* يسأل أحمد سيد "محاسب": هل يجوز للمعتكف أن يخرج من المسجد لقضاء بعض الأشياء ثم العودة.. وما الذي يستحب للمعتكف؟! ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف: نعم يجوز للمعتكف أن يخرج لشراء طعامه إذا لم يكن له ما يكفيه. وإذا تعذر وضوءه في المسجد فله أن يخرج إذا كان وضوءه من حدث. ولا بأس للمعتكف من وسادة ومنشفة وما شابه ذلك مما يراه لازماً لاقامته في المسجد بشرط ألا يضيف به علي المصلين.. كما يجوز له الأكل مع مراعاة ما يقع منه حتي لا يلوث المسجد. ويستحب للمعتكف أن يكثر من الصلاة. لأنها أفضل العبادات وأعظمها أجراً. ولأنها صلة العبد بربه. وهي عمود الدين وركنه المتين. وفضلها وفضل الاشتغال بها ثابت لا يخفي علي أحد. ويستحب له أن يكثر من قراءة القرآن وأن يتدبر معانيه. فبتلاوته تطمئن القلوب وتصفو به النفوس ويعظم به الأجر. وهو خير شافع وخير مشفع. وقد صح عنه صلي الله عليه وسلم انه قال: "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه". وقال صلي الله عليه وسلم: "يؤتي يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون يه في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما" وقال صلي الله عليه وسلم: "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة. والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران. كما يستحب له أن يكقر من الذكربأنواعه من تسبيح وتهليل وتكبير واستغفار وتوبة وغير ذلك من أنواع الذكر المشروع. لأنه من أخص العبادات. فمن اشتغل به عن غيره استحق المثوبة والأجر العظيم. لقوله تعالي: "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون". وفي الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي. وأنا معه إذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه.. الحديث" ولقوله صلي الله عليه وسلم: "إن لله ملائكة سيارة فضلاً يتبعون مجالس الذكر. فإذا وجدوا مجلساً فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضاً بأجنحتهم حتي يملأوا ما بينهم وبين السماء الدنيا فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلي السماء فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم : من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويحمدونك. يسألونك . قال: وماذا يسألوني. قالوا: يسألونك جنتك. قال: وهل رأوا جنتي. قالوا: لا أي رب. قال: فكيف لو رأوا ناري. قالوا: ويستغفرونك. فيقول: قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا. قال فيقول: رب فيهم فلان عبد خطاء وإنما مر فجلس معهم. فيقول: وله غرفت. هم القوم لا يشقي بهم جليسهم. ويستحب له أيضاً أن يكقر من الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم فإن الله أمرنا بها وجعلها سبباً لمزيد رحمته لنا. قال تعالي: "إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً".