قضية العدد من الجرائم المركبة.. حيث أراد "الجاني" إخفاء جريمة فعلها والهرب من تبعاتها.. فارتكب جريمة ثانية لإبعاد الشبهات والفضيحة عن نفسه عن شريك الجريمة الأولي. هذه القضية تعتبر من الجرائم التي يندي لها الجبين والتي تدل علي تردي الأخلاق في نفس مرتكبها وفقدان كل مشاعر الرحمة والإنسانية وانعدام الضمير.. حيث أراد "الجاني" في هذه الجريمة التخلص من ثمرة الخطيئة فقام بإلقاء الطفل الحرام في الترعة لتلقي حتفها غرقاً وتجرفها المياه بعيداً فيكون بذلك قد ضرب عصفورين بحجر واحد. تخلص من طفل السفاح وأبعد الشبهات عن نفسه وأيضا حافظ علي ثوب الفضيلة الزائف دون شوائب. المرجح في هذه الواقعة أن "الجاني" هي فتاة أو سيدة من أقاصي الصعيد حملت سفاحاً نتيجة علاقة غير شرعية مع شخص. وفجأة بدأت ثمار الرذيلة تنمو في أحشائها فوضعتها بعيداً عن العيون ثم تخلصت منها بإلقائها في مياه الترعة لتخفي فضيحتها وتحافظ علي سمعتها وشرف عائلتها. ليست وحدها المتهمة في القضية. وإن كانت هي الفاعلة الأصلية. إلا أن هناك شريكاً لها وهو الأب الذي تنكر لفعلته ورفض تحمل نتائجها وتركها وحيدة تواجه العار أو ترتكب جريمتها الثانية بالتخلص من ثمرة الخطيئة وأيضا حماية سمعتها من الفضيحة أو القتل حسب تقاليد الصعيد. بدأت فصول الكشف عن أحداث الجريمة ببلاغ من مشرف محطة مياه إلي مأمور مركز البلينا بالعثور علي جثة لطفل حديث الولادة دون ملابس داخل المياه أثناء عمله في تنظيف المحطة. تم انتشال الجثة التي تبين أنها لطفلة حديثة الولادة مربوطة الحبل الصري وهي دون ملابس. فتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي أمرت بنقل الجثة إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة سبب الوفاة وساعة حدوثها وتقدير عمر الطفلة وبيان ما بها من اصابات. ثم التصريح بدفنها بعد انتهاء التحقيقات. كما طلب سماع أقوال مكتشف الواقعة. وكلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها وسرعة التوصل إلي "الجاني" وضبطه وإحضاره أمام النيابة للتحقيق. أعد مدير إدارة البحث الجنائي بسوهاج فريق بحث بقيادة رئيس مباحث المركز وإشراف رئيس مباحث المديرية. وأشارت التحريات الأولية إلي أن جثة الطفلة جرفتها المياه القادمة من ترعة نجع حمادي الغربية وتوقفت في محطة المياه. حيث تم اكتشافها. كما رجحت التحريات أن تكون الجثة لطفلة سفاح وأن الأم أرادت التخلص من الفضيحة وإخفاء معالم جريمتها فألقت بمولودتها في الترعة لتبعد الشبهات عن نفسها وتحفظ سمعتها من الدنس. أيضا خشية عقاب أسرتها فارتكبت جريمتها بدافع الخوف. راح فريق البحث يفحص مستشفيات الولادة الخاصة وعيادات أمراض النساء والتوليد وأقسام التوليد بالمستشفيات الحكومية بالمراكز القريبة من مكان العثور علي جثة الطفلة. وفحص جميع حالات المتاابعة السابقة لاكتشاف الجثة. وأيضا عمليات الوضع المتزامنة مع موعد العثور علي جثة الطفلة ومعرفة مصير تلك الحالات ونتائجها. أيضا تم فحص الدايات بالمراكز القريبة والمحيطة بمكان العثور علي جثة المولودة. وسماع أقوالهن عن الحالات التي كانوا يتابعونها. وحالات الوضع التي أشرفن عليها. ومصير كل حالة وحالات الحمل التي يشتبهن بها ونتائجها ومصير المولودة في هذه الحالات. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال الأمن جهوداً مضنية وحثيثة لكشف غموض الحادث جمعوا الكثير من التحريات وفحصوا جميع المعلومات التي توافرت بين أيديهم ودرسوا جميع الاحتمالات.. لكن أياً من الخيوط التي تجمعت بين أيديهم لم تقدهم إلي كشف شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً في هذه الجريمة.. حتي الآن!!