تابعت برنامجين رائعين بالتليفزيون : * الأول.. هو برنامج "90 دقيقة" يوم الاثنين الماضي علي قناة المحور ويقدمه الزميل الرائع عمرو الليثي.. وقد استضاف في فقرته الختامية الداعية الإسلامي الشاب المحترم والملتزم مصطفي حسني وتحدث فيه وكل يوم اثنين عن التجربة العمرية. * الثاني : أمس الأول علي قناة "السادسة" المغربية واستعرض الأيام الأخيرة من حياة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم مدعوماً بالأحاديث الصحيحة والمواقف الثابتة والأقوال الشريفة لسيد الخلق قبل وأثناء سكرات الموت وحتي آخر عبارة نطقت بها شفتاه الكريمتان قبل أن يسلم الروح مباشرة "إلي الرفيق الأعلي" وقالها ثلاث.. في نفس اليوم والشهر اللذين ولد فيهما. لم يكونا برنامجين عاديين.. بل خارطة طريق لمن سيحكمنا بعد شهور.. تقول له ولنا: هكذا كان سيدنا محمد.. كرسول ونبي وأحب الخلق لله. وكأفضل قدوة. وكحاكم وقائد. وكزوج وأب.. وعماد ذلك كله يتلخص في آية وعبارتين: الآية تقول "وإنك لعلي خلق عظيم". والعبارتان.. الأولي قالها الرسول عن نفسه "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". والثانية قالتها أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما "كان خلقه القرآن". وهكذا كان عمر بن الخطاب أول أمير للمؤمنين وصاحب الأوليات كحاكم جدير بأن يتولي الخلافة بعد أبي بكر. وكإنسان لديه حاسة الشعور عن بعد.. كما قال الكاتب الكبير الراحل الأستاذ عباس محمود العقاد في عبقريته وهي حاسة لا يمتلكها سوي قليل وكلنا يعرف جيداً واقعة "ياسارية الجبل.. الجبل". خارطة الطريق هذه تلزمنا بضرورة أن نتحري الدقة في الحاكم الجديد.. وتفرض عليه أن يتقي الله فينا وفي نفسه. لا نريد حاكماً يعلمنا الصلاة والصوم والزكاة والحج.. فكلنا والحمد لله علي دراية بها.. وقد يكون إسلام بعضنا أفضل منه. ولا نريد حاكماً درويشاً يجمع حوله دراويش من كل حدب وصوب في حلقة ذكر أو ليأكلوا "زلابية" أو "أرز باللبن" ويحتسوا "القرفة أو الحلبة الحصي" باعتبارهما من المأكولات والمشروبات الحلال. ولا نريد حاكماً "أسداً" علي الضعفاء والصغار وفي مواجهة الأعداء والقوي الخارجية والهليبة الكبار "نعامة". ولا نريد حاكماً يجمع حوله بطانة سوء يستشري بهم الفساد وتضيع معهم حقوق العباد. نريده حاكماً يقتدي بالرسول الكريم وبخلفائه الراشدين.. تطبيقاً لقول المولي عز وجل في قرآن يصلي به حتي تقوم الساعة "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة". نريده حاكماً ليس مسلماً بشهادة الميلاد وبطاقة الرقم القومي بل "مؤمناً قوياً" يرعي الله فينا ويطبق أصول الحكم الرشيد أول ما يطبق علي نفسه وأسرته والمقربين منه.. وان يعتبر الضعيف لديه قوياً حتي يأخذ الحق له والقوي لديه ضعيفاً حتي يأخذ الحق منه.. وأن يسلم بأنه قابض علي جمرة من النار.. وأن يكون مؤمناً بأن الله يراه ويتابعه وسيحاسبه عن كل ظلم يتعرض له أصغر فرد من أبناء الشعب ولو كان في أقصي نجع بل سيسأله الله لو تعثرت شاة في النوبة أو مطروح أو سيناء لماذا لم تمهد لها الأرض.. كما قال الفاروق عمر في هذا المعني. نريده حاكماً يحسن اختيار معاونيه وأن يعاملهم بالشفافية والوضوح ويقتص منهم بالعدل والقانون إن حادوا عن الحق أو حاولوا فرض ظلم كأسلوب حياة أو بخسوا الناس أشياءهم. نريده حاكما لا يخشي في الله لومة لائم مثلما فعل عمر بن الخطاب مع خالد بن الوليد وما أدراك ما ابن الوليد.. إنه أعظم قائد عسكري عرفته البشرية حيث عزله واقتسم أملاكه ووصل به الأمر إلي أن أعطاه "فردة" نعل وأخذ الفردة الأخري ليدخلها بيت مال المسلمين. ومثلما فعل أيضا مع عمرو بن العاص والي مصر وابنه لرد حق أحد المصريين البسطاء من الابن. نريده حاكماً يعلي مصالح الدولة وكرامة شعبها.. لا ترهبه قوي نووية غاشمة ولا تخضه عنجهية تساندها أساطيل.. حاكماً ينعش الحياة العامة للناس وينتج غذاء شعبه ليتحرر قراره ولا يلتفت إلي تهديدات بمنع معونة أو قطع علاقات.. حاكماً يبني دولة قوية مستقلة فعلاً لا قولاً. نريده حاكماً يدرك جيداً ويضع ذلك حلقة في أذنه أننا اخترناه هو ليحكمنا بما يرضي الله.. ولم نختر زوجته لتدس أنفها في كل كبيرة وصغيرة أو أولاده ليستولوا علي أقواتنا وحقوق أولادنا.. أو أشقاءه ليرثونا ونحن علي قيد الحياة. هذه هي خارطة الطريق.. لنا ولأي حاكم قادم يأتي بانتخابات رئاسية فقط. أو انتخابات رئاسية برلمانية.. ولنا في الرسول الكريم الأسوة الحسنة. ولنا في التجربة العمرية القدوة في الحاكم المؤمن القوي. ** آخر المقال.. * الأخ بشار الأسد فشل في تحرير الجولان المحتلة منذ 45 عاماً وأيقن أن تحريرها ضرب من المستحيلات.. فشمر عن ساعديه وحشد قواته البرية والبحرية والجوية واستخدم أقذر الأساليب القمعية والقصفوية لتحرير سوريا من السوريين . الآن.. تغافل الأسد الابن عن المجازر التي يرتكبها ضد الشعب السوري وطرح تعديلات دستورية ليستفتي عليها الشعب. سفاح وقلنا قضاء ربنا.. لكن "أهبل" كمان!! * جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الأمريكي يأتي القاهرة بعد غد لحضور مؤتمر تنظمه غرفة التجارة الأمريكية بعنوان "فرص الشراكة بين الشركات المصرية والأمريكية". أي شراكة يريدها؟.. هل نسي أنه من أكثر الصقور الأمريكية كراهية لمصر والعرب؟ وهل غفل أنه تزعم الحملة المطالبة بقطع المعونة الأمريكية بالكامل كعقاب لمصر علي احتجازها أمريكيين علي ذمة قضية التمويلات الأجنبية لمنظمات المجتمع المدني؟ يا مستر ماكين.. أنت شخص غير مرغوب فيه ولا يشرفنا أن تطأ قدماك أرض مصر.. افهم يابني آدم. * بعد فشل العصيان المدني.. توعدت 6 أبريل ومعها "الاشتراكيون الثوريون" الذين يريدون هدم مصر لإعادة بنائها من جديد خاصة الجيش والشرطة.. بتصعيد آخر يوم 21 فبراير يصل في 9 مارس إلي عصيان مدني. ثقوا أن هذا التصعيد سيفشل أيضا.. لسبب بسيط إنكم تراهنون علي "واحد فاشل" ونحن نراهن علي شعب مصر الواعي والذي لن يرضي بهدم البلد وتخريبها واسقاطها.