الدنيا تتغير وتتطور بسرعة مذهلة.. والعالم كله يساير هذا التطور والتغير ويواكبه. حتي الحكومة المصرية المعروفة علي مدي تاريخها بالروتينية والبيروقراطية أدركت ان الزمن يلاحقها ويضربها بسياطه ليوقظها من غفلتها فقررت وضع حد أدني للأجور وحد أعلي. لكن يبدو ان هناك جهة واحدة مازالت تعيش أو هي تعتقد أنها مازالت تعيش في القرن الماضي. ولم تدر ان عجلة الزمن تدور بسرعة كبيرة.. وهذه الجهة هي نقابة المعلمين في مصر التي تضم في عضويتها نحو مليون معلم.. وحتي نعرف مدي جمود وغفلة هذه النقابة عن ملاحقة الزمن سنقرأ معاً هذه الرسالة التي وصلتني بالبريد. محمد فوده.. بعد سلام الله عليكم. استحلفك بالله أن تتبني رفع الظلم عن المعلمين الذين أدوا دورهم التنويري والتعليمي لأجيال عديدة ثم أحيلوا إلي المعاش.. حيث يتقاضي كل منهم معاشاً من النقابة في حدود 300 جنيه كل ثلاثة أشهر بمعدل 100 جنيه شهرياً.. في الوقت الذي طفرت فيه معاشات النقابات الأخري التي وصلت إلي 800 أو 1000 جنيه شهرياً. إن إيرادات النقابة تقدر يا سيدي بالملايين سنوياً وهي تتمثل فيما يلي: * الاشتراكات الشهرية لما يزيد علي مليون معلم. * ما يتم خصمه من العلاوات السنوية والمكافآت للمعلمين. وكذلك من المعارين منهم للخارج. * طوابع النقابة المفروضة علي كل من يلتحق بأي مرحلة من مراحل التعليم. * الرسوم المفروضة علي المدارس الخاصة. * رسوم الفنادق والنوادي والاشتراكات والكارنيهات والحفلات التي تقام بأندية المعلمين. * الرسوم المفروضة علي الشهادات العامة وشهادات الخبرة وغيرها مما يعرفه القائمون بالإشراف علي النقابة والذين يستأثرون لأنفسهم بمكافآت باهظة!! فإذا أضفنا إلي المعاش الهزيل الذي تصرفه النقابة لأعضائها الذين بلغوا السن القانونية والذي سبق ان أشرنا إليه ان مستشفي المعلمين بالجزيرة لا يقدم أي ميزة لهؤلاء الأعضاء بالمعاش بل يعاملهم كأي مواطنين عاديين في قيمة الكشف والعلاج. وأكثرهم مصابون بأمراض السكر والضغط والالتهاب الكبدي وغيرها من الأمراض التي تفتك بهم. وإذا تكرمت النقابة وصرفت قروضاً للمعلمين أو نظمت مصايف لهم فهي لأهل الحظوة وبقدر ضئيل. أري زملائي من المحالين إلي المعاش وهم يجاهدون صعوداً عليپالسلم العتيق لصرف 300 جنيه كل ثلاثة أشهر وأشعر بالحسرة والألم لهم.. وكلهم مرضي رغم انهم يتبعون أكبر نقابة في مصر. السيد البحيري موجه أول لغة إنجليزية سابقاً إدارة وسط القاهرة التعليمية انتهت الرسالة بكل ما تحمله من أسي وحسرة علي قدامي معلمينا الذين خرجوا لنا أجيالاً متعاقبة كان لهم الفضل في أية نهضة تحققت بهذا البلد.. ولا شك ان حالهم يرثيپله. ولست أعرف من هو نقيب المعلمين حتي أتوجه بهذه الرسالة له وهل هو معين من الدولة أو منتخب من زملائه.. وعلي أي أساس تم انتخابه إذا لم يكن له نشاط يذكر.. وإذا كان هذا حال زملائه القدامي!! من أنت يا سيادة النقيب؟! وما هو دورك؟