وزير التموين يتابع منظومة توافر السلع الأساسية بالمجمعات الاستهلاكية والسلاسل التجارية    حماس ترفض استسلام مسلحيها في رفح    هشام الحلبي: زيارة الشرع لأمريكا متوقعة.. دول كبرى تتنافس على سوريا    الأهلي يهزم الزمالك بثنائية ويتوج بالسوبر المصري للأندية الأبطال 2025    وسط حزن كبير..تشييع جثمان الزوجة المقتولة على يد زوجها بالمنوفية    نجوم الفن يقدمون واجب العزاء في والد محمد رمضان    قرار صادم من يايسله تجاه نجم الأهلي السعودي    البيت الأبيض يحذر من تقلص الناتج المحلي الأمريكي بسبب الإغلاق الحكومي    محافظ الإسكندرية: جاهزون لانتخابات النواب بتنسيق كامل بين الجهات التنفيذية    دايت من غير حرمان.. سر غير متوقع لخسارة الوزن بطريقة طبيعية    المدير الإقليمي لليونسكو بالقاهرة: تعمل على إصدار توصيات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي    «المرشدين السياحيين»: المتحف المصرى الكبير سيحدث دفعة قوية للسياحة    أب يكتشف وفاة طفليه أثناء إيقاظهما من النوم في الصف    خيانة تنتهي بجريمة.. 3 قصص دامية تكشف الوجه المظلم للعلاقات المحرمة    الاتحاد الأوروبي يرفض استخدام واشنطن القوة ضد قوارب في الكاريبي    محمود مسلم ل كلمة أخيرة: منافسة قوية على المقاعد الفردية بانتخابات النواب 2025    «قومي المرأة» يكرم فريق رصد دراما رمضان 2025    محافظ الغربية يتفقد مستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي    استشاري: العصائر بأنواعها ممنوعة وسكر الفاكهة تأثيره مثل الكحول على الكبد    برنامج مطروح للنقاش يستعرض الانتخابات العراقية وسط أزمات الشرق الأوسط    بث مباشر.. البابا تواضروس يشارك في احتفالية مرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية    أهالي «علم الروم»: لا نرفض مخطط التطوير شرط التعويض العادل    شبيه شخصية جعفر العمدة يقدم واجب العزاء فى وفاة والد محمد رمضان    قراءة صورة    «ما تجاملش حد على حساب مصر».. تصريحات ياسر جلال عن «إنزال صاعقة جزائريين في ميدان التحرير» تثير جدلًا    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    «فريق المليار يستحق اللقب».. تعليق مثير من خالد الغندور بعد فوز الأهلي على الزمالك    أوقاف شمال سيناء تناقش "خطر أكل الحرام.. الرشوة نموذجًا"    الخارجية الباكستانية تتهم أفغانستان بالفشل في اتخاذ إجراءات ضد الإرهاب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    قتل وهو ساجد.. التصريح بدفن جثة معلم أزهرى قتله شخص داخل مسجد بقنا    غدًا.. وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة فى لقاء خاص على القاهرة الإخبارية    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    استعدادات أمنية مكثفة لتأمين انتخابات مجلس النواب 2025    بيحبوا يثيروا الجدل.. 4 أبراج جريئة بطبعها    حزب السادات: مشهد المصريين بالخارج في الانتخابات ملحمة وطنية تؤكد وحدة الصف    توقيع مذكرة تفاهم لدمج مستشفى «شفاء الأورمان» بالأقصر ضمن منظومة المستشفيات الجامعية    أخبار السعودية اليوم.. إعدام مواطنين لانضمامهما إلى جماعة إرهابية    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    محافظ بني سويف ورئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة يفتتحان فرع المجلس بديوان عام المحافظة    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    محافظ قنا يترأس اجتماع لجنة استرداد أراضي الدولة لمتابعة جهود التقنين وتوحيد الإجراءات    الصدفة تكتب تاريخ جديد لمنتخب مصر لكرة القدم النسائية ويتأهل لأمم إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه    علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رئيس البورصة: 5 شركات جديدة تستعد للقيد خلال 2026    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    زيادة فى الهجمات ضد مساجد بريطانيا.. تقرير: استهداف 25 مسجدا فى 4 أشهر    «زي كولر».. شوبير يعلق على أسلوب توروب مع الأهلي قبل قمة الزمالك    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    نهائي السوبر.. الأهلي والزمالك على موعد مع اللقب 23    تشكيل الزمالك المتوقع ضد الأهلي في نهائي السوبر المصري    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لسنا اسعد حالا من الكلاب في فيتنام ..!!
نشر في الشعب يوم 08 - 10 - 2008


بقلم: عبد الرحمن عبد الوهاب


- وما زالت الحياة على مفترق طرق .. ما بين نقيضين .. واتجاهين متضادين .. الاتجاه الأول كان درب الأنبياء الكرام الذين جاءوا بمبادئ السماء ليسمو بها الجنس البشري عن ثقلة الأرض والطين .. ويرتقي قيمة ونوعا ..من خلال مبادئ السماء .. و لقد تربى الأنبياء الكرام على عين الله وبصره ( ولتصنع على عيني ) من هنا كان الأنبياء الكرام بمثابة القمة والصفوة من البشر .. حتى في معالجة الأنبياء للواقع الكوني من خلال السيف كان احتكاما على أخلاق و فروسية وشيم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) و الكون من خلال الطغاة كان على النقيض .. وهو خلاصة ( تربية مواشي) . في المشرق و(تربية خنازير) في الغرب ..قيمة الحياة وروعتها بذروتها السامقة في الإيمان بإله عظيم له المجد المطلق .. ولنتخيل مدى المجد الإلهي انه تعالى يجيب دعوة المضطر حتى وان كان كافرا .. بل جبريل ينزل من السماء ليبريء يهوديا بالرغم ان اليهود( أعداء الله ) ويجرم أنصاريا بالرغم انه من( أنصار الله ).. من هنا كانت القيمة العظمى في الشرع الالهي هي (العدل) حتى مع من نكن لهم البغض والكراهية قال تعالى:
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة : 8 )
معاييرالحياة تقول انه بالعدل يستقيم الواقع الكوني.. وأرسل الله الرسل (ليقوم الناس بالقسط ).. أي العدل.. حينما يسود الظلم يكون الواقع كريه وغير مقبول.. على اي من الجهات.. فالوضع كما وصفه جورج اورويل في روايته animalfarm مزرعة الحيوانات ..وهي عملية إسقاط على الواقع الاجتماعي مستعملا فيه الرمز .. وبالفعل في غياب شرع الله نحن نعيش واقع تربية المواشي .. ونظرا لان فكر المواشي هو المسيطر على الأجواء مصريا وعربيا .. لا مانع أن ترى ابو غريب وغوانتنامو وابو زعبل ووادي النظرون والوادي الجديد بل ان دول الخليج العربي صارت تتبارى في بناء السجون..
ولقد هالني أن يضرب شرطي رجلا فاضلا بقامة قاضي بالشلوت .. إلا ان المنحنى زرائبيا قد وصل إلى مرتقى صعبا يصعب معالجته.. فالشرطي كان من تربية المواشي بلا شك.. ولا مانع ان يكون القاضى حاصلا على دكتوراه في القانون الإسلامي أي بكلمات أخرى الشريعة.. او اعتبار انه يجسد ما يحمله من مباديء او فكر فنجد فكر تربية المواشي يضرب مباديء السماء بالشلوت .. على اعتبار ان قيمة الإنسان ما يحسنه كما قال الإمام علي.. فهذا قضيته العدل .. وذاك الإجرام كمسمار في نعل النظام.... وأسوأ أنواع الظلم .. أن يكون الأمن بلا أخلاق ... واقع المواشي ما زال مسيطرا .. ولا مانع ان يدخل على الخط ثقافة لحم الخنزير..
ثقافة لحم الخنزير ..!!
الهوة زادت ما بين رأس المال المتوحش والفقير والمعدم .. ولم يتبقى هناك مساحة.. للوسط.. كما قال الامام علي .. (اضرب ببصرك حيثما شئت من الناس فهل ترى إلا فقيرا يكابد فقرا أو غنيا بدل نعمة الله كفرا ). ما أن تذهب مثلا إلى مكه المكرمة وتخرج من باب الحرم تجد المباني الضخمة التي تعبر عن الرأسمالية المتوحشة وطيلة الطريق إلى الفندق تجد مئات البشر من المتسولين.. قالوا ان المشهد ممكن تراه في نيو يورك.. او دبي.. بالرغم من الضخ الهائل لمليارات النفط.. الا انهم لم يحلوا مشكلة الفقير.. قيمة الحضارة من المنظور الاسلامي الا يضيع الفقير والارملة والمسكين .. ولقد حذر الله تعالى من اكل اموال اليتامى ظلما .. (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) (النساء : 10 ) فما بالك لو اعتبر الاسلام الزكاة لليتيم والفقير كحق.. (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ) (المعارج : 24 ) (لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (المعارج : 25 )العالم اليوم في ظل العولمة.. أباطرة المال والمتسولون.. مليارات هائلة هنا وعلى الجانب الآخر متسولون لا يجدون ما يقتاتون به وهذا يعبر عن ان فكر الخنزير برأسماليته المتوحشة مسيطر على الأجواء.. على ما يبدو انها قضية عالمية.. في اطار سياسيات العولمة.. بل انني قد قرأت على الجورازلم بوست أن فقراء اليهود ممن يتسولون عند حائط (المبكى) البراق.. يتظاهرون.. ويبدو ان مصيبة الفقير اليهودي عظمى واشد نظرا لبخل اليهود وعدم منحهم الصدقة.. قال على اثرها الشاعر:
لقد رماني الدهر في حر مسغبة ***كرمية الدينار في كف اليهودي
ثقافة لحم الخنزير تسيطر عالميا.. وما يعنينا هو الساحة الاسلامية.. ولا اعرف ما هي الغاية في ضيعة الفقير والمسكين واستحواذ قلة على المليارات في عالم فقد أواصر الإسلام والرحمة .. وكان مربط الفرس ما قاله الإمام على (ما جاع جائع إلا من تخمة غني )..عادة الخنزير كثيف الجلد حتى قيل أن أشعة اكس لا تخترقة .. فينسحب سلوكا في الرأسمالية المتوحشة في مسالك الأغنياء ..كما يقول العوام كثيف الجلد .. وخاصة في شهر الرحمة والزكاة .. والفقير ضائع في العالم الإسلامي .. وصار رغيف الخبز صعب المنال في مصر.. لحم الخنزير دخل على الخط . وصارت ثقافته تسيطر على الأجواء . ولا مانع ان أرى ..في مسلسل (نور) .. ان مهند ولميس في (سنوات الضياع) .. كلاهما قد أقاما علاقات غير شرعية (زنا) قبل الزواج وخرج لنا اليوم في بني يعرب عطور لمهند ولميس.. مهند أنجب ابنا من زنا ولميس أنجبت ابنا من زنا.. ومع ذلك العالم العربي يستورد إفرازات لحم الخنزير العلماني من تركيا.... واعتقد أن الخنزير يعيش عصره الذهبي.. وفكر تربية المواشي التابع لسياسة رعاة البقر في أمريكا.. له دور كبير في سياق العولمة.
يحكي لي خبير في المصارعة الحرة والرومانية وهو من بلغاريا كنت أقوم بترجمة فورية لمحاضرات ألقاها.. وعادة ما يكون هناك أحاديث جانبية ممتعة ترى خلالها ماذا يحدث من أفكار في العالم ذكر لي الخبير انه في زيارته إلى اليابان تناول وجبة رائعة من لحم الخنزير.. وكان طعمه حسب تصوره رائعا.. وتساءل هو عن السبب.. فقالوا له انهم يسقون تلك الخنازير البيرة ويقومون لها بالتدليك (المساج) .. وعلى الجانب الآخر عندما زار الرجل فيتنام أكل هناك كلاب وكان طعمها رائعا أيضا.. فالوا له أنهم يضربونها قبل الذبح حتى يتجلط الدم بين ثنايا الأنسجة فيكون طعما رائعا.. وكانت دهشة الرجل ان الخنزير يشرب البيره ويعالجوه تدليكا في اليابان والكلاب تضرب ضربا مبرحا في فيتنام.. قبل الذبح.. طبعا.. بالرغم ان الله تعالى كرم بني ادم .. (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء : 70 ) اعتقد ان حال المواطن العربي في ظل أنظمة الاستبداد الحالية أشبه بحال الكلاب في فيتنام.. بهدلة فوق الطاقة والتحمل وتنتهي إلى الذبح.. في نهاية المطاف.. تحياتي إلى كل من عاملهم الاستبداد في السجون معاملة الكلاب في فيتنام.. وأقول لكل أحبتي ممن استشعروا برودة القيد يوما.. كل عام وانتم بخير.

ما أوسخكم ..!!
قالوان لم تستح فاصنع ما شئت، ولكن أنظمتنا لا تستحي، فكان ما كان ان منعوا القافلة عن غزة بالامس والقوا القبض على الشرفاء كيلا يكسروا الحصار.... وبدت الخيانة عارية تحت وجه الشمس.. ان القوم يستميتون دون إسرائيل.. وأنهم ضد غزة المسلمة الحزينة.. حيث الحصار.. قومنا متصهينون.. ما في ذلك شك.. نريد ان نختصر الموقف في كلمتين.. كما قال العرب ان البلاغة هي الإيجاز.. ترى ماذا يليق بهذا الواقع الخائن الحائض.. لم أجد في قاموسي الذهني إلا كلمة ما أوسخكم.. فهي قد تختزل الكثير مما قد يقال.
كمثل كل مصري ضربت رأس هذا الأمر وانفه وحاولت استخلاص أي معالجة ذهنية تبرر حصار غزة التي تموت جوعا.. أو فتاوى ابن أبي جمعة وزقزوقنا طيب الله تراه.. حاولت أن أجد تبريرا لكل ما هو كائن على الساحة المصرية ومعاناة الشعب حيث يموت تجويعا ولا يجد رغيف الخبز في وقت يعاني فيه اللصوص من تخمة السرقة والنهب المنظم.. هذا الشعب العظيم الذي أصبح لا يجد قوت يومه حاولت أن أجد تبريرا لما هو كائن في العراق.. وكيف أن الحقد العربي على العراق وصل إلى منتهاه وتساءلت: أهذا ما يستحقه شعب مصر ؟! أهذا ما تستحقه غزة ؟ أهذا ما يستحقه العراق ؟ ان فسادنا عابر للحدود والقارات .. حتى وصل إلى دبي ليقتل سوزان تميم..
فسادنا عابر للحدود والقارات.. تلظى بناره الاقارب قبل الأباعد.. فسادنا هو الذي باع العراق ومرر القتلة وادخلوا كل زناة الليل إلى غرفتها.. ورفعوا خناجرهم وانتفخوا شرفا وصرخوا فيها ان تسكت صونا للعرض.. واقعنا بلغ شأوا كبيرا من الخيانة.. للعروبة والإسلام وللمصير.. حاولت أن افهم حكامنا العرب.. بالرغم من أنهم قضية ليست عويصة الى هذا الحد.. بل ربما يفهمها أي قارئ للقران الكريم تلى قوله تعالى ( ومن يتولهم منكم فانه منهم ) عيبنا أننا لا نسحب القران على الواقع السياسي.. ولو سحبناه لانتهينا من المعضلات.. ولفهمنا أحوال الخونة من الحكام على نحو جيد.. أي ان حكامنا منهم.. ما الفرق بين اولمرت ومبارك.. وكلاهما يحاصر غزة.. ولا فارق بين مبارك وجورج بوش هو الذي شاركه في قتل العراق.. ما التبرير على أن تتآمر على أخيك المسلم وتطعنة في الظهر نيابة عن اولمرت وشارون.. ايها السادة: إن شارون يحكمنا من القاهرة. هذا خلاصة الأمر. شارون لم يمت.. حاولت أن افهم النظام المصري.. وقتل الإسلاميين تحت التعذيب.. قضايا عصية على الاستيعاب.. من منطلقات نخوات العرب ومجدها الغابر.. ولكن في واقع العار ليس بمعضلة.. كيف لهذا الواقع العربي الحائض ان يكون داعرا ديوثا على هذا النحو ويقر الخبث في أهله.. بل وتعلنها إسرائيل إنها ستغتصب الأسيرات الفلسطينيات.. ولم تتحرك لهم نخوة أو غيرة او حمية.. إلا لأنهم يهود.. فلقد نقلت التقارير ان هناك اكثر من غوانتامو وابو غريب عربي في حدود العرب الإقليمية في مصر والاردن.. وليس في جزر كوبا أو بلاد واق الواق .... كيف اشترك في حصار قومي وأهلي وناسي.. وفي أي مقابل.. ما أسوا أن يبيع الإنسان نفسه والاسوا ألا يقبض الثمن.. كيف للحكام العرب أن يكونوا أداة طيعة في يد اولمرت اليهودي او جورج بوش الصهيونى الصليبي.. ينفذون أجندة الكفر بحذافيرها وان كانت بيعا للأوطان.. ومنتهى الكلام .. ان العرب لا يستحون.. ولو كان ثمة حياء لماتوا منذ زمن بعيد.. ذروة الموت أن تموت المروءات.
العرب كما قال نزار متى يعلنون وفاة العرب؟ كان من المستحيل بالأمس أن تجد عربيا بلا مروءة فالمروءة عند العرب دين.. فلقد قال المصطفى لا دين بلا مروءة.. وقال العرب أن لزوم المساجد من مروءة المسلم.
فالعروبة شهامة وتجريد السيف حين يضام الدين والوطن.. فما كان له ان يغمدا. لا يسمح العربي بالأمس عموما بشيء اسمه المساومة على الكبرياء.. ولكن كبرياءنا وشرفنا العربي في غزة مشكوك فيه وكبرياءنا وشرفنا في العراق مشكوك فيه.. وكبرياءنا تجاه طهران ودمشق يشاور عقله نعم.. أن اليهود يحكموننا من القاهرة وجورج بوش يحكمنا من قصر النزهة.. كيف وصلت المهزلة ان تخرج المظاهرات للدفاع عن غزة.. ولا يكون هذا سلوكا نابعا من قناعات النظام نفسه لما يمليه عليه موقع مصر الديني والاخلاقي.. الا ان كان للنظام قناعات صهيونية لا نعرفها.. كيف يتسنى للشعوب ان تقبل التلاعب بقضاياها المصيرية على هذا النحو.. ثمة قضايا في حياة البشر لا دخل للتساوم بها.. آو لمجرد التفكير لطرحها على بساط النقاش.. فكيف بالأزهر يتفاوض مع الفاتيكان على أسس أن القران ليس بنص الهي.. وكيف بحكامنا يتساومون مع اليهود على شرف الفلسطينيات.. ودم الشهداء.
إن ثغورنا بالفعل مهددة وقلاعنا مستباحة.. إن القرار المصري ليس مصريا قح بقدر ما هو يهودي وحاشى وكلا أن يكون إسلاميا بعد أن أعلن ولاؤه لإسرائيل ووقف مع اليهود حصارا وتجويعا ضد غزة المسلمة.. إن حكامنا صهيونيون أكثر من هرتزل وملكيون أكثر من الملك.. ومتأمركون أكثر من جورج بوش.. لا يمكن أن نجد تفسيرا ومبررا إلا أن العرب.. تخلوا عن منظومة الشرف الغابر وتخلت قريش عن خيلاءها وبني تغلب عن فروسيتهم وأصبحوا دمى في أيدي بني الأصفر من الروم.. العرب باعوا شرفهم في غزة و القدس وبغداد وهاهم يساومون بعضهم البعض خلسة على بيع دمشق وبيع طهران.. عرب كما يقول العوام ( ملتهم تائهه) وربما كان مصطلح مصري دارج ويقابله في النص الإلهي المنزل.. (في ريبهم يترددون) او امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) (النساء : 137 ) العرب ما زالوا عند جاهلية ما قبل الإسلام غساسنة ومناذرة العرب.. يتعاطون بمنطق الخيانة واخذ العمولة.. فكل العرب اليوم يتساومون على اخذ العمولة على بيع دمشق وطهران كما باعوا العراق بالأمس.. العرب بالامس كانوا يستحون من العار.. اما عرب اليوم فهم العار نفسه.. انهم عورة مغلظة.. العرب .. لا مانع اليوم ان يبيعوا المجد الغابر والمروءة والأخلاق والأجيال والدين أيضا هاهم يبيعونه للفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي.. ماذا استبقيتم للشعوب بالله عليكم !؟..عمر افندي والبنوك حتى بنك مصر قد باعوه.. أو في طور البيع.. ايها السادة.. في حياة البشر عبر التاريخ.. ثمة أشياء لا تباع.. وان كان ثمن الرفض هو الدماء.. ثمة أشياء لا تفاوض عليها وان كان الثمن هو الدماء.. فماذا تبقى لكم لم يدرجوه على جدول البيع.
يبدو ان العرب في حالة من اللاوعي.. انهم.. لا يستوعبون ان هذه الشعوب تدين بالإسلام لا بالتلمود.. يبدو أن اللقاءات السرية الحميمة والطقوس الماسونية مع اولمرت وشارون وجورج بوش وحميم العلاقة مع الكفر قد أنستهم حقائق لابد من إدراكها وهي أن هذه الشعوب تدين بالإسلام وان هذه الشعوب حتما لا تقبل المساومة على الشرف الغابر ومجد التاريخ وأيضا لها القدرة أن تقلب الطاولة.. وحال قلبت الطاولة سيفيق هؤلاء المسئولون من أبناء الماسون.. اجل العرب قد اسقطوا من حساباتهم.. أننا مسلمون نؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا. ايها السادة.. ان شارون لم يرحل عن الساحة.. فهو الذي يحاصر غزة وجيوشه ما زالت قابعة في امن الدولة المصري ..يقتلون الشعب المصري تحت التعذيب ويعتقلون ويستجوبون رجال حماس على الحدود كي يدلوا لهم بأخبار عن شاليط من هنا نفيد ان قوانين الأرض وشريعة السماء تقول أن الخيانة جريمة وعار على الأعقاب تحمله الذرية.. ولعنة يوم الحساب.. نعم ندرك ان الخونة لهم حسابات أخرى غير ذلك في سويسرا.. ولكن هذا لن يغير من الحق شيئا.. ولا يمكن أن يستمر هذا النوع من العار والأيام القادمة بالفعل حبالى مثقلات.. وانتظروا ونحن معكم منتظرون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.