بعد الانتهاكات المستمرة للصهاينة علي المسجد الأقصي شهد الأردن، بعد صلاة الجمعة اليوم، عدداً من المسيرات والوقفات الاحتجاجية، تضامنا مع المسجد الأقصى وما يتعرض له من انتهاكات من قبل السلطات الإسرائيلية، وللترحيب باستدعاء حكومة عمان لسفيرها في تل أبيب وليد عبيدات، ومطالبتها باتخاذ المزيد من الإجراءات التصعيدية لحماية المقدسات. ففي وسط العاصمة عمان، نظمت جماعة الإخوان المسلمين مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني وطافت شوارع المدينة القديمة وشارك بها المئات من المواطنين إضافة لقيادات الجماعة، تنديدا ب "الانتهاكات الصهيونية" بحق المقدسات الإسلامية. وردد المشاركون في المسيرة هتافات ورفعوا لافتات أكدت على أن الشعب الأردني لن يبخل على المسجد الأقصى بدماء أبنائه، ورحبت بموقف الحكومة من الاعتداءات الأخيرة وطالبتها بطرد السفير الإسرائيلي "دانيل نيفو" من عمّان، كما طالبت بقطع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية المعروفة ب"وادي عربة". وحذّر زكي بني أرشيد، المتحدث باسم الجماعة، من مخاطر ما أسماها"المؤامرات الصهيونية" على المقدسات في القدس، داعيا المسلمين إلى "النهوض لحماية ثالث الحرمين الشريفين بكل ما يستطيعون من قوة". وأشار إلى ضرورة مواصلة الحكومة الأردنية إجراءاتها التصعيدية بعد استدعاء سفيرها من تل أبيب، وذلك بطرد نظيره من عمان وقطع معاهدة السلام مع الإسرائيليين. ونفذ ناشطون يساريون وقفة أمام مسجد الكالوتي القريب من السفارة الإسرائيلية، غربي عمّان، للمطالبة بطرد السفير وقطع كافة العلاقات الدبلوماسية مع حكومة "الاحتلال"، بحسب ما رددوه من شعارات. وفي مخيم البقعة شمالي عمّان، خرجت مسيرة دعت إليها الحركة الإسلامية من أمام مسجد القدس في المخيم، شدد خلالها المشاركون على ضرورة الوقوف بوجه الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، مؤكدين "أن خيار المقاومة هو السبيل الوحيد لردع الاحتلال عن تهويد الأقصى". ونظمت الحركة الإسلامية، شمال الأردن، مسيرة في محافظة إربد، كما نفذ ناشطون في محافظة جرش وقفة احتجاجية أخرى، وفقا لشهود عيان. وشهدت أحياء في القدسالشرقية، خلال اليومين الماضيين، تصعيدا للمواجهات بين الفلسطينيين والقوات إسرائيلية بعد حادثة مقتل مقدسي برصاص الشرطة الإسرائيلية، عقب قيامه بتنفيذ هجوم شمل عملية دهس وأسفر عن مقتل إسرائيليين وإصابة 12 آخرين. ويأتي ذلك امتدادا لمواجهات مماثلة تدور بشكل متكرر منذ شهور على خلفية اقتحامات للأقصى من قبل متطرفين يهود، وخطف وقتل الفتى محمد أبو خضير من أمام منزله في بلدة شعفاط ، شمالي القدس، في يوليو الماضي.