في الوقت الذي حرم فيه عدد كبير من علماء المسلمين زيارة القدس وهي تحت الاحتلال الإسرائيلي مستنكرين الزيارة التي قام بها مفتي الديار المصرية د. علي جمعة والداعية اليمني الحبيب الجفري واعتبروها مخزية وعارا وخيانة وطنية وتطبيعا مع الكيان الصهيوني وهو ما أكدته الجبهة السلفية في مصر علي لسان المتحدث باسمها خالد سعيد وأيده فيها الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصي ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدسالمحتلة الأمر الذي اتفقت عليه أيضاً رابطة علماء فلسطين التي تستنكرت هذه الزيارات ووصفتها بالخاطئة والمنكرة وخروج علي إجماع علماء العالم الإسلامي والذين أيدوا فتوي اتحاد علماء المسلمين بحرمة الزيارة تحت حراب الصهاينة. بينما صعد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من لهجته الرافضة للجفري حيث طالب بضرورة نزع صفة الداعية الإسلامي وأي صفة حقيقية عن الجفري لمخالفته الجماعة وزيارته للمسجد الأقصي في وضح النهار تحت حراسة أمنية إسرائيلية. إلا أن الجبهة الأخري وعلي رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" يري انه من الظلم تحريم زيارة القدس داعياً جميع العرب إلي زيارة القدس وعدم الاستماع إلي فتاوي تحريم الزيارة مشددا علي انه لا يوجد أي نص في القرآن أو السنة يحرم زيارة القدس مطالبا الشيوخ التي تصدر فتاوي التحريم بألا يحرموا ما لم يحرمه الله ورسوله. أما السفراء العرب فقد اثار الموضوع حفيظة عدد كبير منهم مؤكدين ان الأمر متروك إلي قرار مجلس جامعة الدول العربية للتشاور فيه وإلي حكوماتهم وهو ما أكده السفير محمد الهيصمي مندوب اليمن لدي جامعة الدول العربية قائلا انه ليس من حقه أن يؤيد أو يعارض زيارة القدس. مشيراً إلي أن قرار الدعوة لزيارة القدس يستلزم أن نتدارس ونتشاور مع باقي السفراء العرب للوصول إلي قرار مجلس جامعة الدول العربية علي مستوي المندوبين في هذا الشأن. وأن نعود إلي حكوماتنا لاتخاذ القرار المناسب في هذا الشأن. وأضاف في تصريحات خاصة ل "المساء" ان زيارة الشيخ حبيب الجفري إلي القدس ودعوته إلي منع تحريم الزيارة هي زيارة شخصية وتعنيه هو قائلا اننا في اليمن ليس لدينا أي قيود علي حرية التنقل والسفر. أما نحن كمؤسسات دبلوماسية فإننا نرجع إلي مجلس الجامعة العربية لنتشاور ونتخذ قرارا بالاجماع لتأييد زيارة القدس أو رفضها. من جانبه أكد الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان ان حماية القدس والمحافظة علي مقدساتها بجميع السبل هو واجب علي الأمة العربية والإسلامية جمعاء وهو دين في أعناق العرب والمسلمين حكاما وشعوبا علي اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأقطارهم. طالب الأمة أن تعمل بكل طاقتها من أجل الوفاء بحق القدس ومن أجل استعادة المسجد الأقصي عزيزا كريما مؤكدا ان الوقوف إلي جانب الشعب الفلسطيني ودعمه معنويا وماديا وسياسيا هو جزء من الوفاء للقدس ومقدساتها. أما السفير بركات الفرا سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية فقد أيد زيارة القدس رافضا الفتاوي التي تحرم زيارة القدس. بينما أكمدت جامعة الدول العربية ان القدس ملك للديانات الثلاث وأهلها الأصليين وشدد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية علي أن الفلسطينيين مصممون علي التمسك بحقوقهم والدفاع عن مقدساتهم مهما بلغت درجة التعسف والقمع الإسرائيلي. وانتقد صبيح الممارسات الإسرائيلية بمنع الفلسطينيين أنفسهم من أداء مناسكهم الدينية قائلا: حتي في الأعياد والمناسبات الدينية نجد الدبابات وناقلات الجند والآليات العسكرية والحواجز الكثيرة تتواجد في كل مكان بهدف منع المواطنين من أداء المناسك الدينية.