مجلس الوزراء: تحريك الأسعار ليس تنصلا من دعم المواطنين    بلينكن: أمريكا سوف تتكيف مع تحرك أوكرانيا لشن ضربات داخل روسيا    بولندا توقف متهمين بإشعال حرائق لصالح روسيا    الصليب الأحمر: إنقاذ 67 مهاجرًا في المتوسط خلال 24 ساعة    البيت الأبيض يعترف بانخراطه في "صيغة السلام" التي تروج لها كييف    ياسين بونو أفضل حارس في الدوري السعودي    المنتخب يخوض مرانه الأول استعدادا لمواجهة بوركينا فاسو في تصفيات المونديال    مصرع شخصين وإصابة آخر إثر انهيار خط الصرف الصحي بالشيخ زويد    الأرصاد: طقس الخميس حار نهارا معتدل ليلا.. والعظمى بالقاهرة 31    مصرع ربة منزل صعقا بالكهرباء داخل منزلها في كوم أمبو    نقيب الإعلاميين: قناة القاهرة الإخبارية فرضت تواجدها وسط كبريات القنوات العربية والدولية    تفاصيل مؤتمر الكشف عن مشروع رقمية ذكريات الفنانين بالذكاء الاصطناعي| صور    مدير مستشفيات بنى سويف الجامعي: استقبال 60 ألف مريض خلال 4 أشهر    أزمة جديدة في حراسة مرمى مدريد بعد إصابة لونين    البيت الأبيض: إسرائيل لم تنفذ أي عملية واسعة في رفح الفلسطينية    عدوية شعبان عبد الرحيم: رضا البحراوي شايف نفسه نجم وبيتنطط عليا    نفاد تذاكر حفل عمرو دياب في بيروت بعد طرحها بساعة (تفاصيل)    تأجيل محاكمة متهم في قضية أحداث اقتحام قسم كرداسة لجلسة 29 يونيو    رئيس جامعة كفر الشيخ: قافلة طبية وتوعوية لقرية برج مغيزل ضمن حياة كريمة    بدء حملة لمكافحة القوارض عقب حصاد المحاصيل الشتوية في شمال سيناء    واجبات العمرة والميقات الزماني والمكاني.. أحكام مهمة يوضحها علي جمعة    موعد صرف معاشات شهر يونيو 2024 مع الزيادة الجديدة    الأكاديمية المهنية للمعلمين تعقد ورشة عمل إقليمية بعنوان "استكشاف آفاق المستقبل"    قيادى بالوفد يكشف مصير المذكرة المقدمة ضد حمدي قوطة لرئيس الحزب    القوات المسلحة تنظم مؤتمر الروماتيزم والمناعة بالمجمع الطبي بالإسكندرية    ما هو اسم الله الأعظم؟.. أسامة قابيل يجيب (فيديو)    طريقة زراعة الأرز.. مباشر من غيطان كفر الشيخ.. فيديو وصور    معدل التضخم يرتفع مجددا في ألمانيا    فيلم "تاني تاني" يحقق إيرادات ضئيلة في الأسبوع الأول من عرضه    هانز فليك.. هل أنت مستعد لتغيير الحمض النووي لبرشلونة؟    محافظ شمال سيناء يستقبل مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر (صور)    فيلم الحَرَش لفراس الطيبة يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان روتردام للفيلم العربي    انعقاد الملتقى الفقهي الخامس بحضور وكيل الأزهر    رسميًا موعد عطلة عيد الأضحى بالسعودية 2024 وعدد أيام الإجازة    مواعيد عيد الأضحى 2024: تفاصيل الإجازات والاحتفالات    رئيس جامعة المنوفية يعلن اعتماد 5 برامج بكلية الهندسة    جامعة بني سويف تكرم الطلاب الفائزين في مهرجان إبداع 12    وزير إسرائيلي: تحقيق الاستقرار في رفح قد يستغرق 5 سنوات    «الطلاب فقدوا وعيهم بسبب الحر».. درجات الحرارة تتخطى 52 في هذه المدينة    زعماء المعارضة الإسرائيلية يتفقون على خطوات لتبديل حكومة «نتنياهو»    الفرق بين التكلفة الفعلية والنمطية لتوصيل التغذية الكهربائية    حبس المتهم بالشروع في قتل عامل ديلفري بالعياط 4 أيام    قبل الانطلاق في رحلتك.. اعرف مستلزمات الحج للرجال والنساء    قرار جديد من اتحاد الكرة بشأن تحصيل بدلات الحكام من الأندية    تأييد قرار النائب العام بالتحفظ على أموال «سفاح التجمع»    البابا تواضروس الثاني يستقبل وفدا وزاريا فلسطينيا    شوبير يشن هجومًا لاذعًا على الحكم الدولي جهاد جريشة: ذاكر القانون كويس بعد إذنك    هيئة الدواء: تسعيرة الدواء الجبرية تخضع لآليات محددة ويتم تسعير كل صنف بشكل منفرد بناء على طلب الشركة المنتجة    مواجهة مرتقبة تجمع الأهلي وأهلي جدة في أكتوبر وديًا    مساعد وزيرة الهجرة يستعرض جهود الوزارة في ملف دعم المصريين بالخارج    رئيس قطاع الآثار الإسلامية يعلن اكتشافات أثرية بجامع المادراني    رئيس جهاز أكتوبر يوجه بالاستعانة بشركات متخصصة في إدارة وصيانة محطات الشرب    «مصايف الإسكندرية» ترفع الرايات الثلاث على الشواطئ.. احذر البحر في هذه الحالة    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس للعام الدراسى المقبل.. تعرف على الأوراق المطلوبة    خبيرة فلك تبشر مواليد برج الدلو في 2024    صعود مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة الأربعاء    الفرق بين التحلل من العمرة والحج.. الإفتاء تشرح    مواعيد مباريات اليوم.. نهائي دوري المؤتمر الأوروبي.. وكأس مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكوميديا الهزلية للواقع الرسمي العربي وبوحه الصباحي..!!
نشر في الشعب يوم 24 - 12 - 2007

قتلتم غزة وادَّارَأْتُمْ فيها..!!

[email protected]

قتلتم غزة فَادَّارَأْتُمْ فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون ..!! نعم إنهم يقتلون غزة .. ويدرءون عن انفسهم الجريمة .. نعم انهم يجرمون في العلن .. ولا يستحون من الشعوب أو غضب الله .. انهم امنوا مكر الله !! الفضائح لا تخرج ليس فقط من أجندتهم.. بل على صفحات الجرائد اسرائيل .. التي تضعهم يوميا في موقف بالغ الارباك .. !!
في كل عواصم هذا الوطن العربي قتلتم غزة وقتلتم فرحي..كما قال مظفر النواب ..
لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم
إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
تعالوا نتحاكم قدام الصحراء العربية كي تحكم فينا
أعترف الآن أمام الصحراء بأني مبتذل وبذيء كهزيمتكم. يا شرفاء المهزومين
ويا حكااما مهزومين.. ويا جمهورا مهزومين..

يوما ما سألوا احد المفكرين .. إذا لم تكن إنسانا فماذا تفضل ان تكون ..؟! فكان الرد عجيبا ولكنه أكثر واقعية : أتمنى أن أكون حيوانا شديد التبلد لأتحمل كوارث الحكام العرب ..

ثمة تساؤل بسيط يفرضه واقع الحال .. ماهي الاعتبارات الأخلاقية والمعايير التي تحكم الواقع الرسمي العربي .. وإذا كان الواقع العربي في أنا بوليس لم يكن إلا تكتلا عربيا خيانيا .. متآمرا ومناوئا للالتفاف على حماس . وإيران ... وإذا كان عباس تبعا للتقارير الاخبارية الإسرائيلية يرفع تقاريراً الى اسرائيل بأسماء أعضاء حماس في الضفة الغربية لتلقي اسرائيل القبض عليهم .. ويطلق عبد الباري عطوان تحذيرا بأنه سيتم تكوين ميليشيات الصحوة لقتال حماس نيابة عن إسرائيل .. واذ تستصرخ غزة مروءة العرب من خلال الموتى يوميا .. وحصار ظالم ولا من مجيب .. وثمة تساؤل : أليس في العرب رجل رشيد .. ؟ واقع لا يحمل من نخوات العرب .. في الجاهلية ناهيك عن الإسلام .. شروى نقير ..؟
بالأمس كان الزحف الى انابوليس .. ليحج العرب كما هي عادتهم دوما الي البيت الابيض بدلا من البيت العتيق .. وقد أحرموا من اسرائيل ..
على المستوى الغربي .. قال توماس كلاي .. يحق للمضطهدين اينما كانوا ان ينتفضوا لنزع القيود ..
An oppressed people are authorized whenever they can to rise and break their fetters.
- Henry Clay
بل اعتبروا ان التمرد على الطغاة طاعة لله .. وانني اعتبر ذلك مستقى من تصورات اسلامية ..
Rebellion to tyrants is obedience to God.
ربما كان سياق الواقع المتأزم عربيا يتلخص فيما عناه ابو الحسن الخزرجي " الملك مع العدل يدوم ولكن الملك مع الإسلام والظلم لا يدوم .. والرسول صلى الله عليه وسلم يجعل خنوع الأمة وعدم تناصرها لمقاومة الظلم من العلامات الدالة على موتها وانتهاء مبررات وجودها .. إذا رأيت أمتي لا يقولون للظالم منهم أنت ظالم ، فقد تودع منها .
كانت مفردات الواقع العربي بالأمس تتناقض مع الموجود الان .. كان هناك كلمات المروءة والنخوة والمجد ..كمفردات واقع معاش ..
جاء في الاصمعيات .. أبيات لمالك بن حريم الهمداني :
اني لأستحي من المشي ابتغي**** غير المجد المؤثل مطمعا
وهو مالك الذي له البيت الثائر :
متى تجمع القلب الذكي وصارما ***وأنفا حميا تجتنبك المظالم
من هنا ومن البيت أعلاه ..كان مربط الفرس للأمم متى أرادت هيبة ووجودا .. كي تجتنبها المظالم ..القلب الشجاع ، والسيف الصارم بما يرمز الى القوة .. وألانف الحمي .. أي النخوة التي لا تنام على ذل أو ضيم .. فمن أين لنا بالأنف الحمي في واقع يتبارى في نزع ملابسه الداخليه لأميركا وإسرائيل .. ولا مانع ان يلبس البامبرز اذا كشرت يهودي اعور أو أميركي مخنث عن أنيابه .
أجل نريد واقعا كما قال ابو فراس :
فإن عشت فللطعن الذي يعرفونه ***وتلك القنا والبيض والضمر الشقر
او كما قال ايضا :
إذا ما المجد أصبح في مكان **** سموت له وان بعد المزار
وهو القائل :
وعلي طلاب المجد من مستقره ****ولا ذنب علي اذا حاربتني المطالب
في الحقبة الجاهلية .. رأينا كيف لربيعة من مكدم الفارس حامي الظعينه في الجاهلية والذي ظل متكئا على رمحه حتى حمى مرور النساء .. بالرغم من القتل والالم والجرح النازف .. إلا انه من يحمي الظعينة في غزة .. والظعينة هي المرأة التي في الهودج .. أذا كانت بنت الشهيد ماجد حرازين تستصرخ ما بقي من رجولة .. إذا كان هناك بقايا نخوة ..بانها ستقاتل .. وستكون على راس اول عمليه استشهادية .. عار ان تحارب النساء دون الواقع الرسمي المتكلس .. !!
كانت مروءة العرب في الجاهلية تأنف من أن يظلم انسانا نزل في جوارهم.. واقع كان فيه حلف الفضول .. الذي كان من حيثياته .... وذكره ابن هشام انه كان حلف عقدته قريش بينها على نصرة كل مظلوم بمكة
فما بالنا .. اليوم .. ان يكون الظالم واقع على أخيك في العروبة والدم والمصير ويتعرض لهذا الظلم البين .. جهارا نهارا ..كل هذه الدول مجتمعة .. ترى الجريمة تقترف ضد غزة .. وقد صموا أذانهم .. واستغشوا ثيابهم .. ظلم جلي تحت عين الشمس من الكافر اليهودي والصليبي .. بل وكانت الطامة الكبرى .. ألا من تناصر ..؟ فبالامس كانوا غطارفة .. وبيوت مجد فكان الحلف من قبائل من قريش، اجتمعوا في دار عبدالله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ، لشرفه وسنه ، فكان‏‏ حلفهم عنده ‏‏:‏‏‏ بنو هاشم ، وبنو المطلب ، وأسد بن عبدالعزى ، وزهرة بن كلاب ، وتيم بن مرة ‏‏.‏‏‏
ليتعاقدوا ويتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه ، وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته ،
روى الحميدي عن سفيان عن عبد الله عن محمد وعبد الرحمن ابني أبي بكر قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الإسلام لأجبت . تحالفوا أن ترد الفضول على أهلها ، وألا يعز ظالم مظلوما .
هذا ما كان في الجاهلية أما الحقبة الإسلامية ..
كيف لنا و قول المصطفى الكريم .. كقوله تعالى: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} وما هذه النصرة إلا واجب من واجبات آصرة الديانة كما قال سبحانه: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون} فالمسلمون أمة واحدة دون الناس يسعى بذمتهم أدناهم, وتلك النصرة أيضاً من واجبات الإخوة الإيمانية، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}.
ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما « أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخْذُلُه ولا يحقره»، قال أهل العلم: الخذل: ترك الإعانة والنصر, ومعناه إذا استنصر به في دفع السوء ونحوه لزمه إعانته إذا أمكن ولم يكن له عذر شرعي. وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمطلق نصرة المسلم فقال: « انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قال: يا رسول الله, أنصره مظلوماً فكيف أنصره ظالماً؟ قال: تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه»

ثم الويل لمن تقاعس عن مدِّ يد النصرة إلى مسلم وهو قادر, قال عليه الصلاة والسلام: «ما من امرئ مسلم يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه؛ إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته, وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه, وتنتهك فيه حرمته؛ إلا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته» رواه أبو داود من حديث جابر وأبي طلحة.
يقول الشيخ محمد عبد الكريم من الذي يأمن مكر الله .. أو تنزل بساحته قارعة؟ إنّ المسلم إذا تخاذل عن نجدة إخوانه في الواقعة الواحدة, والحادثة الفذة فإنّ ربه له بالمرصاد ويخذله في أحلك ما سيلقى, ويدعه إلى نفسه الضعيفة تستغيث ولات حين مغيث. أخرج الإمام أحمد عن أبي أمامة عن سهيل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أذل عنده مؤمن فلم ينصره, وهو يقدر على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة»
وكان لسان حال الكتاب المتصهينين .. أن دعونا من مجد الامس .. فالماضي ولى وراح ورفعت الأقلام وجفت الصحف ..؟ وينادوننا دعونا نعيش مجد بني صهيون!!.. لقد كان الموقف مأزوما . على قناة الجزيرة .. ان نرى كاتبا فلسطينيا اسمه أحمد أبو مطر .. يدافع عن مجد اميركا ومجد بني صهيون .. وفي الجانب المقابل ميخائيل عوض وهو مسيحي من لبنان .. يدافع عن حماس وحزب الله .. ومجد الامة .. فأي مفارقة عجيبة وفرط بلية التي وصل اليها الكاتب (المسلم ) المتصهين .. وكاتب نصراني يحمل من الإباء والمروءة ما لا يحمله الخونة من المسلمين. ؟
قالها نزار يوما .. مال العروبة مثل أرملة .. أليس في كتب التاريخ أفراح ..؟ إلا أنني سأحاول التعرض بعض ومضات من مجد الأمس ..
تقول الحقائق من كراريس الصغار .الى موسوعة الانسايكلوبيديا براتيتينكا : ان هارون الرشيد كان ورعا تقيا .. يتلو القرآن ويغزو عاما ويحج عاما استطاع أن يلحق الهزيمة الساحقة بجيش الامراطورة (ايرين) وكان من حيثيات الانتصار ان التزمت بدفع اتاوة سنوية كبيرة وقد حاولت منع الاتاوة الا ان هارون الرشيد حاربها وألزمها .. كما ان هارون لم يتهاون مع خليفتها نقفور الذي كتب الى هارون الرشيد كتابا كان مما ورد فيه .." من نقفور ملك الروم الى هارون الرشيد وأني عامل على طرق بلادك والهجوم على امصارك أو تؤدي ما كانت المرأة تؤديه اليك والسلام "
وكان رد هارون الرشيد هو التالي : "من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم فقد قرأت كتابك والجواب ما تراه لا ما تسمع .. وجيش جيشا .. وخاضها حربا .. وأحرز العديد من الانتصارات واضطر نقفور الى طلب الهدنة ودفع الجزية .. وعندما نقض العهد حاربه هارون وانتصر عليه وحفظ للدولة الاسلامية هيبتها .. فاين هيبتنا الان اذا كان كل حكام بني يعرب عملاء للموساد مدفوعي الاجر كما هو الحال لابو مازن اخذ مال ليقتل المقاومة ..!!
ومن جهة أخرى لقد كان في كتب التاريخ مواقف يشرئب لها التاريخ احتراما في مجدنا الحافل ..
هذا هو المعتصم الذي تمرس على حرب البيزنطيين قبل توليه الخلافة وأرسل الجيوش لمحاربة الروم .. وكانت أهم الغزوات التي حدثت بسبب غزو الإمبراطور ثوفيل لمدينة زبطرة وأسره للعديد من المسلمين وأهانته ليغض النساء المسلمات مما دفع بإحداهن ان تصيح وامعتصماه فتردد صدى الكلمة في بلاد الثغور او حملتها مخابرات المعتصم .. فأمر بتجهيز جيش كبير وخرج بنفسه واستولى على الحصون والقلاع البيزنطية وتوجه الى مدينة عمورية عام 223 ه وحاصرها وفتحها فثأر لمن نكل بهم من المسلمين والمسلمات ..
وها نحن اليوم .. كما قال الإمام علي كلما قال الناس لشيء طوبى إلا خبأ لهم الدهر يوم سوء .. وكما قال الشاعر .. عند صفو الليالي يحدث الكدر ..
هانحن اليوم .. لنا مواقف ليس مع يوم سوء .. بل أيام سوء وأيام حبالى يلدن كل عجيبة .. .. وبعد ان كان نقفور كللبا للروم .. الا انه اليوم ارتقى مرتقا صعبا .. وصار سيدا .. يجيش الجيوش .. ويغزو ديارنا .. وينكل برجالنا و يغتصب نساءنا في ابي غريب .. لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويع الخنازير .. فأي عار لحق بالأمة .. واين هو الواقع الرسمي العربي المنبطح ..
فإذا كان العرب اليوم .. نفضوا أيديهم من المجد.. ألا ان وجه الغرابة إنهم .. كانوا بارعين في الخيانة .. فالغزو لديار العراق .. تم من خلالهم .. والقصف كان يوجه من مضاربهم .. ومررت السفن والبوارج من قناة السويس .. وأجواء الخليج وكانت الكويت منطلق لرأس حربه الأعداء .. وهانحن نسترجع ما قاله المفكر في أول المقال .. بصدد تحمل كوارث الحكام العرب .. من يتحمل كوارث الحكام حتى وان كان حمارا .. لقد كان عبد الله بن جدعان .. الرجل الذي انطلق من بيته حلف الفضول .. يختلف في الجينات الوراثية .. عن ابناء العار لليوم تربية الخادمات الفلبينيات .. فلم ترضعوا من الأمهات الحصان بقدر ما رضعوا أخلاقا لنجسات الكفر .. فكان واقع الحال كالفرق بين القمم الشماء للمجد .. وسفوح العار .. فعرب اليوم .. لم يبقى فيه من عبد شمس أو مخزوم او هاشم ..
سئل الإمام علي عن قريش فقال : أما بنو مخزوم فريحانة قريش نحب حديث رجالهم والنكاح من نسائهم ،وأما بنو عبد شمس فأبعدها رأيا وامنعها لما وراء ظهورها ،وأما نحن بنو هاشم فابذل لما في أيدينا واسمح عند الموت بنفوسنا وهم أكثر وامكر وأنكر ونحن أفصح وأصبح وانصح ..
لذلك قال الإمام علي .. نحن بنو هاشم أمجاد أنجاد .. أنهم أسخياء بالمال والروح .. إنها بيوت مجد حملت عاتق الرسالة .. وضحت بالدم والروح ليصل هذا الدين للبشرية ..
كانت بيوت المجد عموما .. تتميز ببذل بما في أيديها واسخي بنفوسها عند الموت ..
إنا إذا اشتد الزما ن وناب خطب وادلهم
ألفيت حول بيوتنا عدد الشجاعة والكرم
للقا العدا بيض السيو ف وللندى حمر النعم
وهذا وهذا دأبنا يودي دم ويراق دم
ها نحن أمام واقع .. تقتل غزة . وتستباح العراق ونفضوا أيديهم .. وتركوها لمرتزقة بوش .. غزة تصبح مرمى للرماية والقتل يوميا ولكن العرب .. ينادون من مكان بعيد .. !! بل وجبة العار تزداد دسما .. حينما يتم الحصار .. والقتلي المتزايدين الناجمين عن الحصار يزدادون يوميا .. وحينما يخرج حزب العمل في مصر بقافلة لفك الحصار عن غزة .. فيمنعها الأمن المصري ., لم لا يكون لهم في العار قسما .. وفي الجريمة باع . انها الجريمة تدار اليوم .. ليس من واشنطن .. ولكن .. من مضاربنا نحن.... وهاهي قريش قد ماتت بها لخيلاء .. ولا تنادي خيول عبد شمس قد غابت والصدى ولم يبق الا النساء ..

انه واقع عربي .. لم يرتق إلى مستوى فتاه من بيت مقاوم .. مثل الشهيد ماجد حاززين لتقول ابنته تعليقا على استشهاد ابيها : أقول لأولمرت لا تفرح فالرد قادم وموجع وأول عمليه سأكون عليها .. أما سمعها بني يعرب من الفارس بالأمس .. حينما جاءت امراة لتقاتل دونه .. فقال لها ليس على النساء قتال ..
وكان المثل السائر في العرب
كتب القتل والقتال علينا و****على الغانيات جر الذيول
ولكني في نفس حيرة شاعر الأمس ..
ولكنها تساؤل قديم ساقه الشاعر :
ولا ادري ولست أخال أدري **** أقوم آل حصن أم نساء ..
وإذا نظرنا على الواقع الثقافي والفكري .. كون الأدب والفيلم الثقافي يعكس مرئيات المجتمع او( مرآة للمجتمع ) وإفرازاته الفكريه وما يحمله من قضايا وهموم .. وكوننا انتهينا من مجد الملحمة الى المهزلة .. بل انني لا أرى الواقع الرسمي العربي .. يقارب حتى مفردات المهزلة في مشاهد (مروءتها) .. ففي رائعة محمد سعد (بوحه) لشخصية بوحه الصباحي .. بالرغم من إمكانياته العقلية المتأزمة .. والتي كانت بالقطع إسقاطات لواقع مأزوم .. انتهى الحال أن واقعنا الرسمي العربي المنتكس لا يرقي إلى مشاهد بوحه الصباحي الهزلية .. فعندما رأى رفاقه بين ممزق ومصاب في أول الفيلم .. انتفض بوحه ليواجه استبداد عائلة ابو إسماعيل . وقالها لام السعد مدوية وفوق رؤوس الأشهاد : من أنجبته امه راجل وعايز يعمل فيها دكر فليخرج لي .. وعندما رأى الغبار خاص العجاج . وهاهو في بيت فالنتينو وعندما رأى أوز .. ليقول له فالنتينو انه أوز ثمين .. انه وز عراقي .. فيرد بوحه على فالنتينو حتى الوز العراقي هربان من بوش .. ولعنا سويا سنفسفيل جدود بوش .. (وهو ما لا يجرؤ عليه الواقع الرسمي العربي المنبطح ) وبوحه لا يمانع . ان يركب فرسا او ان يكون فيها فارسا أمام كوته .. بالرغم ما اسره لصاحب الاصطبل المسن انه يريد فرسا مشلولا .. ويمشي ببطيء ..تاتا تاتا .. (إلا ان الواقع العربي لا يعرف أخلاق الفروسية من قريب او بعيد ).. بوحه الصباحي .. بمروءته وبالرغم من قواه العقليه المأزومة والبسيطة .. التي تقارب دونكشوت لسرفانتس ..
لا يقبل ان يقع الضيم على الفتاه المستضعفة (كوته) ولا السيدة (حلوات.) بالرغم ان العضلات المفتولة للجيوش تعيش الاستبداد كسياق يومي كواقع اجتماعي معاش .. العضلات ذات اللحية المتقوسة لنادل المقهى ترفض خوض المعمعة او الدفاع ..عن فتاه تتعرض لسادية واستبداد راس المال ..في شكل ابن المعلم فرج الذي يعترضها .. وتكتفي بالمشاهدة ومن هنا فيخوضها بوحه الصباحي حربا ضاربا عرض الحائط بإحجام واقع الجبناء .. وان كانت الجولات مأساوية في كل مرة .. إلا أن الواقع العربي الرسمي ..لم يرتق يوما .. الى مروءة بوحه الصباحي في مواجهته وعدم اهتمامه بواقع كل الجموع وليس هنا فقط . بوحه الذي ذبح الثور بمفرده وهو. الذي فرت منه الجموع . بالرغم من ان الواقع العربي يعيش تحت وطأة الكاوبوي .. وبول الثيران .. وفي النهاية ظل بوحه على مبدئه رافضا للاستبداد .. ليكتب على يافطة محل الجزارة في نهاية الفيلم محل بوحه الصباحي . (ممنوع دخول عائلة ابو إسماعيل ).. بوحه الصباحي يذهب ليبحث عن حق ضائع منذ فترة بعيدة ويستعيده.. يخوضها حربا ابتداء من الكابرية او(الكابنيه) حسب تعبيره .. الى النهاية (والموقف الرسمي العربي ذو حق ضائع منذ أكثر من خمسين عاما) .. ولا خاض ملحمة مجد تستحق الاحترام .,بل انتهى في الأخير بالالتفاف ضد المقاومة ..ويجيّش لها المرتزقة من الميليشيات للدفاع عن إسرائيل وليس لاستعادة حقه المضاع فأي واقع حائض .نعم .يرفض بوحه الصباحي .. ان يكون مرمطون .. بمدلولها العامي المصري . ولكن الواقع الرسمي العربي مرمطون بالفعل لأميركا ولاسرائيل ولا يستشعر الخجل..!! بوحه الصباحي خرج من قريته من القليوبية على أعلى السقف للقطار باصقا على استبداد قريته بالرغم من توديعها له وسط الهتافات المغرقة (مع السلامة يا بوحه )وانتهى بأن رجع مظفرا راكبا للمرسيدس ينفخ دخان الشيشه من عقر وسقف السيارة .. كعودة الملك المنتصر المظفر بحقه المغتصب (نصف المليون جنيه) .. بينما الواقع الرسمي العربي تنتظر منه الشعوب على مرور خمسين عاما عودة مظفرة من غبار معركة حاسمة تعيد الأقصى والمجد السليب .. ولكن في كل مرة تصاب الشعوب بعودة ووكسة الملك المغلوب كعودته من انابوليس .. وصبح صبح يا عم الحاج ..لذا لا عجب أن كان تعليق للفنان محمود السعدني يوما على الفنان محمد سعد .. باختصار انه مجرم .. !! وهي اشاره تحمل ما يكفي من الابداع..و ما نريد قوله في هذا الصدد ..
تبقى ذروة الإبداع ليس في ابعاد المروءة العفوية المجبولة لدى الرجل بل الأبعاد الخفية لواقع احداث الفيلم.. انك ما تتذكر المواقف الا ن تنفجر ضاحكا بدون سابق انذار من عمق المأساة وشر البلية ما يضحك .. ولكن على الجهة الاخرى عندما ترى الوجوه المتكلسة نفاقا وخيانة وتصهينا للموقف الرسمي العربي الا ان تصاب بالإحباط وتكره اليوم الذي ولدت فيه وتلعن اليوم الذي توسدوا الحكم فيه وجلبوا عليها الشقاء ما يكفي و تحاول بسرعة ان سقطهم من متن الذاكرة الى هوة اللاوعي وسلة مهملات الذاكرة ..
.. شخصية بسيطة غير معقدة تعيش على هامش الحياة .. ولكن يبقى العظمة في المحاولة لدى بوحة.. انه يريد أن يعيش .. لا مانع أن يعمل جزارا دون أن يعرف ابجديات الجزارة او خبرة مسبقة .. ويسلخ قبل الذبح ولا مانع أن يتعلق راكبا أسفل عربة كارو ويغني ويصفق ضمن اهتمامات الضعفاء والبسطاء فالطيور على إشكالها تقع .. misery makes company ولا مانع ان يكون مديرا .. ويمارس استبداد المدراء . يرفض من يخونه .. ويكون لا معا في المعالجة .. وهي اللمحة التي كان فيها ذكيا لماحا دون بقية الفيلم .. بما يفيد انه يمررها بمزاجه وليس غبيا . يملأ الشوارع الشعبية ضجيجا في الصباح الباكر يوم عيد الاضحى ,.. ومفردات الجزاره سكينا ومسن .. بينما الموقف الرسمي للاستبداد العربي يستعمل الساطور والذبح للشعوب كما للخراف ولكن بسكين بارد دون مسن .. ويحسن الذبحه .. بوحة غير مغرق في مفردات الواقع المادية .. لا بأس 180 جنية للذبح او 40 او حتى جنية واحد لا يهم .. كلها إجراءات شكلية وتفاصيل لا تهم لبوحة ..المهم انه يريد ان يعيش ليس سفاحا او مجرما او طفيليا كالواقع الرسمي العربي .. او وجه الاستبداد في المعلم فرج .. الذي لا يريد أن يبقي لأرملة وفتاة مستضعفه على مجرد زريبة ويريد ان يلتهمها التهاما كافرازات لواقع زرائبي !! ولامانع ان يشعلها نارا .. وحريقا عليهم . ليدافع بوحة وينزل المحرقة ويعيد صياغة الواقع بدهان غرفة الزريبة والبيت بعد الحريق الكبير .. .. الاستبداد واقع كما هو ماثل في الاستحواذ على بيوت الضعفاء والمساكين الذي تفترس الحكومة اراضيه ومممتلكاته الحكومة يوميا عبر موقع العمل والصحف.. واقع يرفّص موتا من الجوع ولكنه لا يستسلم ..
تتحرك دكة غسل الموتى أما أنتم
لا تهتز لكم قصبة
خلاصة الأمر : الواقع الرسمي العربي لم ينته بالغنيمة بالإياب بل انتهى الى قناعات العار بأن يتآمر على المقاومة في العراق وفلسطين .. موقف عجيب ..!! وبالغ التعقيد فلقد باع فلسطين والعراق وانتهى بأن يتآمر على اخيه المستضعف .. الذي يستحق النصرة والنصف .... ولا يعرف ولا يستوعب خياله المريض.. كم من أمم ضاعت بين عشية وضحاها . ودولا محيت من على الخارطة في ثوان وكم من عروش سقطت .. قال تعالى( أفأمنو مكر الله ؟! ) فلا بأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون .. عيب الواقع الرسمي العربي .. انه لا يستوعب ..نقطة بالغة الاهمية .. ان الله يستدرج الخونة والظالمين .. من حيث لا يعلمون .. وليس هذا فحسب .. بل ان كيده متين سما مقامه وتعالى علوا كبيرا.. (فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ) (القلم : 44 ) (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) (القلم : 45 ) ان الله يأتي بعروش الطغاة .. من القواعد ..بعيدا عن الرصد الذهني .. او ما لا يتوقعه . او يخطر بباله يوما .. او يضعه ضمن دائرة الحذر والتحسب .لمكمن الضعف المتوقع .. (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ) (النحل : 26 )
.. ولابد ان يدرك.ان الله عزيز ذو انتقام .. (فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) (إبراهيم : 47 )
والله عيب على الواقع العربي ما يحدث. من مسلسل العار تجاه غزة او العراق ...فإن لم يكونوا مسلمين فليكونوا أحرار .. ولقد قالها الحسين بالأمس .. حينما حرقوا الخيام على النساء والأطفال ونهبوا ما بها ..
ان لم تكونوا مسلمين فكونوا أحرار .. فمتاعي مباح لكم بعد ساعة .. ان الحسين كان يدرك انه مقتول لا محاله بعد ساعة .. ولكن نفسه كانت تتأبى ان يرى مثل هذه الترويع للنساء والاطفال من اهل بيته ..أمام عينيه..
وبالرغم من ذلك لم يهادن .. ولم يتراجع وخاض المعركة حتى الاستشهاد.. ولكن ..طالبهم .. بمروءة وأخلاق الإنسان الحر .. فقط يطالبهم ان يكونوا شرفاء ..هكذا سياق الأحداث بين الحق والباطل ..
وهاهو التاريخ يعيد نفسه ..يرفض العرب أن يكونوا أحرارا ..تجاه اهلنا في غزة .. او العراق .. والثائر والمقاوم ما زال يقول انا بالفعل قتيل بعد ساعة .. وأن متاعي بالفعل مباح لكم بعد ساعة ..سواء في غزة او العراق او افغانستان .. فلا تكرهوني على أن أرى من عاركم ما لا أطيق..!! ونتساءل هل يا ترى بقي لهذه الشعوب ثمة متسع .. او في القوس منزع او مساحة من التحمل لكوارث الحكام العرب .. ام سيضرب بها إعصار من الثورات لا تبقي ولا تذر .. تعصف بكل الخيانات والاستسلامات والتصهينات .. حكمة التاريخ تقول : صولة الحق في ساعات تقضى على انتصارات الباطل في سنوات . ورب من تركع له اليوم من الطغاة تدوس على جبهته غدا .. والله اشد بأسأً وأشد تنكيلا .!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.