استقبل الكيان الصهيوني فوز السناتور الديمقراطي باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية بترحاب شديد، موجهة التهنئة له على انتصاره التاريخي، قائلة على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية، إن علاقاتها مع واشنطن ينتظرها مستقبل مشرق. كما كان لانتخاب أوباما صداه في وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية، فقد وجهت صحيفة "جيروزاليم بوست"، رسالة إليه تضمنت توصيات بشأن الشرق الأوسط، أو ما وصفته ب "الميراث" الذي سيؤول إليه من سلفه جورج بوش، وكيفية التعامل خصوصا مع مصر وسوريا وإيران، فضلا عن اقتراحات بشأن الصراع العربي الإسرائيلي.
وحثت أوباما على حماية المنطقة مما دعته ب "التطرف"، قائلة له: "أنت لم ترث أزمة اقتصادية عالمية لا مثيل لها منذ الكساد العظيم فقط، ولكنك ورثت شرق أوسط صاخب جدا وأكثر تطرفا من أي وقت مضى". وأشارت إلى الوضع الراهن في مصر تحت قيادة الرئيس حسني مبارك الذي بلغ الثمانين من عمره، وهو ما قالت إنه يثير تساؤلات حول خلافته، وما إذا كان غيابه سيؤدي إلى حدوث فراغ سياسي في بلد يبلغ عدد سكانه 80 مليون نسمة. وأضافت الصحيفة أن "مصر تعد أحد أقوى حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأكثرهم استقرارا، لكن هناك تساؤلات حول الدور الذي قد تلعبه الجماعات الإسلامية في الحكومة المصرية المقبلة"، في إشارة إلى "الإخوان المسلمين" التي تتكهن الدوائر الإسرائيلية باحتمال بلوغها السلطة في مصر. وحول الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، قالت إن "أيا من الطرفين في رام الله أو تل أبيب لا يمكنه حل الصراع من تلقاء نفسه، فلابد من تدخل دولي، وخاصة من جانب الولاياتالمتحدة للمساعدة في إحلال السلام في المنطقة"، لافتة إلى فشل جهود الوساطة الأمريكية السابقة، وإلى ما يقوله البعض بأن السياسة الخارجية لواشنطن ينبغي إعادة النظر فيها. وأكدت الصحيفة أن "مبادرة السلام العربية (التي أقرتها قمة بيروت عام 2002) يمكن أن تكون جزءا من أي اتفاق سلام في المستقبل، لكن على أي وسيط للسلام أن يتعامل مع الواقع المتغير بسرعة بما فيه من انتخابات إسرائيلية قادمة والانقسام المستمر بين حركتي فتح وحماس في الضفة الغربية وقطاع غزة". كما تطرقت للشأن الإيراني، داعية أوباما إلى "مواجهة تحدٍ هام وهو كيفية إقناع طهران خلال العام أو العامين المقبلين بالتوقف عن تطوير أنشطتها النووية فالعقوبات لا تجدي نفعا بسبب نقص التعاون في مجلس الأمن من قبل دول مثل روسيا والصين"، وأضافت أن الولاياتالمتحدة لا تملك إلا خيارات محدودة لشن عمل عسكري". على الصعيد السوري، أشارت الصحيفة إلى أن "دمشق تطمح في إنهاء عزلتها السياسية، عبر السلام مع إسرائيل"، لكنها قالت إنه "لابد أن تأخذ الإدارة الأمريكيةالجديدة السلام الإسرائيلي السوري في حسبانها، في الوقت الذي يجب أن تهتم فيه بتردد دمشق في قطع علاقتها مع إيران وحزب الله وحركة حماس". وتوجهت إلى أوباما، قائلة: "تحديك سيكون في مساعدة سوريا عبر سياسة الترهيب والترغيب لقطع علاقتها غير المبررة مع المتطرفين في الشرق الأوسط وفصل نفسها عن العناصر الشيعية في الجنوب اللبناني وإيران". كما تطرقت في رسالتها إلى أوباما إلى الشأن العراقي، مضيفة أن "التحدي الماثل أمامكم في العراق هو تقليل الوجود الأمريكي إلى جانب حفظ الاستقرار بالبلاد"، مخاطبة أوباما بأنه يعرف أن "أي نوع من الانسحاب لن يكون سريعا أو سهلا، وهو ما أكده بعض الخبراء وعلى رأسهم خبراء مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط". وحثت الرئيس الأمريكي المنتخب على "إيجاد تسوية سياسية قابلة للاستمرار بين مختلف الفصائل داخل العراق ومحاولة ضم دول أخرى إلى الجانب الأمريكي مثل سوريا وإيران وتركيا"، وفقا لقولها.