نقابة المعلمين ود. حسين كامل بهاء الدين أحد أسس الديمقراطية في أي بلد وجود أحزاب قوية تشارك في العمل السياسي. من خلال التفاعل الإيجابي للأعضاء المنتمين لهذه الأحزاب مع قضايا المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مما يدفع هذا البلد إلي التطور والتقدم وتحقيق آمال وطموحات مواطنيه. ولا شك أن أحد الروافد المهمة والأساسية في تغذية هذه الأحزاب بالكوادر النشطة والمدربة هي النقابات بكل أنواعها المهنية والعمالية. فإذا نشطت هذه النقابات نشطت الأحزاب والعكس صحيح إذا خمدت أو تجمدت أدي ذلك إلي تراجع النشاط الحزبي والسياسي. وإذا ألقينا نظرة علي النقابات المهنية في مصر- وما أكثرها- سوف نجد أن هناك عدداً قليلاً منها هو الذي يشارك في العمل السياسي بقوة وفاعلية إلي جانب النشاطات التي تخدم أعضاءها مهنياً واجتماعياً. وفي مقدمتها نقابات المحامين والصحفيين والأطباء أحياناً. أما باقي النقابات المهنية فتكاد تكون خاملة لسبب أو لآخر رغم أن بعضها يضم مئات الآلاف من الأعضاء المنتمين إليها مثل نقابات المعلمين والمهندسين والتجاريين. فنقابة المهندسين علي سبيل المثال مجمدة منذ سنوات طويلة وتخضع للحراسة ويكاد دورها يكون منعدماً. وهناك قضايا وأحكام صادرة بشأنها. وربما يكون السبب في ذلك منع وصول تيار سياسي معين للسيطرة عليها وتوجيهها اتجاهاً سياسياً غير مشروع وهذا يعني أن التيارات الشرعية غير قادرة علي اختراقها وتحقيق التوازن في نشاطها. وبالنسبة لنقابة التجاريين فرغم أنها تضم أكثر من مائة ألف عضو إلا أنها تعاني أزمة مالية طاحنة تؤثر بالسلب علي أدائها. ولذلك يكاد نشاطها يكون منعدماً أيضاً سياسياً ومهنياً ويعاني أعضاؤها حالة يأس شديدة خصوصاً من خرج منهم إلي المعاش. ونأتي لنقابة المعلمين.. تلك النقابة التي تولاها قيادة عظماء كان آخرهم الراحل العظيم الدكتور مصطفي كمال حلمي. وبعد وفاته منذ عدة سنوات أصبحت هذه النقابة في خبر كان. ولم يتم انتخاب نقيب لها يجعل الروح تدب فيها من جديد وتساهم في عمل سياسي ومجتمعي وخدمي لأعضائها. وهذا الوضع المزري لنقابة كبري بل عظمي تضم صفوة الأعضاء الذين يعتمد عليهم المجتمع في تحقيق مستقبل أفضل له من خلال قيامهم علي تربية وتعليم النشء وإعدادهم الإعداد السليم للمساهمة في بناء الدولة العصرية.. هذا الوضع يجعلني أتساءل لماذا لا يفتح الباب لانتخاب نقيب قوي لهذه النقابة التي تمثل الجناح الثاني للعملية التعليمية مع وزارة التربية والتعليم. لماذا لا يتم ترشيح رجل تربوي عظيم وسياسي محنك مثل الدكتور حسين كامل بهاء الدين صاحب الأفكار الخلاقة والنشاط الفاعل ليقود مسيرة هذه النقابة الكبري في المرحلة القادمة ويعطيها من فكره وخبرته الطويلة والعريضة ما يجعل الدم يدب في عروقها وأوصالها لتؤدي رسالتها علي أكمل وجه. يكفي أن أقول إن المعلم الذي يحال إلي التقاعد بعد حياة حافلة في تربية وتعليم النشء يصرف معاشاً نقابياً لا يزيد علي 350 جنيهاً كل ثلاثة أشهر أي بمعدل 115 جنيهاً شهرياً مما يعتبر إجحافاً بحقه وبكرامته والمهنة العظيمة التي ينتمي إليها. د. حسين كامل بهاء الدين قادر بكل ما يتمتع به من مزايا علمية ومهنية وتجارب عميقة ونشاط وحماس أن يعيد هذه النقابة إلي الحياة.. وأعتقد جازماً أن المعلمين عن بكرة أبيهم لا يختلفون علي ذلك. غداً.. الاحتفال بعيد المعلم.. وكل عام وأنتم بخير.