تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لسنا اسعد حالا من الكلاب في فيتنام ..!!
نشر في الشعب يوم 08 - 10 - 2008


بقلم: عبد الرحمن عبد الوهاب


- وما زالت الحياة على مفترق طرق .. ما بين نقيضين .. واتجاهين متضادين .. الاتجاه الأول كان درب الأنبياء الكرام الذين جاءوا بمبادئ السماء ليسمو بها الجنس البشري عن ثقلة الأرض والطين .. ويرتقي قيمة ونوعا ..من خلال مبادئ السماء .. و لقد تربى الأنبياء الكرام على عين الله وبصره ( ولتصنع على عيني ) من هنا كان الأنبياء الكرام بمثابة القمة والصفوة من البشر .. حتى في معالجة الأنبياء للواقع الكوني من خلال السيف كان احتكاما على أخلاق و فروسية وشيم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) و الكون من خلال الطغاة كان على النقيض .. وهو خلاصة ( تربية مواشي) . في المشرق و(تربية خنازير) في الغرب ..قيمة الحياة وروعتها بذروتها السامقة في الإيمان بإله عظيم له المجد المطلق .. ولنتخيل مدى المجد الإلهي انه تعالى يجيب دعوة المضطر حتى وان كان كافرا .. بل جبريل ينزل من السماء ليبريء يهوديا بالرغم ان اليهود( أعداء الله ) ويجرم أنصاريا بالرغم انه من( أنصار الله ).. من هنا كانت القيمة العظمى في الشرع الالهي هي (العدل) حتى مع من نكن لهم البغض والكراهية قال تعالى:
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة : 8 )
معاييرالحياة تقول انه بالعدل يستقيم الواقع الكوني.. وأرسل الله الرسل (ليقوم الناس بالقسط ).. أي العدل.. حينما يسود الظلم يكون الواقع كريه وغير مقبول.. على اي من الجهات.. فالوضع كما وصفه جورج اورويل في روايته animalfarm مزرعة الحيوانات ..وهي عملية إسقاط على الواقع الاجتماعي مستعملا فيه الرمز .. وبالفعل في غياب شرع الله نحن نعيش واقع تربية المواشي .. ونظرا لان فكر المواشي هو المسيطر على الأجواء مصريا وعربيا .. لا مانع أن ترى ابو غريب وغوانتنامو وابو زعبل ووادي النظرون والوادي الجديد بل ان دول الخليج العربي صارت تتبارى في بناء السجون..
ولقد هالني أن يضرب شرطي رجلا فاضلا بقامة قاضي بالشلوت .. إلا ان المنحنى زرائبيا قد وصل إلى مرتقى صعبا يصعب معالجته.. فالشرطي كان من تربية المواشي بلا شك.. ولا مانع ان يكون القاضى حاصلا على دكتوراه في القانون الإسلامي أي بكلمات أخرى الشريعة.. او اعتبار انه يجسد ما يحمله من مباديء او فكر فنجد فكر تربية المواشي يضرب مباديء السماء بالشلوت .. على اعتبار ان قيمة الإنسان ما يحسنه كما قال الإمام علي.. فهذا قضيته العدل .. وذاك الإجرام كمسمار في نعل النظام.... وأسوأ أنواع الظلم .. أن يكون الأمن بلا أخلاق ... واقع المواشي ما زال مسيطرا .. ولا مانع ان يدخل على الخط ثقافة لحم الخنزير..
ثقافة لحم الخنزير ..!!
الهوة زادت ما بين رأس المال المتوحش والفقير والمعدم .. ولم يتبقى هناك مساحة.. للوسط.. كما قال الامام علي .. (اضرب ببصرك حيثما شئت من الناس فهل ترى إلا فقيرا يكابد فقرا أو غنيا بدل نعمة الله كفرا ). ما أن تذهب مثلا إلى مكه المكرمة وتخرج من باب الحرم تجد المباني الضخمة التي تعبر عن الرأسمالية المتوحشة وطيلة الطريق إلى الفندق تجد مئات البشر من المتسولين.. قالوا ان المشهد ممكن تراه في نيو يورك.. او دبي.. بالرغم من الضخ الهائل لمليارات النفط.. الا انهم لم يحلوا مشكلة الفقير.. قيمة الحضارة من المنظور الاسلامي الا يضيع الفقير والارملة والمسكين .. ولقد حذر الله تعالى من اكل اموال اليتامى ظلما .. (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) (النساء : 10 ) فما بالك لو اعتبر الاسلام الزكاة لليتيم والفقير كحق.. (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ) (المعارج : 24 ) (لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (المعارج : 25 )العالم اليوم في ظل العولمة.. أباطرة المال والمتسولون.. مليارات هائلة هنا وعلى الجانب الآخر متسولون لا يجدون ما يقتاتون به وهذا يعبر عن ان فكر الخنزير برأسماليته المتوحشة مسيطر على الأجواء.. على ما يبدو انها قضية عالمية.. في اطار سياسيات العولمة.. بل انني قد قرأت على الجورازلم بوست أن فقراء اليهود ممن يتسولون عند حائط (المبكى) البراق.. يتظاهرون.. ويبدو ان مصيبة الفقير اليهودي عظمى واشد نظرا لبخل اليهود وعدم منحهم الصدقة.. قال على اثرها الشاعر:
لقد رماني الدهر في حر مسغبة ***كرمية الدينار في كف اليهودي
ثقافة لحم الخنزير تسيطر عالميا.. وما يعنينا هو الساحة الاسلامية.. ولا اعرف ما هي الغاية في ضيعة الفقير والمسكين واستحواذ قلة على المليارات في عالم فقد أواصر الإسلام والرحمة .. وكان مربط الفرس ما قاله الإمام على (ما جاع جائع إلا من تخمة غني )..عادة الخنزير كثيف الجلد حتى قيل أن أشعة اكس لا تخترقة .. فينسحب سلوكا في الرأسمالية المتوحشة في مسالك الأغنياء ..كما يقول العوام كثيف الجلد .. وخاصة في شهر الرحمة والزكاة .. والفقير ضائع في العالم الإسلامي .. وصار رغيف الخبز صعب المنال في مصر.. لحم الخنزير دخل على الخط . وصارت ثقافته تسيطر على الأجواء . ولا مانع ان أرى ..في مسلسل (نور) .. ان مهند ولميس في (سنوات الضياع) .. كلاهما قد أقاما علاقات غير شرعية (زنا) قبل الزواج وخرج لنا اليوم في بني يعرب عطور لمهند ولميس.. مهند أنجب ابنا من زنا ولميس أنجبت ابنا من زنا.. ومع ذلك العالم العربي يستورد إفرازات لحم الخنزير العلماني من تركيا.... واعتقد أن الخنزير يعيش عصره الذهبي.. وفكر تربية المواشي التابع لسياسة رعاة البقر في أمريكا.. له دور كبير في سياق العولمة.
يحكي لي خبير في المصارعة الحرة والرومانية وهو من بلغاريا كنت أقوم بترجمة فورية لمحاضرات ألقاها.. وعادة ما يكون هناك أحاديث جانبية ممتعة ترى خلالها ماذا يحدث من أفكار في العالم ذكر لي الخبير انه في زيارته إلى اليابان تناول وجبة رائعة من لحم الخنزير.. وكان طعمه حسب تصوره رائعا.. وتساءل هو عن السبب.. فقالوا له انهم يسقون تلك الخنازير البيرة ويقومون لها بالتدليك (المساج) .. وعلى الجانب الآخر عندما زار الرجل فيتنام أكل هناك كلاب وكان طعمها رائعا أيضا.. فالوا له أنهم يضربونها قبل الذبح حتى يتجلط الدم بين ثنايا الأنسجة فيكون طعما رائعا.. وكانت دهشة الرجل ان الخنزير يشرب البيره ويعالجوه تدليكا في اليابان والكلاب تضرب ضربا مبرحا في فيتنام.. قبل الذبح.. طبعا.. بالرغم ان الله تعالى كرم بني ادم .. (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء : 70 ) اعتقد ان حال المواطن العربي في ظل أنظمة الاستبداد الحالية أشبه بحال الكلاب في فيتنام.. بهدلة فوق الطاقة والتحمل وتنتهي إلى الذبح.. في نهاية المطاف.. تحياتي إلى كل من عاملهم الاستبداد في السجون معاملة الكلاب في فيتنام.. وأقول لكل أحبتي ممن استشعروا برودة القيد يوما.. كل عام وانتم بخير.

ما أوسخكم ..!!
قالوان لم تستح فاصنع ما شئت، ولكن أنظمتنا لا تستحي، فكان ما كان ان منعوا القافلة عن غزة بالامس والقوا القبض على الشرفاء كيلا يكسروا الحصار.... وبدت الخيانة عارية تحت وجه الشمس.. ان القوم يستميتون دون إسرائيل.. وأنهم ضد غزة المسلمة الحزينة.. حيث الحصار.. قومنا متصهينون.. ما في ذلك شك.. نريد ان نختصر الموقف في كلمتين.. كما قال العرب ان البلاغة هي الإيجاز.. ترى ماذا يليق بهذا الواقع الخائن الحائض.. لم أجد في قاموسي الذهني إلا كلمة ما أوسخكم.. فهي قد تختزل الكثير مما قد يقال.
كمثل كل مصري ضربت رأس هذا الأمر وانفه وحاولت استخلاص أي معالجة ذهنية تبرر حصار غزة التي تموت جوعا.. أو فتاوى ابن أبي جمعة وزقزوقنا طيب الله تراه.. حاولت أن أجد تبريرا لكل ما هو كائن على الساحة المصرية ومعاناة الشعب حيث يموت تجويعا ولا يجد رغيف الخبز في وقت يعاني فيه اللصوص من تخمة السرقة والنهب المنظم.. هذا الشعب العظيم الذي أصبح لا يجد قوت يومه حاولت أن أجد تبريرا لما هو كائن في العراق.. وكيف أن الحقد العربي على العراق وصل إلى منتهاه وتساءلت: أهذا ما يستحقه شعب مصر ؟! أهذا ما تستحقه غزة ؟ أهذا ما يستحقه العراق ؟ ان فسادنا عابر للحدود والقارات .. حتى وصل إلى دبي ليقتل سوزان تميم..
فسادنا عابر للحدود والقارات.. تلظى بناره الاقارب قبل الأباعد.. فسادنا هو الذي باع العراق ومرر القتلة وادخلوا كل زناة الليل إلى غرفتها.. ورفعوا خناجرهم وانتفخوا شرفا وصرخوا فيها ان تسكت صونا للعرض.. واقعنا بلغ شأوا كبيرا من الخيانة.. للعروبة والإسلام وللمصير.. حاولت أن افهم حكامنا العرب.. بالرغم من أنهم قضية ليست عويصة الى هذا الحد.. بل ربما يفهمها أي قارئ للقران الكريم تلى قوله تعالى ( ومن يتولهم منكم فانه منهم ) عيبنا أننا لا نسحب القران على الواقع السياسي.. ولو سحبناه لانتهينا من المعضلات.. ولفهمنا أحوال الخونة من الحكام على نحو جيد.. أي ان حكامنا منهم.. ما الفرق بين اولمرت ومبارك.. وكلاهما يحاصر غزة.. ولا فارق بين مبارك وجورج بوش هو الذي شاركه في قتل العراق.. ما التبرير على أن تتآمر على أخيك المسلم وتطعنة في الظهر نيابة عن اولمرت وشارون.. ايها السادة: إن شارون يحكمنا من القاهرة. هذا خلاصة الأمر. شارون لم يمت.. حاولت أن افهم النظام المصري.. وقتل الإسلاميين تحت التعذيب.. قضايا عصية على الاستيعاب.. من منطلقات نخوات العرب ومجدها الغابر.. ولكن في واقع العار ليس بمعضلة.. كيف لهذا الواقع العربي الحائض ان يكون داعرا ديوثا على هذا النحو ويقر الخبث في أهله.. بل وتعلنها إسرائيل إنها ستغتصب الأسيرات الفلسطينيات.. ولم تتحرك لهم نخوة أو غيرة او حمية.. إلا لأنهم يهود.. فلقد نقلت التقارير ان هناك اكثر من غوانتامو وابو غريب عربي في حدود العرب الإقليمية في مصر والاردن.. وليس في جزر كوبا أو بلاد واق الواق .... كيف اشترك في حصار قومي وأهلي وناسي.. وفي أي مقابل.. ما أسوا أن يبيع الإنسان نفسه والاسوا ألا يقبض الثمن.. كيف للحكام العرب أن يكونوا أداة طيعة في يد اولمرت اليهودي او جورج بوش الصهيونى الصليبي.. ينفذون أجندة الكفر بحذافيرها وان كانت بيعا للأوطان.. ومنتهى الكلام .. ان العرب لا يستحون.. ولو كان ثمة حياء لماتوا منذ زمن بعيد.. ذروة الموت أن تموت المروءات.
العرب كما قال نزار متى يعلنون وفاة العرب؟ كان من المستحيل بالأمس أن تجد عربيا بلا مروءة فالمروءة عند العرب دين.. فلقد قال المصطفى لا دين بلا مروءة.. وقال العرب أن لزوم المساجد من مروءة المسلم.
فالعروبة شهامة وتجريد السيف حين يضام الدين والوطن.. فما كان له ان يغمدا. لا يسمح العربي بالأمس عموما بشيء اسمه المساومة على الكبرياء.. ولكن كبرياءنا وشرفنا العربي في غزة مشكوك فيه وكبرياءنا وشرفنا في العراق مشكوك فيه.. وكبرياءنا تجاه طهران ودمشق يشاور عقله نعم.. أن اليهود يحكموننا من القاهرة وجورج بوش يحكمنا من قصر النزهة.. كيف وصلت المهزلة ان تخرج المظاهرات للدفاع عن غزة.. ولا يكون هذا سلوكا نابعا من قناعات النظام نفسه لما يمليه عليه موقع مصر الديني والاخلاقي.. الا ان كان للنظام قناعات صهيونية لا نعرفها.. كيف يتسنى للشعوب ان تقبل التلاعب بقضاياها المصيرية على هذا النحو.. ثمة قضايا في حياة البشر لا دخل للتساوم بها.. آو لمجرد التفكير لطرحها على بساط النقاش.. فكيف بالأزهر يتفاوض مع الفاتيكان على أسس أن القران ليس بنص الهي.. وكيف بحكامنا يتساومون مع اليهود على شرف الفلسطينيات.. ودم الشهداء.
إن ثغورنا بالفعل مهددة وقلاعنا مستباحة.. إن القرار المصري ليس مصريا قح بقدر ما هو يهودي وحاشى وكلا أن يكون إسلاميا بعد أن أعلن ولاؤه لإسرائيل ووقف مع اليهود حصارا وتجويعا ضد غزة المسلمة.. إن حكامنا صهيونيون أكثر من هرتزل وملكيون أكثر من الملك.. ومتأمركون أكثر من جورج بوش.. لا يمكن أن نجد تفسيرا ومبررا إلا أن العرب.. تخلوا عن منظومة الشرف الغابر وتخلت قريش عن خيلاءها وبني تغلب عن فروسيتهم وأصبحوا دمى في أيدي بني الأصفر من الروم.. العرب باعوا شرفهم في غزة و القدس وبغداد وهاهم يساومون بعضهم البعض خلسة على بيع دمشق وبيع طهران.. عرب كما يقول العوام ( ملتهم تائهه) وربما كان مصطلح مصري دارج ويقابله في النص الإلهي المنزل.. (في ريبهم يترددون) او امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) (النساء : 137 ) العرب ما زالوا عند جاهلية ما قبل الإسلام غساسنة ومناذرة العرب.. يتعاطون بمنطق الخيانة واخذ العمولة.. فكل العرب اليوم يتساومون على اخذ العمولة على بيع دمشق وطهران كما باعوا العراق بالأمس.. العرب بالامس كانوا يستحون من العار.. اما عرب اليوم فهم العار نفسه.. انهم عورة مغلظة.. العرب .. لا مانع اليوم ان يبيعوا المجد الغابر والمروءة والأخلاق والأجيال والدين أيضا هاهم يبيعونه للفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي.. ماذا استبقيتم للشعوب بالله عليكم !؟..عمر افندي والبنوك حتى بنك مصر قد باعوه.. أو في طور البيع.. ايها السادة.. في حياة البشر عبر التاريخ.. ثمة أشياء لا تباع.. وان كان ثمن الرفض هو الدماء.. ثمة أشياء لا تفاوض عليها وان كان الثمن هو الدماء.. فماذا تبقى لكم لم يدرجوه على جدول البيع.
يبدو ان العرب في حالة من اللاوعي.. انهم.. لا يستوعبون ان هذه الشعوب تدين بالإسلام لا بالتلمود.. يبدو أن اللقاءات السرية الحميمة والطقوس الماسونية مع اولمرت وشارون وجورج بوش وحميم العلاقة مع الكفر قد أنستهم حقائق لابد من إدراكها وهي أن هذه الشعوب تدين بالإسلام وان هذه الشعوب حتما لا تقبل المساومة على الشرف الغابر ومجد التاريخ وأيضا لها القدرة أن تقلب الطاولة.. وحال قلبت الطاولة سيفيق هؤلاء المسئولون من أبناء الماسون.. اجل العرب قد اسقطوا من حساباتهم.. أننا مسلمون نؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا. ايها السادة.. ان شارون لم يرحل عن الساحة.. فهو الذي يحاصر غزة وجيوشه ما زالت قابعة في امن الدولة المصري ..يقتلون الشعب المصري تحت التعذيب ويعتقلون ويستجوبون رجال حماس على الحدود كي يدلوا لهم بأخبار عن شاليط من هنا نفيد ان قوانين الأرض وشريعة السماء تقول أن الخيانة جريمة وعار على الأعقاب تحمله الذرية.. ولعنة يوم الحساب.. نعم ندرك ان الخونة لهم حسابات أخرى غير ذلك في سويسرا.. ولكن هذا لن يغير من الحق شيئا.. ولا يمكن أن يستمر هذا النوع من العار والأيام القادمة بالفعل حبالى مثقلات.. وانتظروا ونحن معكم منتظرون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.