المشهد الحالي : قوة عسكرية مدعومة من فلول نظام مبارك وبعض رجال الأعمال الذين استفادوا من نظام مبارك وفساده, ومسيحيون ظنوا أن القوة فوق الحق .. هذه القوة العسكرية انقلبت على ثورة 25 يناير بشكل كامل من خلال : 1 – وأد حرية الإعلام والسيطرة على الإعلام الحكومي وإغلاق جميع القنوات الفضائية المعارضة للإنقلاب سواء المحلية منها والعربية . 2 – قتل وحرق كل من تصدى للإنقلاب العسكري ( 10 آلاف ). 3 – إعتقال كل من تصدى للإنقلاب ( 20 ألف ) . 4 – إيقاف حركة القطارات والمواصلات العامة مما أثر على الإقتصاد الوطني وعلى حياة المصريين (لم يحدث ذلك في تاريخ مصر كله منذ أن عرفت مصر السكك الحديدية). 5- تعذيب وحرق المواطنين الرافضين للإنقلاب (مسجد رابعة والايمان والفتح والقائد ابراهيم وغيرها بالمحافظات) . 6- اعلان حالة الطوارئ وحظر التجول لمدة وصلت الآن لخمسون يوماً (لم يحدث ذلك في تاريخ مصر كله). 7 – تهديد القضاء والقضاة الغير موالين للإنقلاب رغبة في إخضاع القضاء والسيطرة عليه. 8- اصدار قوانين وتعديلات في قوانين تؤكد على اضهاد الشعب وتعذيبه (الضبطية القضائية في الجامعات – مد السجن الاحتياطي لأجل غير محدود بدون محاكمات – محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية). 8 – تهديد الحياة التعليمية بإغلاق بعض المدارس والجامعات وإقتحامها وتهديد المدرسين والأساتذة والطلاب واعتقال بعضهم . 9 – إغلاق المساجد ومنع الأئمة والإستهانة بآيات القرآن الكريم والسير في إتجاه القضاء على كل مظهر إسلامي ( إعتقال الملتحين والمحجبات لمجرد المظهر ) . 10- محاولة شيطنة الاسلام وتحريفه والاستهانة بآياته ورسوله (صلى الله عليه وسلم) والدعوى لوضع ذلك في الدستور وأن مصر دولة علمانية (فيديوهات قادة ومؤيدي الانقلاب تشهد بذلك). 11 – إشغال قوات الجيش ومعداته في مطاردة المتظاهرين وإقتحام المدارس والجامعات بدلاً من حماية الحدود والتدريب على صد العدوان الخارجي . 12 – تجريف الحياة السياسية في مصر من كل القوى السياسية والحزبية المعارضة للإنقلاب والسير بها نحو دكتاتورية عسكرية متسلطة . 13- استمرار حملة عقاب وترويع وقتل ابناء سيناء بدعوى الارهاب, بينما القصد منها اثبات الولاء للحلف الصهيوني الأمريكي وضربا للمقاومة.
المصريون في المشهد الحالي : اعتصامات ومظاهرات من جميع المواطنين المصريين وفي كل المحافظات لرفض الإنقلاب فاقت توقعات قادة الإنقلاب العسكري واستخدمت هذه الجماهير آليات للرفض تعدت تصورات كل القوى السياسية الرافضة للإنقلاب بما فيها ( التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب ) وساهم تعطيل حركة القطارات والمواصلات واعتقال بعض قيادات الحركة السياسية الإسلامية في إبتكارات جديدة غير مركزية لتحدي الإنقلاب ظهرت في كل مركز وحي وقرية على حدا وبدون ترتيب صعبت من استقرار الإنقلابيين وظهر ذلك جلياً في اقتحام قوات الإنقلاب العسكري لقرى دلجا ( المنيا ) وكرداسة وناهيا ( الجيزة ) .
نتائج المشهد : ضعف سيطرة الإنقلابيين على المشهد الحالي في مصر وتجليات ذلك : 1 – مد حالة الطوارئ لمدة شهرين آخرين رغم أنهم عندما أعلنوها في 14 أغسطس قالوا أنها لمدة شهر واحد فقط . 2 – سريان حظر التجول لمدة شهر ونصف في الجمهورية مما يعني الخوف من تمدد واتساع الإحتجاجات . 3 – قطع خطوط السكك الحديدية قبلي وبحري وإستمرارها بالإضافة لإنتشار الكمائن العسكرية على الطرق الرئيسية . 4 – إستمرار إغلاق القنوات الفضائية المعارضة للإنقلاب ومكاتبها في القاهرة . 5 – إتساع حجم الإحتجاجات الرافضة للإنقلاب والعصيان المدني بكل مظاهره خاصة بعد الفتح الجزئي للجامعات وفتح المدارس . 6 – حتى اليوم لم يعترف بنظام الإنقلاب إلا أمريكا وإسرائيل وبعض دول الخليج والأردن (9 دول من أصل 194 دولة) . 7 – إنهيار الإقتصاد المصري واضح في الخسائر التي مني بها قطاع السياحة وقطاع النقل وقطاع الصناعة ( إغلاق ما يزيد عن 500 مصنع وشركة ) بالَاضافة إلى قلة تحويلات المصريين بالخارج لأموالهم خوفاً من ضياعها . 8 – أنباء عن رفض القيادات الوسطى في الجيش لمنهج المجلس العسكري في قمع المتظاهرين مما يبشر باتساع هذا الرفض . 9- اتساع حجم وتأثير القوى والفئات الشعبية الرافضة للانقلاب بغض النظر عن تأييدها أو اعتراضها على الرئيس مرسي (مع التسليم بشرعية رئاسته), ويظهر ذلك في انضمام أحياء ومدن وقرى جديدة للتظاهرات. إستمرار المشهد الحالي بكل جوانبه من قمع وتهديد سيقابل بزيادة واتساع في حجم الرافضين للإنقلاب وزيادة في انهيار الإقتصاد وانضمام قوى إجتماعية أخرى غير مسيسة إلى رفض الإنقلاب (قضاة – ضباط جيش وشرطة – مسيحيون عرفوا أن الحق فوق القوة (حركة مسيحيون ضد الانقلاب) - قطاعات اقتصادية (عمال – فلاحين – فقراء – شباب لا يجد عملا)- جمعيات أهلية- اعلاميون وطنيون .. وغيرهم) .. أما بخصوص القوى الإسلامية فإنه يحسب لها تصديها للضربة الأولى من الإنقلاب وتضحيتها بكثير من عناصرها قتلاً واعتقالاً ومع ذلك يساهم باقي قياداتها خارج السجون في توجيه حركة الجماهير الرافضة للإنقلاب سياسياً مع الجزم بأن حركة الجماهير فاقت كل التوقعات ونتوقع زيادتها في الأيام القادمة حتى يسقط الإنقلاب بمشيئة الله (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .
*الأمين العام المساعد وأمين تنظيم حزب العمل الجديد