والله ماهي نكتة، وإنما كان رد فعل سريعا منها تعقيبا علي بيان المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية والذي أعلن فيه تعديل خارطة الطريق لكي تبدأ الإنتخابات الرئاسية أولا. ففي تغريدة لها علي تويتر كتبت عزة الجرف القيادية الإخوانية والشهيرة بأم أيمن والتي نصّبت من نفسها زعيمة "للحرائر" أنه إذا ترشح السيسي للرئاسة فسوف تترشح أمامه وستكتسحه اكتساحا (لك الحرية في أن تتعجب من هنا لبكرة، أمّا كلمة الحرائر فأعتقد أن بها خطأ مطبعيا وكان المقصود الحرائق وليس الحرائر).. هذا عن أم أيمن، أمّا البوب الصالح (وهوالإسم الحركي للبرادعي والذي أطلقه عليه أعضاء ستة إبليس في تسجيلاتهم المسرّبة) فقد فاجأنا بتويتة يقول فيها إنه إذا ترشح السيسي للرئاسة فسوف يعتزل الحياة السياسية نهائيا.. (نبوس إيدك تعملها وتريحنا من رؤية طلعتك البهية إلي الأبد).. أمّا المندبة والفيلم الهندي الحقيقي فكان في قناة الخنزيرة، فما أن انتهي المستشار عدلي منصور من إلقاء بيانه أمس الأول معلنا فيه إجراء الإنتخابات الرئاسية أولا إلاّ وكأنما أصيبت هذه القناة بما يشبه الجنون، فانخرطت من خلال نشراتها وبرامجها وتقاريرها في مهاجمة البيان الرئاسي بشدة ومهاجمة خارطة الطريق ومهاجمة الفريق السيسي ساخرة من حب المصريين له ومؤكدة علي أن الفلول فقط هم من يحبون السيسي ومصرّة إصرارا عجيبا علي أن الشعب المصري كله باستثناء الفلول يؤيدون الشرعية (أنهي شعب وأنهي شرعية يا ولاد المجانين ؟).. وكانت التيمة الرئيسية لمعظم ما تبثه القناة سواء من خلال مذيعيها أومراسليها أوضيوف البرامج الموتورين جملة واحدة وهي أن السيسي كان يضع عينه علي كرسي الرئاسة من زمان، وربطوا زورا وبهتانا بين هذا الإفتراء وبين ما قام به في الثالث من يونيوعندما أنقذ الشعب المصري وأنقذ الدولة من بالوعة المجاري والتي كانت الجماعة الإرهابية تخطط لإلقاء البلد كله فيها منذ عشرات السنين سعيا لما يسمي بدولة الخلافة.. وبالطبع نفس هذه التيمة هي التي سيلجأ إليها جميع الأعداء في كل مكان وعلي رأسهم أمريكا الشيكا بيكا (بعد إذن خيري بشارة مخرج الفيلم الشهير).. فهي بالذات قد ألمحت مرارا وتكرارا في إشارات عديدة من خلال صحيفتي الواشنطن بوست والنيويورك تايمز واللتين تعبرّان عن وجهة النظر الرسمية، عن معارضتها لترشح السيسي وتكاد تكون قد قالتها بصراحة " بلاش السيسي " (ارجعوا إلي أحاديث هيكل علي قناة السي بي سي).. وأعربت هذه الصحف أيضا عن ضيقها الشديد من التأييد الشعبي الجارف للسيسي وللإنقلاب العسكري - علي حد وصفها - بينما أسقط ذلك الشعب الرئيس المنتخب بعد عام واحد من ولايته (كان أسود عام مرّ علي مصر)، ولا تجد مبررا لحب الناس للسيسي والذي أسمته ولعا وعبادة، ولم يحاول الأمريكان إخفاء إحساسهم بأن السيسي يحيي في أذهانهم من جديد صورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وعشان كده همّ مش عايزينه.. الله يلعنكم يا بعدا.. إن شهادتكم تلك لهي أكبر دافع لنا لكي نتمسّك بالسيسي رئيسا أكثر وأكثر.. ولن نجد نحن المصريين أكفأ منه ليكون رئيسا لمصر وسوف تتحقق علي يديه إن شاء الله آمال الشعب في حياة حرة كريمة ولِمَ لا وهو هدية القدر لنا.. وإن شاء الله حنشوفكم قريب أنتم وكل من يكرهون مصر بتتعالجوا من الشلل الرعاش لما السيسي ينوّر علي كرسي الرئاسة.. ونحن نقولها لك يا سيسي لا تلق بالا للأحقاد ولا للحاقدين ولا تلتفت للعفونة التي تسقط من أفواه الأعداء، هم زبالة لا أكثر فلا تخذل الشعب وتدير له ظهرك.. إنك إن أدرت له ظهرك فكأنما أدرت ظهرك للأمة العربية كلها.. فالعرب أيضا - وليس المصريون فقط - يبنون عليك آمالا جساما.. إن القرار لم يعد قرارك، فالشعب قد اختارك ومصر في انتظارك.. حكمة اليوم : البجاحة إنك تنسي فعلك وتفتكر رد فعلي..