اسمع وأقرء بتمعن ما يقوله ويكتبه بعض من كتابنا المنهزمين أو المغرضين تحت عناوين شتى معلنين جنوحهم للتسويات المسماة سلمية ومعلنين نبذهم للمقاومة المسلحة , يقول هؤلاء الصغار المنهزمين أن المقاومة التي خاضها شعبنا عبر العقود الماضية فشلت, سواء الوطنية منها أوالإسلامية ويؤكدون على فشل المقاومات منذ بداية القرن العشرين بما فيها مقاومات فتح وحماس ويوحون للسامع والقاريء أن المقاومة الفلسطينية وصلت الى طريق مسدود وأنه لا جدوى من التمسك بها أو من التضامن مع أنصارها من خارج الساحة الفلسطينية مثل سوريا وايران وحزب الله وأنه لا بد من المضي بحلول مدنية أي انتهاج حل يقوم على التسويات وعلى المقاومة السلبية بعد أن تبين لهؤلاء العاشقين للحياة كما يصفون انفسهم عدم جدوى السلاح المقاوم. لم يتعرض شعب لمؤامرات كالتي تعرض ويتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ مؤتمر بازل ثم وعد بلفور المشؤوم حتى يومنا هذا, ولم تتكالب قوى الإستكبار والإستعمار على أحد كما فعلت ضد هذا الشعب المنكوب عبر أكثر من قرن من الزمان ولم تُمارس عملية خداع دولية إشترك فيها أبناء جلدتنا كعملية الخداع التي مورست وما زالت تمارس ضد ترابنا الوطني المقدس وضد حقوقنا المشروعة . إن أقامة الكيان الإسرائيلي في فلسطين كان جريمة كبرى ارتكبت بحق شعب ضعيف ومسالم , طرد من أرضه واستبيحت أشجاره وبيوته وارواحه ثم تملّك آخرون زيتونه ومدنه وقراه التي بناها عبر مئات السنين أو أكثر , فبرغم ما تعرض له هذا الشعب المظلوم في الداخل وفي المنافي من أعمال قتل وإعتقال وتهجير قسري قاوم منفردا أعدائه وتصدى للمؤامرات التي حاكها ضده وما زال يحيكها أبناء جلدته فقدم وما زال يقدم شهداء وجرحى ومعاقين واسرى في سجون إسرائيل وغير اسرائيل, لقد اسر ابناء الشعب الفلسطيني أو قتلوا وعذبوا بسسب مقاومتهم ورفضهم للظلم الذي لحق بهم ورفضهم لمؤامرات إخوة الدم , ثم حوربوا في لقمة عيشهم فتحول الفلسطيني الى العربي المنبوذ المصاب بالجرب ثم حاول وما زال يحاول الأخ والصديق المفترض بالأشتراك مع العدو البيّن عزله وإضطهاده كي يدفع ثمن صموده وعدم رضوخه لأولئك المستبدين المنتشرين في طول البلاد العربية وعرضها. نحن نتكلم عن الصمود الأسطوري لشعبنا وعن تصديه في الماضي والحاضر للمؤامرات التي يدبرها أعداء الوطن والأمة سواء في الكيان الإسرائيلي أو في الغرب عموما أوفي كيانات أخوتنا في الدم من العرب الذين تطلق عليهم "كوندي السمراء" المعتدلين العرب أو دول (6+2) . وفي ما يتعلق بالمقاومة المسلحة لشعوبنا وبأنصارها وبايجابيات واقعها فإنني الخصها بالنقاط التالية: - مني الفلسطيني والعربي بخسارته لفتح كحركة مقاومة مسلحة لكنه ربح عندما انتهت عملية الخداع التي كانت تمارسها علينا قيادتها. - بروز مقاومة اسلامية (حماس والجهاد) التي قد تكون قد شهدت مدّا وجزرا لكنها ثبتت ولم تنقلب على طرحها ومبادئها. - بروز مقاومة مسلحة مناصرة لفلسطين (حزب الله اللبناني) وتحقيقها لإنتصارات مبينة على العدو كان آخرا النصر الإلهي في صيف العام 2006 . - بروز مناصرين وأصدقاء أقوياء وعلى رأسهم ايران ينادون بالجهاد في زمن الإستسلام ويتحدّون قوى الإستكبار والإستعمار العالمي المتمثل في أميركا وإسرائيل. - صمود سوريا وعدم تخليها عن دعم المقاومات العربية في فلسطين ولبنان ودخولها في تحالف متين مع تلك المقاومات ومع ايران. - تورط قوى "الإستكبار العالمي" في حروب خاسرة في العراق وافغانستان فمن المعلوم ان اميركا خسرت اكثر من 4400 عسكري قتلى وعشرات الآلاف من المعاقين والمرضى النفسيين في العراق وانفقت اكثر من الف مليار دولار جراء حروبها العدوانية على إقليمنا. - فشل الحملة التي تقودها اسرائيل وأميركا من أجل زرع الفتنة المذهبية السنية – الشيعية بين ابناء الأمة الواحدة رغم تلقي هذه الحملة الدعم مِن مَن يسمّون المعتدلين العرب. - تورط القوى العظمى المستكبرة في بورصات العالم وفي أسواق المال الحرام فالمشهد الكوني العام يقول لنا أم أميركا والغرب ومن لف لفهم في عالمنا يصرخون اليوم من شدة الألم الذي أصابهم جرّاء انهيارات بنوكهم الكبرى واسواقهم الماليه وبورصاتهم في أميركا وفي اوروبا الغربية وانهيار فلسفتهم الرأسمالية في العالم وخاصة في البلاد التي تدور في فلكهم. اردت أن أقول ان شمسنا أشرقت وأن وضعنا القائم فيه الكثير من الإيجابيات التي تدعونا الى التفاؤل والى تلمس النور القادم الينا من الغيب والشهادة الأمر الذي يدعونا للتمسك بالأيمان والأمل وعدم فقد الرجاء, نحن نشهد في هذه الأيام تطورا للصراع الكوني الذي يدور بين الخير كله والشر كله, وبشكل لم يسبق له مثيل فلم يبق فيه طرف إلا وكشرعن أنيابه وراح يعمل في العلن حيث انتهى الى غير رجعة الزمن الذي كانوا يتآمرون فيه في الخفاء وهذه ايضا ايجابية مهمة جدا. فيما أسلفت لخصت نظرتي التفاؤلية وأضيف اننا نسير نحو زمننا , فالزمن القادم لنا ( زمن أحرار العالم المستضعفين) فحتى لو رفع البعض من أبناء أمتنا الرايات البيض يبقى الزمن القادم لنا لأن بعضنا الآخر ما زال يقاوم وما زال متسلحا بالايمان وبروح المواجهة والصمود فالأكثرية لا تصنع التحولات التاريخية والتغيير بل تصنعه أقلية من المقاومين المؤمنين . لقد خسر أحرار الأمة في العقود الماضية حلفاء كثر من العرب لكنهم كسبوا اليوم حلفاء آخرين أقوياء ومؤمنين من أحرار العرب والمسلمين وأحرار العالم فقضيتنا أقدس من أن يقتلها حفنة من حملة خناجر الغدر أو حتى الأعداء مجتمعين .