من المفارقات التي تدمي قلب كل من له بقية من إحساس؛ فضلا عن أن يدعي أنه مسلم فوجئنا في الأيام الماضية بمناظر تنزل كالصاعقة علي النفوس المرهفة بل كل النفوس الإنسانية، وهو استقبال حكام دول الخليج للفاتح المظفر بوش بعد مروره علي دولة الإرهاب دولة بني صهيون ولبسه القبعة اليهودية، وبكائه أمام النصب التذكاري الذي أقيم في القدس تكريما لضحايا المحرقة (الهولوكست) ووعوده لهم بالدعم، وهجومه علي حماس، وإيران وكل الشرفاء من هذه الأمة، وإعطائه الضوء الأخضر للألة العسكرية الصهيونية بأن تفعل في إخواننا في فلسطين وفي غزة بالذات الذبح والدمار إضافة إلي الحصارو التجويع وبعد هذه الرحلة للفاتح المظفر استقبله من ليس عندهم ذرة من حياء، أو إحساس أو حتي مرعاة لمشاعر شعوبهم استقبلوه بالفرح والأناشيد والرقص وأصناف الطعام والحلويات احتفاء بما فعل في إخوانهم في فلسطين ولماذا كل هذا يا حكام الخليج؟! وبوش هو من دمر العراق ودمر أفغانستان ويسعي لتدمير إيران وبعد ذلك فالدور عليكم ألم تقرأوا التاريخ وتعتبروا بعبر الأوليين؟ ألم تسمعوا بقصة الثيران الثلاثة*؟ حين قال آخرهم أكلت حين أكل الثور الأبيض أم أنكم تضعون رؤوسكم في التراب كما تفعل النعامة حين تشعر بالخطر ياللعار علي أمة خضعت لها الأمم! بما تحمل من القيم والمبادئ والعزة والكرامة، ألم تشعروا وأنتم ترقصون رقصة السيف مع بوش بأن للسيف مع أجدادكم قصة وصولة وجولة أم أنكم تذكرتم الرقص ونسيتم عزة السيف! ولماذا كل هذا المهرجان والاحتفاء برجل مريض في آخر أيام حكمه، مالكم لا تتقنون شيئا حتي السياسة، مادمتم لا تتقنون العزة وإباء الضيم اتقنوا السياسية واعرفوا من أين تؤكل الكتف ! اعملوا شيئا تذكرون به في الدنيا أما إذا ذهبتم إلي ربكم فإن حسابكم سوف يكون عسيرا بسبب تفريطكم في حقوق أمتكم وقمعكم لشعوبكم وإذلالكم لأهلكم وذلكم أمام أعدائكم سوف يسألكم ربكم عن رقصتكم هذه مع قاتل إخوانكم في كل مكان، ألم يخطر ببالكم يوما موقفا من مواقف الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز حيث رفض أن يدخل في مكان كان يوجد فيه أحد حكام بني صهيون، وفي إحدي زيارات وزير الخاجية الأمريكي للرياض خاطبه بلهجة الرجل المعتز بدينه وعقيدته قائلا: اسمع يا هنري.. أنا رجل مسن وقبل أن أموت أريد أن أصلي في مسجد عمر في القدس! لقد نسيتم كل شيء له صلة بالأنفة والعزة لأنكم هنتم عند الله فأهانكم.