أثار مسلسل الحسن والحسين ومعاوية الذي أوشك فريق عمله علي الانتهاء من تصويره جدلا كبيرا فى الأوساط الدينية وأدى إلى ردود أفعال متباينة ، حيث رفض الإسلاميون تجسيد شخصيات الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم أو الصحابة في أية أعمال فنية ، فيما رأى آخرون أن التجسيد ليس فيه غضاضة لأنه يوعى المشاهدين ويعرفهم علي الشخصيات الدينية عن قرب ، في الوفت الذي يعلمون فيه تمام العلم الفرق بين الممثل والشخصية التى يؤدى دورها . ومن جانبه أكد الدكتور ناجح إبراهيم القيادي بالجماعة الإسلامية وعضو مجلس شورى الجماعة انه فى البداية نجب ان نكن كل الاحترام والتقدير لكل الصحابة ، ويجب ان لا نمس احد منهم بسوء او اى ضغينة فالكل منهم جدير بالاحترام والتقدير ويعتبر من يتهجم على اى من الصحابة فهو شخص يتهجم على الإسلام نفسه لأنهم أفضل قدوة ومثل لنا . وأضاف : أنا شخصيا قد استلهمت فكرة مبادرة وقف العنف للجماعة الإسلامية مما فعله الحسن رضى الله عنه عندما عندما تنازل عن الحكم لمعاوية بن ابى سفيان وذلك حقنا لدماء المسلمين ، وبذلك كان متبنيا اتجاه مختلف عن الحسين الذى اختار الحرب والمواجهة ، فالحسن اختار الصلح والحسين اختار السلام واتهمته الشيعة آنذاك وقالت له " يا مذل المؤمنين " بتنازله عن الخلافة ، ولكنى مؤيده لانه رجل كان له أهداف سامية فقد تنازل عن الحكم وترك حقه من الدنيا وذلك اتقاء لشر الفتنة الكبرى التى كان سيروح ضحيتها الكثير من المؤمنين . وقال أن الحسن جدير بكل التقدير والاحترام وقد تنبا الرسول عليه الصلاة والسلام تنبا بالفتنة الكبرى فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام " ان ابني هذا سيد وسيصلح الله تبارك وتعالى به بين فئتين من المسلمين " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم اى ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد مدح الحسن . وأضاف أنا أؤيد تصوير هذا المسلسل بشدة ولست مع الرأي الذى يفتى بعدم تجسيد الصحابة لان الصحابة ماتو من آلاف السنين والجمهور ليس جاهل ويعي جيدا ان هذا ممثل وليس صحابي ، ولكن يجب ان يكون الممثلين صالحين غير فاسدين ، وهذا مفيد للإسلام والمسلمين لأنه يتم به التعريف بالصحابة تاريخهم العريق .. مشيراً إلي أنه لا يوافق علي تجسيد شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام . فيما أكد حسين البحيرى المستشار القانوني للدعوة السلفية ان تجسيد الصحابة محرم شرعا ولا يجب ان يحدث وأن هناك أكثر من مشكلة وخلاف على تلك النقطة لأنه لا يجوز شرعا تجسيد شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام او اى من الصحابة .. ونحن نرفض هذا الموضوع تماما ولا يجب ان يتم عرض مثل هذا المسلسل فى مصر . وأضاف ان هناك أخطاء تاريخية تحدث جراء تلك المسلسلات لأنها تعرض أخبار الصحابة بطريقة خاطئة وان هذا المسلسل نفسه به أخطاء تاريخية فهذا المسلسل يجسد الحسن على أساس انه تنازل عن الخلافة ولكن الحسن لم يتولى الخلافة من الأساس حتى يتنازل عنها ولكنه بايع معاوية بن ابى سفيان بعد مقتل الإمام على . وأشار إلي أن هؤلاء الشيعة قد اتهموا الحسين بالخيانة و اتهموا السيدة عائشة بالإفك وأنها فى قاع جهنم واهانو أهل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام ، وفى النهاية فان تجسيد الصحابة يعد من الأخطاء الكبرى التى يجب ألا نقع فيها . وفي نفس السياق أكد المستشار احمد عبده ماهر انه يجب ان نرتقى بفكرنا ونبعد عن الفكر القديم فتجسيد الصحابة حتى شخص الرسول عليه الصلاة والسلام ليس به أدنى خطا ، لان هذا فكر بنى أمية الذين كتبوا التاريخ الخاطئ بعد أن قتلوا الحسن والحسين وأهل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام . وأضاف " مفيش حاجة اسمها حرام وحلال وصح وغلط " ومن يقول ذلك هو الله سبحانه وتعالى وليس احد وليس هناك أدنى مشكلة فى تجسيد شخصيات الصحابة فهذا يقرب المشاهدين من الشخصية ويجعلهم يرتبطون بها ويساعد على حفر القصة داخل نفوسهم. وتابع : سبق وعرضت إيران مسلسل مريم ويوسف الصديق والناس أحبتها بشدة وارتبطت بها .. مشيراً إلي أن الناس تعرف جيدا أن هذا هو الممثل وليس يوسف الصديق نفسه أو مريم. وقال ماهر : يجب ان نرتقي بفكرنا بشكل أفضل من ذلك فيجب ان لا نسير على منهج من قتل الحسن والحسين ونطبق كلامهم لأنهم يريدون منع سيرة الصحابة وسيرة الحسن خاصة لأنهم يسيرون على نهج بني أمية قتلة الحسن والحسين . وأضاف نحن في أزمة فكرية قبل ان تكون أزمة عقائدية .وليس هناك عيب فى تجسيد الشخصيات فانا أوافق على هذا بشدة . جدير بالذكر أنه ينتهي خلال الأيام القليلة المقبلة تصوير ومونتاج المسلسل التاريخي "الحسن والحسين.. ومعاوية" الذي يُسلط الضوء على حقبة مهمة من تاريخ الحضارة الإسلامية وفق ما نقلته كتب التاريخ المشهورة. وهو من تأليف محمد اليساري ومحمد الحسيان وإخراج عبد الباري أبو الخير وبطولة نخبة من الممثلين، منهم: رشيد عساف في دور معاوية (رضي الله عنه)، وطلحت حمدي، وتاج حيدر، وزيناتي قدسية ومحمد آل رشي. وينتظر أن يُعرض المسلسل في شهر رمضان المقبل على مدى 30 حلقة تبلغ مدة كل حلقة منها ساعة كاملة، بحسب الخبر الذي أوردته صحيفة "الرياض" السعودية. ويلقي المسلسل الضوء على حياة الإمامين الحسن والحسين (رضي اله عنهما) والفتنة الكبرى التي هزّت الأمة الإسلامية بعد وفاة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ودورهما في الدفاع عن أمير المؤمنين الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، ومساندة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، كما يعرض المسلسل تنازل الحسن (رضي الله عنه) عن الخلافة لإحلال السلام بين المسلمين وتوحيد الأمة الإسلامية. هذا وتم تصوير المسلسل في عدة دول منها سوريا والأردن والمغرب ولبنان والإمارات العربية المتحدة، وقد رافق فريق العمل في مواقع التصوير فريق إيراني مُتخصص في المكياج. يُذكر أن سيناريو العمل قد أجازه عدد من علماء الشريعة المعروفين من بينهم الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ الدكتور سلمان العودة والشيخ حمود الهتار وزير الأوقاف والإرشاد بالجمهورية اليمنية، والدكتور خالد بن عبد الله عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالقصيم، والشيخ الدكتور عبد الوهاب الطريري والشيخ الدكتور عبد الله الطريقي، والشيخ هاني الجبير القاضي بالمحكمة العامة بمكة المكرمة, إضافة إلى قطاع الإفتاء والبحوث الشريعة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت والشريف حسن الحسيني خادم تراث آل البيت في البحرين. ومع ذلك فإنه من المتوقع أن تنشأ اعتراضات كثيرة ضد المسلسل قد تسفر عن إيقافه ، مثلما حدث لمسلسلات سابقة تناولت فترات مثيرة من التاريخ الإسلامي.