استضافت مدرسة الشحانية الإعدادية الثانوية المستقلة للبنين ،بالدوحة، العاصمة القطرية،الصحفي البارز الأستاذ أسامه شرشر رئيس تحرير جريدة النهار المصرية ، حيث ألقى محاضرة بعنوان :دور الصحافة في العصر الحديثتأتي هذه المحاضرة ضمن خطة الأنشطة اللامنهجية لجماعة الصحافة المدرسية من قسم اللغة العربية والتي يشرف عليها أ. جمال علوش ، كان في مقدمة مستقبلي الأستاذ شرشر مدير المدرسة و صاحب الترخيص أ. سعيد سالم النابت والذي شكر للضيف تلبيته الدعوة ، وحرصه على الحضور رغم إنشغاله ، وصرح السيد مدير المدرسة في مستهل كلمته الترحيبية بالضيف الكبيروقال : إننا في غاية السعادة و نحن نلتقي فارساً من فرسان القلم الصادق ، يحاضر في أبناءنا الطلاب ليزودهم بشيء من خبراته العريقة في مجال خدمة صاحبة الجلالة ، لا سيما أن الضيف الفاضل معروف بكتاباته التي تتسم بالموضوعية بعيداً عن التشنج أو التعصب البغيض ، وكان له دور بارز في تقريب وجهات النظر بين الشعوب العربية لا سيما وقت الأزمات و نشوب الحروب الكلامية و التلاسن عبر الصحف ، و أضاف أ. النابت أن الضيف الكريم يتمتع بحس الصحفي الملتزم بمعايير أخلاقية تمنعه من اتخاذ سبيل مشبوه في كتاباته بهدف الشهرة بل على العكس تماماً فكانت موضوعيته هي سبب شهرته ، في واحدة من أخطر المهن و هي السلطة الأولى لأنها سلطة الشعب .و أثنى السيد النابت على الضيف الكريم قائلاً إن طلابنا اليوم أمام فرصة كبيرة وهم يلتقون علماً من أعلام الصحافة العربية النظيفة ، لينهلوا من علمه وخبرته ، لا سيما مع وجود جماعة الصحافة في المدرسة والتي تخطو خطواتها الأولى في مجال العمل الصحفي ، ودعا أبناءه الطلاب إلى الاستفادة من الضيف الكبير وتسجيل ملاحظاتهم ليتمكنوا من محاورة الضيف بعد نهاية حديثه .هذا و ترأس منصة المحاضرين أ. علي الفقي/ منسق اللغة العربية ، والذي رحب بالضيف الكريم و أثنى على سمعته كصحفي بارز في مصر و العالم العربي ، و أكد أهمية أن يتعرف الطلاب وعن كثب أهم ملامح العمل الصحفي ، ومعوقاته و تجاربه المتعددة ، و الظروف التي تساعد الصحفي على صقل شخصيته المهنية و رقي لغته الصحفية لخطورة العمل الصحفي حيث أن الكلمة لا بد وأن تستند إلى الحقيقة و الواقع .بدأ الضيف الكريم محاضرته باستعراض دور الصحافة من حيث البحث عن الحقيقة وكشف الفساد و إلقاء الضوء عليه ، و تطرق إلى دور الصحافة الإلكترونية من حيث إنها ألغت الحواجز واختصرت الوقت ، ودفعت بعجلة الصحافة إلى دور خطير أكثر فأكثر فخلال ثوان فقط يعم أي خبر أرجاء العالم ، و توقع أ. شرشر غياب الصحافة الورقية في الخمس سنين المقبلة مع تعاظم دور الصحافة الإلكترونية و التي قد لا تتوافرفيها ضوابط أكبر كما الصحافة الورقية ومن هنا تأتي الخطورة ، و أشار إلى أن الصحافة الإلكترونية قد غدت لغة الحوار و أنها مكنت من انتشار الأخبار مدعمة بالصور الكثيرة و الأفلام و الصورة الحية ، ومثل على ذلك من خلال انتشار خبر وفاة شيخ الأزهر فضيلة الشيخ طنطاوي عبر العالم مع أنه توفي خارج الأراضي المصرية .وشدد الضيف المحاضر ضرورة أن يتحلى الصحفي المهني بالأخلاق العالية التي تحول دون نشر الأكاذيب أو تلفيق التهم جزافاً و ضرورة أن يستند أي خبر إلى الحقيقة ، كما و أشار إلى أن الصحفيين شركاء في تحمل المسؤولية حول مفهوم الأمن القومي لأي بلد ، و قال إن الصحفي الحقيقي هو من تسلح بالمعرفة أولاً من خلال المطالعة و القراءة و المتابعة و من يتمتع بالقدرة على التحليل و قراءة ما بين السطور ، و القدرة على توظيف التكنولوجيا في الإعداد و تحرير الأخبار الصحفية ، و أن يمارس الصحفي دوراً تنويرياً في نشر الحقيقة ، و البعد كل البعد عن تعميق الخلافات لو حدثت ، او المساهمة في تسميم الأجواء ، و أن يبتعد عن الهجوم أو التجريح لأنه يستطيع بقلمه البناء و نقده الموضوعي إيصال الفكرة التي يريدها بكل احترام على قاعدة أن الخلاف لايفسد للود قضية .و ختم الأستاذ شرشر محاضرته ، بقوله إن الصحافة قد تصبح معول الهدم في المجتمع ، ونعيق خراب لو اختطفها أو تزعمها من لا يتحلون بالأخلاق المهنية ، ومثل على الكثير من الأحداث التي ضخمت في الصحافة وكان لها أكبر الأثر السلبي بعد ذلك مثل ما حدث في أعقاب مباراة مصر و الجزائر في الدوري الإفريقي ، حيث جيش الإعلام لتغطية الخلافات في كرة القدم ، و لم يتم تجنيدها كما يجب في أحداث الهجوم على غزة .ثم استمع الأستاذ شرشر إلى أسئلة الطلاب الحضور ، مثل مقومات الصحفي الناجح ، ودور المطالعة في تنمية الحس الصحفي لدى أي مبتدئ أو هاوٍ ، وركز على دور تلاوة القرآن الكريم في تحسين الملكة اللغوية .في ختام المحاضرة تحدث أ.حسين لافي المدير الأكاديمي ، وشكر الضيف الكريم ، وأكد حرص المدرسة على توفير فرص تعليمية مختلفة هادفة ومتنوعة ، تسهم في صقل شخصية الطالب وفتح الآفاق أمامه ، وقال أرجو أن تكونوا قد استفدتم من هذه المحاضرة التي قد يصعب تكرار تنظيمها ، وشكر قسم النشاط في المدرسة و قسم اللغة العربية على الإعداد لهذا اللقاء بالضيف العزيز ، وفي الختام كرم أ. النابت مدير المدرسة الصحفي البارز بشهادة تقدير من المدرسة و قدم له شكره العميق على الحضور.