذا تخلي الأمريكان عن مشروع الإخوان وبمجرد حدوث هذا قطر حينها ستتخلي عن الإخوان بل وستبيعهم في منتهي السرعة، لان قطر وإسرائيل وأمريكا هم الطرف الحقيقي في معادلة العداء للعرب ومعارك الإرهاب التي نعاني منها الآن وأيضا القلاقل التي تحدث في مصر والسعودية وباقي دول الخليج أو الدول العربية الأخري، لان قطر ما هي إلا أداة أمريكية إسرائيلية في المنطقة.
وما سر انقلاب الخليج علي الإخوان بعد أن كان يحتضنهم ويؤويهم خلال الستينيات وبعدها؟
- دول الخليج استخدمت جماعة الإخوان أداة في صراعها مع «عبدالناصر» لانها حولت هذا الصراع إلي صراع ديني ضد العروبة، ورفعوا شعار الإسلام في وجه الدعوة القومية ل «عبدالناصر» بل كفروا حركة القومية العربية، ومازال «عبدالناصر» يُلعن ويُسب علي منابر الإخوان وفي مساجدهم في الخليج وفي أي مكان في العالم تابع للإخوان، والخليج اكتشف أن تنظيم الإخوان خطير علي أمنهم وكل تتكشف المؤامرات والدسائس والتحالف مع أمريكا وبريطانيا، وهذا التنظيم له قوة في ألمانيا وسويسرا والنمسا وبريطانيا، وهم يتحركون علي أساس أن مشروعهم خلافة إسلامية، وهذا خطر حقيقي علي الدولة الوطنية في ظل جماعة الإخوان فتأكد الخليج أن مشروع الإخوان عدائي لهم بعد أن احتضنوهم ومولوهم. ومازال «القرضاوي» يقود ويتبني المواجهة مع قطر ويوجد شيوخ كثيرون معه في الخليج.. لكن التمويل الخليجي للإخوان أصبح تمويلاً شعبيا وليس حكوميا بعد أن أصبح أعضاء جماعة الإخوان من كبار التجار في دول الخليج وخاصة الكويت فالإخوان والسلفيون لهم وزن ثقيل في البرلمان الكويتي.
ولكنهم متغلغلون في المجتمع المصري أيضاً؟
- علي مدار حكم «مبارك» كان يوجد صفقة بين «مبارك» وجماعة الإخوان علي عكس ما كان يظهر ويطلق علي الجماعة وصف المحظورة، لان انسحاب الدولة من كل أرجاء مصر بعدم وجود خدمات كالتعليم والصحة والدعوة والتشغيل.. فكان أي فراغ تنسحب منه الدولة كان يملأه الإخوان: فقامت ببناء المستشفيات والمدارس بل قاموا بالدعوة في المساجد واخترقوا العائلات المصرية التي بسببهم أصبحت منقسمة بين الأشقاء منهم الإخواني ومنهم من يرفضهم ولكن 80٪ من المتعاطفين مع جماعة الإخوان لم يتعرفوا إلي الجانب الإيجابي للإخوان.. والجانب الدعوي المبهر من الجماعة بأن الإسلام هو الحل، ولم يتم تجنيدهم لان القلة القليلة هي التي انضمت إلي المشروع التنظيمي ويعرفون حقيقتها وبهذا فالأغلبية لا تعرف إلا كل خير عن جماعة الإخوان.
وكيف يمكن للدولة مواجهة الإخوان بشكل علمي؟
- بالطبع لا نستطيع بالأمن أن نجتث هؤلاء بل نحتاج إلي إعادة بناء فصل جديد للتعامل معهم وإعادة استمالة هؤلاء بالثقافة والتعليم والتربية وهذا لن يتم إلا بعودة الدولة لتملأ كل الفراغات التي تركها للإخوان، وتقوم الدولة بمهمة الصحة بأن لا يحتاج المواطن إلي واسطة لكي يتم علاجه ويتعلم علي حساب الدولة تعليماً جيداً كما أكد الدستور.
وكيف تضمن الدولة عدم عودة الإخوان إلي العمل السري مرة أخري؟
- ما ذكرته في السابق والاهتمام الكامل بالتعليم ووضع حد للطبقية في التعليم لان به طبقية خطيرة ان لم يتم معالجتها ستؤدي لتدمير الهوية والعدل الاجتماعي علي مدي (15) سنة قادمة لان في مصر تعليم دولي وتعلمي حكومي فاشل وتعليم خاص أرقي وتعليم أجنبي إنجليزي وأمريكي وألماني وأبناؤنا الذين يتعلمون بعيداً عن التعليم الحكومي سيكون لديهم الفرصة الحقيقية للعمل والتوظيف.. وستزداد البطالة الموجودة والتي وصلت إلي نسبة 70٪ من العاطلين الحاصلين علي دبلومات فنية وبكالوريس وليسانس، وستزداد نسبة العنوسة أيضاً فهذه القضايا إذا لم تتدخل الدول لتأمين حاضر المواطن ومستقبله بالطبع يكون إخوانيا أو سلفياً لانه يبحث عن الملاذ ليتزوج وأيضا البنت تبحث عن الملاذ في الزوج ولهذا ينضمون إلي الإخوان والسلفيين للبحث عن الزواج وفرصة العمل وبهذا نجد صبايا مصرنا تأخونَّ والدولة غير موجودة وليس لديها فرص عمل أو مسكن وبالتالي لا توجد فرصة للزواج والاستقرار.
ما الدور الذي يمكن أن تلعبه دول الخليج في أزمة سد النهضة؟
- مشكلة سد النهضة هي التمويل، و«عبدالناصر» دعا إلي قمة عربية من أجل نهر الأردن. وبعد (50) سنة نهر النيل يتم تحويل مجراه ولم تتحرك الدول العربية دفاعاً عنه والجميع يعرف أن إسرائيل هي التي وراء أزمة سد النهضة وبهذا تعتدي علي مصر بهذا السد طالما رفض المصريون أعطاءها مياهاً من نهر النيل إذا فهي تخنق مصر من الجنوب وتؤذي الشعب المصري بسبب مواقفه الرافضة للتطبيع معها، ولم يؤمنوها أو يعترفوا بها اعترافاً حقيقياً، ودول الخليج تستطيع القيام بالكثير لحل مشكلة سد النهضة، ولو توقف تمويل سد النهضة فلن يبني ، ومن يمول هذا السد دول لها علاقات قوية جداً مع قطر والسعودية والإمارات والأمريكان، وأري أن مثلث أمريكا وإسرائيل وقطر هو المسئول عن بناء السد الأثيوبي، بالإضافة إلي تقاعس نظام «مبارك» ووزراء الري في عهده.
بطاقة شخصية
خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
حاصل علي درجة الدكتوراه في العلوم السياسية.
خبير في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام.
رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الدراسات الاستراتيجية.
نائب رئيس المجلس الوطني المصري.
رئيس تحرير مجلة «مختارات إيرانية».
عضو الأمانة العامة وعضو المكتب التنفيذي بالمؤتمر القومي العربي.
عضو المؤتمر القومي الإسلامي.
الأمين العام لملتقي الشباب القومي العربي.
أحد مؤسسي الحركة المصرية «كفاية» 2004.
أحد مؤسسي الجبهة الوطنية للتغيير عام 2005.
عضو ائتلاف ثورة 25 يناير 2011.
ناقش العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعات القاهرة وأسيوط ومركز البحوث والدراسات العربية وجامعة الدول العربية.
له العديد من المؤلفات العلمية والدراسات الأكاديمية نشر معظمها في دوريات عربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.