بعد أن أعلن الرئيس السيسي أمس الأول ترشحه لفترة ولاية ثانية.. من حقي الآن أن أعلن موقفي النابع من ارادتي الحرة وقناعتي والمحسوم اصلاً بشكل نهائي وعلني علي مدي 4 سنوات.. وهو أن صوتي سيكون للسيسي اياً كان منافسوه.. وهذا ليس تطبيلاً أو نفاقاً أو سعياً لمنصب فقد تعديت السن وما بقي من العمر الا القليل جداً واريد أن القي وجه ربي بصحيفة بيضاء لا شبهة فيها من تطبيل أو نفاق أو كذب.. كما تقلدت المناصب ووصلت إلي قمة الهرم الصحفي.. وبالتالي.. لا اهتم بالأمور الدنيوية علي الاطلاق الا أن يعيش أولادي واحفادي حياة كريمة في وطن قوي وحر.. انها كما قلت ارادة وقناعة. لكن.. هناك من يختلف معي في هذا الشأن ومنهم مقربون مني.. إما لعدم الدراية الكاملة بالتحديات التي واجهتها الدولة وفرضت سياسات معينة كان لابد منها للتغلب عليها والانطلاق. أو للخطأ في ترتيب الأولويات. أو للتعتيم الجاهل أو المقصود أو المغرض من الاعلام علي الانجازات المهولة التي تحققت فعلاً لاظهار السنوات الأربع الماضية بأنها "سنوات عجاف" علي خلاف الواقع. أو لتنفيذ اجندات خارجية وداخلية متنوعة المحتوي ولها هدف واحد هو هدم هذا البلد. أو بدافع مما يسمي "خالف تعرف".. أو لكل هذا دفعة واحدة. قبل الدخول في تفاصيل هذه الاختلافات الخمس.. فان هناك 3 حقائق دامغة وكاشفة لابد من ذكرها أولاً: * الأولي.. أن الرئيس السيسي حينما طالبه الشعب بالترشح للرئاسة أول مرة عام 2014 قالها للكافة صريحة ومدوية "هتتعبوا.. احنا كعسكريين تعودنا علي التعب" فكان رد الشعب عليه: "مستعدين نتعب" وهو الرد الذي ترجمه الناخبون عملياً بأن فاز السيسي باكتساح في انتخابات شهد العالم كله بنزاهتها.. وها هو أمس الأول يقولها ثانية "هتتعبوا معايا أوي" ولنفس الشعب الذي ذاق التعب فعلاً دون النظر إلي ما قد تسببه هذه الكلمة له وهو ما اعتبره قوة وثقة منه في الله والنفس والشعب فانجازاته تتحدث نيابة عنه والتحديات مازالت قائمة. * الثانية.. أن السيسي منذ فترة وصف مصر بأنها كانت "شبه دولة".. والحقيقة التي عف عن ذكرها انها "لم تكن دولة" بل كانت ارضاً مساحتها مليون كيلومتر مربع وحدوداً وبحاراً وسماء بلا مقومات أساسية للدولة اللهم الا من جيش متماسك وبمعدات أقل من 10% مما هو موجود الآن ولكنه مستعد للفناء ولا يسقط ما تبقي من الدولة. وشرطة تحاول استرداد عافيتها بعد استهدافها عمداً في "25 زفت". وقضاء شريف تحاول بعض الأيادي القذرة اسقاطه. ومرافق مهلهلة تحتاج للمليارات حتي تنصلح حالها.. وفوق كل هذا شعب رائع علي قلب رجل واحد أمام بعض الخونة الذين ينتسبون له بالبطاقة فقط وهم ألداعدائه وقوي عظمي زادتها ثورة 30 يونيه سعاراً وجنوناً بسبب اللطمة التي لم تكن في الحسبان. * الثالثة.. عندما يعلن الرئيس السيسي ترشحه لفترة ولاية ثانية.. ورغم كل المنصات الموجهة له لافشاله يقول للشعب "انزلوا واختاروا من شئتم.. بس انزلوا كلكم.. إوعوا تسيبوا حقكم لغيركم".. ثم يؤكد "لن اسمح للفاسدين بالاقتراب من الكرسي".. ويشدد علي أن "مصر تعرضت لهزات عنيفة من آثار ثورتين خلال 3 سنوات".. فان هذا كله ليس له سوي معان محددة وقاطعة: 1 ان الرئيس حينما يدعو كل المواطنين للنزول واختيار من شاءوا.. إلي آخر قوله فان هذا معناه انه يثق في شعبه وان الاحجام عن الانتخاب سلبية تعطي فرصة ذهبية للكارهين وعاصري الليمون لاعادة احياء انتخابات 2012 من جديد بما افرزته من نظام إرهابي سعي لهدم وتقسيم الوطن وتدمير مؤسساته. 2 أن تعهده بعدم السماح للفاسدين بالاقتراب من الكرسي هو التزام منوط به وبأي رئيس في السلطة أن يحققه لصالح البلاد والعباد.. كيف لفاسد أن يرأس مصر درة البلاد العربية والأفريقية؟؟.. الفاسد مكانه الطبيعي هو السجن وليس قصر الاتحادية.. الفاسد محتقر بين ناسه فكيف يكون بين شعب تعداده 100 مليون نسمه؟؟.. الفاسد لا يراعي الله والدين ولا يحترم دستوراً وقانوناً ولديه استعداد لبيع البلد والناس لمصلحته فكيف يؤدي قسماً بالله العظيم أن يحافظ مخلصاً علي النظام الجمهوري وأن يحترم الدستور والقانون وأن يرعي مصالح الشعب رعاية كاملة وأن يحافظ علي استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه؟؟.. أي محافظة واحترام ومراعاة مع فاسد استحل المال الحرام أو جند نفسه تابعاً للشيطان..؟؟ 3 وعندما يشدد الرئيس علي أن مصر تعرضت لهزات عنيفة من آثار "ثورتين" خلال 3 سنوات.. فإن هذا التشديد يقرر حقيقة عشناها جميعاً في شتي المجالات الداخلية امنياً واقتصادياً بالذات وكذلك اقليمياً ودولياً كلنا نعلمها.. كما أن هذا التشديد يتضمن اعترافاً صريحاً بأن 30 يونيه ثورة منفصلة تماماً وليست امتداداً أو تابعاً كما يتشدق البعض أو اراد واضعو الدستور في مقدمته بنص يخالف الحقيقة يقول "وثورة 25 يناير 30 يونيه فريدة بين الثورات الكبري في تاريخ الانسانية....".. علماً بأني شخصياً ومثلي ملايين غيري لا نعترف ولن نعترف بأن "25 يناير" ثورة.. هذا التاريخ حصرياً هو "عيد الشرطة" وفقط. أتوقف عند هذا الحد.. وغداً باذن الله افند نواحي الاختلاف الخمس بيني وبين غيري في تأييد الرئيس السيسي. وتحيا مصر وطناً وشعباً وقيادة وجيشاً وشرطة.. ورحم الله شهداءنا من المسلمين والأقباط. [email protected]