هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!! قضية العدد.. من الجرائم الاجتماعية المثيرة.. والتي يفقد معها "الجاني" كل مشاعر الرحمة ومعاني الإنسانية.. وتأتي عندما تتخلص الأم من فلذة كبدها لإخفاء جريمتها الأولي بحملها سفاحاً. أما "المجني عليه" فإنه مجرد طفل حديث الولادة.. لا ذنب له سوي أنه جاء نتيجة خطيئة أم لم تتحمل نتيجة فعلتها.. فدفع حياته ثمناً لعلاقة آثمة.. أشبع فيها الأبوان رغباتهما المجنونة.. ونزواتهما الشيطانية في لحظة طيش دون أن يفكر أي منهما في عواقبها. وعندما تظهر ثمرة الخطيئة يهرب "الأب" منكراً نسب المولود له.. ورافضاً لإصلاح غلطته أو الارتباط بعشيقته التي يفقد ثقته فيها.. ويري أنها لن تستطيع حماية شرفه أو صون كرامته. أما "الأم" التي تخشي الفضيحة فتسعي لإخفاء ثمرة خطيئتها حتي لا يكسر العار رأسها أو يدنس ثوبها.. ولا تجد أمامها مفراً سوي التخلص من جنينها بإسقاط حملها.. وإذا تعثر ذلك فإنها تتخلص من مولودها فوراً الإنجاب لتصون عرضها وشرف أسرتها أمام الناس. تبدأ فصول الكشف عن أحداث الجريمة ببلاغ من الأهالي إلي مأمور بندر شرطة كفر الشيخ بالعثور علي جثة لطفلة حديثة الولادة ملقاة بجوار مزلقان السكة الحديد.. ملفوفة في عباءة حريمي. انتقل رئيس مباحث بندر الشرطة إلي مكان البلاغ وعثر علي جثة الطفلة بجوار قضبان السكة الحديد المواجه لمستشفي الزهراء.. وفي حالة تعفن رمي وليس هناك آثار إصابات ظاهرة.. ولم يعثر بجوارها علي أي مستندات أو شيء يدل علي أهليتها.. أو مكان ولادتها. تم إخطار النيابة التي قامت بمناظرة الجثة.. وتبين أنها حديثة الولادة تبلغ من العمر حوالي أسبوع.. وهي مربوطة الحبل السري بمشبك طبي مما رجح أن عملية الولادة كانت علي يد طبيب.. وأن الجريمة تم علي حدوثها أكثر من أسبوع لإصابتها بتعفن رمي. قررت النيابة بعد انتهاء المعاينة نقل الجثة إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها.. ووجود شبهة جنائية من عدمه.. والنشر عن الجثة لمعرفة شخصيتها وأهليتها وإجراء التحريات اللازمة للتوصل إلي أهلية "المجني عليها" وتحديد شخصية "الجاني" وسرعة ضبطه. رجحت التحريات أن وراء الجريمة امرأة خاطئة حملت سفاحاً من علاقة آثمة.. وخشيت علي نفسها من أهلها.. ولإخفاء معالم جريمتها.. ارتكبت جريمة التخلص من ثمرة الخطيئة بقتلها والقاء جثتها في منطقة نائية خشية الفضيحة والعار.. ولاخفاء معالم جريمتها وابعاد الشبهات عن نفسها. راح رجال المباحث يفحصون المستشفيات العامة والخاصة والعيادات والمراكز الطبية المتخصصة في أمراض النساء والولادة.. والتحري عن حالات الوضع التي تمت خلال الأسبوعين الأخيرين.. ونتيجة الوضع.. بالإضافة لفحص حالات متابعة الحمل ونتيجة الوضع. أيضاً التحري عن عمليات الولادة التي تمت في المنازل بواسطة الداية في الأيام الأخيرة.. ونتيجة هذه الحالات ومصير الجنين في كل منها.. وسماع أقوال المبلغين عن أي مشاهدات للحادث. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري وفحص كافة الاحتمالات بجهد مضن وحثيث.. بندر كفر الشيخ والقري والمراكز المجاورة.. لم يتم التوصل إلي أهلية "المجني عليها".. وبالتالي استمر الغموض يكتنف شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن!!