لماذا لا تكتب مقالاً عن معاشات نقابة المعلمين؟! المعلم يقضي نحو 40 عاماً في التدريس ويدفع اشتراكات شهرية من مرتبه لمعاش النقابة.. وقد بدأ الدفع بجنيه ونصف الجنيه أيام كان الجنيه المصري يشتري مائة نسخة من صحيفة "المساء".. أي ما يساوي مائتي جنيه اليوم. هل تعرف كم يبلغ معاش نقابة المعلمين الذي يصرف اليوم؟! إنه يبلغ 115 جنيهاً تقريباً يتم صرفها بطلوع الروح.. يعني هذا المعاش أقل من قيمة كيلو لحمة!! ومع ذلك فإن النقابة تنفق ببذخ علي المصايف والرحلات والمكافآت لأقطابها.. وأصحاب المعاشات الذين أفنوا أعمارهم في تربية وتعليم أجيال المستقبل يعانون أشد المعاناة!! ألا يستحق ذلك كلمة منك لمن يعنيهم الأمر؟! كان هذا السؤال تعقيباً علي مقال كتبته في هذا المكان خلال الأسبوع الماضي تحت عنوان: "المال سيد الموقف حتي في انتخابات اليونسكو".. وكان التوقيع باسم "علي" دون ذكر بقية الاسم. وبداية أسأل القارئ صاحب السؤال: لماذا لا تكتب اسمك كاملاً؟ يخيل إليَّ أن هذا الاسم للتعمية علي الاسم الحقيقي.. والسؤال بسيط ليس فيه ما يعيب السائل ويؤخذ عليه.. ويمكن أن يسأله أي مواطن يعمل في التدريس. والإجابة- عزيزي القارئ- أنني شخصياً مهتم بمعاشات المعلمين. ومعاشات التجاريين ومعاشات الصحفيين.. وأعلم تماماً أن معاشات المعلمين متدنية جداً ولا تتفق مع الجهد الذي بذلوه في تعليم أبنائنا.. ولا مع قيمة الاشتراكات التي دفعوها طوال مدة خدمتهم في العمل.. وهو الأمر الذي يجب أن تتدخل فيه الدولة وتحاسب نقيب المعلمين وأعضاء مجلس النقابة الذين اخترتموهم لتمثيلكم والدفاع عنكم.. ولماذا لا يزداد هذا المعاش إلي الضعف أو أكثر؟!. أعلم أن المعلمين يصرفون معاشاتهم النقابية كل ثلاثة أشهر حيث يصرفون 350 جنيهاً أي ما يوازي نحو 115 جنيهاً شهرياً. ومع ذلك فإن هذا المبلغ لا يكون متوافراً باستمرار.. فيذهب المعلم ليصرف معاشه فيقال له لا يوجد الآن.. ويضربون له موعداً آخر حتي تكون قدماه قد حفيت إلي أن يصرف هذا المعاش!! لست أدري كم يخصم من المعلم شهرياً الآن حتي يستحق المعاش بعد التقاعد؟! فإذا اقتضت الضرورة أن يزيد ما يخصم من راتبه لصالح معاشه فليتم أخذ قرار بذلك.. خاصة أن الدولة تفكر حالياً بزيادة رواتب المعلمين وتجعلها مميزة عن رواتب الموظفين. إنني أتوجه إلي المسئولين وأطالبهم بزيادة معاشات المعلمين حتي يستطيعوا أن يعيشوا حياة كريمة. أما بخصوص أن النقابة تصرف ببذخ علي المصايف والرحلات والمكافآت لأقطابها.. فإنني أسأل: هل جهاز المحاسبات لا يراجع أوجه الصرف التي تنفقها النقابة علي مثل تلك الحالات؟! وإذا كان يراجع حساباتها ورأي فيها خللاً فلماذا لا يحيل المتسببين فيها إلي النيابة للتحقيق وإنزال الجزاء الرادع بهم؟! علي كل حال عزيزي القارئ إن كل جماعة تولت عملاً خاصاً بموظفيها تلهث وراء المناصب رغم أنه عمل تطوعي لكن بطونهم تتسع لأكل أموال الموظفين!! واسألني أنا عن مشروعات تم الإعلان عنها للصحفيين كجميعات- بعيداً عن نقابتنا المحترمة- وأثري القائمون عليها ثراء فاحشاً علي حساب أعضاء هذه الجمعيات.. فمثلاً إذا حجزت أرضاً تم الإعلان عنها بمتوسط خمسة أفدنة للعضو يسلمون لك هذه الأرض أربعة أفدنة فقط.. ويبيعون الأفدنة المتبقية لحسابهم!! علي كل حال معاش نقابة المعلمين أفضل كثيراً من معاش التجاريين.. فعضو هذه النقابة لا يصرف معاشاً إلا 200 جنيه في السنة كاملة.. رغم ما دفعه طوال مدة خدمته؟! وإذا كانت نقابة المعلمين تتكسب من أعضائها.. فإن ما يتم في نقابة "التجاريين" يعتبر "فجراً" بمعني الكلمة. أما معاش نقابة الصحفيين فهو لا بأس به حتماً بالمقارنة مع معاش المعلمين ومعاش التجاريين.. ولكن الصحفي إذا بلغ الستين فلا يحق له صرف المعاش طالما يعمل في أي صحيفة بالمكافأة.. وهذا نظام تنفرد به نقابة الصحفيين دون غيرها.. مع أن المعاش حق للصحفي إذا وصل لسن الستين. والأمل معقود علي النقيب الفاضل الأستاذ عبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين لإعادة النظر في ذلك وصرفه للصحفي حتي ولو كان عاملاً بالمكافأة فهذا حقه الطبيعي.. ومن الظلم أن يحرم منه. لعلي أكون بذلك قد أجبت علي تعقيب القارئ.. فأصحاب المعاشات يعانون ندرة الدخل سواء من المعاشات التي تصرفها الحكومة للموظفين أو من معاشات النقابات.. في زمن زادت فيه الأسعار عن كل حد معقول.