عمري في الصحافة يتجاوز عمر نظام مبارك وفيه تعاملت مع أكثر من رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة مررت خلال حياتي الصحفية بفرسان شجعان شقوا الصخر وسط قهر النظام ونظامه البوليسي البغيض وأدين لعدد ليس فليلا من رؤساء التحرير قبل سنوات ورؤساء مجالس الإدارة بالفضل .وشهدت في رحلتي حزمة ليست قليلة من المنافقين الذين ينطبق عليهم المثل المنافقون إذا خاصموا فجرواوالحقيقة لم أجد أسوأ من المجموعة التي تدير صحفنا القومية حاليا تقريبا باستثناء واحد او اثنين وفي أحسن الأحوال ثلاثة و ينطبق عليهم مع مرتبة الشرف لقب ماسحو أحذية النظامفهي الأسوأ في تاريخ الصحافة المصرية منذ صدور الوقائع المصرية إلى اليوم ..فقد رسموا صورة سيئة لإعلام مصر بتخلفهم عن الركب الإعلامي العربي والإقليمي وأصبحوا فقط حملة مباخر لنظام هش يتحكم فيه مجموعة من المغامرين تلاعبوا بمقدرات الدولة المصرية.واعتبروا هؤلاء الحفنة المتحكمة في مصير الدولة أسيادهم وهم الخدم في حضرة الفرعون ,قلبوا الحق إلى باطل والباطل إلى حق واعتبروا سرقة الدولة صفقات تنمية ونمو, ووصفوا ثورة الميدان بأبشع الصفات ورشقوهم بسم عباراتهم المسمومة وظنوا أنهم بهذا ينقذون نظاما فقد الثقة والمشروعية ,حتى موقعةالجحش بالتحرير برروها!!مارسوا أسوأ عمليات تجريف للحياة الصحفية المصرية من الموهوبين لان سيدهم أرادها صحافة علاقات عامة,وتزويق صفقات السرقة في العقار ,في اللحوم ,في الحديد ,في الاسمنت وغيرها بأنه عبقرية رجال أعمال, بينهم عازف الدرامز وبائع السجاد والكمون والكزبرة وبينهم سفاحون وقتلة أعضاء في أمانة الفساد-اقصد أمانة السياسات - .في زمن أصبحت اقرب تهمة يتم تلفيقها للشرفاء من امن النظام هى المتهم يحمل لفافة بانجو,أو صاحب سوابق وخطر على الأمن وفي أحسن الظروف غير لائق اجتماعيا ,أو مريض نفسيا أو يشارك في تنظيم لقلب نظام الحكم !!سألت أحدهم كان يعمل في مهنة علاقات عامة في وزارة للبيئة في الخليج ويتلى صحيفة يشار لها بالبنان هل أنت راض على ما تكتبه ؟فقال نعم بدليل ان الرئيس شخصيا معجب به !!ففهمت حجم ثقافة واهتمام راس الدولة ولامانع نكتب عن الملوخية والتنزه في الشوارع وكذلك هدية التمر الشهيرة والدجل في دفع جماركها.لان قراء شكسبير وجان جاك روسو,وهيكل والحكيم والعقاد وطه حسين ليس هذا زمانهم.وقابلت احدهم في إفطار رمضاني بالشيراتون قبل عامين وعرفت انه لاتفوته مائدة مهما كانت هوية الداعي ونظامه وتبادلنا الهواتف وقبل ستة اشهر ابلغني صديق مشترك انه طلبه أكثر من 10 مرات عبر السكرتير والموبايل ولكنه لايرد يتهرب لأنه من القلائل الذين يعرفون حقيقته وحقيقة فيلته المواجهة لمدينتى والله يرحم أيام الدويقه ,وطيبت خاطر صديقي وقلت له اقبل عزومتى على أكلة ملوخية.نماذج ماسحو أحذية النظام فعلوا كل شيء يسىء لصحافتنا وبدلا من حمل رسالة القلم وهى أمانة أمام الله ,حملوا مناشف الحمامات خدمة لسيدهم التى تذكرنا بعصور الفرعون القديمة وحولوا المؤسسات الصحفية بعد ان أفرغوها من الموهوبين وحرموهم منحقهم الطبيعي في الترقية ,كمدا ومنعا وإقصاء وحسد,فتركوها و نبغوا في الصحف المستقلة وتكدست صحفنا القومية في الشوارع ولا توزع إلا جبريا على مصر للطيران بصداقة الفريق احمد شفيق الذي سمح لكل مطبوعة تطبع و لاتقرأ بالتوزيع على متن مصر للطيران .الجميع بلا استثناء وأنا منهم اتجه إلى الصحافة المستقلة التي ملأت فراغ الصحافة وتركت صحافتنا القومية تزمر وتطبل لسيدها أو أسيادها مشبعة بتلال الرجيع وأرقام الخسارة والتراجع.واحدهم تضخم لدرجة الانفجار العقلي وظن انه الكاتب الأوحد ولما لا والنقلة إلى البيت الأبيض تصيب أمثال هذا المتضخم بلوثة عقلية لا تذكره بسيناء أو مسقط رأسه .هؤلاء جميعا كشفتهم ثورة الشباب التي انهالوا عليها بالتجريح والتقليل من قوتها رغم أنها كانت مشرقة من صباح يومها إلا أن ماسحو احذي النظام لايرون إلا حذاء سيدهم ونظرا لان جلودهم كما قال أديبنا ألرقيقي فاروق شوشة سميكة فلايزال معظمهم يعتقد ان مؤسسته القومية بقايا ورث عائلي لايستقيل منه ,هؤلاء المتحولون عليهم أن يتحلوا بشجاعة الفرسان وينسحبوا من المشهد السياسي الذي لم يعد يطيق رؤيتهم لأنهم وهذه تهمه تفوق تهم الذمم المالية ضللوا المواطنين وشباب الثورة فكانوا سببا لتمهيد الطريق إلى ميدان التحرير بما اقترفوه من ضلال وتضليل هل يستجيبوا بالاستقالة ويرفعوا الحرج عن المجلس الأعلى العسكري ؟