تحدثت أمس عن حقائق دامغة وكاشفة. وردت علي لسان الرئيس السيسي خلال مؤتمر "حكاية وطن" وكان لابد أن أتحدث عنها ذكر معانيها المحددة في شكل "تمهيد نيراني" إن جاز هذا التعبير العسكري. دعماً لموقفي النابع من إرادة حرة وقناعة شخصية بأن صوتي للرئيس السيسي دونما مزايدة أو تطبيل أو نفاق أو مصلحة.. وهو موقف يتفق عليه معي ملايين الملايين.. إلا أن البعض يختلفون عليه انطلاقاً من خمس زوايا.. اليوم.. أبدأ في تناول نواحي هذا الاختلاف. * أولاً.. "عدم الدراية الكاملة بالتحديات التي واجهتها مصر وفرضت سياسات معينة كان لابد منها للتغلب عليها والانطلاق". إن أبسط قواعد المنطق تقول إن "المقدمات الفاسدة لابد أن تؤدي إلي نتائج فاسدة".. إذ كيف كمواطن تُشكل رأياً في نظام حكم وفي وصف دولة بحجم مصر وأنت غير ملم بالتحديات التي واجهت وتواجه الدولة ونظامها؟!.. مؤكد سيكون رأيك غلط. هل تعلم أيها المختلف عن جهل أو قصد أن ثورة 30 يونيه أنقذت مصر فعلاً من الدمار والتقسيم. وأنقذت المصريين من الموت تحت الأنقاض أو غرقاً في البحر. وحالت دون بيع نسائنا في سوق الجواري مثلما حدث في العراق وسوريا؟!.. هل تعلم أن اقتصادنا في 2013 كان منهاراً وأن الاحتياطي الاستراتيجي لم يتعد 14 مليار دولار. وأن قطر "داعمة الإرهاب" طلبت استرداد وديعتها "6 مليارات دولار" بعد سقوط حكم الإخوان. نكاية في مصر؟!.. هل تعلم أن كل مرافق الدولة خاصة الطرق والكباري والكهرباء كانت في الحضيض؟!.. هل تعلم أن السياحة كانت ضائعة تماماً وأن الدخل القومي بكل دعائمه المالية والسلعية لم يكن ليكفي شهرين؟!.. هل تعلم أن مصر تجمدت عضويتها في الاتحاد الأفريقي وأن أمريكا وبريطانيا وكل الاتحاد الأوروبي ناصبونا العداء وقتها؟!.. هل تعلم أن أهل الشر أعلنوا حرب المياه علينا في منابع النيل؟!.. هل تعلم أن جيشنا في ذلك الوقت لم يكن قادراً علي خوض حرب كبري. اللهم إلا الدفاع عن البلد فقط. وأن شرطتنا لم تكن قد تعافت بالقدر المطلوب؟!.. هل تعلم أن كأس العالم للإرهاب أقيم علي أراضينا في كل مكان بالمحروسة بدعم وتمويل قطري وبالمليارات. مستهدفاً البشر والحجر لإخضاعنا؟!.. هل نسيت ما قاله السيسي لخيرت الشاطر "يعني يا تحكمونا.. يا تقتلونا"؟!.. هل نسيت حرق مصر علي مدي 3 سنوات من 2011 حتي 2013 بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة الإرهابيين؟!! مستعد أن أسألك: "هل تعلم.. وهل نسيت" من الآن حتي الغد.. فالقائمة طويلة ويصعب حصرها في هذه المساحة الضيقة. وكلها تحديات فرضت سياسات معينة علي كافة المستويات داخلياً وخارجياً. وكانت ضرورية وفي مقدمتها تحرير سعر الصرف الذي لو لم يطبق لكنا الآن في مجاعة حقيقية وانهيار لا مثيل له. خاصة بعد أن اتجه الإخوان إلي جمع الدولار من أسواق مصر وشرائه من العاملين في الخارج بضعف ثمنه لحرماننا من تحويلاتهم. وكذلك سياسة النفس الطويل لاسترداد مواقعنا الإقليمية والدولية وعلاقاتنا بدول العالم التي فقدناها. وسياسة تنويع مصادر السلاح لتقوية الجيش بأحدث الأسلحة والمعدات. وسياسة محاربة الإرهاب بيد والبناء والتعمير والتنمية بيد أخري. وهو نجاح باهر للسيسي. حيث حجَّمنا الإرهاب وأنجزنا حتي الآن 11 ألف مشروع.. وأتمني ألا يخرج علينا مختل ويتساءل: "وهي فين المشروعات دي؟!".. ليست مشكلتنا أبداً يا أخ أن تكون جاهلاً أو أعمي البصر والبصيرة. أو مغرضاً.. هذه مشكلتك أنت وحدك ومَن علي شاكلتك. عندما لا تكون مُلماً بكل التحديات التي واجهت وتواجه بلدك إن كنت تعتبرها بلدك فالأجدر بك أن تصْمُت.. وعندما تكون مُلماً بها ومع ذلك تُنكرها في بجاحة أو وقاحة. فأنت صاحب أغراض وأمراض.. شفاك اللَّه.. ولأنني مُلم بها ولم ولا ولن أنكرها.. فإن "صوتي.. للسيسي".. وليس لأي أحد سواه حتي لو كانت الدنيا كلها خلف سواه هذا. أكتفي اليوم بهذا.. وأستكمل غداً باقي نواحي الاختلاف. وتحيا مصر وطناً وشعباً وقيادة وجيشاً وشرطة.. ورحم اللَّه شهداءنا من المسلمين والأقباط.