و أكيد أنت تعرف المثل الشعبي الذي أقصده، وتعرف أيضا يا حمدين أن الأمثال الشعبية كما درسنا قديما في كلية الإعلام هي خلاصة حكمة الأجيال.. لذلك فالأفضل لك ألاّ تقذف الناس بالطوب بينما بيتك من زجاج «متلصّم». لقد أثارت إساءاتك المتكررة للمشير السيسي استياء الملايين من المصريين لا سيما وأن السيسي لم يسيء لك بكلمة واحدة، فإذا كنت يا حمدين رافضا الاعتراف بما فعله السيسي من أجل مصر في الثالث من يوليو الماضي عندما انحاز للإرادة الشعبية وأنقذك وأنقذنا جميعا من حكم الجماعة الإرهابية والتي كانت قد « رستأت « نفسها لكي تحكم مصر مئات السنين، فعلي الأقل لا تنكر أنه لولا ذلك ما كنت أنت واقفا اليوم في مقام المترشح لرئاسة الجمهورية في انتخابات حرّة سيشهدها ويراقبها إن شاء الله العالم أجمع، يا حمدين إن كنت نسيت اللي جري هات الدفاتر تنقرا، وهات كمان من علي الفيس بوك صورك العديدة مع رموز الإخوان ( الله لا يرجعهم ) وأنت تضحك معهم ضحكات من القلب نكاد نسمع جلجلتها عبر الشاشة، في محاولة فقط لتذكير الناس بتاريخك الذي ربما يجهله الكثيرون.. وبرغم ما طالبنا به عند بدء السباق الرئاسي من ضرورة الاحترام المتبادل بينك وبين المشير وكذلك بين أفراد حملتيكما الانتخابيتين، إلاّ أننا لاحظنا أن الالتزام كان فقط من جانب السيسي وأفراد حملته، فلم تصدر من أحدهم إطلاقا أي إساءة لك ولو بحرف واحد، بينما قابل ذلك لسان فالت من جانب سيادتك ومن جانب حملتك الموقرة، بالطبع نتفهم أن ما قالته مؤخرا الدكتورة هدي عبد الناصر إبنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من أن السيسي هو وريث الزعيم ( حسبما نشرت وسائل الإعلام ) قد أحرجك وأثار غيرتك وحفيظتك، لا سيما وأنك ترتدي قميص عبد الناصر منذ أن كنت طالبا في كلية الإعلام وحتي الآن.. ولكن لا يصح علي المستوي الأخلاقي أن تكون هذه الشهادة من الإبنة الكبري لعبد الناصر مبررا لك لكي تشن هجوما غير شريف علي المشير السيسي.. هذا الرجل المحترم الذي لم يجعل الترشح للرئاسة ينسيه أنه في دولة قانون، فلم يتسرع مثلما تسرعت أنت في تصريحات غريبة من عينة « سأفرج عن كل سجناء الرأي في مصر وسألغي قانون التظاهر «.. والحقيقة أنني أتعجب من هذه التصريحات التي تستحق بأن توصف بأنها رخيصة.. فما كل هذا النفاق وهذه المغالطة، هل في مصر سجناء رأي لكي تفرج عنهم ؟ أتحداك أن تقول نعم، لأنك تعلم جيدا أن جميع السجناء في مصر قد تمت إدانتهم في قضايا لا علاقة لها بالرأي، وإنما في أعمال إرهابية وعدوانية سواء علي الأفراد أو ممتلكات الدولة.. ثم لماذا تريد أن تلغي قانون تنظيم حق التظاهر، هل تريد أن تحيل الأمور في مصر إلي فوضي مطلقة، هل المطلوب منح الثائر حصانة حتي ولو ارتكب جريمة أو خان أو باع أو قبض.. هل المطلوب هو الطرمخة علي الخونة الذين خدعونا باسم الثورة والثورة منهم براء، وشاءت عناية الله أن ينفضحوا ويسمع الشعب كله التسجيلات الحية التي تشهد علي خيانتهم.. عموما أقدم لك نصيحة من زميلة دراسة: لا ترتكن علي أصوات من يدّعون أنهم من الثوار ولا علي أصوات أعضاء الجماعة الإرهابية، لأن لا هؤلاء ولا هؤلاء يمثلون أدني نسبة يمكن مقارنتها بأصوات الكتلة الشعبية الهائلة التي حباها الله سبحانه وتعالي للسيسي البطل، وبقدر صدق وإخلاص هذا الرجل بقدر ما أعطته الجماهير من حب، ولعل ما قاله السيسي من أنه غير مدين بفواتير لأحد وغير مدين بالولاء إلاّ - فقط - لله والشعب، دليل عملي علي عدم وجود بطحة علي رأسه يحاول أن يداريها، أو ذلّة له عند أحد، هو لا يخشي إلاّ الله والله ناصره إن شاء الله.. حكمة اليوم: اجعل في حياتك حفرة صغيرة تدفن فيها أخطاء أحبابك، فإن زادت الأخطاء كبّر الحفرة وادفنهم همّ وأخطاءهم، أبوهم علي أبو اللي ييجي منهم..