انها لمصادفة طيبة أن يتعانق عيدان علي أرض مصر الطيبة.. الأول ذكري الاسراء والمعراج والثاني عيد تحرير أرض سيناء الحبيبة الذي يحل في 25 أبريل من كل عام وقد شهدت ساحة البطولات والشرف بهذه البقعة المبارك تضحيات الرجال.. قدموا أرواحهم فداء لتراب هذا الوطن وقد ارتوت رمال سيناء بدماء هؤلاء الأبناء الأوفياء ولاتزال معاركهم مستمرة من أجل تحقيق هدفين أساسيين.. تحرير هذه المنطقة ذات المساحة الشاسعة من البؤر الارهابية التي تتخذ من التضاريس والأوغاد أوكارا لاختبائها وتنفيذ مخططاتها في التدمير وحصد الأرواح كما ان تنمية أرض الفيروز تقع علي رأس الاهداف التي تتضمن ربطها بالوطن الأم من خلال انفاق يجري تنفيذها هذه الايام علي قدم وساق لتيسير حركة الانتقال من وإلي هذا الجزء العزيز من سيناء الحبيبة لتعميرها وتأهيلها بكل الإمكانيات والقوي البشرية في جهود لتعميرها واحكام السيطرة عليها وصد الغزاة الطامعين في خيرات بلادنا الطيبة سواء من القوي الأجنبية أو الداخلية المتمثلة في جرائم قوي الشر من العناصر الإرهابية التي تحصد أرواح الأبرياء من قبائل سيناء وقواتنا المسلحة من الجنود والضباط في خسة ونذالة تحت ستار الفكر الإرهابي المتطرف الذي يكفر الناس دون سند أو دليل. هذه المقدمة أراها ضرورية رغم استغراق سطورها هذه المساحة لكني أراها مهمة خاصة ان سيناء الحبيبة علي مدي التاريخ مطمع للغزاة منذ عهد الهكسوس طمعا في خيرات بلادنا لكن أبناء مصر الأوفياء تصدوا لهؤلاء وحققوا انتصارات علي جيوش الاعتداء.. نتذكر هذه المسيرة ونحن نعيش ذكري العيد الخامس والثلاثين لتحرير سيناء من جنود الجيش الذي لا يقهر.. نضع أمام شباب هذه الأيام بعض هذه الجوانب المشرقة من بطولات قوات جيش مصر العظيم.. ففي يوم السادس من أكتوبر 1973 الموافق العاشر من رمضان تمكن هؤلاء الأبطال من عبور قناة السويس أكبر مانع مائي بعد أن ظل الإسرائيليون يعولون دون عبورها لمدة 7 سنوات عجافا وفي ظهر هذا اليوم التاريخي حملت الأنباء من راديو القاهرة حيث قال المذيع في نبرة تعبر عن الفرح بهذا الانتصال قال: تمكنت قواتنا المسلحة من عبور قناة السويس وتحطيم خطف بارليف ورفع العلم المصري علي أرض سيناء الحبيبة.. هذه الكلمات مازالت ماثلة في الذهن وكأنني اسمعها منذ لحظات قصيرة.. وبذلك حقق رجال قواتنا آمال شعبهم الذي كان يتابع معركة التحرير وقد ظل هؤلاء الابطال يواصلون جهودهم البناءة لتطهير سيناء من هذا العدوان وفي 25 أبريل 1982 تم رفع العلم المصري علي حدود مصر الشرقية في مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال انسحاب إسرائيل بعد 15 عاما من الاحتلال ثم كانت عودة أرض طابا للوطن الأم بعد اعلان هيئة التحكيم ان هذه الأرض مصرية وفي 19 مارس 1989 تم رفع العلم المصري علي طابا سلسلة من المعارك والبطولات لم تتوقف وعيون الأبطال لم تغفل عن أرض سيناء الطيبة لكن في الفترات الأخيرة شهدت هذه البقعة المباركة لونا آخر من حروب جماعات التكفير الإرهابية استخدموا التفجيرات والعبوات الناسفة لحصد أرواح الضباط والجنود بلا وازع من ضمير أو دين.. وسقط آلاف الشهداء من القوات المسلحة وأبرياء من أبناء سيناء لكن عزيمة هؤلاء الأبطال مستمرة لاستكمال مسيرة انفاذ القانون وتطهير الادغال والجبال التي يتخذها الإرهابيون أوكارا يختبئون بها ويصر هؤلاء الأبطال علي مواصلة التصدي للإرهاب حتي يتم اقتلاعه من جذوره وفي نفس الوقت يجري إقامة مشروعات لتنمية وتعمير أرض الفيروز واتاحة الفرصة لنقل اعداد كبير من كل المحافظات للمشاركة في نهضة حضارية وإقامة المصانع لكل المجالات بالإضافة إلي استصلاح الأراضي وزراعتها باستغلال مياه ترعة السلام التي تم مد مياه النيل إليها والمشاركة في التنقيب عن المعادن الثمينة التي تزخر بها واستغلال طاقات أبناء سيناء بالشمال والجنوب في هذه المصانع والمشروعات لنشر آفاق التنمية في كل المناطق والهضاب ولا شك ان الانفاق التي يجري حفرها أسفل قناة السويس سوف تساهم في نقلة حضارية لربط أرض الفيروز بمختلف المناطق بكل المحافظات وبسهولة انتقال البشر والبضائع وكل المنتجات من وإلي سيناء والقضاء علي عزلة هذه الأرض الطيبة فرحلة الانتقال من وإلي سيناء سوف تصبح ولن تستغرق وقتا طويلا وإنما ستكون الرحلة بأقصر وقت. لابد ان تتضافر الجهود لدعم القوات المسلحة والشرطة كي تستمر عملياتهم لاستئصال الإرهابيين والقضاء علي جرائمهم التي امتدت إلي مواقع قواتنا ووضع العبوات الناسفة في طريق هذه القوات وفي مقار الأكمنة الأمنية دون وعي أو ادراك لحرمة أرواح هؤلاء الرجال وسوف يستمر أبطالنا في معاركهم حتي يتم القضاء علي هذه الأوكار بالإضافة إلي الاسراع في تنفيذ المشروعات التنموية واستكمال البنية التحتية لإقامة المصانع إذ لا بديل عن بذل أقصي الجهد لتنمية وتعمير سيناء وتنميتها وزيادة الكثافة السكانية التي تعتبر حائط الصد لوقف زحف القوي الأجنبية ودحر قوي الشر والإرهاب. هذه الإجراءات لا تتوقف وما يجري علي جانبي قناة السويس من مشروعات تنموية ومزارع سمكية كل ذلك يؤكد ان مستقبل أرض البقعة المباركة يبشر بالخير.. وانطلاق قافلة التعمير ونسف المعوقات. في النهاية تحية لأرواح الشهداء الأبطال الذين سقطوا ضحايا في ساحة الشرف والفداء ولن يهدأ لنا بال حتي يتم تنمية وامتداد التعمير إلي كل ركن بهذا الجزء العزيز من أرضنا الطيبة.