الوقائع والأحداث هذا الأسبوع كثيرة ومتنوعة ورغم أهمية معظمها إلا أن واقعة استهداف المستشار معتز خفاجي رئيس محكمة جنايات الجيزة ونجاته من تفجيرات الإرهابيين.. استدعت الاهتمام وأثارت في النفس الشجون.. وتداعت إلي الذاكرة وقائع مشابهة.. أرادوا تفجير سيارة المستشار ومعه أعضاء المحكمة من المستشارين.. لكن شاءت إرادة الله أن تبوء مؤامراتهم وتدبيرهم بالفشل الذريع ويتساقط المتهمون.. وتتعالي صيحاتهم بالتنصل من هذه الجريمة الإرهابية.. إنها عناية الله التي تحفظ العباد مما يدبر لهم من مخططات ومحاولات إجرامية للقضاء عليهم.. حقيقة إرادة الله فوق إرادة البشر!! ورغم بشاعة الجريمة وتداعياتها الخطيرة إلا أن ثقة المستشار خفاجي بالله عز وجل.. وقوته في التصدي للمخططات التي تستهدف حياته تؤكد أن سدنة العدالة لا تخيفهم التهديدات ولا ترعبهم مطاردة أهل الشر أيا كانت صفاتهم.. خاصة أن هؤلاء الذين استشرت جرائمهم هذه الفترة من الذين ينتمون إلي الجماعة الإرهابية.. يتشدقون بقيم الدين الحنيف وهو منهم براء.. والأغرب أنهم عندما يسقطون في مسرح الجريمة تراهم يتراجعون ويرتدعون كالفئران.. ويتنصلون من الاتهامات بصورة تثير الأسي والاستياء وتجعل الإنسان يتساءل في حسرة أين هي عبارات التشدق بالإسلام وقيمه وهناك فريق من هؤلاء الإرهابيين يزعم أنه يريد تخليص البشرية من الكفرة.. لأن التكفير هو أسلوبهم. وما يجري من جرائم لهذه الفرق في العراق وليبيا أبلغ دليل.. لقد اساءوا إلي الإسلام وشوهوا مبادئه!! المستشار معتز خفاجي وكثير من هؤلاء الرجال العظام يدركون أنهم مستهدفون من الإرهابيين ويعرفون مدي محاولاتهم الدنيئة لاغتيالهم لكنهم يبذلون أقصي الجهد لتحقيق العدالة وإجراء التحقيقات الدقيقة إذا استدعي الأمر ويستمعون إلي الشهود نفيا واثباتا بكل رحابة الصدر ومهما تمادي الجناه فإن سيف العدالة هو الأسلوب الأمثل.. يضعون قول الله تعالي: "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" نصب أعينهم ويعتصمون بحبل الله.. لا تخيفهم تفجيرات أو قنابل المتهمين. أو تهديداتهم التي يريدون إرهاب سدنة العدالة.. لكن هيهات أن تفلح مخططات أهل الافك في اثناء رجال القضاء عن تطبيق العدالة علي الجميع حتي وإن نالهم كثير من السفاهة.. وأقوال السوء!! لقد أعجبت كثيرا بتلك العبارات الرائعة الصادرة عن المستشار خفاجي.. والتي أكد خلالها أنه يدرك أن الإرهابيين يطاردونه ويسعون لاغتياله لكنه أصر علي انتظارهم في شرفة منزله.. منتهي الثقه بالله والعزيمة الصادقة علي قهر الخوف.. والاصرار علي تحقيق العدالة أيا كانت مكيدة الجناة.. الله خير حافظا.. تلك هي سمات قضاة مصر العظام الذين كانوا مثار الفخر والاعتزاز من أهل القضاء الواقف وذلك حينما كنا نسمعهم في قاعات المحاكمات يرددون أن في مصر قضاء. وقد عاصرت كثيرا من هؤلاء. الرجال العظام.. فقد كانوا نماذج وقدوة لكل الاجيال في قوة التحمل والصبر في مواجهة الإيذاء.. وتطاول البعض لا يدفعهم للانتقام انهم يتطلعون إلي الجزاء من الحق تبارك وتعالي وقد تجلت حكمته بصورة لا تقبل الشك في واقعة المستشار خفاجي.. لعلها تعيد إلي الاذهان العديد من الأحداث التاريخية المشابهة.. ولا يفوتنا أن نذكر علي حقيقة اعتقد أنها لا تغيب عن خاطر رجال القضاء وتتمثل في ضرورة أن يتم اتخاذ كل ألوان الحيطة والحذر لأن الأمة تواجه حرب هؤلاء الإرهابيين وليتنا جميعا نستوعب هذه الدروس وليكن الحذر في بؤرة اهتمام رجال الشرطة والقوات المسلحة نكرر هذه الحقيقة حتي تظل ماثلة في الأذهان!!