دخلت مصر مرحلة جديدة في طريق انجاز خارطة المستقبل التي اقرتها القوي الوطنية قبل 30 يونيه وهي البدء في أولي خطوات انتخاب رئيس الجمهورية بعدما تم اعداد الدستور واقراره من قبل الشعب المصري في يناير الماضي.. بالفعل تم فتح باب الترشح أمس وتجري الانتخابات يومي 26 و27 مايو المقبل في مرحلتها الأولي علي أن تعلن النتيجة في موعد اقصاه 5 يونيه والذي من المرجح انها لن تشهد جولة اعادة قد تؤجل اعلان النتيجة النهائية إلي 26 يونيه حسب الجدول المعلن من اللجنة العليا للانتخابات.. لأن الأمور إذا سارت علي طبيعتها سيتم حسم الأمر من المرحلة الأولي وسيكون هناك رئيس وقائد للدولة منتخب من الشعب بعد أقل من ثلاثة أشهر.. يسعي مع شعبه البطل لوضع أسس بناء دولة مصرية ديمقراطية حديثة. لا شك ان ترشح المشير عبدالفتاح السيسي لاقي تأييد واستحسان معظم فئات الشعب المصري الذين يرون فيه انه القائد والزعيم.. وانه الرجل المناسب في هذه المرحلة الهامة والحرجة التي يمر بها الوطن بعد سنوات من الضياع والشتات تاهت فيها البلاد وغاب الأمن واختفت الدولة ومؤسساتها.. ولم نعد نري سوي البلطجة والانفلات بكل صوره سواء في الشارع أو العمل أو في أي مكان.. ولم يعد أحد يفرق بين الثورة والفوضي.. بين الأدب والاحترام وقلة الأدب والحياء.. اختلط الحابل بالنابل وغابت القيم والأخلاق في ظل غياب القانون وهيبة الدولة.. وهذا لا يقلل أبدا من حمدين صباحي الذي أعلن ترشحه أيضا. بيان المشير السيسي للأمة عقب اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة حمل معاني مهمة كثيرة تنبأ بأننا من الممكن أن نتجه إلي الطريق الصحيح بسرعة وتعود مصرنا شعبا وقيادة إلي مكانها الطبيعي الذي تستحقه عربيا وإسلاميا ودوليا. فقد أشار إلي أن الشعب لن يعد يقبل برئيس يحكمه دون رغبته أو ارادته ولا يمكن لأحد أن يجبر المصريين علي انتخاب رئيس لا يريدونه.. ولم ينس أن يؤكد ان أمامنا نحن المصريين مهمة شاقة شديدة الصعوبة باهظة التكاليف لأن الحقائق في مجالات الاقتصاد والسياسة والأمن وصلت إلي الحد الذي يجب أن نواجهه بشجاعة.. لأن المصريين يستحقون أن يعيشوا بكرامة وأمن وحرية وأن يكون لديهم الحق في الحصول علي عمل وغذاء وتعليم ومسكن بيسر وسهولة. أيضا اشارته إلي الأوضاع المهترئة في مصر خلال السنوات الأخيرة سياسيا وإعلاميا داخليا وخارجيا والتي جعلت من الوطن أرضا مستباحة من البعض وقد آن الأوان ليتوقف هذا الاستهتار وهذا العبث بمقدرات الشعب المصري الشجاع صاحب الانتصارات والبطولات العديدة علي مر التاريخ تجعلنا نطمئن إلي غد أفضل بإذن الله. الرجل في بيانه إلي الأمة قال كثيرا من المعاني الجميلة الواقعية التي يجب أن نراها علي أرض الواقع في برنامج انتخابي لا يفرط في التفاؤل والوعود البراقة ولا يبني قصورا في الهواء.. أري ان من أهمها دعوته لشركاء الوطن أن يدركوا اننا في قارب واحد نسعي جميعا أن يرسو بنا علي شاطيء النجاة.. ولن يكون لنا حسابات شخصية نصفيها مع أحد فنحن نريد الوطن لكل أبنائه دون اقصاء أو استثناء أو تفرقة.. أيضا اعتزامه الترشح لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحجب حق الغير في الترشح مادام رأي في نفسه القدرة علي تحمل المسئولية والمنافسة علي الفوز بثقة أبناء الشعب وهذا يزيده محبة من الناخبين. أيضا من أهم ما أشار إليه هو ضرورة العمل والإنتاج وبذل الجهد والصبر لأن الحاكم لن ينجح وحده بل سينجح بشعبه.. والجميع يعرف أننا كشعب منذ ثورة يناير.. الكثير منا يفكر في مكتسبات وحقوق فقط دون أن يؤدي عمله بجد وتفان.. أيضا اشارته إلي أنه لن يكون لديه حملة انتخابية تقليدية قطع الطريق علي كدابين الزفة وحملة المباخر الذين يجيدون اللعب علي كل الجهات.. وهم رجال كل العصور.. يساعدهم اعلام خاص يسعي لمصالحه الشخصية علي حساب مصلحة الوطن وانكشفت سياساته مبكرا بعدما اعتمد علي إعلاميين ويفتقدون كثيرا للحس الوطني والمهني.. هؤلاء هم سبب رئيسي فيما تعاني منه البلاد من تخبط وعدم رؤية ويجب علي رئيس الجمهورية القادم أن يتعامل معهم بما يليق بهم فقد استمرءوا المداهنة والتزلف والتطبيل والتقرب من النظام من أجل مصالحهم ومن أجل البقاء في الصورة.. لكن اعتقد ان النهاية قد أوشكت بالنسبة لهم. فهم من كانوا حتي وقت قريب يؤيدون بقاء مبارك.. ثم كانوا من أشد المتحمسين لتوريث جمال السلطة وانضموا للحملة المؤيدة لذلك.. ثم كانوا يتقربون للإخوان بعد جلوسهم علي كرسي الحكم.. واليوم ومن غير كسوف.. هم من بدأوا في مداهنة ومناصرة المشير السيسي. الشعب المصري كله في انتظار الرئيس القادم الذي يجب عليه أن يستثمر حب هذا الشعب وثقته فيه لتحقيق الطفرة المأمولة وعودة مصر إلي مكانتها الطبيعية.