اضبط.. إنهم يبيعون الوهم.. ويتاجرون بآلام البسطاء.. ولا عزاء للمرضي.. وصحي النوم يا حكومة...!! تفتح "المساء" ملفاً من ملفات الفساد.. فالمستشفي الجامعي الجديد للطوارئ بسموحة بالإسكندرية والذي افتتحه المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء والدكتور عادل عدوي وزير الصحة والسكان. واللواء طارق مهدي محافظ الإسكندرية والدكتور أسامة إبراهيم.. منذ ايام قليلة ضمن خطة الدولة لتطوير المنظومة الصحية في مصر. والاهتمام بأقسام الطوارئ. لتقديم خدمة أفضل للمواطنين.. بلا أطباء!! بلغت تكلفة المستشفي الجديد 500 مليون جنيه.. ويضم قسمي الطوارئ الذي يحتوي علي 210 أسرة وقسم الأطفال ويحتوي علي 400 سرير و 47 حضانة.. كما يضم المستشفي 44 جهاز تنفس صناعي و 16 غرفة عناية مركزة. و 4 سيارات إسعاف ووحدة غسيل كلوي ووحدة الأشعة!! يؤكد الدكتور محمد صبري عطا الله ان افتتاح المستشفي الجامعي للطوارئ والاطفال بسموحة ما هو إلا تمثيلية وهمية.. فالمستشفي ليس به اطباء أو مرضي ولا يعمل.. رغم انها مجهزة باحدث المعدات الطبية. أضاف: تم وضع الزهور وفرش السجاد الأحمر وانتداب 8 اطباء من المستشفي الميري للعمل بمستشفي الطوارئ لمدة 10 ايام فقط من الاربعاء 24 سبتمبر إلي الجمعة 3 اكتوبر 2014 والاطباء المنتدبون هم حاتم ابراهيم طلبة.. ومحمد وائل.. وأحمد أبو خزيمة.. ومحمد مختار أمين.. وهشام أحمد جمال الدين علواني.. وأحمد حامد محيي.. وجورج ماجد حليم.. وأحمد السيد أحمد. وتم استحضار مرضي ايضا لعدة أيام فقط لاتمام عملية الافتتاح.. وبالفعل تمت عملية الافتتاح يوم 25 سبتمبر الماضي بحضور رئيس الوزراء ووزير الصحة وبعد الافتتاح تم تسليم العهدة وعودة الاطباء المنتدبين إلي اماكنهم وبقيت المستشفي خالية تماما إلا من الموظفين الإداريين الذين يتقاضون رواتب منذ اكثر من سنة. يقول محمد عبدالعزيز غلاب ان المستشفي الجامعي الجديد بسموحة ليس جديداً بمعني الكلمة حيث تم وضع حجر الاساس له عام 1995 معرفة الدكتور الراحل عبدالعزيز الجندي وذلك من خلال من منحة هولندية قدرها 500 مليون جنيه.. وتم الانتهاء من الانشاءات وتجهيز المستشفي بأحدث الأجهزة الطبية عام 2004 علي ان يكون المستشفي البديلة لمستشفي الشاطبي للاطفال في ذلك الوقت والتي قيل وقتها انها سيتم هدمها لتكون حديقة لمكتبة الاسكندرية.. ولكن الحملة الاعلامية وقتها وقفت امام تنفيذ المشروع وانقذت مستشفي الشاطبي من الهدم.. ولكن ظلت المستشفي الجامعي بسموحة بلا تشغيل منذ عام 2004 إلي عام 2014 ولا احد يعلم حتي الآن ما هو السبب في عدم تشغيل المستشفي والاستفادة منه رغم الازمة التي يعانيها ابناء الاسكندرية من قلة الاسرة بالعناية المركزة بالمحافظة. وتضيف سعاد السيد مصطفي في شهر اغسطس عام 2013 اعلنت مستشفيات جامعة الإسكندرية عن حاجتها إلي 425 وظيفة عبارة عن 15 بمجموعة وظائف العلوم و 20 بمجموعة وظائف الهندسة و 50 بمجموعة وظائف التنمية الإدارية و 40 بمجموعة وظائف تمويل ومحاسبة و 15 بمجموعة وظائف الخدمات الاجتماعية و 15 بمجموعة وظائف التغذية والتدبير المنزلي و5 بمجموعة وظائف الاحصاء والرياضة و 15 بمجموعة وظائف القانون 25 بالمجموعة الفنية الهندسية و 10 بمجموعة وظائف الزراعة والتغذية و35 بمجموعة وظائف المكتبية 10 بمجموعة وظائف الحركة والنقل و20 بمجموعة وظائف الحرفية و150 بمجموعة وظائف الخدمات المعاونة وذلك بمستشفي سموحة وبرج العرب.. وتم بالفعل تعيين الإداريين والخدمات المعاونة وتصرف رواتبهم منذ اكثر من عام دون تشغيل المستشفي او الاستفادة من هذه العمالة أو المساعدة في شفاء مريض واحد.. مما يعد اهدار للمال العام. ويوضح د. بطرس وجيه لطفي انه في يوم 5 فبراير 2014 تم نشر اعلان بالجرائد القومية "الأهرام والأخبار والجمهورية" لطلب اطباء من مختلف التخصصات لشغل 100 وظيفة طبيب بالمستشفي الجامعي بسموحة وبرج العرب.. وتقدم الاطباء لشغل الوظيفة.. وفي شهر اغسطس 2014 تم اختيار 80 طبيبا واعتمدت النتيجة من د. اشرف سعد عميد كلية الطب وتم اخطار الاطباء لانهاء اوراق التعيين واستلام العمل خلال اسبوع.. وعندما ذهب الاطباء لانهاء اوراقهم فوجئوا برفض استلام اوراقهم بحجة ان نتيجة الاعلان مرفوعة لحين دراسة التظلمات رغم اعتمادها من عميد الكلية. ويشير د. كريم فهمي إلي أن عدد التظلمات وصلت إلي 110 تظلمات وتم الرد علي كل تظلم علي حد بمبررات الرفض.. ومازالت الجامعة تسوف لاستلام اوراقنا وفقا لنتيجة الاعلان بلا اي مبرر فقمنا بعمل محضر بقسم شرطة العطارين ضد ادارة الجامعة وارسلنا التماسات إلي رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ووزارة التعليم العالي ومحافظ الإسكندرية ورئيس جامعة الإسكندرية.. رغم تأكيد رئيس إدارة الشئون القانونية بالجامعة ان النتيجة صحيحة. فلماذا التسويف؟!.. رغم اعتماد النتيجة من عميد كلية الطب.. ولماذا انتداب اطباء للمستشفي؟! طالما هناك اطباء كان المفروض تعيينهم وشغلهم منذ اكثر من شهر.. ولماذا تمثيلية الافتتاح الوهمي رغم احتياج اهالي الإسكندرية وعدم توافر اسرة للعناية المركزة بالمحافظة.. ولماذا تأخر افتتاح وعمل المستشفي كل هذه السنوات؟! رغم ان الامكانيات موجودة. هل المستفيد من هذا اساتذة كبار اصحاب مستشفيات خاصة يضرهم وجود مستشفي بكل هذه الامكانات.. ام هناك اطباء من المحاسيب لا يرضيهم شفافية الاختيار.. انه الفساد الذي ترفضه مصر بعد ثورتين.