رئيس جامعة أسيوط يفتتح المعرض والحفل السنوي للأقسام العلمية بكلية التربية النوعية    البنوك تحقق أرباحا بقيمة 152.7 مليار جنيه خلال 3 أشهر    في أول هجوم نهارا.. إسرائيل تعلن إطلاق إيران صواريخ نحوها وتفعيل حالة التأهب في عدة مناطق    كريم رمزي: مروان عطية نجح في ايقاف خطورة ميسي    توقعات بتأثيرات سلبية على سلاسل الإمداد العالمية بسبب الضربات الإسرائيلية الإيرانية    محافظ المنيا عن امتحانات الثانوية العامة: اليوم الأول مر بلا شكاوى    دينا نبيل عثمان رئيسًا لقناة النيل الدولية Nile TV    لطيفة تؤجل طرح ألبومها الجديد بسبب وفاة شقيقها: الله يرحمك يا روحي    دعاء دخول امتحان الثانوية العامة لراحة القلب وتيسير الإجابة    تجديد تعيين جيهان رمضان مديرا عاما للحسابات والموازنة بجامعة بنها    صحيفة أحوال المعلم 2025 برابط مباشر مع الخطوات    إيران تنفي إرسال أيّ طلب إلى قبرص لنقل «رسائل» إلى إسرائيل    تأجيل نهائي كأس أمير الكويت لأجل غير مسمى بسبب أحداث المنطقة    محافظ الشرقية يستقبل أسقف ميت غمر ودقادوس وبلاد الشرقية والوفد الكنسي المرافق    المصرف المتحد الأفضل للحلول الاستثمارية في مصر خلال 2025    إحالة أوراق المتهم بخطف طفل وقتله لسرقة دراجته في الشرقية إلى المفتي    ضبط 4 أطنان سلع مجهولة المصدر في حملة تموينية مكبرة بمركز ومدينة بسيون    مدبولى: مخطط طرح أول المطارات المصرية للإدارة والتشغيل قبل نهاية العام الجاري    رئيس مجلس الدولة يفتتح فرع توثيق مجمع المحاكم بالأقصر    ما يقرب من 2 مليون.. تعرف على إجمالي إيرادات فيلم "المشروع X"    احذر عند التعامل معهم.. أكثر 3 أبراج غضبًا    تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل.. دمار واسع ومخاوف من موجة هجمات جديدة    فيلم "شرق 12" يشارك في الدورة الثامنة من أيام القاهرة السينمائية    مكتبة الإسكندرية تطلق أحدث جوائزها للمبدعين الشباب    استمرار أعمال توريد القمح بتوريد 508 آلاف طن قمح منذ بدء موسم 2025 بالمنيا    لطلبة الثانوية العامة.. تناول الأسماك على الغداء والبيض فى الفطار    طب قصر العيني تُحقق انجازًا في الكشف المبكر عن مضاعفات فقر الدم المنجلي لدى الأطفال    قوافل الأحوال المدنية تواصل تقديم خدماتها للمواطنين بالمحافظات    في عيد ميلاده ال33.. محمد صلاح يخلد اسمه في سجلات المجد    بالأرقام.. كل ما قدمه أحمد زيزو في أول ظهور رسمي له بقميص الأهلي في مونديال الأندية    ماشى بميزان فى سيارته.. محافظ الدقهلية يستوقف سيارة أنابيب للتأكد من الوزن    قرارات إزالة لمخالفات بناء وتعديات بالقاهرة وبورسعيد والساحل الشمالي    شكوك حول مشاركة محمد فضل شاكر بحفل ختام مهرجان موازين.. أواخر يونيو    "لا للملوك": شعار الاحتجاجات الرافضة لترامب بالتزامن مع احتفال ذكرى تأسيس الجيش الأمريكي    النواب يحذر من تنظيم مسيرات أو التوجه للمناطق الحدودية المصرية دون التنسيق المسبق    حزب العدل والمساواة يعقد اجتماعًا لاستطلاع الآراء بشأن الترشح الفردي لمجلس الشيوخ    يسري جبر يوضح تفسير الرؤيا في تعذيب العصاة    "برغوث بلا أنياب".. ميسي يفشل في فك عقدة الأهلي.. ما القصة؟    حسين لبيب يعود إلى نادي الزمالك لأول مرة بعد الوعكة الصحية    جامعة القاهرة تنظم أول ورشة عمل لمنسقي الذكاء الاصطناعى بكليات الجامعة ومعاهدها    محافظ أسيوط: استمرار حملات تطهير الترع لضمان وصول المياه إلى نهاياتها    محافظ أسيوط يشهد فعاليات اليوم العلمي الأول للتوعية بمرض الديمنشيا    «خلافات أسرية».. «الداخلية» تكشف ملابسات مشاجرة بالأسلحة البيضاء في البحيرة    انقلاب ميكروباص يقل 14 من مراقبي الثانوية العامة وإصابة 7 بسوهاج    البابا تواضروس يترأس قداس الأحد الثاني من بؤونة بكنيسة العذراء والشهيدة مارينا بالعلمين (صور)    دراسة: لقاح كوفيد يحمى من تلف الكلى الشديد    الأردن يعلن إعادة فتح مجاله الجوي بعد إجراء تقييم للمخاطر    أخر موعد للتقديم لرياض الأطفال بمحافظة القاهرة.. تفاصيل    التعليم العالى: المؤتمر ال17 لمعهد البحوث الطبية يناقش أحدث القضايا لدعم صحة المجتمع    توافد طلاب الدقهلية لدخول اللجان وانطلاق ماراثون الثانوية العامة.. فيديو    تعرض مقر وزارة الدفاع الإيرانية في طهران لهجوم إسرائيلي    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    الغارات الإسرائيلية على طهران تستهدف مستودعا للنفط    أصل التقويم الهجري.. لماذا بدأ من الهجرة النبوية؟    لافتة أبو تريكة تظهر في مدرجات ملعب مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    موعد مباراة الأهلي وإنتر ميامي والقنوات الناقلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لسنا اسعد حالا من الكلاب في فيتنام ..!!
نشر في الشعب يوم 08 - 10 - 2008


بقلم: عبد الرحمن عبد الوهاب


- وما زالت الحياة على مفترق طرق .. ما بين نقيضين .. واتجاهين متضادين .. الاتجاه الأول كان درب الأنبياء الكرام الذين جاءوا بمبادئ السماء ليسمو بها الجنس البشري عن ثقلة الأرض والطين .. ويرتقي قيمة ونوعا ..من خلال مبادئ السماء .. و لقد تربى الأنبياء الكرام على عين الله وبصره ( ولتصنع على عيني ) من هنا كان الأنبياء الكرام بمثابة القمة والصفوة من البشر .. حتى في معالجة الأنبياء للواقع الكوني من خلال السيف كان احتكاما على أخلاق و فروسية وشيم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) و الكون من خلال الطغاة كان على النقيض .. وهو خلاصة ( تربية مواشي) . في المشرق و(تربية خنازير) في الغرب ..قيمة الحياة وروعتها بذروتها السامقة في الإيمان بإله عظيم له المجد المطلق .. ولنتخيل مدى المجد الإلهي انه تعالى يجيب دعوة المضطر حتى وان كان كافرا .. بل جبريل ينزل من السماء ليبريء يهوديا بالرغم ان اليهود( أعداء الله ) ويجرم أنصاريا بالرغم انه من( أنصار الله ).. من هنا كانت القيمة العظمى في الشرع الالهي هي (العدل) حتى مع من نكن لهم البغض والكراهية قال تعالى:
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة : 8 )
معاييرالحياة تقول انه بالعدل يستقيم الواقع الكوني.. وأرسل الله الرسل (ليقوم الناس بالقسط ).. أي العدل.. حينما يسود الظلم يكون الواقع كريه وغير مقبول.. على اي من الجهات.. فالوضع كما وصفه جورج اورويل في روايته animalfarm مزرعة الحيوانات ..وهي عملية إسقاط على الواقع الاجتماعي مستعملا فيه الرمز .. وبالفعل في غياب شرع الله نحن نعيش واقع تربية المواشي .. ونظرا لان فكر المواشي هو المسيطر على الأجواء مصريا وعربيا .. لا مانع أن ترى ابو غريب وغوانتنامو وابو زعبل ووادي النظرون والوادي الجديد بل ان دول الخليج العربي صارت تتبارى في بناء السجون..
ولقد هالني أن يضرب شرطي رجلا فاضلا بقامة قاضي بالشلوت .. إلا ان المنحنى زرائبيا قد وصل إلى مرتقى صعبا يصعب معالجته.. فالشرطي كان من تربية المواشي بلا شك.. ولا مانع ان يكون القاضى حاصلا على دكتوراه في القانون الإسلامي أي بكلمات أخرى الشريعة.. او اعتبار انه يجسد ما يحمله من مباديء او فكر فنجد فكر تربية المواشي يضرب مباديء السماء بالشلوت .. على اعتبار ان قيمة الإنسان ما يحسنه كما قال الإمام علي.. فهذا قضيته العدل .. وذاك الإجرام كمسمار في نعل النظام.... وأسوأ أنواع الظلم .. أن يكون الأمن بلا أخلاق ... واقع المواشي ما زال مسيطرا .. ولا مانع ان يدخل على الخط ثقافة لحم الخنزير..
ثقافة لحم الخنزير ..!!
الهوة زادت ما بين رأس المال المتوحش والفقير والمعدم .. ولم يتبقى هناك مساحة.. للوسط.. كما قال الامام علي .. (اضرب ببصرك حيثما شئت من الناس فهل ترى إلا فقيرا يكابد فقرا أو غنيا بدل نعمة الله كفرا ). ما أن تذهب مثلا إلى مكه المكرمة وتخرج من باب الحرم تجد المباني الضخمة التي تعبر عن الرأسمالية المتوحشة وطيلة الطريق إلى الفندق تجد مئات البشر من المتسولين.. قالوا ان المشهد ممكن تراه في نيو يورك.. او دبي.. بالرغم من الضخ الهائل لمليارات النفط.. الا انهم لم يحلوا مشكلة الفقير.. قيمة الحضارة من المنظور الاسلامي الا يضيع الفقير والارملة والمسكين .. ولقد حذر الله تعالى من اكل اموال اليتامى ظلما .. (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) (النساء : 10 ) فما بالك لو اعتبر الاسلام الزكاة لليتيم والفقير كحق.. (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ) (المعارج : 24 ) (لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (المعارج : 25 )العالم اليوم في ظل العولمة.. أباطرة المال والمتسولون.. مليارات هائلة هنا وعلى الجانب الآخر متسولون لا يجدون ما يقتاتون به وهذا يعبر عن ان فكر الخنزير برأسماليته المتوحشة مسيطر على الأجواء.. على ما يبدو انها قضية عالمية.. في اطار سياسيات العولمة.. بل انني قد قرأت على الجورازلم بوست أن فقراء اليهود ممن يتسولون عند حائط (المبكى) البراق.. يتظاهرون.. ويبدو ان مصيبة الفقير اليهودي عظمى واشد نظرا لبخل اليهود وعدم منحهم الصدقة.. قال على اثرها الشاعر:
لقد رماني الدهر في حر مسغبة ***كرمية الدينار في كف اليهودي
ثقافة لحم الخنزير تسيطر عالميا.. وما يعنينا هو الساحة الاسلامية.. ولا اعرف ما هي الغاية في ضيعة الفقير والمسكين واستحواذ قلة على المليارات في عالم فقد أواصر الإسلام والرحمة .. وكان مربط الفرس ما قاله الإمام على (ما جاع جائع إلا من تخمة غني )..عادة الخنزير كثيف الجلد حتى قيل أن أشعة اكس لا تخترقة .. فينسحب سلوكا في الرأسمالية المتوحشة في مسالك الأغنياء ..كما يقول العوام كثيف الجلد .. وخاصة في شهر الرحمة والزكاة .. والفقير ضائع في العالم الإسلامي .. وصار رغيف الخبز صعب المنال في مصر.. لحم الخنزير دخل على الخط . وصارت ثقافته تسيطر على الأجواء . ولا مانع ان أرى ..في مسلسل (نور) .. ان مهند ولميس في (سنوات الضياع) .. كلاهما قد أقاما علاقات غير شرعية (زنا) قبل الزواج وخرج لنا اليوم في بني يعرب عطور لمهند ولميس.. مهند أنجب ابنا من زنا ولميس أنجبت ابنا من زنا.. ومع ذلك العالم العربي يستورد إفرازات لحم الخنزير العلماني من تركيا.... واعتقد أن الخنزير يعيش عصره الذهبي.. وفكر تربية المواشي التابع لسياسة رعاة البقر في أمريكا.. له دور كبير في سياق العولمة.
يحكي لي خبير في المصارعة الحرة والرومانية وهو من بلغاريا كنت أقوم بترجمة فورية لمحاضرات ألقاها.. وعادة ما يكون هناك أحاديث جانبية ممتعة ترى خلالها ماذا يحدث من أفكار في العالم ذكر لي الخبير انه في زيارته إلى اليابان تناول وجبة رائعة من لحم الخنزير.. وكان طعمه حسب تصوره رائعا.. وتساءل هو عن السبب.. فقالوا له انهم يسقون تلك الخنازير البيرة ويقومون لها بالتدليك (المساج) .. وعلى الجانب الآخر عندما زار الرجل فيتنام أكل هناك كلاب وكان طعمها رائعا أيضا.. فالوا له أنهم يضربونها قبل الذبح حتى يتجلط الدم بين ثنايا الأنسجة فيكون طعما رائعا.. وكانت دهشة الرجل ان الخنزير يشرب البيره ويعالجوه تدليكا في اليابان والكلاب تضرب ضربا مبرحا في فيتنام.. قبل الذبح.. طبعا.. بالرغم ان الله تعالى كرم بني ادم .. (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء : 70 ) اعتقد ان حال المواطن العربي في ظل أنظمة الاستبداد الحالية أشبه بحال الكلاب في فيتنام.. بهدلة فوق الطاقة والتحمل وتنتهي إلى الذبح.. في نهاية المطاف.. تحياتي إلى كل من عاملهم الاستبداد في السجون معاملة الكلاب في فيتنام.. وأقول لكل أحبتي ممن استشعروا برودة القيد يوما.. كل عام وانتم بخير.

ما أوسخكم ..!!
قالوان لم تستح فاصنع ما شئت، ولكن أنظمتنا لا تستحي، فكان ما كان ان منعوا القافلة عن غزة بالامس والقوا القبض على الشرفاء كيلا يكسروا الحصار.... وبدت الخيانة عارية تحت وجه الشمس.. ان القوم يستميتون دون إسرائيل.. وأنهم ضد غزة المسلمة الحزينة.. حيث الحصار.. قومنا متصهينون.. ما في ذلك شك.. نريد ان نختصر الموقف في كلمتين.. كما قال العرب ان البلاغة هي الإيجاز.. ترى ماذا يليق بهذا الواقع الخائن الحائض.. لم أجد في قاموسي الذهني إلا كلمة ما أوسخكم.. فهي قد تختزل الكثير مما قد يقال.
كمثل كل مصري ضربت رأس هذا الأمر وانفه وحاولت استخلاص أي معالجة ذهنية تبرر حصار غزة التي تموت جوعا.. أو فتاوى ابن أبي جمعة وزقزوقنا طيب الله تراه.. حاولت أن أجد تبريرا لكل ما هو كائن على الساحة المصرية ومعاناة الشعب حيث يموت تجويعا ولا يجد رغيف الخبز في وقت يعاني فيه اللصوص من تخمة السرقة والنهب المنظم.. هذا الشعب العظيم الذي أصبح لا يجد قوت يومه حاولت أن أجد تبريرا لما هو كائن في العراق.. وكيف أن الحقد العربي على العراق وصل إلى منتهاه وتساءلت: أهذا ما يستحقه شعب مصر ؟! أهذا ما تستحقه غزة ؟ أهذا ما يستحقه العراق ؟ ان فسادنا عابر للحدود والقارات .. حتى وصل إلى دبي ليقتل سوزان تميم..
فسادنا عابر للحدود والقارات.. تلظى بناره الاقارب قبل الأباعد.. فسادنا هو الذي باع العراق ومرر القتلة وادخلوا كل زناة الليل إلى غرفتها.. ورفعوا خناجرهم وانتفخوا شرفا وصرخوا فيها ان تسكت صونا للعرض.. واقعنا بلغ شأوا كبيرا من الخيانة.. للعروبة والإسلام وللمصير.. حاولت أن افهم حكامنا العرب.. بالرغم من أنهم قضية ليست عويصة الى هذا الحد.. بل ربما يفهمها أي قارئ للقران الكريم تلى قوله تعالى ( ومن يتولهم منكم فانه منهم ) عيبنا أننا لا نسحب القران على الواقع السياسي.. ولو سحبناه لانتهينا من المعضلات.. ولفهمنا أحوال الخونة من الحكام على نحو جيد.. أي ان حكامنا منهم.. ما الفرق بين اولمرت ومبارك.. وكلاهما يحاصر غزة.. ولا فارق بين مبارك وجورج بوش هو الذي شاركه في قتل العراق.. ما التبرير على أن تتآمر على أخيك المسلم وتطعنة في الظهر نيابة عن اولمرت وشارون.. ايها السادة: إن شارون يحكمنا من القاهرة. هذا خلاصة الأمر. شارون لم يمت.. حاولت أن افهم النظام المصري.. وقتل الإسلاميين تحت التعذيب.. قضايا عصية على الاستيعاب.. من منطلقات نخوات العرب ومجدها الغابر.. ولكن في واقع العار ليس بمعضلة.. كيف لهذا الواقع العربي الحائض ان يكون داعرا ديوثا على هذا النحو ويقر الخبث في أهله.. بل وتعلنها إسرائيل إنها ستغتصب الأسيرات الفلسطينيات.. ولم تتحرك لهم نخوة أو غيرة او حمية.. إلا لأنهم يهود.. فلقد نقلت التقارير ان هناك اكثر من غوانتامو وابو غريب عربي في حدود العرب الإقليمية في مصر والاردن.. وليس في جزر كوبا أو بلاد واق الواق .... كيف اشترك في حصار قومي وأهلي وناسي.. وفي أي مقابل.. ما أسوا أن يبيع الإنسان نفسه والاسوا ألا يقبض الثمن.. كيف للحكام العرب أن يكونوا أداة طيعة في يد اولمرت اليهودي او جورج بوش الصهيونى الصليبي.. ينفذون أجندة الكفر بحذافيرها وان كانت بيعا للأوطان.. ومنتهى الكلام .. ان العرب لا يستحون.. ولو كان ثمة حياء لماتوا منذ زمن بعيد.. ذروة الموت أن تموت المروءات.
العرب كما قال نزار متى يعلنون وفاة العرب؟ كان من المستحيل بالأمس أن تجد عربيا بلا مروءة فالمروءة عند العرب دين.. فلقد قال المصطفى لا دين بلا مروءة.. وقال العرب أن لزوم المساجد من مروءة المسلم.
فالعروبة شهامة وتجريد السيف حين يضام الدين والوطن.. فما كان له ان يغمدا. لا يسمح العربي بالأمس عموما بشيء اسمه المساومة على الكبرياء.. ولكن كبرياءنا وشرفنا العربي في غزة مشكوك فيه وكبرياءنا وشرفنا في العراق مشكوك فيه.. وكبرياءنا تجاه طهران ودمشق يشاور عقله نعم.. أن اليهود يحكموننا من القاهرة وجورج بوش يحكمنا من قصر النزهة.. كيف وصلت المهزلة ان تخرج المظاهرات للدفاع عن غزة.. ولا يكون هذا سلوكا نابعا من قناعات النظام نفسه لما يمليه عليه موقع مصر الديني والاخلاقي.. الا ان كان للنظام قناعات صهيونية لا نعرفها.. كيف يتسنى للشعوب ان تقبل التلاعب بقضاياها المصيرية على هذا النحو.. ثمة قضايا في حياة البشر لا دخل للتساوم بها.. آو لمجرد التفكير لطرحها على بساط النقاش.. فكيف بالأزهر يتفاوض مع الفاتيكان على أسس أن القران ليس بنص الهي.. وكيف بحكامنا يتساومون مع اليهود على شرف الفلسطينيات.. ودم الشهداء.
إن ثغورنا بالفعل مهددة وقلاعنا مستباحة.. إن القرار المصري ليس مصريا قح بقدر ما هو يهودي وحاشى وكلا أن يكون إسلاميا بعد أن أعلن ولاؤه لإسرائيل ووقف مع اليهود حصارا وتجويعا ضد غزة المسلمة.. إن حكامنا صهيونيون أكثر من هرتزل وملكيون أكثر من الملك.. ومتأمركون أكثر من جورج بوش.. لا يمكن أن نجد تفسيرا ومبررا إلا أن العرب.. تخلوا عن منظومة الشرف الغابر وتخلت قريش عن خيلاءها وبني تغلب عن فروسيتهم وأصبحوا دمى في أيدي بني الأصفر من الروم.. العرب باعوا شرفهم في غزة و القدس وبغداد وهاهم يساومون بعضهم البعض خلسة على بيع دمشق وبيع طهران.. عرب كما يقول العوام ( ملتهم تائهه) وربما كان مصطلح مصري دارج ويقابله في النص الإلهي المنزل.. (في ريبهم يترددون) او امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) (النساء : 137 ) العرب ما زالوا عند جاهلية ما قبل الإسلام غساسنة ومناذرة العرب.. يتعاطون بمنطق الخيانة واخذ العمولة.. فكل العرب اليوم يتساومون على اخذ العمولة على بيع دمشق وطهران كما باعوا العراق بالأمس.. العرب بالامس كانوا يستحون من العار.. اما عرب اليوم فهم العار نفسه.. انهم عورة مغلظة.. العرب .. لا مانع اليوم ان يبيعوا المجد الغابر والمروءة والأخلاق والأجيال والدين أيضا هاهم يبيعونه للفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي.. ماذا استبقيتم للشعوب بالله عليكم !؟..عمر افندي والبنوك حتى بنك مصر قد باعوه.. أو في طور البيع.. ايها السادة.. في حياة البشر عبر التاريخ.. ثمة أشياء لا تباع.. وان كان ثمن الرفض هو الدماء.. ثمة أشياء لا تفاوض عليها وان كان الثمن هو الدماء.. فماذا تبقى لكم لم يدرجوه على جدول البيع.
يبدو ان العرب في حالة من اللاوعي.. انهم.. لا يستوعبون ان هذه الشعوب تدين بالإسلام لا بالتلمود.. يبدو أن اللقاءات السرية الحميمة والطقوس الماسونية مع اولمرت وشارون وجورج بوش وحميم العلاقة مع الكفر قد أنستهم حقائق لابد من إدراكها وهي أن هذه الشعوب تدين بالإسلام وان هذه الشعوب حتما لا تقبل المساومة على الشرف الغابر ومجد التاريخ وأيضا لها القدرة أن تقلب الطاولة.. وحال قلبت الطاولة سيفيق هؤلاء المسئولون من أبناء الماسون.. اجل العرب قد اسقطوا من حساباتهم.. أننا مسلمون نؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا. ايها السادة.. ان شارون لم يرحل عن الساحة.. فهو الذي يحاصر غزة وجيوشه ما زالت قابعة في امن الدولة المصري ..يقتلون الشعب المصري تحت التعذيب ويعتقلون ويستجوبون رجال حماس على الحدود كي يدلوا لهم بأخبار عن شاليط من هنا نفيد ان قوانين الأرض وشريعة السماء تقول أن الخيانة جريمة وعار على الأعقاب تحمله الذرية.. ولعنة يوم الحساب.. نعم ندرك ان الخونة لهم حسابات أخرى غير ذلك في سويسرا.. ولكن هذا لن يغير من الحق شيئا.. ولا يمكن أن يستمر هذا النوع من العار والأيام القادمة بالفعل حبالى مثقلات.. وانتظروا ونحن معكم منتظرون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.