بعيداً عن ارتباك المشهد السياسي وتسارع الأحداث والمواقف والاحكام من القضاء الإداري مثل حكم محكمة بنها بوقف الانتخابات الرئاسية لبطلان قرار دعوي الناخبين وقبلها قرار محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة بوقف تنفيذ قرار اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة بإحالة التعديلات القانونية التي أدخلت علي قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية الخاصة بالعزل السياسي إلي المحكمة الدستورية العليا. وهل سيتم في ضوء هذا الحكم الاطاحة بالمرشح أحمد شفيق من سباق الانتخابات أم أن قرارات اللجنة العليا محصنة والجدل القانوني دائر بين القانونيين حول هذه القضية. ثم اشتعال الأزمة بين البرلمان واللجنة العليا للانتخابات التي قامت بتجميد عملها في ضوء ما قيل بأن مجلس الشعب يمارس الإرهاب ضدها والاتهامات التي تدور عن الخوف والخشية من تزوير الانتخابات أو التلاعب فيها. أقول بعيداً عن كل هذا وذاك فقد بدأت - والحمدلله - إجراءات التصويت للمصريين في الخارج ولمدة أسبوع لاختيار رئيس الجمهورية الجديد من بين المرشحين ال13 الذين تم إعلان القائمة النهائية بهم. وكم أتمني ان يستعد الناخب في الداخل لأداء دوره عندما يحين موعد التصويت خلال الأسبوع الأخير من هذا الشهر. لابد أن نحشد القوي للذهاب إلي لجان الانتخاب وأن نعطي أصواتنا لمن نريد من المرشحين طبقا لقناعات كل منا في ضوء المناظرات التي رأيناها والتصريحات التي سمعناها والبرامج التي طرحها هؤلاء المتنافسون حتي نصل إلي رئيس يحكمنا من خلال إرادة الصندوق أي إرادة جموع المصريين وأغلبيتهم ونعطي له الفرصة 4 سنوات ثم نحكم عليه أو له في دورة جديدة.. اما ان نجدد له أو نقول له أسفين ياريس لقد فشلت ولم تحقق لنا الطموح الذي أردناه في القضايا والموضوعات التي طرحتها واخترناك علي أساسها. لابد أن ننطلق جماعات وأفواجاً للخروج من شرعية الميدان إلي شرعية الصندوق.. وهدفنا جميعا تحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ علي الكرامة وحقوق الإنسان والاهتمام بالتنمية واستغلال مواردنا بشكل علمي لإعادة بناء الدولة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً علي أسس وقواعد ديمقراطية سليمة أسوة بالدول المتمدينة. وبعيداً عن التشابك والتنازع الذي نراه الآن بين سلطات التشريع والتنفيذ والقضاء لأن هذا يضر ولا ينفع.. وبعيداً عن أساليب التشكيك والتخوين في بعضنا البعض كل هذا يمكن أن نحققه بشيء واحد أن نحافظ علي إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ولا نسمح بتأجيلها تحت أي ظرف من الظروف.. وأن نؤمنها مثلما حدث تماماً في انتخابات البرلمان لكي يخرج كل صاحب صوت ليعطي صوته حتي لو وقف في طابور طويل ساعات وساعات.. لأنه يوم من أجل مصر.. بمعني أن نشجع بعضنا البعض علي التصويت ولا نسمح بدعاوي المقاطعة حتي ولو كان للبعض آراء في المرشحين. علينا أن نبدأ الخطوة الصحيحة في تأسيس جمهورية انتخاب الرئيس لأول مرة في مصر. خروج الناخبين البالغ عددهم أكثر من 50 مليوناً هو أفضل ضمان حتي لا نعود لنظام الفرعون الذي عانينا منه وكابدنا بسببه وضاع منا الكثير من الفرص. التصويت بكثافة يحقق أكثر من هدف أولها قطع الطريق علي الخوف من تراكم السلطة لدي فصيل بعينه حتي لو كان هذا الفصيل منظماً. كما ان الرئيس المنتخب أيا كانت توجهاته سوف يشعر أنه جاء بإرادة الصندوق.. أقصد إرادة المصريين.. وسيعرف ويدرك أنه بهذه الإرادة ليس أبداً فوق المحاسبة والمساءلة ولذلك يكون شغله الشاغل تحقيق مبادئ ثورة يناير عيش. حرية. عدالة اجتماعية للمصريين. ويمكن ان يخطئ أو يصيب في ذلك ولنا الحكم له أو عليه في نهاية المدة.. فهل نبدأ التجربة ولا نتكاسل عنها؟! أتمني. لقطات: ** مجدداً أكد المجلس الاعلي للقوات المسلحة أنه يقف علي مسافة واحدة من جميع المرشحين دون تفضيل لأحد. أو رغبة في إقصاء آخر رافضا التجاوز والتطاول والادعاء بتزوير الانتخابات. * مفروض نشارك.. ونقطع الشك باليقين. ** أنهي البرلمان عصر سيد قراره.. وقرر اختصاص محكمة النقض بالفصل في الطعون التي تقام بشأن صحة عضوية الاعضاء المعينين والمنتخبين. * إنجاز جديد للثورة. ** قال وائل النحاس المستشار الاقتصادي وخبير أسواق المال: لا توجد برامج اقتصادية لمرشحي الرئاسة بما فيها مشروع النهضة لجماعة الإخوان المسلمين ولكنها للأسف ملامح اقتصادية. * معلش.. نقطة بداية. ** كشف استطلاع رأي للمصريين بأمريكا أجراه المركز الديمقراطي لدراسات الشرق الأوسط بالولايات المتحدةالأمريكية أن 23% يصوتون ل"عمرو موسي" و22% ل"أحمد شفيق" و5.18% ل"عبدالمنعم أبوالفتوح". * ولو.. خلونا مع الصندوق. ** قال الصديق المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي القضاة الأسبق ان اللجنة القضائية المشرفة علي الانتخابات تضم مجموعة من الدخلاء علي القضاء بالمحسوبية وبعضهم لا يساوون بصلة. * كلام خطير.. وخطير جداً. ** كلمات أعجبتني: - قالت د. نسرين البغدادي مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: أنا وبعدي الطوفان سر نكبة مصر الآن. - وقال محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب: نواجه محنة أخطر من هزيمة .67