أخبار الاقتصاد اليوم: البنك المركزي يقرر تثبيت سعر الفائدة.. البورصة تخسر 2 مليار جنيه.. استقرار سعر الذهب وارتفاع البيض.. الإحصاء تكشف عدد الأطفال في مصر    أول تعليق من ميليشيا الدعم السريع على عقوبات الاتحاد الأوروبي    مصر تستضيف الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للإنقاذ    أحمد كامل يعود لجمهوره بألبوم "لسه حي"    أطعمة تساعد على تخفيف ألم الأعصاب بشكل طبيعي    حقيقة إلغاء انتخابات مجلس النواب وتأجيلها عام كامل؟.. مصطفى بكري يكشف الحقائق    رئيسة المفوضية الأوروبية تؤكد دعم الاتحاد لإقامة دولة فلسطينية    استشاري نفسي: «السوشيال ميديا» سبب أزمة العنف الأسري    شاهد مران الأهلي قبل 48 ساعة من مواجهة شبيبة القبائل    طبيب الأهلي: إصابة عبد الله.. والشحات وداري في المرحلة الأخيرة من التأهيل    إصابة 6 أشخاص في حادث تصادم توكتوك وسيارة بكفر الشيخ    احمد بنداري: مؤتمران أيام تصويت المصريين بالخارج ومؤتمر يومي تصويت الداخل    حنان الصاوي تكتب : دورة عاشرة بروح عالمية.. مهرجان شرم الشيخ الدولي يزهر المسرح في سيناء    هل تؤثر عدم زيارة المدينة على صحة العمرة؟ أمين الفتوى يُجيب(فيديو)    هل يوجد عذاب للقبر؟.. أمين الفتوى يجيب    هل التأمين على الحياة حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب    ثلث القيمة يختفى فى أسابيع |انهيار قياسى للعملات المشفرة    احتفالية مستشفى الناس بحضور سفراء ونجوم المجتمع.. أول وأكبر مركز مجاني لزراعة الكبد بالشرق الأوسط "صور"    أطعمة تعيد التوازن لأمعائك وتحسن الهضم    مساعد وزير الخارجية يشيد ببرامج الاتحاد الأفريقي لإعادة إعمار الدول الخارجة من النزاعات    سانوفي تطلق دواء "ساركليزا" في مصر لتمنح مرضى سرطان المايلوما المتعددة أملًا جديدًا في العلاج    عضو الحزب الجمهورى: إسرائيل لا تعترف بأى قرار ولا تحترم أى قرار دولى    «سمات روايات الأطفال.. مؤتمر مركز بحوث أدب الطفل تناقش آفاق فهم البنية السردية وصور الفقد والبطل والفتاة في أدب اليافع    رئيس كوريا الجنوبية: أحب الحضارة المصرية وشعبنا يحبكم    وكالة الطاقة الذرية تدعو إلى مزيد من عمليات التفتيش على المواقع النووية الإيرانية    محافظة الجيزة: غلق كلي بطريق امتداد محور 26 يوليو أمام جامعة النيل غدا الجمعة    الداخلية تضبط صاحب فيديو «عصا البلطجة» بالجيزة    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا    محافظ الفيوم يوجه بسرعة رفع مخلفات الطبقة الأسفلتية القديمة بشارع عدلي يكن لتيسير الحركة المرورية    الوكيل: تركيب وعاء أول مفاعل نووي ينقل مشروع الضبعة من مرحلة الإنشاءات إلى التركيبات    يونيفيل: استقرار هش على طول الخط الأزرق ونسير دوريات مع الجيش اللبناني    فقرة بدنية في مران الزمالك قبل مواجهة زيسكو    محافظ القليوبية يُهدي ماكينات خياطة ل 15 متدربة من خريجات دورات المهنة    إيقاف بسمة وهبة وياسمين الخطيب.. الأعلى للإعلام يقرر    الموسيقار عمر خيرت يتعافى ويغادر المستشفى    الجبهة الوطنية يكلف عبد الظاهر بتسيير أعمال أمانة الجيزة عقب استقالة الدالي    شركة مياه القليوبية ترفع درجة الاستعداد للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    النائب محمد إبراهيم موسى: تصنيف الإخوان إرهابية وCAIR خطوة حاسمة لمواجهة التطرف    مجلس الوزراء يُوافق على إصدار لائحة تنظيم التصوير الأجنبي داخل مصر    محافظ الأقصر يوجه بتحسين الخدمة بوحدة الغسيل الكلوى بمركزى طب أسرة الدير واصفون    إيمان كريم: المجلس يضع حقوق الطفل ذوي الإعاقة في قلب برامجه وخطط عمله    التضامن: نخطط لتحويل العاصمة الجديدة إلى مدينة صديقة للأطفال    أسهم الإسكندرية لتداول الحاويات تواصل الصعود وتقفز 7% بعد صفقة موانئ أبوظبي    الهلال الأحمر المصري يطلق «زاد العزة» ال77 محمّلة بأكثر من 11 ألف طن مساعدات    إيقاف إبراهيم صلاح 8 مباريات    جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية    السبت المقبل.. «التضامن» تعلن أسعار برامج حج الجمعيات الأهلية    الرقابة المالية تصدر ضوابط عمل لجنة حماية المتعاملين وتسوية المنازعات في مجال التأمين    والده ل في الجول: أشرف داري لا يفكر في الرحيل عن الأهلي    اجتماع البنك المركزي المصري اليوم: هل يرفع الفائدة أم يثبتها؟    تموين القليوبية: جنح ضد سوبر ماركت ومخالفي الأسعار    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    سبورت بيلد: صلاح هو المشكلة الأكبر أمام تألق فيرتز في ليفربول    نائب وزير الخارجية يجدد دعوة أبناء مصر بالخارج للتوجه إلى صناديق الاقتراع    طقس الإسكندرية اليوم: ارتفاع تدريجي فى درجات الحرارة.. والعظمى 27 درجة مئوية    مواجهات قوية في دوري المحترفين المصري اليوم الخميس    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعديل المفاهيم ضرورة إيمانية
نشر في الشعب يوم 27 - 07 - 2006

لا أدرى كيف يفكر الحكام العرب إن كانوا يفكروا وعلى أى شئ يحسبون مواقفهم ويحددوا مواقعهم ويتخذوا القرارات التى من المفترض أن تكون فى صالح شعوبهم وأوطانهم..!!
لا يمكن فهم طبيعة هؤلاء الحكام ، ولا يمكن معرفة إلى أى المعسكرات يعملوا ، وإلى أى الديانات ينتموا..!!
أقوالهم غير أفعالهم ، ومواقفهم تخالف مصالح أوطانهم ، وبنظرة بسيطة إلى هؤلاء القوم نجد أن أغلب الحكومات والأنظمة العربية تتعامل مع الأحداث العربية والدولية بسلبية مطلقة وصمت مريب وعجيب ، والناشط منها على الساحة الدولية قليل جدًا ويتحرك فى الإتجاه المعاكس لمصالح الأمة .. الأنظمة الفاعلة على الساحة الآن تتمثل فى ثلاث أنظمة هذه الأنظمة تمثل مثلث التبعية والفساد فى المنطقة : النظام المصرى ، والنظام السعودى ، والنظام الأردنى ، وللأسف فإن هذه الأنظمة بالتحديد هى الأنظمة الغارقة حتى النخاع فى المستنقع الأمريكى ، وهى القريبة جدًا من إسرائيل واللوبى الصهيونى والواقعة دومًا تحت الضغط والقهر والتأثير الأمريكى.
والمتابع لتحركات ونشاطات هذه الكتلة يرى العجب العجاب حيث الصمت المطبق على كل جرائم العدو الأمريكى والصهيونى ، والتحرك الناشط والفاعل والسريع تجاه كل ما يمس أمن أمريكا وإسرائيل ، فكم عقدت مصر من مؤتمرات دولية فى شرم الشيخ من أجل نصرة إسرائيل وإدانة أعمال المقاومة المشروعة التى يطلقون عليها الآن أعمال إرهابية ، وكم تبنت السعودية مواقف ومبادرات صلح وسلام لم يلتفت إليها الصهاينة ولم يتعاملوا معها إلا بالنعال ، وكم أحبطت السلطات الأردنية محاولات المجاهدين لإدخال السلاح إلى المقاومة ، وكم كادت لحماس واتخذت منها مواقف عدائية واضحة وبائنة دون مبرر أو دليل!!
ولذلك ... لا عجب أن تتشكل فلول المجاهدين من أبناء هذه الدول ، وأن يكون أكثر أعضاء التنظيمات الجهادية التى تشكلت فى الفترة الأخيرة والتى تجاهد فى كل مكان هم من أبناء تلك الدول التى خابت فى أنظمتها وحكوماتها وحكامها ، وذلك لأن المواطنين فى هذه الدول استشعروا الخطر عن قرب وتحملوا المسئولية الجهادية نيابة عن حكامهم وعاشوا فى تخوف دائم من المستقبل المجهول والمظلم جراء سياسة أنظمتهم.
أما باقى الأنظمة العربية فهى كما نراها ويراها العالم كله .. أنظمة خاوية ومعدومة الآثر ومنغلقة على نفسها تعيش فى ثبات ونوم عميق .. أنظمة لا يكاد يشعر بها أحد ولا يستشعر خطرها أحد ولا أحد يقيم لها وزن ولا قيمة ، ورغم أنها الأكثر عددًا إلا أنها أقل صوتًا وفاعلية ، ولا يحاول أى من قادتها إقامة جبهة فاعلة ومناهضة لمثلث الغدر العميل الذى تركوا له الساحة العربية يتصرف فيها كيف يشاء.
هذه الأنظمة الهزيلة والباهتة لا أحد منا يشعر بها ، فلا مناهضة ولا معارضة ولا نقد ولا غضب ، ووجوه حكامها لا نراها إلا عند إنعقاد مؤتمرات القمة العربية التى لا تقدم ولا تؤخر ولا تناقش ولا تكشف.
أكثر من 22 نظام عربى لا يتحرك منه على الساحة غير الأنظمة العميلة التى لا تفعل الخير أبدًا ولا تنحاز لحق أبدًا ولا تعيش على مبدأ ثابت لا يتغير.
أين دول المغرب العربى مما يحدث الآن فى المنطقة؟!!
أين باقى الدول العربية التى بإمكانها إقامة تكتل جديد يقوم على أساس التمسك بالثوابت العربية المشروعة ودعم المقاومة ومساندة الحقوق؟!!
لماذا لم يفكر حاكم عربى واحد فى اتخاذ موقف مشرف تجاه القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين والعراق؟!!
لماذا لم يفكر حاكم عربى واحد فى تجريم تصرفات حكام مثلث الغدر؟!!
هل لأن العيب قد طال الجميع وأن أصابع أمريكا قد قبضت بالفعل على كل شبر من إرادة الحكام وأنهت بالفعل عهد من الكرامة والشرف العربى؟!!
أم أنها تمسك على كل حاكم عربى ذلة تمنعه من النطق أو التحرك أو رفع الرأس؟!!
هل لأن خيانة الحكام العرب فى مجملهم لا تقل بحال من الأحوال عن خيانة مبارك وخادم الحرمين والملك عبدالله ، وأن لكل نظام عربى دوره الخاص فى المؤامرة يتناسب مع حجمه وقدراته وإمكانياته حيث تتوزع الخيانة ما بين الفعل والصمت والتحرك والسكون والبعد عن الأحداث والقرب منها لكى تكتمل كل صور الخيانة فى هذا العهد وتكون بكل ألوان الطيف وفى الشتاء وفى الصيف؟!!
الإعلام العميل الذى فقد الهوية هو الذى صور الأقزام على أنهم عمالقة حتى وإن عاشوا تحت الأقدام وتحت النعال ، ولقبهم بالرجال وقد عاشوا العمر أشباه رجال!!
يزنى الحاكم بأمته يوم يصاحب عدوها ، ويخون دينه وأمانته يوم يوالى من اغتصب حقوقها ، ويكفر بالله يوم يساعد الغزاه على احتلال بلاد الإسلام..
حاولت كثيرًا إيجاد مبرر لخيانة الحكام .. فلم أجد!!
ما الذى يريده الحاكم وقد بلغ أعلى مناصب الدولة وتربع على خزائن أمته وصار الكل رهن إشارته؟!!
ما الذى ينقصه وما الذى يريد تحقيقه؟!!
إن كان يريد الإستمرار فى الحكم فما عليه إلا أن يعدل ويتقرب إلى الله ويحترم إرادة شعبه .. بإمكان أى حاكم عربى أن يبقى إلى ما شاء الله حاكمًا للدولة شريطة أن ينال رضا شعبه وحب رعيته ويقيم العدل فى دولته .. الإسلام لا يحدد مدد للرئاسة والحكم .. الحاكم العادل لا يخلعه شعبه ولا يشق عليه الصف.
لماذا بعد كل هذا الإيضاح اختار الحاكم طريق القهر ولم يختار طريق الحب للبقاء فى الحكم؟!!
لماذا اختار طريق الخيانة وفضلها على الصدق والأمانة؟!!
يستطيع الحاكم أن يحتفظ بكرسى الحكم إلى أبد الآبدين بالولاء لشعبه لا بالولاء لأمريكا .. وبإتباع تعاليم ربه وليس تعاليم الصهاينة..
لقد مَن الله على أوطاننا بنعم كثيرة وخيرات وفيرة كان يكفى القليل منها لأن نسود الأرض ونعلوا فوق رؤوس الكافرين ، فما الذى جعلنا نقبع فى آخر الصفوف ونعيش كالخدم على الصدقات والمنح وننام فى بدروم الأمم وعلى أرصفة الضياع؟!!
ماذا يريد الحاكم الفاسد؟!!
ألم يكفه حكم بلاده ؟!! هل يريد حكم أمريكا وكل دول العالم؟!!
كان بإمكانه تحقيق ذلك لو حكم بشرع الله وأقام دولة الإسلام على أرضه .. يومها سوف تنطوى الأرض تحت أقدامه ويحكم العالم شرقه وغربه ، ولقد فعلها السلف من قبل وأضاعها الخلف من بعد ، تركنا دين الله فضاعت كل الفتوحات وتمزقت الدولة الإسلامية وانكمشت بلاد الإسلام وظل الخطر يزحف إلينا إلى أن وقف على حدود بلاد الحرمين بمباركة ممن يلقب نفسه اليوم بخادم الحرمين!!
إن الحاكم الذى لا يستطيع حماية وطنه لا يستحق أن يعيش يومًا واحدًا..
إنكمش كل حاكم فى نفسه وعاش فى عاصمته وفى داخل قصره وليس فى دولته .. وبالمظالم حُرمت عليه شوارع بلاده فما عاد يقوى على السير فى وطنه إلا من خلال حراسة مشددة وجيوش غفيرة من قوات الأمن والمخابرات والشرطة..
نام عمر تحت الشجرة وملك مشارق الأرض ومغاربها ، ونام الحكام فى عواصمهم ولم ينالوا من أوطانهم غير أمتار معدودة..
إكتفى مبارك بشرم الشيخ واعتبرها عوضًا عن الوطن الكبير..
حتى صلاة العيد التى يؤديها مبارك رغمًا عنه بصفته حاكم مسلم لم يعد يصليها إلا فى معسكر الجلاء أو منتجع شرم الشيخ!!
الحاكم الذى فقد حب شعبه واحترامه لا يمكن أن يشعر بالأمان ولا يمكن أن يدوم له ملك أو يبقى له سلطان ... إن حكام اللهو والإثم لا يمكن أن يسودوا إلى مالا نهاية مهما امتلكوا من أدوات القهر والبطش والتعذيب والتنكيل.
هل من المروءة أن يصمت حكامنا تجاه ما يحدث الآن فى فلسطين؟!!
هل من المروءة أن يترك العراق للخونة والعملاء ممن استجلبتهم أمريكا من كل بقاع الأرض من أجل تدمير العراق والنيل من حريته واستقلاله؟!!
لقد وضعنا رؤوس أخوة لنا فى الغربة فى الأرض من جراء هواننا وضعفنا أمام إسرائيل .. ظلمناهم دون ذنب ومنهم العالم والمفكر والفيلسوف ، وجعلناهم أضحوكة الغرب وموضع سخريته وانتقاده!!
أستطيع اليوم أن أقسم بالله أن مبارك لن يحرك ساكنًا لو أحتلت بلاد الحرمين ، وأن خادم الحرمين لن يحرك ساكنًا لو أحتلت أرض الكنانة..
إن تعاون الإثم والعدوان لا يصلح أبدًا لحماية الأوطان.
حتى لو تم تنحية الدين جانبًا وتركنا أحكامه وتعاليمه وهذا لن يحدث أبدًا ولكن أقول ذلك على سبيل السخرية من الحكام على اعتبار أن الإسلام هو ألد أعدائهم .. أليست الشهامة والمروءة ونصرة المستضعفين تعد من الأشياء الفطرية التى لا غنى عنها والتى تعد من شيم الإنسان السوى الذى لم تفسد فطرته... فكيف لا يفعل الحكام ذلك حتى من غير أن يكون لهم دين؟!!
أين الشهامة والمروءة مما يحدث الآن فى فلسطين؟!!
لقد تنازل حكامنا عن الطبائع السوية للبشر .. تنازلوا عن النخوة والشرف والرجولة من قبل أن يتنازلوا عن الدين ، فأى شئ بقى لهم؟!!
إننا كدول عربية وإسلامية أشبه بأجزاء يجمعها جسد واحد فكيف لا يشعر الذراع بالساق .. كيف لا يشعر الوجه بالعين .. كيف لا تشعر العين بالقلب .. كيف لا يعرف القلب الضمير .. كيف لا يشعر المصرى بالعراقى والسعودى بالفلسطينى واليمنى بالسورى .. كيف نترك الأطراف تحترق والقلب يفسد واللسان يسكن؟!!
أليس الرضا بضياع فلسطين رضا وقبول بضياع سوريا ولبنان مستقبلا؟!!
أليس الرضا بضياع العراق يمهد الطريق لضياع بلاد الحرمين؟!!
كيف قبلنا تحرير الكويت من العراق ولم نقبل تحرير العراق من أمريكا؟!!
كيف قبلنا تحرير أفغانستان من الشيوعية وأسلمناها طوعًا للمطامع الغربية والأمريكية؟!!
هل نحن عرب؟!!
هل نحن مسلمون؟!!
هل نحن بشر نستحق الحياة؟!!
كيف لم تؤثر فينا صرخات الطفلة الفلسطينية التى فقدت والدها وأسرتها على رمال شواطئ غزه والتى سمع صراخها العالم كله؟!!
كيف ارتضينا الهوان فى اغتيال الشيخ أحمد ياسين وهو الشيخ المسن القعيد؟!!
كيف ارتضينا أن يكون دم الحريرى الكذب أعز علينا من دم الشيخ ياسين الطاهر النقى؟!!
هل الجندى الإسرائيلى الأسير أعز على مبارك من كل هذا الوطن الأسير؟!!
كيف جاء انحيازنا للظلمة والفسقة والزناة والقتلة على حساب أصحاب الشرف والمبادئ والنخوة والرجولة؟!!
أين اختفت مشاعر الشفقة والرحمة من صدور حكامنا؟!!
كيف ارتضينا بأن يحرق شعب كامل مقابل أسر جندى غاصب؟!!
إن لدى إسرائيل أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطينى بعضهم قضى أكثر من 25 عامًا فى السجون ومنهم الأطفال والنساء وذو الاحتياجات الخاصة..
كيف ارتضينا كل هذا الهوان؟!!
كيف تعايشنا مع كل صور الإهانة التى غطت الأمة والتى لا يبررها عقل ولا منطق؟!!
كيف يتساوى اللحم الغالى مع اللحم الرخيص؟!!
كيف يعلو دم الغاصب على دم الشهيد؟!!
يقتل النظام السعودى ما يشاء من أبناءه دون محاكمة أو استيضاح أو تبرير ، ويسجن النظام المصرى خيرة رجاله دون جرم أو ذب ، ويسجن النظام الأردنى أربعة من نواب الشعب قاموا بتقديم واجب العزاء لأسرة الشهيد أبو مصعب الزرقاوى.. لم يُحاكم الملك حسين على ذهابه إلى إسرائيل من أجل تقديم التعازى فى المجرم رابين ويُحاكم الآن الشرفاء على تقديم واجب العزاء فى المجاهدين!!
كيف يستقبل مبارك الإرهابى أولمرت فى شرم الشيخ من قبل أن يغسل يداه من دماء الشهداء المصريين؟!!
من الذى جعل دمائنا رخيصة إلى هذا الحد وجعل دماء الخنازير غالية إلى تلك الدرجة؟!!
من الذى جعل حدودنا مستباحة وحدود إسرائيل عزيزة ومصانة؟!!
من الذى جعل أرزاقنا فى التسول والاستجداء ونحن نعيش فى بلاد الثروات المتعددة والخيرات الوفيرة؟!!
على كل حُر ألا يرهق نفسه بالأسئلة وألا يضيعها فى دهاليز وسراديب المفاهيم الخاطئة والتفاسير المضللة ... لقد خلقت الأحداث الجارية قوانين جديرة بالتقدير والاحترام ، وأهم هذه القوانين أن تنظر إلى أمريكا وتحدد مواقفك وتحكم على كل شئ..
من تحبه أمريكا عليك أن تكرهه ، ومن تكرهه عليك أن تحبه
ضع فى هذه المعادلة حكامك وإعلامك وحكوماتك وكتابك لكى تعلم الأمور على حقيقتها .. افعل عكس ما تريده أمريكا وأنت معصوب العينين .. افعله حتى لو ضللوك وخدعوك .. افعل ذلك مع أسامه بن لادن حتى وإن لم تربطك به رابطة غير رابطة الإسلام .. افعل ذلك مع أيمن الظواهرى وصدام حسين وجميع المجاهدين .. افعله أيضًا وبنفس المقياس مع مبارك وعبدالله وخادم الحرمين .. افعل ذلك حتى لو تطلب الأمر منك أن تتنازل عن بعض من أفكارك القديمة التى صنعها الإعلام الزائف والعميل.
إن تعديل المفاهيم الإنسانية أصبحت ضرورة إيمانية لابد منها حتى تستقيم الأمور وتتضح المعالم.
إبغض الخونة وجاهر ببغضك لهم ، فلا حرمة لفاسق ولا غيبة لمنافق ولا احترام لعميل وفاسد..
عليك أن تفصل ما بين مبارك وبين مصر بتاريخها الناصع والمشرف ، فمبارك شئ ومصر شئ آخر..
لا تربط حبك لأرض الحرمين بحب خادم الحرمين .. لا تجعل منزلته من منزلة الأرض المباركة ، فهذا شئ وذاك شئ آخر .. لا تنظر لملك الأردن على أنه من نسل آل هاشم .. إنه حظ الشيطان منهم ..
أنظر إليه بازدراء واشمئزاز بعد أن تتأكد مثلما تأكد كل أردنى من أن حاكمه هو نتاج خلاصة الخيانة .. الخيانة التى انتقلت إليه أب عن جد ..
علينا أن نعيد فهمنا للأمور فالأحداث تقع من أجل أن نفهم وندرك ونتعلم ، والويل لمن لا يفهم ولا يدرك ولا يتعلم ..
علينا أن ننظر إلى الأشخاص بمنظور الإيمان والتقوى وليس بمنظور الأرض التى تحملهم وينتموا زورًا إليها ، فمبارك ليس مصر .. إنه اللافتة التى وضعت فى المكان الخطأ ، وخادم الحرمين ليس الكعبة المشرفة ولا المسجد الحرام .. إنه عمل غير صالح لا يمثل غير نفسه ، وملك الأردن حظ الشيطان فى الأردن فلا يضللنا انتسابه لبنى هاشم فبنو هاشم منه ومن والده وجده برا ء برائة الذئب من دم بن يعقوب.
اليوم يدعى مثلث الشر أنه يقف على الحياد ما بين الظالم والمظلوم وما بين الكافر والمسلم وهذا لا يجوز وعلى الرغم من ذلك فإنهم يدعوا الحياد وهم كاذبون لأنهم فى واقع الحال ينتموا إلى معسكر الشر ويعملوا فى البلاط الأمريكى من أجل تحقيق الحلم الصهيونى .. يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم ، وما تخفى صدورهم أكثر.
ومن المؤسف حقًا ألا يجد الشرفاء فى هذا الزمان غير العملاء ليعملوا وسطاء ما بين الذئب والحمل .. إنهم اليوم يتوسطون ما بين الفلسطينيين واليهود ، ومن قبل توسطوا ما بين ليبيا وأمريكا حتى ركع القذافى ، وتوسطوا ما بين سوريا وأمريكا .. تفاوضوا مع الأسد وسألوه : من أى الأماكن تحب أن تؤكل ، وسألوا أمريكا : من أى جزء ترغبى فى إلتهام الفريسة .. إنهم لا يدفعوا أذى ولا يردوا ضرر .. إنهم ينظموا الافتراس ويقننوا الجور ويظهروا أمام الشعوب على أنهم فعلوا ما عليهم لكن الأعمار بيد الله .
مع كل أزمة طائرات تتحرك ولقاءات تتم ومؤتمرات تقام وحركة دائبة من مثلث الشر والمحصلة دائمًا صفر فالجميع فى النهاية لابد أن يرفع لافتة ( الإلتزام بالشرعية الدولية ) فعلوها مع صدام قبل الغزو وفعلوها مع القذافى قبل الركوع والسجود وفعلوها مع سوريا بعد مقتل الحريرى وفعلوها مع المقاومة فى فلسطين من أجل ترويضها بعدما ارتضوا بأن يكونوا قوادين ومروضين وسماسرة وأفاكين..
فى مثل هذه المحن يتثاقل المروضون ويتعالوا على الفريسة ، فلا يذهبوا لصدام ولا يتعاملوا معه .. ثم لا يذهبوا لبشار وإنما يتركوه يعرج إليهم فى ظروف بالغة القسوة والإهانة..
وفى مثل هذه المحن من يذهب لمن؟!! ... بشار المهدد هو الذى يذهب لعبدالله المرفه والآمن بالخيانة ، ثم يعرج إلى شرم الشيخ المهترى بسبب الأفعال الفاضحة ليلتقى بمبارك أحد أركان المثلث الذى لم يبخل بجهد ولا فكر فى أسر صدام وتركيع القذافى وإذلال بشار!!
كيف يُطلب الحل من أصحاب العقد ، وكيف يطمع الحمل فى كرم الذئب؟!!
هؤلاء هم حكامنا وولاة أمورنا!!
هؤلاء هم الفسقة الفجرة أصحاب السوابق والجرائم والألاعيب والأكاذيب!!
هؤلاء هم أصحاب الفخامة والجلالة وأصحاب الرفعة والسمو!!
قد يسأل سائل : وما العمل؟!! ... وفى بريدى الإلكترونى الكثير من هذه الأسئلة..
العمل يا ساده الذى يجب أن تكون له الأولوية عن كل ما عاداه هو مقاومة هذه الأنظمة الفاسدة ورعاية من يقاومها .. لابد من مقاومة هذه الأنظمة بالتظاهرات والعصيان المدنى وبدعم مواقف العلماء والنقابات والهيئات والمؤسسات واستمالة رجال الشرطة والقوات المسلحة ورجال القضاء وإعادة الضال منهم إلى صفوف الشعب من خلال نشر ثقافة المقاومة وتحدى الأنظمة ، ولو فشلت كل هذه المحاولات فلا شئ باق أمام الشعب غير المقاومة بمعناها الحقيقى المقاومة بالسلاح ولا ضرر فى ذلك فكل شئ مشروع ومباح فى رد الخطر ودفع الأذى.
قد يقول قائل : ومن أين يأتى الشعب بالسلاح؟؟ .. أقول : إسألوا المقاومة الفلسطينية من أين أتت بالسلاح .. إسألوا المقاومة العراقية والأفغانية .. إسألوا أصحاب الأحزمة الناسفة .. لقد أوجد المجاهدون أسلحتهم بالحيلة وبكل الطرق الكفيلة التى أوصلتها إلى أيادى الثوار والمقاومين.
إن كل ما فى أوطاننا اليوم مهيأ للمقاومة .. العاطلون بلا عمل .. الكاظمين الغيظ من الحكام .. الغير راضين عن الإنهيار الخلقى والتفكك الأسرى .. الشرفاء من رجال الشرطة والقضاه .. الأرامل والثكالى .. المساجين والمعتقلين من غير ذنب وأهلهم وذويهم .. الناقمين من أمريكا وإسرائيل .. الشرفاء من أبناء الوطن .. كل هذه الفئات وغيرها مهيئة للمقاومة.
يقول أحمد مطر :
بلغ السيل الزُبى
ها نحن والموتى سواء
فاحذروا يا خلفاء
لا يخاف الميت الموت
ولا يخشى البلايا
فقد زرعتم جمرات اليأس فينا
فاحصدوا نار الفناء
وعلينا .. وعليكم
فإذا ما أصبح العيش
قرينا للمنايا
فسيغدو الشعب لغما
.. وستغدون شظايا !
أتمنى لو عادت مصر من جديد إلى الريادة والقيادة .. إن عودة مصر لحضنها العربى تعد عودة للأمل ، ولقد عرف الجميع قدر مصر وآثر غيابها عن ساحة الجهاد ، وعجيب حقا أن يكون لغياب مصر كل هذا الأثر على مجريات الأحداث .. قد تسقط دولة وتقوم أخرى .. قد يتحرر وطن ويستعبد آخر .. قد يعلو نظام ويهوى نظام ، لكن شيئا فى العالم لا يتأثر ولا يتغير ولا يهتز قدر اهتزازه وتأثره وتغيره إذا ما كانت مصر طرفا فى الأحداث وشريكة فى الفعل.
يوم كانت مصر مع الجزائر تحررت الجزائر ، وقال ساسة فرنسا يومئذ : ( إن معركة الجزائر إنما تقاتل فى القاهرة ) ويوم كانت مصر مع اليمن تحرر اليمن ، ويوم سقطت مصر وعملت فى المعسكر الآخر .. سقطت كابول وبغداد والقدس وكثيرًا من دول العالم الإسلامى!!
يقول عاهل من عواهل العرب المحدثين وهو "الواثق بالودود عبد العزيز آل سعود" : صلاح العرب بصلاح مصر .. إذا استقامت أمور مصر استقاموا ، وإن أصابها لا قدر الله العوج ضلوا الطريق.
ويا أيها العرب : هل عرفتم اليوم قدر مصر؟!!
لقد كان لكم شرف وقيمة يوم كان لها شرف وقيمة ، ومن يوم أن كُسرت شوكتها ما عاد لكم شرف ولا قيمة.
لقد ضعتم يوم ضاعت مصر ، وهنتم يوم هانت مصر ، وركعتم يوم ركعت مصر..
لم يجرؤ حاكم واحد على فعل الخطيئة ومصر فى عافيتها .. الآن يفعلها أحقركم وأدناكم ..!!
كان أقواكم يفعل الخيانة سرًا .. صار أدناكم يفعلها علانية وجهرًا وعلى رؤوس الأشهاد..!!
والله غالب على أمره ولو كره الكافرون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.