أجاب المسئول الروسى على الضابط نعم كنت اعمل جاسوسا للولايات المتحدةالامريكية.... ساله الضابط كيف ولم تظهر أى علامات أو بوادر لتخابرك معهم .... رد عليه بهدوء طلبوا منى عند بداية عملى وتخابرى معهم طلب واحد فقط ألا وهو عندما يطلب منى تعيين موظف أو مسئول فى مكان ما أو وظيفة أختار الأسوأ والأفسد... وهنا تنتهى الحكاية. فأمريكا فككت اٌلإتحاد السوفيتى السابق بدون قتال أو حرب وبآفه خطيرة تفوق الحروب وهى وضع الرجل الأسوأ فى المقدمة ووضع الرجل غير المناسب فى المكان الخطير ليدمره أى تعيين من لايصلح وإختيار الفاسدين الفاشلين... وعانينا نحن المصريين من تلك الظاهرة خلال 30 سنة فى عهد الفساد الذى رعاه مبارك وأعوانه ونظامه.... فمبارك تعمد إختيار الفاشلين الفاسدين فى حكوماته المتعاقبه حكومة وراء حكومة .. واعتمد على ضعفاء الفكروالنفس ... واستبعد كل من كان له رأى وفكر وكان يريد الإصلاح....أقصَى الصالحين وأبقى على الطالحين احياناً كان يختار الفاشلين عن جهل ولكن دائماً كان يقرب منه وبسوء نية هؤلاء الذين لاضمير لهم ومن كانوا يدوسون على رقاب العباد ويضيقون الحياة على البشر .. يوسف بطرس غالى اللص... يوسف والى قاتل المصريين بالمبيدات المسرطنة .... العادلى مُذل المصريين ومُعتقلهم.... ومن باع المصانع والأراضى بالقليل ولهف العمولات .... وهم كثير ونستثنى ممن اختارهم مبارك قلة محترمة تم إقصائها مثل الجنزورى وحسب الله الكفراوى واللواء أحمد رشدى وزير الداخلية الأسبق ومحمد عبد السلام المحجوب محافظ الأسكندرية وبعض المحترمين الذين لم يمكثوا كثيراً وإسُتبدلوا بالفاسدين. اما فى طريقة الإختيار والبعد عن الهوى والمجاملات والبعد عن إختيار الأهل والعشيرة والأنصار والمقربين فإن لنا فى رسولنا الكريم قدوة حسنة .... ولكن كيف ؟ عندما نتابع الرسول (ص) فى إختياراته نجد إنه عليه السلام كان يختار الشخص المناسب للمكان والعمل المناسب...فقد إختار الصديق ابو بكر ليرافقه رحلة الهجرة ... فهل يوجد من هو أفضل من الصديق ابو بكر على تحمل مشقة وعناء هذة الرحلة... وإختياره القائد خالد بن الوليد صاحب العبقرية العسكرية لقيادة جيوش المسلمين على الرغم من انه بين رجال المسلمين سيدنا عمر بن الخطاب وابوبكر وعثمان وعلى وصحابة أجلاء أخرين هم أتقى وأورع من سيدنا خالد بن الوليد.... لكن الرسول الكريم رأى أن خالد بن الوليد أفضل منهم فى التكنيك العسكرى وأنه ولد ليكون قائداً عسكرياً.. فالمعيار عند الرسول الكريم فى هذا الموقف الكفاة الحربية والعسكرية وحسن التخطيط والإقدام والبسالة ورباطة الجاْش. وقدإختار أيضاً بلال كمؤذن للمسلمين لنقاء وعدوبة صوته.. وإختيارات الرسول عليه الصلاة والسلام كثيرة وكلها صائبة ليعلمنا الرسول الكريم بها حكمة بالغة وهى البعد عن الهوى والمجاملات فى الإختيارات للمناصب وطبق بها القاعدة الإسلامية الجميلة المستقاة من القرآن الكريم قول الله تعالى: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين) فحسن الإختيار بداية الطريق للنجاح والتقدم وسوء الإختيار بداية للفشل والإحباط والتخلف وخسارة الجهد والمال... وضياع وإنهيار الدول والمؤسسات . فمعايير إختيار القواد والرؤساء يرتكز على دعامتين أساسيتان القوة فى العلم والمعرفة والإدارة بالإضافة إلى القوة فى التخصص والقدرة على أداء عمله بكفاة وإخلاص وإتقان اما الركيزة الثانية والتى لاتقل أهمية عن القوة فهى الأمانة ... وهى تعنى ببساطة ضمير يقظ واع ومراقبة الله فى كل عمل وأن يكون أعماله كلها لله لايداهن ولايجامل فى الحق هذه المعايير أُذكر بها نفسى وإياكم وكل من بيده إختيار المسئولين والمحافظين والوزراء وكل من هم فى مناصب سواء كانت مهمة حساسة بالدولة أو حتى أبسط الوظائف وأقلها أهمية ...إختار الأصلح والأفضل ...نحى المجاملات جانباً لان الله سيحاسبك . فإختيار الأسواء والأفسد معناه إنك أصبحت من المفسدين فى الأرض والله عز وجل حدد جزاء المفسدين فى الأرض فى أكثر من أية من أيات كتابه العزيز.